أناخ على قلبي الكآبة والكرب |
عشية زم العيس للظعن الركب |
وقد فقدت عيني الرقاد بفقدهم |
فلم يلق مذ لم ألقهم هدبا هدب |
خليلي مالي في سوى الحب حاجة |
ولا لكما في صاحب شفه الحب |
وقائلة لي عز قلبك بعدهم |
فقلت أصبت النصح لو كان لي قلب |
فقد عاد مني طيع الصبر جامحا |
غداة النوى إذذل من أدمعي صعب |
وقد أرخصت مني الدموع ولم أزل |
أغالي بدمعي كلما استامه خطب |
رزية قوم يمموا أرض كربلا |
فعاد عبيرا منهم ذلك الترب |
أكارم يروي الغيث والليث عنهم |
إذا وهبوا ملء الحقائب أوهبوا |
إذا نازلوا الأعداء أقفر ربعها |
وإن نزلوا في بلدة عمها الخصب |
تخف بهم يوم اللقاء خيولهم |
فتحسبها ريحا على متنها الهضب |
إذا انتدبوا يوم الكريهة أقبلوا |
يسابق ندبا منهم ماجد ندب |
يبيض صقيلات الغرار تخالها |
شرارا فكم للحرب نارا بهاشبوا |
وما كن لولا أنهن صواعق |
لترسلها أيمانهم وهي السحب |
أناخوا بها والمجد ملء دروعهم |
وكل على رغم العدى للعلى ترب |
وكل للثم البيض حمرا خدودها |
وضم قدود السمر ما مله صب |
يكلفهم أبناء هند مذلة |
ويوصيهم بالعز هندية قضب |
فهبت وهم سفن النجاة بهم إلى |
غمار المنايا من سوابحهم نكب |
يسابغ صبر دونه ما تدرعوا |
وصارم عزم دونه الصارم العضب |
فأضحى إمام المسلمين مجردا |
وحيدا فلا آل لديه ولا صحب |
فظل وليل النقع داج تحفه |
نصول القنا كالبدر حفت به الشهب |
وقد ولي الهندي تفريق جمعهم |
فصح لتقسيم الجسوم به الضرب |
إلى أن قضى ظمآن والماء دونه |
مباح على الوراد منهله العذب |
فيا لهفة الإسلام في آل هاشم |
وواحربا للدين مما جنت حرب |
بنفسي يا مولاي خدك عافرا |
وجسمك مطروحا أضربه السلب |
فإن جعلوا للخيل صدرك مركضا |
فقد علموا أن المجال لها رحب |
وإن نهبوا تلك الخيام بكفرهم |
فوفرك قدما بين أهل الرجا نهب |
وإن برزت تلك الوجوه فإنما |
عليها عن الأبصار من هيبة نقب |