رأَى الأُمَّةَ اسْتَوْلَى عليها جُمُردُها | |
|
| وكادَ يُوارِيها الفَناءَ خُمُودُها |
|
بها نَزَلَ الخَطْبُ العَصِيبُ فَهَدَّها | |
|
| وكانَ ثَبِيرا في الرّواسي عَمُودُها |
|
وما راعَها مِنْ قَبْلُ ما لَوْ حَمَلْتَهُ | |
|
| على حَمَلاَيا ذَلَّ وَهْناً وَطِيدُها |
|
فَكَمْ حَفَّها رُزْءٌ جَلِيلٌ ونابَها | |
|
| شُجُونٌ إِذا عُدَّتْ شَجاك عَديدُها |
|
وَكَمْ اثّقَلَتْها الحادِثاتُ بِعِباها | |
|
| وشَدَّ عليها بالتَّجَنِّي شَدِيدُها |
|
فَما وَهَنَتْ مِنْ حادثٍ جَلَّ خَطْبُهُ | |
|
| وَلاَ لاَنَ في يومِ الشَّدائدِ عُودُها |
|
راى ما دَهاها بَعْدَ عِزٍّ ومَنْعَةٍ | |
|
| تَهابُ لِقاءَ الكانِساتِ اسُودُها |
|
قَدِ اسْتَضْعَفَتْ لَيْثَ الشَّرَى في عَرينهِ | |
|
| ظِباءٌ أَمانيُّ الغُرُورِ نَقُودُها |
|
فَراعَتْ اسُودَ الغابِ ما الذُّعْرُ راعَها | |
|
| ولكنَّ اعْباءَ الخِلافِ تاودُها |
|
أَبى أَنْ يَرَى شُوشَ الرِّجالِ عَلَى الأَذَى | |
|
| تَبِيتُ وتَعْنُو لِلْخُطُوبِ حُدُودُها |
|
فقامَ وما في الحَيِّ لِلْمَجْدِ قائِمٌ | |
|
| يَرُدِّ عنْ الحيِّ العِدَى ويَذُودُها |
|
دَعا الوَطَنَ الكابي فَلَبَّتْهُ امَّةٌ | |
|
| تَداعَتْ مَعالِيها وطالَ رَقُودُها |
|
أَحاطَتْ بها منْ كُلِّ صَوْبٍ نُحُوسُها | |
|
| تُذَلِّلُها حَتَّى اجْتَوَتْها سُعُودُها |
|
اذا هِيَ نامَتْ فالقَتادُ فِراشُها | |
|
| وانْ هيَ قامتْ اثْقَلَتْها قُيُودُها |
|
تَراها عَلَى الحالَيْنِ تَصْلَى بِشَجْوِها | |
|
| وما ذَنْبُها في الناسِ الا وُجُودُها |
|
رَمَتْها مَصايِيبُ الدَّواهي بِحادثٍ | |
|
| إِذا حَلَّ بالشُّمِّ الرَّواسي يُمِيدُها |
|
رآها فلمْ يَمْلِكْ بَوادِرَ دَمْعِهِ | |
|
| تَرُودُ الرَّزايا والهَوانُ يرُودُها |
|
فَهَبَّ إلى أَغْلالِها غيرَ جُبَّإٍ | |
|
| فَحَطَّمَها حتَّى تَخَلَّصَ جِيدُها |
|
وأَوْقَدَ فيها نارَ عَزْمٍ وهِمَّةٍ | |
|
| الى انْ نَضَتْ عنها الرُّقادَ رُقُودُها |
|
فَقامَ يَحُدُّ الباسَ كُلُّ سَمَيْذَعٍ | |
|
| إلى الثأْرِ حتى شَيْخُها وَوَلِيدُها |
|
وهَبَّتْ اسُودُ الغابِ مِنْ كلِّ وِجْهَةٍ | |
|
| لِتَنْشُدَ مَجْداً ضَيَّعَتْهُ قُرُودُها |
|
مَشَتْ للوَغَى تَشْدُو وقَدْ لَمَعَتْ ضُحىً | |
|
| ظُباها وما غيرُ المَعالي نَشِيدُها |
|
إِذا قُصِّدَتْ فَوْقَ الطُّرُوسِ قَصِيدةٌ | |
|
| فإِنَّ العَوالي للمَعالي قَصِيدُها |
|
وإنْ هامَ بالظِّباءِ عَميدُها | |
|
| فإِنَّ الظُّبَى الجِلادِ عَمِيدُها |
|
سَرَتْ والدُّجا فَحْمٌ الى العِزِّ سِيرَةً | |
|
| يَرُوعُ العِدَى قَبْلَ اللِّقاءِ وعِيدُها |
|
اذا لَمَعَتْ قَبْلَ الطِّعانِ بُروقُها | |
|
| أَجابَتْكَ إِذْ يَحْمَى الوَطِيسُ رُعُودُها |
|
ولَما التَقَتْ في حَوْمَةِ الحَرْبِ والعِدَى | |
|
| تَمَشَّى الرَّدَى بينَ الجُيُوشِ يَصِيدُها |
|
فما انْ تَرَى الا الرِّجالَ يَسُوقُها | |
|
| الى حَتْفِها صَوْتُ العُلا ويَقُودُها |
|
قَدِ اصْطَبَرَتْ لِلْمَوتِ في مَأْزِقِ الوَغَى | |
|
| حِذارَ هَوانٍ انْ تَراخَتْ يَسُودُها |
|
وقَدْ بَذَلَتْ حُرَّ الدِّماءِ اما ترَى | |
|
| إلى الأَرْضِ كيفَ احْمَرَّ منها صَعِيدُها |
|
لَئِنْ خَفَقَتْ مِنْ قَبْلُ حُمْراً بُنُودُها | |
|
| فَقَدْ خَفَقَتْ بالسُّؤْدَدِ اليومَ سُودُها |
|
بني وَطَني هذا فَتَى التُّرْكِ مُصْطفَى | |
|
| كَمالٍ وَذي أَنْصارُهُ وجُهُودُها |
|
ابَوا انْ يَرَوا في ارْضِ تُورانِ ذُلَّةً | |
|
| يُعَبِّدُهُمْ طُولَ الزَّمانِ خُلُودُها |
|
ففَكُّوا عَنِ الأَيْدِي القُيُودِ وَحَطَّمُوا | |
|
| سَلاَسِلَ في الأَعْناقِ يُؤْذي حَديدُها |
|
وَهَبُّوا الى الاعْداءِ مِنْ كلِّ جانبٍ | |
|
| مَخافَةَ هَونٍ لِلْبِلادِ يُبِيدُها |
|
وما برحُوا يَصْلَوْنَ مضْطَرِمِ الوَغَى | |
|
| ويَصْلُونَ غُزَّى أَرْضِهِمْ يكِيدُها |
|
وأَنْتُمْ بَنِي العُرْبِ اسْتَنَمْتُمْ إلى الأَذى | |
|
| فَنِمْتُمْ عَلَى ضَراءَ اضْنَى مَدِيدُها |
|
يَحِيقُ بكمْ قَيْدٌ مِنَ الذُّلِّ ضَيِّقٌ | |
|
| وَيُشْجِيكُمْ ضَيْمُ العِدَى وحُقُودُها |
|
قَرَرْتُمْ عَلَى عَيْشِ العَبِيدِ وسِرْتُمُ | |
|
| إلى غايةٍ ضَلَّ السَّبِيلَ مُريدُها |
|
اما فيكمُ يا مَعْشَرَ العُرْبِ مُصْطَفى | |
|
| كَمالٍ يَشُبُّ النارَ يَذْكَو وَقُودُها |
|
ويَنْهَضُ في عَرْضِ البلادِ وطُولِها | |
|
| الى امَّةٍ اوْهَى قُواها خُمُودُها |
|
إلى أمَّةٍ فَتَّ العِدَى في يَمِينِها | |
|
| وازْرَى بها احْجامُها وقُعُودُها |
|
تَمُدُّ إلى الخَطْبِ الجَليلِ ذَلِيلَةً | |
|
| يَداً خَفَقَتْ بالمُؤْلِماتِ كُبُودُها |
|
يَدٌّ ضاقَ هذا اليومَ بالبُؤْسِ ذَرْعُها | |
|
| وقد وَسِعَ الأَقطارَ منْ قبلُ جُودُها |
|
لها كان يَعْنُو مُصْعَبُ الدَّهْرِ صاغرا | |
|
| ويَدْنُو إِليها منْ مُناها بَعيدُها |
|
إذا مُدَّتِ الأَيْدِي إلى المجدِ والعُلاَ | |
|
| فما خَفَفَتْ إِلاَّ بمجدٍ بُنُودُها |
|
فَلِلَّهِ مَجْدٌ ضَيَّعَتْهُ وعِزَّةٌ | |
|
| وفَخْرٌ بَنَتْهُ بالعَوالي جُدُودُها |
|
رَمَتْها يَدُ الاقْدارِ عَنْ قَوْسِ ايِّدٍ | |
|
| بِرُزْءٍ عَنا منهُ جَزُوعا جَلِيدُها |
|
وَشدَّ عليها الدَّهْرُ لم يَرْعَ ذِمَّةً | |
|
| فنامتْ عَلَى ضَيْمِ اللَّيالي جُنُودُها |
|
ألاَ أسَدٌ يَحْمِي العَرِينَ غَضَنْفَرٌ | |
|
| صَبُورٌ على الأَهْوالِ يَلْظَى وَقِيدُها |
|
يَهِيجُ إلى المَجْدِ المُضَيَّعِ أُمَّةً | |
|
| تَعالَى عَلى هامِ النُّجومِ تَلِيدُها |
|
لها في جَبِينِ الدَّهْرِ آثارُ عِزَّةٍ | |
|
| صَحائِفُ تاريخِ المَعالي شُهُودُها |
|
ويُوقِظُ منها نائمَ العَزْمِ عَلَّها | |
|
| تَعُودُ إلى عِزٍّ مَضَى لا يَعُودُها |
|
ايا امَّةً طالتْ لِيالي هُجُوعها | |
|
| وضَرَّ بها إِهْمالُها وجُمُودُها |
|
تُحيطُ بها الأَرْزاءُ وَهْيَ مُقيمَةٌ | |
|
| عَلَى الضَّيمِ تَنْحُو خُطَّةً لا تُرِيدُها |
|
افِيقي افاقَ الشَّرْقُ مِنْ هَجَعاتهِ | |
|
| وأَبْناؤُكِ الأَغْرارُ طالَ هُجُودُها |
|
أقامتْ عَلَى الذُّلِّ المُبَرِّحِ سُجَّداً | |
|
| زَماناً مَدِيداً طالَ فيه سُجُودُها |
|
حَرامٌ عَلَى اهْلِ الحِمَى يَتْرُكُونَهُ | |
|
| كما عاثَ في مَرْعَى الأُقاطِيع سِيدُها |
|
أَصِيخُوا لِمَنْ يَدْعُو وَهُبُّوا مِنَ الكَرى | |
|
| وفُكُّوا قُيُوداً عنْ طُلاكُمْ تَؤُودُها |
|
فإِنْ لَم تُجِيبُوا داعيَ المَجْدِ والعُلاَ | |
|
| وَرَدْتُمْ حياضاً لا يَسُوغُ وُرُودُها |
|
فَتُمْسي العِدَى فيكمْ عَلى الدهْرِ سادةً | |
|
| وتُصْبِحُ أَرْباباً وأَنْتُمْ عَبِيدُها |
|