سالْتُ لِمَنْ هذي المَدافِعُ تُطْلَقُ | |
|
| فقالوا بَشِيرٌ قامَ بالعِيدِ يَنْطِقُ |
|
فَقُلْتُ وما لِلْعِيدِ في نَفْسِ بائسٍ | |
|
| بَعيدٍ عن الأَهْلِينَ بالحُزْنِ يُحْرَقُ |
|
بَلَى انَّها هاجَتْ دَفِينَ صبابتي | |
|
| الى ما قَلْبي المُعَنَّى مَعَلَّقُ |
|
تَذَكَّرْتُ أَهلي والصَّحابَ وغُرْبتي | |
|
| وداراً عليها شَمْسُ بَيْرُوتَ تُشْرِقُ |
|
فَسالَتْ دُمُوعُ العينِ مِنِّي كانها | |
|
| لآلِئُ حَتَّى كِدْتُ بالدَّمْعِ أَشْرَقُ |
|
لَكَ الله منْ عِيدٍ اعادَ ليَ الاسَى | |
|
| وهَمّاً وآلاماً وشَجْواً يُؤَرِّقُ |
|
وكَيْفَ يَطِيبُ العيدُ في نَفْسِ نازِحٍ | |
|
| غَريبِ باغْلالِ المَكارِهِ يُوثّقُ |
|
ولَوْ لاَ رَأَيْتُ الصَّبْرُ في المجدِ والعُلاَ | |
|
| يَلِيقُ بِمِثْلي كادت النَّفْسُ تَزْهَقُ |
|
ولكنَّها الأَمْجادُ تَطْلُبُ عَزْمَةً | |
|
| إِذا كَذَبَ العَصْبْ المَهنَّدُ تَصْدُقُ |
|
فَمَنْ يَصْطَبِرْ لِلْخَطْبِ ذَلَّتْ لَهُ المُنَى | |
|
| وصادَ العُلا فوْقَ الثُّرَيا تُحَلِّقُ |
|
سأَصْبِرُ حتَّى يَبْلُغَ العُرْبُ مَنْزِلاً | |
|
| عَلِيّاً عليهِ رايةُ العِزِّ تَخْفُقُ |
|
وَرَوْضاً أَرِيضاً ناضرَ العَيْشِ طَيِّباً | |
|
| خَصِيباً بآمالِ السَّعادَةِ يُورِقُ |
|
وَيَفْتَرِعُوا هامَ الأَمانِي ويَقْبِضُوا | |
|
| عَلَى صَوْلَجانِ المجدِ ايانَ سَرْدَقُوا |
|
عَلَيْهِمْ حَياتِي ما حَيِيتُ وَقَفْتُها | |
|
| وقلبيَ إلاَّ مِنْ هَوَى العُرْبِ مُطْلَقُ |
|
وإِنني لأَسْتَحْلِي شَقائيَ في العُلاَ | |
|
| وأَحْمَدُ سَعْي والرَّدَى بيَ مُحْدِقُ |
|
رَعَى الله اهلَ الضادِ في كلِّ مَوْطِنٍ | |
|
| وجادَهُمُ غَيْثُ العُلا المُتَدَفِّقُ |
|
فَهُمْ لِلهُدَى والمجدِ والفضلِ والنَّدَى | |
|
| مَناوِرُ في داجي الخُطوبِ تَأَلَّقُ |
|
تَخَيَّرَهُمْ منْ طِينَةِ العِزِّ رَبُّهُمْ | |
|
| فَهُمْ غُرَرٌ في جَبْهَةِ الدهرِ تَأَلَقُ |
|
لَهُمْ يَحْفَظُ التارِيخُ مَجْدا ماثَّلا | |
|
| صَحاافُهُ الفَيْحاءُ بالفَخْرِ تَعْبَقُ |
|
سَلِ الرُّكْنَ عنهمْ والحَطيمَ وزَمْزَماً | |
|
| وأَرْضَ بني قَحْطانَ إِنْ هِيَ تَنْطِقُ |
|
وساالْ بِهِمْ مِصْرَ المعالي وتُونُسا | |
|
| وبَغْدادَ تَصْدُقْكَ الاحادِيثَ جِلَّقُ |
|
وسَلْ انْ جَهِلْتَ العُرْبَ انْدَلَسا وما | |
|
| أَقامُوا منَ الأَمْجادِ فِيها ونَمَّقُوا |
|
يُجِبْكَ عُلاً يُرْوَى ومَجْدٌ مْحَقَّقٌ | |
|
| وَواضَحُ اياتٍ وعِزٌّ مُعَتَّقُ |
|
اذا طَوَتِ الايامُ ماضيَ عِزَّةٍ | |
|
| سَناها بآيِ الهَدْيِ في الناسِ مُشْرِقُ |
|
فَقَدْ أَيْقَظَ العُرْبَ الكِرامَ من الكَرَى | |
|
| دَجىً مَرْعِدٌ بالنااباتِ ومُبْرِقُ |
|
ونَبَّهَهُمْ منْ غَفْلَةِ النَّوْمِ والوَنَى | |
|
| بَلاءٌ كأَمْثالِ الجِبالِ مُطَوِّقُ |
|
وشَرَّدَ عنهمْ نَشْوَةَ الجَهْلِ والهَوَى | |
|
| نَوائِبُ قدْ نابتْ وَوَيْلٌ مُخَنْدِقُ |
|
وما العِيدُ إلاَّ أَنْ يَعُودَ لنا العُلاَ | |
|
| وعَيْشٌ سَعيدٌ بالأَمانِيِّ مُورِقُ |
|