عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > المغرب > محمد غريط > سقى عهد الصبا صوب المهاد

المغرب

مشاهدة
783

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

سقى عهد الصبا صوب المهاد

سقى عهد الصبا صوب المهاد
فما زال ادكاره في فؤادي
وإن كنت ما أصبت به رشادا
ولا أوريت في علم زنادي
ولكن كنت فيه أخا ارتياح
خليا من مكافحة العوادي
يلذ لي التجاول في لدات
أشخصهم معمعة الجلاد
فكل مقلد سيفا محلى
بلا غمد له أبهى نجاد
ورمح لا يجور على مول
إذا جد التنازل والتعادي
على خيل تسير بلا ركاب
وتانف من مسابقة الجياد
فيا عجبا لحرب كل يوم
تؤجج ثم ترجع لاتحاد
كأن قتامها ثوب عتيق
تخرق بين راحات شداد
ولا يلفى بموقفها قتيل
ولا بخطوطها عان يفادي
ولم نك نرتجي فقد الشخص
سوى شخص نراه من الأعادي
فقيه إن تنحنح في سكون
ترى منا الفرائص في ارتعاد
كأنه في منصته أمير
يخوف بطشه أهل العناد
وما تجني الهدية منه رفقا
ولا تثنيه عن شتم المعادي
أحق بحرفة التأديب مرء
بطبعه حدة الصم الصلاد
إذا حلم المعلم عن غلام
فلا نجح لدنه بمستفاد
وإن أغضى المعالج عن سقيم
فقد أخطأ به نهج السداد
ولم أفتن بقرب من حبيب
ولم أحزن لبين من سعاد
ولم أك للتقدم في أوام
أهيم بذكره في كل واد
ولم أعلق بآمال صعاب
أنازعها بألسنة حداد
ولم أحتج إلى مال فأخشى
عليه من الضياع ومن نفاد
وأعمل بالإشارة من نبيه
يحض على الحساب والاقتصاد
قليل المال تصلحه فيبقى
ولا يبقي الكثير مع الفساد
فلو أعطيت كنزا من نضار
لباريت في السخا ابن أبي دؤاد
وما أنضيت فكري في عويص
ولا أحقدت غيري بانتقاد
وما أسهرت عيني في احتفاظ
بنادرة أقررها بنادي
وما بالشعر كنت أخا شعور
أؤلفه كإشراك اصطياد
فأظفر تارة وأخيب أخرى
ولا أستاء من طول اجتهاد
فجاء بعيد ذاك العهد عهد
تطرق بين نفسي والمراد
وصار القول والأفعال مني
تقيد في الكتاب بلا مداد
فلا حالي كحالي في ابتداء
ولا مشكاة زهوي في اتقاد
أرى ما كنت أعهده كرؤيا
نعمت بحسنها حين الرقاد
وأغبط كل ذي مرح وبسط
خلي في مهاد الأمن هاد
وليد قد كفاه أب شفيق
وحفّه بالمبرّة والوداد
مبوّأ ظل والدة تراه
أعز من الطراف ومن تلاد
مدل بالحنان له شفيع
مكين القول عز عن ارتداد
يراوح وجه عيشته بهيجا
على طبق المراد كما يغادي
فأما والشباب مضى دجاه
ووجه الشيب مثل الصبح باد
فلا منجي لقلبي من عناء
لأغراض وحذر من معادي
وسعي لليسار بكد يمنى
تجلل أبيضا ثوب السواد
فيا ليت الشبيبة زودتني
بكف تستخف عصير عاد
فأغفل بانتشاء عن شؤون
نبذت لها على رغم قيادي
أمثلها فتكسبني انبساطا
فيرجعني الزمان إلى اعتيادي
وكان نبات ناصيتي غرابا
فأصبح مثل أجنحة الجراد
وحال إلى الفتور شديد عزمي
كمثل الجمر آل إلى رماد
كأن الشيب ضيف ليس يرضى
بشيء غير شغلي بالمعاد
ولولا مضاضة الأيام حثّت
ركائبه فزار على اعتماد
لقلت له ولم أكثر ملاما
عجلت فكنت أظلم من زياد
ولو أن الدنا خلقت للهو
أبيح بها التهتك للعباد
سلام للشبيبة والتصابي
تجول به الصبا كل البلاد
محمد غريط
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2014/06/04 02:16:53 صباحاً
التعديل: الأربعاء 2014/06/04 02:17:33 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com