يُنهي إِليك سلاماً جارك الجنبُ |
وَإن يكن غير قاض بعض ما يجبُ |
يُنئيه عنك على قربِ المزار حياً |
إِنّ الحياء مَع الحرمان مصطحبُ |
له بِبابك حاجاتٌ سَيَبلغها |
إِليه ضامنة إِنجاحها الكتبُ |
يا أيّها العلمُ الراسي الّذي علمت |
أَن لا سبيل إلى اِستفزازه النوبُ |
وَمَن له في سماءِ المجدِ شمس سنا |
عن دركها بصر الأطماع يحتجبُ |
إنّي نَزلت كما تَدرون في بلدٍ |
مرافق العيشِ عنه كلّها جنبُ |
وَلي بتونسَ حاجات تجشِّمني |
لَها الركوبَ على ما ليس يرتكبُ |
مِن بغلةٍ باِفتقادِ التبنِ قَد عجفت |
حتّى اِستلان لها مع يبسه الخشبُ |
مرّ الخريفُ ولم أَظفر بتذكرةٍ |
فيه وَيُقلقني التذكارُ والطلبُ |
هَذا وإنّ لها سرجاً يذكّرني |
خفّ المسافر فيه المسح يجتنبُ |
أَبلى قُواه دوامُ السيرِ فهو على |
قَصدِ الطهارةِ قطعاً خلعه يجبُ |
قَد كنت أَنزلُ عنها حينَ أقربُ من |
أَرباض تونس علماً أنّها عجبُ |
وَاِضطرّني الآن أوحال الشتاءِ إلى |
رُكوبها حيثُ كان الناس يرتقبُ |
وَما أُبالي ولكن ما أَقول لهم |
وَكلّما أَبصَروني راكباً عتبوا |
إِليك أَنهيت حالي غير مُحتَشمٍ |
علماً بأنّك للإحسان تنتدبُ |
فَاِبعَث بتذكرةٍ في الحرج مكتملاً |
فوراً وتذكرة في التبن تكتتبُ |
وَكُن مُعيني على كربِ الشتاءِ بها |
لا حامَ حولَ حِمى راجيكم الكربُ |
وَاِسلم وَدم بين أبناءٍ وحاشيةٍ |
مُمتّعينَ بكم ما مرّت الحقبُ |