إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
وانتظرت .. حتى الصباح |
لأخرج من هذا القبر |
عاريا كما ولدتني أمي |
على جسدي عطر جثةٍ |
غسّلوها منذ ليلتين |
وشحوب أربعين عاما |
من الانتظار الطويل |
من الأسئلة الخضراء كالصبّار |
والعنب الذي طال توقه للقطاف |
والعشق الذي صار يهذي بكفره |
على المقاهي |
وفي حقائب التلاميذ |
وبين الصبايا حاملات الجرار |
في طريقهن إلى النبع |
هذا الحنين مجرمٌ وقاتلٌ .. |
لعمال المناجم |
لنهود النسوة المتوهجات |
أمام أفران الخبيز |
آثمةٌ هي العصافير |
لكنها بريئة من نقْر قلبي |
فوق الغصون |
يا بحر .. |
وأنت تعلم أنني لم أكن كاذبا |
ولا على ظهر وهمي |
سفينتي تعوم |
قد أودعوني مقبرة |
وقالوا لكل من صادفوه |
إنهم .. ودعوني |
أو قُل .. باعوني |
ثم محوا على الطريق |
آثارهم وآثاري |
يا ساقية .. |
وأنت ِ شاهدٌ على العِشرة التي بيننا |
ما عادوا ينبضون مثل قلبك |
إلا .... بالقساوة |
يا طرحة المحبوب |
استضعفتني الريح |
كأنني والغصن .. أولاد حرام |
حين لم تعودي تلفحين وجهي |
أنا الذي مشيت في الشوارع |
حافيا |
أسأل البلدان عن اسمي |
عن ربّي وعن ديني |
وحين قلت العقل زيتي |
والغرام فتيل |
مصباح قلبي بالحجارة .. |
كسّروه |
مالا طاقة لها به |
حُمّلته العواصف |
ما ليس بالإمكان |
عانقته الروح |
وحين قلت إنني رأيت |
ولا أدلة لي |
قالوا عني .. سفيه |
والبعض قال قد كفر |
ورضيت ... |
مثلما أمي الحبيبة علمتني |
أن أكون بالله دوما راضيا |
ومشيت .. |
كيفما ربّاني أبي |
ألا أقف مع غير قلبي |
مثل المجانين |
أتكلم مع نفسي |
شوك الحقيقة في ظهري |
وعطرها سيّال |
شوق الحياة ينادي روحي |
أنا المدفون .. |
في قبر السؤال . |