ألَم يَأنِ أن تَجفُو الصِّبَا وتَحَلَّمَا | |
|
| وتَأنَفُ عَن صَهبَا لَمَى رَبَّةِ اللَّمَى |
|
وَتَستَرجِعَ النَّفسَ اللَّجُوجَ عَنِ الهَوَى | |
|
| وتَقصُرَ عَمَّا كُنتَ فِيهِ وتَندَمَا |
|
وَتخمُدَ نَارَ الغَىِّ بعد إتِّقَادِها | |
|
| وتُحضِىءَ نَارَ الرُّشدِ أن تَتَضَرَّمَا |
|
وتُمسِكَ دَمعَ العَينِ عَن جَرَيَانِه | |
|
| على النَّحرِ إِن حَبلَ الخَلِيطِ تَصًرُّمَا |
|
وتَعلَمَ أن الدَّهرَ ذَلِكَ دَأبُهُ | |
|
| يُفَرِّقُ مَجمُوعاً وَينقُضُ مَبرَمَا |
|
وَيرفَعُ مَخفَوضاً وَيَخفِضُ تَارةً | |
|
| عَلِيَّاً عَزِيزَ القَدرِ أسبَقَ أكرَمَا |
|
جهلتَ أُموراً لَم يَلِق بِكَ جَهلُهَا | |
|
| تَعلَّم شِفَا الأُمىِّ أن يَتَعَلَّمَا |
|
لَحَا اللهُ دَاءَ الجَهلِ لاَبُرءَ يُرتَجَى | |
|
| لأربَابِهِ فَأحذرهُ أينَ تَيَمَّمَا |
|
هُو الجَهلُ يَأبَى المُحتَسِى مَرخدِيَّهُ | |
|
| إِذَا سُمتَهُ التَّقوِيمَ أن يَتَقَوَّمَا |
|
فَيُعمِى ويُصمِى بِالعَمَايَةِ رَبَّهُ | |
|
| فَمَا تَنجَلِى عَنهُ العَمَايَةُ والعَمَى |
|
أيَا سَائِلاً عني ابنُ مَن وَمَن أينَما | |
|
| أتَيتُ تَرَفَّق بي فَلَستُ مُذَمَّمًا |
|
فَإني عِصَامِىُّ المَحَامِدِ والذي | |
|
| نَغِبتُ مِن أمِّى لٍى لَهَا كَانَ سُلَّمَا |
|
سَقَى اللهُ قَبراً قَد تَضَمَّنَهَا حَياً | |
|
| مِن الرَّوحِ والرَّيحَانِ أبلَقَ أسحمَا |
|
وإنّ ابنُ يَومِى لاَ إبنُ أمسَى فَمَن أتَى | |
|
| فِنَائِىَ أُلفي فِيهِ عِرضاً مُسَلَّمَا |
|
وأُلفي فَتًى لاَ يستَكِينُ لِنَكبَةٍِ | |
|
| غَزيرَ نَدىً ضَحَّاكَ سِنٍّ مُفَخَّمَا |
|
يُبُوِّئُ لِلأضيَافِ أرحَبَ مَنزِلٍ | |
|
| ويُكرِمُهُم مُستَبشِراً مُتَنَعِمَّا |
|
فَتًى عَلَكَت مِنهُ الحَوادِثُ مَاجِداً | |
|
| صَبُوراً إِذا مَا كانَ يَومُهُ أشأَمَا |
|
تَوَدُّ الدَّوَاهِى أن تُضَعضِعُهُ وَهَل | |
|
| لِرِيحِ الصَّبَا أن تَستَخِفَّ يَلَملَمَا |
|
تَعَلَّمَ مِن عِلمِ العَقَائِدِ مَا كفي | |
|
| فَكَانَ بِحَمدِ اللهِ لاَ شَكَّ مُسلِمَا |
|
ومِمَّا سِوَاهُ عالمٌ فَرضَ عَينِهِ | |
|
| وَيرجُون لِمَا لَم يَعلَم أَن يَتَعَلَّمَا |
|
إِذَا كَان في النَّادِى يُبِينُ كَلاَمَه | |
|
| فَلَم يَكُ يَخشَى اللَّحنَ حَيثُ تَكُلَّمَا |
|
على أنَّهُ صَافي القَرِيحَةِ عِدُّهَا | |
|
| قَوَافِيهِ تَحكِى الشَّذرَ صِرفاً مُنَظَّمَا |
|
لَحَا اللهُ مَالاً مُقتَنىً لاِمتِنَاعِهِ | |
|
| مِنَ الجَارِ حِينَ الغَيمُ في الأُفقِ خَيَّمَا |
|
ومَضَّ القَرِيعَ المُقرَمَ الصِّرُّ وانتَحَى | |
|
| إِلَى الدِّفءِ قَبلَ الشَّولِ أكلَفَ عَيهَمَا |
|
وبَارَكَ في مَالٍ إذَا الدَّهرُ فَرَّعَن | |
|
| كَوَالِحَ عُصلٍ وأشمَأزَّ وصَمَّمَا |
|
واقبَلَ غَضبَاناً وأنضَى صَوارِماً | |
|
| وأرهَفَ أرمَاحاً وفَوَّقَ أسهُمَا |
|
يُقَسِّمُهُ العَافُونَ والجَارُ بَينِهِم | |
|
| فَيَحسَبَهُ الرَّاءُونَ نَهباً مُقَسَّمَا |
|
وإني ابنُ مَن يَرعَى حُقَوقَ بُنَوَّتِى | |
|
| ومَن كَانَ يَرعَاهَا يَجِد مني أبنَمَا |
|
وِإني ابنُ مَن يَرجُو إِذَا غِبتُ أَوبَتِى | |
|
| سَرِيعاً ويَرجُو أن أفُوزَ وأَغنَمَا |
|
ويُكرِمُ مَن خَلَّفتُ في جَنَبَاتِهِ | |
|
| وإِن لَم يَكُن أهلاً لِذَلَكَ تُكُرُّمَا |
|
فَيُصبِحَ لاَ يخشَى سَبَايَا ولاَقِلىً | |
|
| ويَجعَلُهُ في كُلِّ أمرِ مُقَدَّمَا |
|
وإِن جِئتُهُ أبدَى طَلاَقَةَ وَجهِهِ | |
|
| وخَالَسَ في رَدِّ السَّلاَمِ التَّبُسَمَا |
|
فَذاكَ أبي الذي استَحَقَّ عَلَىَّ مَا | |
|
| يَحِقُّ عَلَى إبنٍ فَاضِلٍ لَن يُلَوَّمَا |
|
كَذَاكَ يُلفِيني أو أخيَرَ إِنني | |
|
| مُكَرِّمُ مَن أحبَبتُهُ أن يُكَّرَمَا |
|
ولَستُ إبنَ مَن مَهمَا دَهَتني مُلِمَّةٌ | |
|
| تَطَرَّبَ واستَحلَى الهَنَا وتَرَنَّمَا |
|
ولَستُ إِبنَ مَن يَرجُو وَيَأمُلُ حَنَّتِى | |
|
| ِإذَا مَا غِبتُ أو إِن لَم أغِب أن تَأيَّمَا |
|
فَيَطرُدُهَا طردَ المُدَثَّرِ أجرَباً | |
|
| تَيَمَّمَ مَثوَى بَركِهِ فَتَجَشَّمَا |
|
وَيمنَعُهَا مَالِى وَيمنَعُ مَالَهُ | |
|
| ألاَ هَيمَا مِن مِثلِ ذَاكَ وَهَيمَا |
|
ويَشتُمُهَا بَعدِى أَلَم يَكُ عَالِماً | |
|
| بِأني إِذَا شُوتِمتُ أُلفِيتُ أشتَمَا |
|
وأنَىَّ حَامٍ لِلدِّمَارِ ودَيدَنِي | |
|
| وَيعلَمُهُ أني أذُبُّ عَنِ الحِمَى |
|
حَمَيتُ ذِمَارَ الشَّقرَوِيِّينَ كُلِّهِم | |
|
| فَأخرَستُ مَن بِالسَّبِّ رَامَ التَّكُلَّمَا |
|
صَلاَةٌ كَعَرفِ الرَّوضِ مِن خَالقِ الوَرَى | |
|
| عَلَى نُخبَةِ الأَكوَانِ بَدءاً ومَختَمَا |
|