السَبع وَالأَرنبُ في عباره | |
|
|
|
| بِنابِهِ وَشَعرِهِ المَنفوش |
|
سَطا عَلى الغابَة وَاستولاها | |
|
|
وَشَتَّت الغُزلان مِنها في الخَلا | |
|
| وَما بِها مِن مَرتع إِلا خلا |
|
فَاِجتَمع الوحوش في جَمعيّه | |
|
| وَدَبروا الرَأي بِعَقد النِيّه |
|
|
| بِما جَرى مِن القَضاء فينا |
|
|
| شَبّا صَغيراً مِن صِغارِ القَوم |
|
عَساهُ أَن يَأكله وَيلتَهي | |
|
| وَيَترُك الناسَ عَلى ما تَشتَهي |
|
قالوا وَمَن يوصله الجَوابا | |
|
| فَبَرَزَ الأَرنَب وَاِستَجابا |
|
وَقالَ لا أَبغي لِشيء فعلا | |
|
| أَو تَجعَلوا لِي فَوقَ ذاكَ جُعلا |
|
فَقدّروا الجُعل لَهُ وَسارا | |
|
| مِن بَعد أَن قَد أَخَذَ القَرارا |
|
وَقابل السَبع مَع الجَلاده | |
|
| وَقالَ خُذ يا ملك السَعاده |
|
هَذا قَرار ما بِهِ رَجَونا | |
|
| فَامنُن عَلَينا ثُمَ قالَ عَفَونا |
|
وَأذن لَنا نَنزل إِلى المَراعي | |
|
| فَما لَنا غَيرك فيها راعي |
|
شَبٌّ صَغيرٌ لَكَ كُل يَوم | |
|
| تَأكُلهُ بَعد اِنفِضاض النَوم |
|
قالَ لَهُ رح وَأتني مِن الغَد | |
|
| في كُلّ يَوم مِنكُم بِواحد |
|
فَراحَ ثُمَ عادَ بَعد بكره | |
|
| وَقَد أَعَدَّ للنجاة فكره |
|
وَقابل السَبع وَراحَ عِندَه | |
|
| وَاقتحم الأَخطار مِنهُ وَحده |
|
وَمُذ رآه وَحده السَبع التهب | |
|
| وَحَرَّك الذَيل وَلِلجَنبِ ضرب |
|
وَقالَ أَينَ ذا النَصيب المتفق | |
|
| ما شفت مِنكُم غَير حبر في وَرَق |
|
فَأَسرَعَ الأَرنَبُ في الجَواب | |
|
| وَأَخرَجَ المَكرَ مِن الجِرابِ |
|
وَقالَ حاشا أَن أَكون كاذِبا | |
|
| كُنت أَتيتُ وَحَملتُ أَرنَبا |
|
|
| وَأَخذ الأَرنَب غَصباً مِنّي |
|
قالَ لَهُ السَبع وَأَينَ كانا | |
|
| أَوضَح لي الزَمان وَالمَكانا |
|
فَقالَ كانَ في طُلوع الشَمس | |
|
| في بَلدَةٍ تُسَمى بِعَين شَمس |
|
وَخَتلَ السَبع بِتِلكَ الحيله | |
|
| خَوفاً عَلى أَعضائِهِ النَحيله |
|
وَسارَ بِالسَبع إِلى أَخيهِ | |
|
| لِلبئر يَظهر الخيالُ فيهِ |
|
وَقالَ هَذا مَوضع الغَريم | |
|
| الخائن اِبن الخائن اللَئيم |
|
فَنَظَرَ السَبع خيالَ جسمه | |
|
| كَذا خَيال أَرنَبٍ بِجَنبه |
|
وَنَطَّ بِالقُوة وَسط البير | |
|
| وَلَم يَكُن بِالأسد الخَبير |
|
فَشَرِبَ الماء وَمِنهُ قَد شَرِق | |
|
| وَفارق العيشة جَهلاً وَغَرق |
|
وَرَجَع الأَرنَب بِالسَلامه | |
|
| وَوَضَعَ الراية وَالعمامَه |
|
وَفازَ بِالنَصر وَبِالجُعل الكَثير | |
|
| وَقالَ لا تحتقروا كيد الصَغير |
|