عُوجَا العَنَاجِيجَ حَتَّى تَساَلاَ الطَّلَلاَ | |
|
| قَد كَان مَا كَانَ بي مِن أمرِهِ جَلَلا |
|
حَلَّتُه بَعدَ الأُولى حلُّوهُ إِذ ظَعَنُوا | |
|
| أيدِى الزَّعَازِعِ مِن نَسجِ البِلَى حُلَلا |
|
فَخِلتُ خَالاً بَقَايَا الآِ طَامِسَةً | |
|
| أو وَحياً أو وَشياً أو وَشماً عَلاَخِلَلا |
|
قِفََا بِه وأَبكِيَاهُ إِنَّ بي عِلَلاَ | |
|
| مِن فَرطِ وَجدِى بِهِ كَى تُشفِيَا العِلَلا |
|
قَد أنهَلتني بِهِجُملٌ عَلَى مَهَلٍ | |
|
| خَمرَ التَّصَابي وعَلَّتني بِهَا عَلَلا |
|
سَلاَهُ عَن أهلِهِ إني بِهِم كَلِفٌ | |
|
| وإِنَّ عَينَ الوَفَا أن تَسأَلاَ فَسَلا |
|
أقَمتُ فِيهِ زَمَاناً في بُلَهنِيَةٍ | |
|
| جَذلاَنَ أرفُلُ في بُردِ الصِّبَا ثَمِلا |
|
قَالاَ أَلَم تَسلُ عن تِذكَارِ أزمنِهِ | |
|
| فَقلتُ مَا رَبِحَ المَشغُوفُ يَومَ سَلا |
|
ما جَنَّةُ الخُلدِ في جََحِيمِ صَبَا | |
|
| بَاتٍ تُشَبُّ لِمَن بِالوَجدِ قَد شُغِلا |
|
لا أنسَى لَوعَةَ يَومَ البَينِ ظَعنُهُمُ | |
|
| تَحدُو الحُدَاةُ بها العَيدِيَّةَ الذُّلَلا |
|
عَالَوا عَلَى كُلِّ وَهمٍ هَو دَجاً وعَلَو | |
|
| هَا بالخُدُورِ وعَالَوا فَوقَهَا الكِلَلا |
|
ما زَلتُ أرمُقُهُم والآلُ دُونَهُمُ | |
|
| حَتَّى تَرَقرَقَ دَمعُ العَينِ فَأَنهَمَلا |
|
عَهدِى بِهَا قَبلُ أَن تُحدََى مَطِيُّهُمُ | |
|
| نَاءَت فَفَصَّمَتِ الخَلخَالَ والحِجَلا |
|
تَجلُو أغَرَّ شَتِيتَ النَّبتِ مُرتَشَفاً | |
|
| عُودُ الأَرَاكَةِ مِنهُ الخَمرَ والعَسَلا |
|
فِيهِ وفي المَيس مِنهَا مَا تَذُمُّ لَهُ | |
|
| نَورُ الأَقَاحِى وخُوطَ البَانَةِ الخِضِلا |
|
قَالُوا تُذَكِّرُنَا جُملُ الظِّبَاءَ إِذَا | |
|
| نَصَّت وتُذكِرُ إِن تَرنُ المَهَا الهَمَلا |
|
فَقُلتُ لَم تكنِ الآرَامُ تُشبِهُهُا | |
|
| ولا المَهَا هَمَلاً جِيداً ولا مُقَلا |
|
قَالُوا لَقَد زَانَ جُملاً جَعلُ لُؤلِئِهَا | |
|
| حَلياُ فًقُلتُ وأني تَألَفَ العَطَلا |
|
ما زَانَها الحَلىُ بَل زَانَتهُ وَيحَكُمُ | |
|
| فَجُملُ لِلحَلىِ لَو لم تَجهَلُوهُ حِلَى |
|
قَالُوا تُذَكِّرُنَا اللَّيلَ البَهِيمَ إِذَا | |
|
| مَا أرخَتِ الفَرعَ فَوقَ المَتنِ فَانسَدَلا |
|
والشَّمسَ مَهما تُمِط الخِمَارَ سَناً | |
|
| والدِّعصَ مُرتَكَماً إِن هَزَّتِ الكَفِلا |
|
فَقُلتُ لَم تَكُ في هَذا مَلاَحَتُهَا | |
|
| ولاَ تَدَلُّلُها إِن وَصَلَت أُصُلا |
|
طُلَّت دِماءُ مُحبِّيها فَلَيسَ لَهُم | |
|
| عَقلٌ أَيُلفي قَتيلٌ في الهَوى عُقِلا |
|
لَو كَلَّمَت في أَعالِي شاهِقٍ وَعَلا | |
|
| لاستَنزَلَت بِحُميَّا نَغمَتِها الوِعَلا |
|
تَقولُ جُملٌ أَطَلتَ الهَجرَ وَيكَ فَهَل | |
|
| جَعَلتَ مِنَّا سِوانا بَعدَنا بَدَلا |
|
فَقُلتُ لا تَحسبينِي آخِذاً بَدَلاً | |
|
| مِنكُم ولا سامِعاً في حُبِّكُم عَدَلا |
|
ولا تَسَلَّيتُ عَنكُم بَعدَ بُعدِكُمُ | |
|
| وَلا تَوَانَيتُ عَن وَصلِي لَكُم مَلَلا |
|
يَا جُملُ إني لَجَلدٌ في الخُطُوبِ إِذَا | |
|
| أبدَت نَواجِذَها المُعوَجَّةَ العُصُلا |
|
سَهلُ السَّجِيّةِ مَرهُوبَ الأَذَيَّةِ مَر | |
|
| جُوُّ العَطِيَّةِ بَذَّالٌ لِمَن سَأَلا |
|
إني كَمِىٌّ قوي الجَأشِ ثَابَتُهُ | |
|
| عِندَ الشَّدَائِدِ إِن تَلحَق خُصىً بِكُلَى |
|
أُجِلَّ خَطباً حِينَ شِئتُ وإِن | |
|
| يَمَّمتُ مُستَعظَماً مُستَصعَباً سُهَلا |
|
لَيسَ الوَعِيدُ مِنَ الأَعدَا يُنَهنُهني | |
|
| جُرِّبتُ قَبلُ فَأُلفِيتُ الفَتَى البَطَلا |
|
لَكِنني جَاءني أنَّ الأُلَى اشتَهَرُوا | |
|
| باللُّؤمِ قَد فَخَرُوا هَا إِنَّ ذَا لَبَلا |
|
ما الفَخرُ إلاَّ لِمَن طَابَت أرُومَتُهُ | |
|
| وكَانَ يُنمَى لأصلٍ ثَابِتٍ أَصُلا |
|
مَا فَخرُكُم في الزَّوَايَا غَيرَ مُضحكَةٍ | |
|
| لم تألَفُوا أبَدا عِلماً ولاَ عَمَلا |
|
أفسَدتُمُ الدِّينَ حَتَّى صَارَ مُختَلِطاً | |
|
| والعِلمَ حتى تَرَدَّى سابِغاتِ بِلى |
|
راجَت بِضاعَةُ إِبليسٍ بِكُم فَلَكُم | |
|
| في قَلبِ إِبليسَ حُبٌّ لَم يَشبِ بِقِلَى |
|
طَاوَعتُمُوهُ فَأصبَحتُم لَهُ رُسلاً | |
|
| تَعصُونَ لِمَأمُورَاتِهِ الرُّسلا |
|
لاَحَىَّ أجدَرَ بِالمَلحَاةِ أجمِعَهَا | |
|
| مِنكُم ولاَحَىَّ أغوَى مِنكُمُ سُبُلا |
|
يَكسُو إِذَا اجتمَعَ الأَندَاءُ نَادِيكُم | |
|
| والحَالُ شَاهِدَةٌ صِرفَ الخَنَا |
|
جِئنَاكُمُ مَعَ وَفدٍ مِن بني حَسَنٍ | |
|
| شُمِّ الأنُوفِ على كُلِّ العُلاَ اشتَمَلا |
|
لَمَّا نَزَلَنا تََهَاوَنتُم بِنَا بُخُلاًَ | |
|
| إِذ ذَا كَدَ أبُكُمُ مَع كُلِّ مَن نَزَلا |
|
وخُنتُمُونَا وكَانَ الغَدرُ دَيدَنَكُم | |
|
| قدما وهَيَّأتُمُ العَورَا لَنَا نُزُلا |
|
وخَاذَفَتنَا بِمَا ألفَت نِسَاؤُكُمُ | |
|
| شَلَّت يَدُ امرَأةٍ خذَّافَةٍ شَلَلا |
|
أهَكَذَا تَفعَلُ الشُّمُّ الكِرَامُ إِذَا | |
|
| وَافي الوُفُودُ الكِرَامُ السَّادَةَ الفُضُلا |
|
لَحَاكُمُ اللهُ مِن حَىٍّ فَحَيُّكُمُ | |
|
| لَم يُلفَ في الدَّهرِ مَعنِياً بِمَا جَمُلا |
|
تَبًّالَكُم لَم يَكُن مَن جَاءَ نَادِيَكُم | |
|
| يُلفي بِهِ إمرَأَةً حَسنَا ولاَ رَجُلا |
|
يُلغِى سَعَالِىَ تجري بَينَ أخبِيَةٍ | |
|
| تَأوي إِلَيهَا قُرُودٌ مُلِّئَت بُخُلا |
|
قَد أورَثَتكُم وأَولَتكُم أوَائلُكُم | |
|
| اللُّؤمَ والمَكرَ والعِصيَان والحِيلا |
|
فَجَمَّعَ اللهُ فِيكُم كُلَّ مَلأَمَةٍ | |
|
| إِن تُذكَرُوا بِنَواحِىِ مُسلِمٍ تَفَلا |
|
فَعَقلُ ذِى المَهدِ مِنكُم وَهوَ مُرتَضِعٌ | |
|
| كَعَقلِ مَن شَيبُهُ في فَودِهِ اشتَعَلا |
|
يَا نَجلَ بي بِمَاذَا كُنتَ مُفتَخِراً | |
|
| أخِلتني جَاهِلاَ آبَاءَكَ الأُوُلا |
|
لا تَحجُ في آلِ زَينٍ نَيلَ مُنفَعَةٍ | |
|
| لَم يَرفَعُوكَ وَلَم تَبلُغ بِهِم أمَلا |
|
قَد كُنتَ مُمتَهَناً في النَّاسِ مُبتَذَلاً | |
|
| وصِرتَ مُمتَهناً في النَّاسِ مُبتَذَلا |
|
مَن رَامَ رَفعاً بِهِم ضَاقَت مَذَاهِبُهُ | |
|
| فَهُم رُعاةٌ جُفَاةٌ كُلُّهُم جُهَلا |
|
أمَّا إعَانتُكَ المَلهُوفَ مُمَكِنِةٌ | |
|
| لَولاَ إفتِقَارُكَ وإستِطعَامُكَ الُخَلا |
|
ما زِلتَ تطرِيهُم مَدحاً تُجَرِّرُ مِن | |
|
| أَذيَالِ مِينِكَ والمَمدُوحَ مَا بَذَلا |
|
مَا الشَّيخُ يَا غُمرُ إِلا مَن تَصَعَّدَ في | |
|
| مَرَاتِبِ الحَضَرَاتِ الغُرِّ وأنسَفَلا |
|
وخَامَرَ الحُبُّ مِنهُ كُلَّ مَا نَفَسٍ | |
|
| وعَمَّ مِنهُ جَمِيعَ العَالمِينَ إِلَى |
|
وجُرِّبَ العِلمُ فِيهِ بَاطِنَاً وَسَقَى | |
|
| عِرفَانُهُ كُلَّ مَن آوَى إِلَيهِ وِلَى |
|
وجَانَبَت كُلَّ مَومُوقٍ قُرُونُتُهُ | |
|
| وُدكَّ عَنهُ حِجَابُ الغَىِّ فأتَّصَلا |
|
مُستَمسِكاً بِعُرَى التَّسلِيمِ مُجتنِباً | |
|
| مُصِّرفاً بِيدِ التَّمكِينِ مُمتَثِلا |
|
أمَّا الذي كَانَ في السُّفلِىِّ مُحتَجِباً | |
|
| رَانَت عَلَى قَلبِهِ الأهوَاءُ والخُيُلا |
|
مُكردَساً بِعُيُوبِ النَّاسِ مُمتَلِئاً | |
|
| إِن يُذكَرِ اللهُ يَذكُر شَاءً أو إِبِلا |
|
فَلَيسَ شَيخاً ومَن يَجعَلهُ حُجَّتَهُ | |
|
| ِإلَى طَرِيقِ المَعَاصِى والهَوَى وَصَلا |
|
وكَونُكَ إبنَ جَلاَ يَحتَاجُ بَيِّنَةً | |
|
| إِذِ الصَّوابُ عِندَنَا أنَّكَ إبنُ خَلا |
|
قَد كُنتَ طِفلاً طُفَيلِيًّا وشِبتَ كَمَا | |
|
| قَد كُنتَ طِفلاً فَلَم تُشغَل بِنَيلِ عُلا |
|
إِن قَدَّمُوكَ لإنشاءِ القَرِيضِ فَقَد | |
|
| يُرعَى الهَشِيمُ إِذَا لَم يُوَجَدنَّ كَلا |
|
أمَّا إِدِّعَاؤُكَ لِلتَّقُوَى فَمَحضُ خَنًى | |
|
| لَم تَقصُدنَّ بِهِ وَجهَ الإلَه عَلا |
|
بل كَانَ مِنكَ رِيَاءً لِلرَّعِيةِ كَى | |
|
| تَصطَادَ مِنهُم إِذَا أمُّوا العَطَا نِحَلا |
|
وَكَونُ أُمِّكَ ما عَقَّت يُكَذِّبُهُ | |
|
| ما عاشَ بَيٌّ مُهاناً جائِعاً وَجِلا |
|
وكَونُ بي أبِيكََ القدمِ شِيمَتهُ | |
|
| بَينَ الوَرَى أَخذُهُ في كَفِّهِ أُكُلا |
|
مَا زَالَ يَرفُلُ في عُرىٍ ومَسغَبةٍ | |
|
| يَجُرُّ أَذيَالَ ذُلٍّ بَينَ كُلِّ مَلا |
|
لِم لاَ تَكَن كَاسِيًّا بَيًّا ومُطعِمَهُ | |
|
| وأنتَ نَجلٌ لبي بِئسَ مَا نَجَلا |
|
عَيَّرتَ بِالجَهلِ أصلِى غَيرَ مُدَّكِرٍ | |
|
| بَيًّا وبي طَالَمَا جَهِلا |
|
وإِنَّ نَانَا التى قَد قُلتَ مُشعِرَةٌ | |
|
| مِن كُلِّ وجهٍ بِأن لَم تُعزَ لِلعُقَلا |
|
ولَيسَ يَدخُلُ قَلباً أَن تُلَحَنني | |
|
| وقَد تَفَرَّعتُ مِن طَودِ اللُّغَى القُلَلا |
|
مَارَستُ قَبلَكَ إنشَاءَ القَرِيضِ وَمَا | |
|
| أنشَدتُهُم لَذَّ في آذِنِهِم وحَلا |
|
واستَحسَنُوا وأرتَضوا حَوكِى وأَنتَ إِذَا | |
|
| ما غِبتَهُ ازدَادَ عِندِى رِفعَةً وعَلا |
|
كَم شَاعِرٍ ذَرِبٍ غَادَرتُ في كُرَبٍ | |
|
| إِذ صَارَ بالهَجوِ القُرحُ مُندَمِلا |
|
فَهَاكَ دُرَّ قَرِيضٍ غَيرِ مُعتَسَفِ | |
|
| يَسقِيكَ إِن تَدرِ مَعنَى كُنهِهِ خَبَلا |
|
أجِب عَلَى عَجَلٍ لاَ تَرخِ لِى طِوَلاً | |
|
| فَإِنني لَم أكُن أرخِى لَكَ الطِّوَلا |
|