أَزَنْبَقَةَ السّفْحِ مَا لي أَراكِ | |
|
| تعَانِقُكِ اللَّوْعَةُ القَاسِيهْ |
|
أَفي قلبِكِ الغَضِّ صوتُ اللَّهيب | |
|
| يرتِّل أُنْشودَةَ الهاويَهْ |
|
أَأَسْمَعَكِ اللَّيلُ نَدْبَ القُلُوبِ | |
|
| أَأَرْشَفَكِ الفَجْرُ كأسَ الأَسى |
|
أَصَبَّ عليكِ شُعاعُ الغروبِ | |
|
| نجيعَ الحَيَاةِ وَدَمْعَ المَسا |
|
أَأَوْقَفَكِ الدَّهرُ حيثُ يُفجِّ | |
|
| رُ نَوحُ الحَيَاةِ صُدُوعَ الصُّدورْ |
|
وينبثقُ اللَّيْلُ طيفاً كئيباً | |
|
| رهيباً ويخفقُ حُزْنُ الدُّهُورْ |
|
إِذا أَضْجَرَتْكِ أغاني الظَّلامِ | |
|
| فَقَدْ عَذَّبَتْني أَغانِي الوُجومْ |
|
وإنْ هَجَرَتْكِ بَناتُ الغيومِ | |
|
| فقدْ عانَقَتْني بناتُ الجَحيمْ |
|
وإنْ سَكَبَ الدَّهْرُ في مسمعيْكِ | |
|
| نَحيبَ الدُّجَى وأَنينَ الأَمَلْ |
|
فَقَدْ أَجَّجَ الدَّهرُ في مهجتي | |
|
| شُواظاً مِنَ الحَزَنِ المُشْتَعِلْ |
|
وإنْ أَرْشفتْكِ شِفاهُ الحَيَاةِ | |
|
| رُضابَ الأَسى ورَحيقَ الأَلمْ |
|
فإنِّي تجرَّعتُ من كفِّها | |
|
| كُؤوساً مؤجَّجةً تَضْطَرِمْ |
|
أَصيخي فَمَا بَيْنَ أَعشارِ قلبي | |
|
| يرفُّ صَدَى نَوْحِكِ الخافِتِ |
|
مُعيداً على مُهجتي بحَفِيفِ | |
|
| جَناحَيْهِ صَوْتَ الأَسى المائتِ |
|
وقد أَترعَ اللَّيلُ بالحُبِّ كأسي | |
|
| وشَعْشَعَها بلَهيبِ الحَيَاةْ |
|
وَجَرَّعني مِنْ ثُمالاتِهِ | |
|
| مَرارَةَ حُزْنٍ تُذيبُ الصَّفاةْ |
|
إليَّ فقدْ وَحَّدَتْ بيننا | |
|
| قَساوَةُ هذا الزَّمان الظَّلُومْ |
|
فقد فَجَّرتْ فيَّ هذي الكُلُومَ | |
|
| كما فجَّرتْ فيكِ تلكَ الكُلومْ |
|
وإنْ جَرَفَتْني أَكفُّ المنونِ | |
|
| إلى اللَّحْدِ سَحَقكِ الخطوبْ |
|
فَحُزْني وحُزْنُكِ لا يَبْرَحانِ | |
|
| أَلِيفَيْنِ رغْمَ الزَّمانِ العصيب |
|
وتحتَ رواقِ الظَّلامِ الكَئيبِ | |
|
| إِذا شَمَلَ الكونَ روحُ السَّحَرْ |
|
سَيُسْمَعُ صوتٌ كَلَحْنٍ شجيٍّ | |
|
| تطايَرَ مِنْ خَفَقَاتِ الوَتَرْ |
|
يُرَدِّدُهُ حُزْنُنا في سكونٍ | |
|
| على قَبْرِنا الصَّامتِ المطمئنْ |
|
فَنَرقُدُ تَحْتَ التُّرابِ الأَصمِّ | |
|
| جميعاً على نَغَمَاتِ الحَزَنْ |
|