الرجُلُ الحَطّابُ ضاعَت فَأسه | |
|
| وَاِشتَعَلَت بِالهَمّ يَوماً رَأسه |
|
وَكُلُّ حَطابٍ بِغَير فاسِ | |
|
| لا يَعرف الراحَةَ بَينَ الناس |
|
|
| كَيفَ أَرى عَيشي بِلا قَدّوم |
|
دَعوتك اللَهُمَّ يا مَولائي | |
|
| إِقبَل رَجائي وَاستمع دُعائي |
|
|
| حاشا لِمَن يَرجوكَ أَن يُقاسي |
|
فَقبل اللَهُ دَعا الحطّاب | |
|
|
وَقالَ هَل تَعرف هَذي الفاسا | |
|
| وَلا تَرى بِغَيرِها التِباسا |
|
قالَ نَعم أَعرف حَق المَعرفَه | |
|
| وَأَنا خَير مَن أَتاكَ بِالصِفَه |
|
أَظهر فَأساً يَدها مِن الذَهب | |
|
| فَأَنكَر الحَطاب وَالحَقّ طلب |
|
وَبَعد فَأساً يَدها مِن فضه | |
|
| قالَ لَهُ الحَطاب ذا لَم أَرضَه |
|
ثُم أَراه كُنهَ ما كانَ طَلب | |
|
| إِذ هِيَ فَأس يَدُها مِن الخَشَب |
|
قالَ نَعَم ذي الفَأس حَقاً فَأسي | |
|
| لأَنتَ خَيرُ سَيِّدٍ مُواسي |
|
قالَ صدقتَ وَجُزيت خَيراً | |
|
| خُذ هَذِهِ الفُؤوس مني طُرّا |
|
فَأَنتَ أَهلُ الخَيرِ وَالإِكرامِ | |
|
| وَخَيرُ مَن يَصدقُ في الكَلام |
|
وَشاعَ أَمر هَذِهِ الوَقيعَه | |
|
| في كُل ملَّةٍ وَكُل شيعَه |
|
فَخرجت كُل الرِجال تدَّعي | |
|
|
وَمُذ أَتوا أَمامه وَاِجتَمَعوا | |
|
| وَسَألوا الفُؤوس مِنهُ وَاِدَّعوا |
|
قامَ عَلى مَن اِدَّعى وَشَتمه | |
|
| وَكُلُّ مَن لَجَّ عَلَيهِ لكمه |
|
وَقالَ بِالخَير يَفوز مَن صَدَق | |
|
| وَمَن مَشى بِالزور فَالضَرب اِستَحق |
|