أقَلبٌ لاَ يَزَالُ ولَن يَزُولاَ | |
|
| مُعَنًّى مِن تَذَكُّرِهِ البَتُولا |
|
إذا عذل العذول ازداد شوقا | |
|
|
وإن ذُكرَت تَذَكَّرَ خَوطَ بَانٍ | |
|
| عَلَى دِعصٍ وأُمَّ طَلاً خَذُولا |
|
ولَمحَةً بَارِقٍ وسَوادَ لَيلٍ | |
|
| كَلَيلِ المُغرَمِ المُهتَاجِ طُولا |
|
وَأحوَى شَادِناً رَشاً رَبِيباً | |
|
| يُزِلُّ رَخِيمُ نَعمتِهِ الوُعُولا |
|
وكَشحاً كَالجَدِيلِ لَطِيفَ جَسٍّ | |
|
| غَرِيرٌ مَن يُشبِّهُهُ جَدِيلا |
|
وألمَى كَالسَّدُوسِ وكَالأقَاحِى | |
|
| تَبَطَّنَتِ الأجارِعَ والسُّيُولا |
|
لذِيذَ مُقَبَّلٍ خَضَراً شَمُولاً | |
|
| يَذُمُّ لَهَا مُقّبلُهَا الشَّمُولاَ |
|
كَأنَّ المِسكَ نَكهَتُه سُحَيراً | |
|
| ولَو قَبَّلتُه لَشفي الغَلِيلا |
|
|
| بها ما إِن وَجَدتُ لَهَا سَبِيلا |
|
أحَاوِلُ الوِصَالَ وَأدَّرِيهَا | |
|
| وتَمَنَعُ وَصلَها إِلاَّ قَلِيلا |
|
تَذَكَّرتُ البَتُولَ ولَستُ أدرِى | |
|
| أسَّمَّوهَا البَتُولَ أمِ القَتُولا |
|
فَسَالَ الدَّمعُ مِن عَيني حتَّى | |
|
| خَشِيتُ على الشَّوامِخِ أَن تَزُولا |
|
وَنَشَّفتُ الزَّوافِرَ منهُ حَتّى | |
|
| خَشِيتُ على الزَّواخِيرِ الذُّبُولا |
|
ذَكرتُكِ يَا بَتُولُ على تَنَاءٍ | |
|
| وفي الأيكِ الحَمَامُ دَعَا هَدِيلا |
|
فَقَالَ لِىَ الدَّلِيلُ أتَيتَ صُولاً | |
|
| فَقُلتُ لَهُ أكُنتُ أُرِيدُ صُولا |
|
لَعمرُكِ مَا نَسِيتُ العَهدَ بَيني | |
|
| وبَينِكِ إِذ تَلاَقَينَا أصِيلا |
|
ولم يَنقُص مِنَ الوَاشِينَ وَاشٍ | |
|
| نَقِيراً مِن هَوَاكِ ولاَ فَتِيلا |
|
ألاَ إِنَّ البَتُولَ وإن تَنَاءَت | |
|
| وأظهَرَ تَركُهَا زَمَناً طَوِيلا |
|
لفي سَودَاءِ قَلبي مِن هَوَاهَا | |
|
| غَرَامٌ ما بَرحتُ بِهِ عَلِيلا |
|
يُؤرِّقني تَذَكُّرُهَا مَبِيتاً | |
|
| ويُقلقني تَذَكُّرُهَا مَقِيلا |
|
وَمهمَا حَدَّثَت مُلِّئتُ عَقلاً | |
|
| وإِن ضَحِكَت تُمَلِّؤني ذُهُولا |
|
وأَنبَأني المُنبِئُ أنَّ وَغداً | |
|
| يُحَاوِلُ أن يَكُونَ لَهَا حَلِيلا |
|
فَقلتُ لَهُ إِذَا رَضِيَتهُ كُفئاً | |
|
| تَخِذتُ غُرَازَ إِثرَهُمُ دَلِيلا |
|
وما تَرضَ العَزِيزَةُ في شَبَابٍ | |
|
| أنِيقٍ أن تَضُمَّ لَهَا ذَلِيلا |
|
ومَا تَرضَى البَتُولُ سِوَى جَلِيلٍ | |
|
| ويُوشِكُ أن تَنَالَ فَتًى جَلِيلا |
|
ومَا هَدَأت رِعَاءُ الشَّاءِ عَنِّي | |
|
| وما استحيَت ومَا أدَّكَرَت جَمِيلا |
|
وَما خَشيت عَواقِبَ نارَ هَجوِي | |
|
| إِذا حُضِئت مُيمِّمةً قَبيلا |
|
وَمَا عَلِمُوا بِأنَّا لَو دَخلَنَا | |
|
| على حَكَمٍ أشُلُّهُم شَليلا |
|
جَعَلتُم شَيخَكُم في الله شَيخاً | |
|
| أضَلتهُ جَهَالَتُه السَّبِيلا |
|
إِذَا مَا جُلتُمُ في النحو يوماً | |
|
| تَبَلَّدَ بَينَ قَائِلَةٍ وقِيلا |
|
ولَم يُعدَد مِنَ الفُقَهَاءِ حَتَّى | |
|
| يَصِحَّ لَهُ تَطَلَّبُهُ الوُصُولا |
|
وسوَّدتُم على الضُّعَفَاءِ كَلباً | |
|
| غَدُوراً لَيس يُؤمَنُ أن يَصُولا |
|
إِذَا جَاءَ الكُهُولَ بِهِ استَخَفُّوا | |
|
| فَطُرِّدَ فَاسِقاً فَجًّا جَهُولا |
|
وكُنتُم تَرتَجُونَ العَدلَ مِنهُ | |
|
| فَعَايَنتُم عَنِ العدلِ العُدُولا |
|
وكَانَ كأنَّهُ عَدلٌ لَديكُم | |
|
| فألفَيتُم لِجَرحَتِهِ عُدُولا |
|
يُخَاطبُ بِالرِّسَالةِ كُلَّ آنٍ | |
|
| كَمَن عَرَفَ الرِّسَالَة أو خَلِيلا |
|
وكَم فَضَحَتهُ في النَّادِى لُحُونٌ | |
|
| فَجَرَّرَ مِن مَذَمَّتِهَا ذُيُولا |
|
يَبِيتُ يُقَادُ يَطَّلِبُ المَعَاصِى | |
|
| أألفَيتُم لِسيَِدِكُم مَثِيلا |
|
ويُرسِلُ نَحوَ فَاجِرَةٍ رَسُولاً | |
|
| فَإِن وَجَدَ الرَّسُولُ لِذَاكَ سُولا |
|
أتَى فَيَسِيرُ مُتَّبِعاً رَسُولاً | |
|
| وكَانَ ولَيسَ يَتِّبِعُ الرَّسُولا |
|
فَمَا وُفِّقتُمُ رَأياً ومَا ِإن | |
|
| غَرَستُم في مَنَابِتِهَا النَّخِيلا |
|
أَإِخوَاني الأجِلَّةَ لَو نَظرتُم | |
|
| بِطَرفٍ لَم يَكُن طَرفاً كَلِيلا |
|
عَلِمتُم أنَّكُم كُنتُم عُهُودِى | |
|
| وكُنتُ لِحَبلِ عَهدِكُمُ وَصُولا |
|
دَعُو هَذَا التَّعَصُّبَ إِنَّ خَيراً | |
|
| من الإِدخَالِ أن تَدَعُوا الذُّحُولا |
|
وإني عَاذِرٌ لَكُمُ فَأنتُم | |
|
| جَعَلتُم مِن فُرُوعِكِمُ أُصُولا |
|
ولَو سَوَّدتُمُوهُ مُبَارَكِيًّا | |
|
| أشَمَّ بِكُلِّ مَحمَدَةٍ كَفِيلا |
|
بَصِيراً بالأُمُورِ سَدِيدَ رَاىٍ | |
|
| أَميناً لَن يَمِينَ ولَن يَمِيلا |
|
لَدَبَّرَ أمرَكُم تَدبِيرَ نَدبٍ | |
|
| عَقِيلٍ يَقتفي نَدباً عَقِيلا |
|
وكُنتُم مِثلَ مَا كُنتُم قَدِيمَا | |
|
| وكَانَ كَمَالُ سُؤدَدِكُم كَمِيلا |
|