أرَاحَت لِقَلبي عَازِبَ الهَمِّ والهَوَى | |
|
| رُبُوعٌ بِذَاتش الرِّيعِ شَرقِىِّ ذِى الهُوَى |
|
وألوَت بِصَبرٍ بَعدَ صَبرِى مَنَازِلٌ | |
|
| بِجَنبَةِ ذَاتِ الدُّخنِ في مُلتَوَى اللِّوىَ |
|
وقَد هَيَّجت آيَاتُ دُورٍ مَحِيلَةٍ | |
|
| لَدَى مَيسةِ المَرضَى البَلاَبِلَ والجَوَى |
|
وبِالسِّفحِ مِن بَصَّارَةِ المَيسَةِ التى | |
|
| تَلِى تِلعَةَ الغُدرَانِ مُرتَبَعٌ قَوَا |
|
وفي جَانبي غَورِ الغَدِيرِ مَرَابِعٌ | |
|
| دَوَارِسُ هِىَّ الدّاءُ لِى وَهِىَ الدَّوا |
|
وفي جَلهَتَى ذَاتِ الجِمَالِ ونَعفِهَا | |
|
| إِلَى مُلتَوَى الوَعسَاءِ مِن حَيثُ مَا التَوَى |
|
مَعَاهِدُ إِن رُمتُ إرعَوَاءً عَنِ الصِّبَا | |
|
| أبَى ذِكرُهَا إِلاَّ ارعوَاءً عَنِ ارعِوَا |
|
مَنَازِلُ مَاهَاجَتهُ مَاهِيجَ قَبلَهَا | |
|
| فَقلبي عَلَى صَفوِ الوِدَادِ لَهَا انطَوَى |
|
أقَمتُ بِها دَهراً بِأهَنَأِ غِبطَةٍ | |
|
| وأعذَبِ وَصلٍ آمِناً صَولَةَ النَّوَى |
|
دِيَّارٌ بِهَا احلَولَى التَّصَابي وَأينَعَت | |
|
| غُصُونُ الهَوَى حَتَّى تَأنَّقَ وَاستَوَى |
|
فَكَم لَيلَةٍ في هَذِهِ الدُّورِ بِتُّهَا | |
|
| أُغَازِلُ غَزلاَناً مَعَاصِمُهَا رِوَا |
|
إِذَا ابتَسَمَت خِلتَ البُرُوقَ إبتِسَامَهَا | |
|
| سَناً في هَوَاءٍ مِثلُ آخَرَ في هَوَا |
|
وَتَحسَبُهَا مَهمَا تَثَنَّت أو استَوَت | |
|
| نَضِيرَاتِ بَانٍ في تَثَنٍّ وفي استِوَا |
|
ومَهمَا التَوت فَوقَ اللِّوىَ قُلتَ هَذِهِ | |
|
| ظِبَاءُ اللِّوَى لَولاَ الشَّوَاكِلُ والشَّوَى |
|
دِيَّارٌ حَنَينَا العِلمَ في جَنَباتِهَا | |
|
| شَهِيًّا وَأدنَينَاهُ إِذ هُو مُجتَوَى |
|
وَرُضنَا بِهَا صَعبَ القَوَافي فأَصبَحَت | |
|
| لَنَا ذُلَلاً فِيهَا ضَوىً ولَهَا قُوَى |
|
لَيالِينَا لا تَخشي هَجوَ واغِلٍ | |
|
| وَإِذ هُو فِينَا مِن حِواٍ إِلَى حِوَا |
|
إِذَا رَاءَ عِرساً مُوذِناً بِوَلِيمَةٍ | |
|
| ثَوَى وَإِذَا المَأمُولُ مِنهَا انزَوَى انزَوَى |
|
أيَا ابنَ حَبِيبِ اللهِ لَم تَكُ عِندَنَا | |
|
| بِمُحتَرَمٍ جَراَّ الأبَاطِيلِ واللُّوَى |
|
فَلَسنَا كَمَن يَقتَادُهُ كُلُّ مُدَّعٍ | |
|
| وَلَسنَا كَمَن يُغوِيهِ غَاوٍ إِذَا اغتَوَى |
|
أظُنُّ ِإذَا مَا مِتَّ قَادِرٌ | |
|
| عَلَى أنني أُحيِيكَ بِاللهِ لاَ القُوَى |
|
أُرَدِّدُ كَأساً عِندَ وَجهِكَ لَذَّةً | |
|
| وَآتِى بِلَحمٍ مِن قَدِيدٍ وَمُشتَوَى |
|
فَلاَبُدَّ أَن تَحتَالَ حَتَّى تُحِيلَهَا | |
|
| وَتفتَرِسَ اللَّحمَ القَدِيدَ أوِ الشِّوَا |
|
وَفَخرُكَ بِالشَّيخِ الَّذِي قُلتَ ثابِتٌ | |
|
| فَإِن تَكُ مِثلَ الشَّيخِ فَاستَطِبِ الثَّوَا |
|
فَسَعيُكَ نَاءٍ عَن طريقةَ سَعيِهِ | |
|
| وَمعنَاكَ عَن مَّعنَاتِهِ أعوَجَّ وَالتَوَى |
|
فَطَرَّدَكَ الحِرمَانُ عَن بَابِ عِلمِهِ | |
|
| وَحلأكَ الشَّيطَانُ عَن مَائِهِ الرِّوَى |
|
عَلَى أنَّهُ مِن نَبعِنَا وَوَشِيجِنَا | |
|
| وَقَد كَانَ مِنَّا حَاوِيًّا كُلَّ مَا حَوَى |
|
أَبَنَّ بِنَا لاَ يَبتَغِى بَدَلاً بِنَا | |
|
| وأُشرِبَ مِنَّا العِلمَ واعتَزًّ واقتَوَى |
|
وَقَد كَان غَضَّافي المَكَارِمِ غُصنُهُ | |
|
| ولَكِنَّ غُصنَ الشَّيخِ مِن بَعدِهِ ذَوَى |
|
فَأنتَ نَوَاةٌ مِنهُ إِن كَانَ تَمرَةً | |
|
| وَلَم يَكُ فَضلُ التَّمرِ يَسرِى ِإلَى النَّوَى |
|
وفي ثَمَرِ البُهمَى لِمِثلِكَ أُسوَةٌ | |
|
| فَأنتَ وَمَا قَد أَثمَرتَ مِن سفي سَوَا |
|
أتَى وَاغِلٌ يَوماً نَدِيًّا فَشَلَّهُ | |
|
| وَصَارَ ورَاءَ الدَّارِ يَرنُو مِنَ الكُوَى |
|
وقَالَ لَهُم إِنِّي مُهَاجٍ لِشَاعِرٍ | |
|
| وَدَأبِيَ أن أُهجَى دَوَاماً وأهجُوَا |
|
وَمأمُولُهُ أن يُّستَرَدَّ إِلَيهُمُ | |
|
| وَيَقرب مِمَّا قَرَّبُوهُ وَيَدنُوَا |
|
فَقَالُوا وَمَن تَهجُو فَقَالَ مُحَمَّدٌ | |
|
| فَقَالُوا ابنُ مَن قَالَ ابنُ ابنُ أخِى النِّوَا |
|
فَقَالُوا أَتَنقِيصاً تُرِيدُ فَقَالَ | |
|
| ولَكِنَّهُ في ثَروَةٍ أزمُناً ثَوَى |
|
فَقَالُوا عَلَى الإِنفَاقِ في خَيرِ مَصرِفٍ | |
|
| وإكرَامِ ضِيفَانٍ وإِيوَاءِ مَن أوَى |
|
وَقَالُوا أهَوَّ الشَّاعِرُ الذَّرِبُ الذي | |
|
| تُنُوذِرَ في الآفَاقِ قَالَ لَهُم هُوَّ |
|
فَقَالُوا أخُو عَقلٍ يُعَرِّضُ عِرضَهُ | |
|
| بِدَوٍّ لِرِيحٍ زَعزَعٍ لَهُو الدَّوَى |
|
أتسطاع في حَوكِ القَصَائِدِ شَأوَهُ | |
|
| إذَا أَبيَضَّ مَعنَاهُ المَرُومُ أو أَحوَى |
|
تَقَاصَر فَمَا شَمسُ الظَّهِيرَةِ كَالسُّهَا | |
|
| سَنَاءً وَلاَ الشُّمُّ الشَّوَاهِقِ كالصُّوَى |
|
وَلاَ الضَّغَمُ الضَّارِى يُرَجِّعُ زَأرَهُ | |
|
| بِأَجمَتِه كَالِّذِّيبِ في قَفرَةٍ عَوَى |
|
ولَم يَكُنِ البَحرُ الغَطَمطَمُ كَالإِضَا | |
|
| ولَم تَكُنِ العِيسُ الهَجَائِنُ كالذِّوَى |
|
بَعَثتَ رَكِيِكَ الشِّعرِ نَحوي وِإنني | |
|
| لأعلَم مَن أغرَاكَ بي إِذلَكَ انضَوَى |
|
وَغَرَّكَ حَتَّى خِلتَ أَنَّكَ شَاعِرٌ | |
|
| فَألقَاكَ مِن عَليَاء نِيقٍ ِإلَى الهُوَى |
|
فَرُمتَ إِرتِقَاءً في الهَوَاءِ وَمَن يَرُم | |
|
| بِغَيرِ جَنَاحٍ مُرتَقًى في الهَوَى هَوَى |
|
سَأسقِيكَ كَأساً مِن هِجَائِكَ مُرَّةً | |
|
| تَوَدُّ ِإذَا مَا ذُقَتَهَا قَبلَهَا التَّوَى |
|
فَلاَ تَتَألَّم مِن هِجَائِكَ هِجتَهُ | |
|
| وَتعلَمُ أني حَامِلٌ فِيهِ لِلتوي |
|
وَلَم يَتَشَكَّ الضَّربَ ضَارِبُ نَفسِهِ | |
|
| ولَم يَشكُ حَرَّ النَّارِ مُكتَوٍ اكتَوَى |
|
فَخُذهَا عَرُوباً بِنتَ فَكرٍ مُعِيرَةً | |
|
| لِجِسمِكَ دَاءً لاَ يُتَاحُ لَهُ دَوَا |
|
يُذَلِّكَ في الأَندَاءِ حُسنُ إنسِجَامِهَا | |
|
| إِذَا طَفِقَ الرَّاوي يُكَرِّرُ وَاء وَوَا |
|
فَتَخرَى وتَعيَا بَعدَمَا كُنتَ تَدَّعِى | |
|
| وتُصبِحَ نَهباً لِلمَرَابِر والدَّوَا |
|
أجِبهَأ بِأخرَى مِثلِهَا في رَوِّيهَا | |
|
| وفي بَحرِهَا إِن كُنتَ تَقدِرُ لاَ سِوَى |
|
وَلاَ تَطوِهَا ِإلاَّ عَلَى أحسَنِ اللُّغَى | |
|
| وأحسَنِ مَعنًى وَأنوِ لِلمَرءِ مَا نَوَى |
|
وإيَّاكَ مِن مَعنًى رَدِىٍّ أمُجُّهُ | |
|
| وأكرَهُهُ طَبعاً كَمَا تَكرَهُ الطَّوَى |
|