سَبَت لُبَّهُ مِن بَعدِ كَبرَتِهِ جُملُ | |
|
| ففي جَفنِهِ وَبلٌ وفي عَقلِهِ خَبلُ |
|
وفِي صَدرِهِ نَارٌ مِنًَ الهَمِّ تَلتَظِى | |
|
| زَوَافِرُهَا تَعلُو وتَسفُلُ إِن تَعلُ |
|
وقَد طَالَما أورَت تَبَارِيحَ وَجدِهِ | |
|
| ولم تَمنَحهُ الوَصلَ إِن مُنِحَ الوَصلُ |
|
فَلِلهِ جُملٌ مَا أمَرَّ فِرَاقَهَا | |
|
| ومَا أَعذبَ المُرَّينِ إِن رَضِيَت جُملُ |
|
كَسَتنِي الهَوَى العُذرِىِّ أيَّامَنَا عَلَى | |
|
| نَقَى الدِّعمَةِ الغَرَّا إِذِ اجتَمَعَ الأَهلُ |
|
لَيَالِيَ لاَ أزوَرُّ عَنها لِزَائِرٍ | |
|
| ولَم يُنِنِي عَنهَأ مَلاَمٌ ولاَ عَذلُ |
|
سَبَتني مِنهَا نَظرَةٌ وإشَارَةٌ | |
|
| بِطَرفٍ كَحِيلٍ مَا أُمِرَّ بِهِ كُحلُ |
|
غَدَاةَ التَقَينَا في ظِلاَلِ بَشَامَةٍ | |
|
| وحَفَّت بِكل الأحقَافُ والأعيُنُ النَّجلُ |
|
وغني غَزَالٌ كالغَزَالَةِ شَادِنٌ | |
|
| غَدَائِرُهُ قبلٌ وأردَافُهُ رَملُ |
|
وَوَجنَتُهُ صُبحٌ وفي الرِّيقِ خَمرةٌ | |
|
| وفي طَرفِهِ سِحرٌ وفي لَحظِهِ نَبلُ |
|
فأَطرَبَنَا حَتَّى اضطَرَبنَا تَوَاجُداً | |
|
| وَرَقصٌ مَشُوقٍ في تَوَاجُدِهِ سَهلُ |
|
بِنَفسِى ذَاكَ اليَومُ لَولاَ رِسَالَةٌ | |
|
| مِنَ البُعدِ وافَتنَا بِها أرسَل البَعلُ |
|
لَظَلَّت عَلَينا الرُّسلُ تَتَرى ولَم نَكُن | |
|
| لِنَتَّبَعَ فِيهَا مَا أتَتنَا بِه الرُّسلُ |
|
أقُولُ لِجُملٍ والأَحِبَّةُ هُجَّعٌ | |
|
| وقَد فَاتَ جُلُّ اللَّيلِ وانسَدَلَ السَّدلُ |
|
أيَا جُملُ لَو تَدرِينَ مَا بي وَفَيتِ لِى | |
|
| ولَم يَكُ في وَعدٍ وَعَدتِ بِهِ مَطلُ |
|
فَقَالَت مَنَحتَ الحُبَّ والوِدَّ غَيرَنَا | |
|
| ورُمتَ مَحَلاًّ لَم يَكُن حُلَّ مِن قَبلُ |
|
فَقُلتُ لَهَا بو القَلبُ تَغلِي شُجُونُهُ | |
|
| وبِالحَقِّ في الأَشيَاءِ تُستَوضَحُ السُّبلُ |
|
لأبنَاءِ بونَنَّ السَّمَاحَةُ والفَضلُ | |
|
| ومحضُ التَّقوَى والجُودُ والحِلمُ والعَدلُ |
|
وفيِهم مَعَانٍ مِن مَعَانِي جُدُودِهِم | |
|
| مُشَاهَدَةُ يَسمُو بِهَا القَولُ والفِعلُ |
|
فَهُم غُرَرُ الأَندَاءِ في كُلِّ مَشهَدٍ | |
|
| وغَيرُهُم في المَجدِ فَرعٌ وهُم أَصلُ |
|
سَرَاةُ حُمَاةٌ لا يَمَلُّ جَلِيسُهُم | |
|
| ولَم يَخشَ أن تَزِلَّ بِو النَّعل |
|
ولا عيبَ فِيهِم غَيرَ أنَّ نَوَالَهُم | |
|
| عَلَى الجَارِ جَارٍ لَيسَ يَنقُصُهُ المَحلُ |
|
وفي بُعدِهِم بُعد مِنَ الخَيرِ والتُّقَى | |
|
| وفي قُربِهِم وَصلٌ وفي حُبِّهِم فَضلُ |
|
وَرِيقَتُهُم رُقيَا وَزورَتُهُم غِنى | |
|
| وأَخلاقُهم رَاحٌ وَرَاحاتُهُم وَبلُ |
|
فَكُلُّهُمُ في البَذلِ حَاتِمُ طَيِّءٍ | |
|
| وكُلُهُمُ بَدرٌ وكُلُهُمُ عَدلُ |
|
فَإِن لُويِنُوا لاَنُوا لِكُلِّ مُلايِنٍ | |
|
| وَلذَّت سَجايَاهُم وَطابَ لَهُ البَذلُ |
|
وهُم لِمَنَاوِيهِم عُصَارَةُ حَنظَلٍ | |
|
| وَداهِيَةٌ دَهيَاءُ أَنيَابُهَا عُصلُ |
|
وقَد سَلَكُوا في المَجدِ شَأوَ أَبِيهِمُ | |
|
| ولا عَجَبٌ إِن يُشبِهِ الأَسدَ الشِّبلُ |
|
ولَيسَ لَهُم يَومَ الكِفَاحِ مُكَافِحٌ | |
|
| ولَيسَ لَهُم فِي كُلِّ مَحمَدَةٍ مِثلُ |
|
أحادِيثُهُم تَشفى منَ الداءِ كُلِّهِ | |
|
| وتُنسِيكَ مَا مَجَّت بِأَجبَاحِهَا النَّحلُ |
|
فَقَالَت دَعِ التَّصرِيحَ فِيمَا تَقُولُهُ | |
|
| فَقُلتُ دِعِيني الحَقُّ صَاحِبُهُ يَعلُو |
|
فَقَالَت أمَا تَخشَى مِنَ النَّاسِ إِنَّهُم | |
|
| لَهُم غَيرَةٌ مِنهَا الأَجِلاَّءُ مَا تَخلُو |
|
فَقُلتُ أَأَخشَى النَّاسَ بَالحَقِّ بَعدَمَا | |
|
| تَمَكَّنَ مِن حَيزُومِ نَاقَتِىَ الرَّحلُ |
|
وأُحكِمَ تَجرِيبي وشَابَت مَفَارِقِى | |
|
| وخَامَرني الإِيمانُ والعَقلُ والنَّقلُ |
|
أُلاَكَ أَخِلاَّئِى الذينَ جِوَارُهُم | |
|
| بِهِ المَرءُ عَن أهلٍ وَعَن وَطَنٍ يَسلُو |
|
مُعَارِضُهُم في المَجدِ بَاقٍ مُخَلَّفٌ | |
|
| عَلَى صَيرِ أمرٍ مَايَمَرُّ ومَا يَحلُو |
|
تُقَلِّبُه الأَحوالُ يَنشُدُ حَالُهُ | |
|
| لَقَد كَانَ في بَعض المُعَارَضَةِ الجَهلُ |
|
فَلَيسَ كَمِثلِ الشَّمس في صَحوِهَا السُّهَا | |
|
| ولَيسَ كَمِثلِ الطِّرفِ في الغلوَة البَغلُ |
|
وهَل يُنبِتُ الخِطِىًّ إِلاَّ وَشِيجُهُ | |
|
| وتُغرَسُ ِإلاَّ في مَنَابِتِهَا النَّخلُ |
|
فَلا زَالَ شَملُ الجُودِ مُنتَظِماً بِهِم | |
|
| وهُم في إنتِظَامِ الشَّملِ إِن شُتِّتَ الشَّملُ |
|
بِجَاهِ إِمَامِ الرُّسلِ جَدِّهِمُ الذي | |
|
| تَنَاهَى إِليهِ المَجدُ والجُودُ والفَضلُ |
|