لَقَدْ طَمَّ وادي البَلايا سُيُولا | |
|
| فَغَمَّ الجِبالَ وعَمَّ السُّهُولا |
|
وآدَ العِبادَ وآذى البلادَ | |
|
| وهَدَّ القُصُورَ فأَمْسَتْ طُلُولا |
|
لَها الله منْ امَّةٍ دااها | |
|
| تَمَكَّنَ منها فأَضْحَى وَبِيلا |
|
أَلَمْ يَكْفِها الجَهْلُ حتى نَضَتْ | |
|
| مَواضي الشِّقاقِ أَبَيْنَ الفُلُولا |
|
وجَرَّدَتِ الخُلْفَ سَهْماً مُصِيباً | |
|
| وَرُمْحاً طويلاً وسَيْفاً صَقِيلا |
|
فَرَنَّتْ سهامَ الرَّزايا رَنِيناً | |
|
| وصَلَّتْ سُيُوفُ البَلايا صَلِيلا |
|
خِلافٌ تَبُتُّ الاواخي شَباهُ | |
|
| ويَنْسَخُ ظِلَّ التَّآخِي الظَّلِيلا |
|
ويُضْعِفُ فينا صِفاتِ الرِّجالِ | |
|
| ويُعْكِرُ صَفْوَ المُنَى السَّلْسَبِيلا |
|
وشَحْناءُ في العُرْبِ تَزْدادُ وَيْلا | |
|
| تَسُرُّ العِدَى وتَسُوءُ الخَلِيلا |
|
سَرَتْ نارُها في اقاصي البلادِ | |
|
| كما يَنْهَبُ الأَرْضَ سارٍ ذَمِيلا |
|
لَعَمْرُكَ ما هاجَ هذا الخِصامَ | |
|
| سِوَى الغِلِّ في الصَّدْرِ يَهْتاجُ غُولا |
|
أَيُرْوُونَ بالخُلْفِ حَرَّ الصَّدَى | |
|
| فَقَدْ زادَ حَرُّ التَّشَفِّي غَلِيلا |
|
لَقَدْ خُلِقَ المَرْءُ حُرّاً أَبيّاً | |
|
| وسَيْفاً بِوَجْهِ المَخازي سَلِيلا |
|
فَصَرَّفَهُ عنْ سَبِيل الهُدَى | |
|
| هَواهُ فَلَمْ يَلْقَ الا الحُبُولا |
|
وَلَوْ عَرَفَ الناسُ مَعْنَى الحَياةِ | |
|
| كَفاهُمْ كَفافُ الحياةِ الفُضُولا |
|
ولكنْ هَوَى النَّفْسِ يأْبَى عليهمْ | |
|
| غَناءَ الغَلُولِ ويَهْوَى الغُلُولا |
|
طَوَوْا ذِكْرَ أشْعَبَ مَعْ فَلْحَسٍ | |
|
| وقدْ ذُكِرا قَبْلُ دَهْراً طَويلاً |
|
فَهُمْ لا يُبالُونَ انْ يَحْمِلُوا | |
|
| إِذا شَبِعُوا العارَ عِبْأً ثَقيلا |
|
ايا امَّةً في فِلَسْطِينَ قامَتْ | |
|
| إلى الشَّرِّ تُسْمِنُ منهُ الهَزِيلا |
|
وتَوقِظُ فيهِ لَظَى تَسْتَطِيرُ | |
|
| لِيَزْدادَ رَوْضُ الاماني مُحُولا |
|
لَقَدْ كُنْتِ فينا مَنارَ الهُدَى | |
|
| يُضِيءُ السَّبيلَ فَيَهْدِي الضَّلولا |
|
وكُنِتِ مِثالا لَنا ما وَجْدنا | |
|
| لَهُ في دِيارِ الشَّآمِ مَثِيلا |
|
فما كانَ حتى امْتَطَيْتِ الخِلافَ | |
|
| وسارَعْتِ في الشَّرِّ مِيلاً فَمِيلا |
|
وحَكَّمْتِ فِيكِ الهَوَى مُضْنِياً | |
|
| فأَضْحَى صَحِيحُ التآخي عَلِيلا |
|
تَفَرَّقَ أَمْرُكِ بَعْدَ اجْتِماعٍ | |
|
| فساءَ الأَصِيلَ وسَرَّ الدَّخيلا |
|
فإِنْ تَرْكَبِي اليوْمَ مَتْنَ الشِّقاقِ | |
|
| فَخَصْمُكِ إِلْبٌ أَبَى أَنْ يَحُولا |
|
يَحُدُّ النُّصُولَ ويَبْري السِّهامَ | |
|
| ويَجْلُو الحُسامَ ويُضْرِي الخُيُولا |
|
ويَرْقُبُ يَوْما عَصِيبا تَدانَى | |
|
| يَسيرُ الوَحَي لِيَدُقَّ الطُّبُولا |
|
وَقَدْ أَوْهَنَ الخُلْفُ منكِ القُوَى | |
|
| فَعادَ جَرازُكِ نَصْلاً كَلِيلا |
|
مَنازعُ شَتَّى تُثِيرُ الشُّجُونَ | |
|
| وتَمْرِي الشُّؤُونَ فَتَجْرِي سُيُولا |
|
فَهَوْجاءُ غِلٍّ تَهِيجُ الصُّدورَ | |
|
| وتُذْكي الشُّرُورَ فَتُفْني القَبِيلا |
|
إِذا نَزَلَتْ بالرَّواسي تَدُكُّ | |
|
| الرَّواسي فَتَغْدَو كَثِيباً مَهِيلا |
|
واعْصارُ ضِغْنٍ يُثِيرُ الحُقُودَ | |
|
| ويُرْبي الصُّدُودَ ويُحْيي الذُّحُولا |
|
ويُغْرِي بنا فِتْنَةً شَرُّها | |
|
| غدا مُسْتَطِيرَ الأَذى مُسْتَطِيلا |
|
فإنْ طالَ جَرَّرَ منْ خَلْفهِ | |
|
| منَ الوَيْلِ لا طالَ فينا ذُيُولا |
|
الا مِنْ امامٍ هُمامٍ كَرِيمٍ | |
|
| أَبَى أَنْ يَرَى العُرْبَ شَعْباً ذَليلا |
|
يَفَرِّقُهُ الخُلْفُ أَيْدِي سَباً | |
|
| بِأَيْدٍ تَصُبُّ الدَّواهي شُكُولا |
|
يَسِيرُ بهِ لِلاماني الجِسامِ | |
|
| إِماماً جَلِيلاً وحِبْراً كَمِيلا |
|
ويَسْرِي بهِ في ظَلامِ الحَياةِ | |
|
| دَلِيلاً خَبِيراً يَقِيهِ الزَّلِيلا |
|
ويَحْطِمُ عنهُ قُيُودَ الهَوانِ | |
|
| فَقَدْ طالَ في الأَسْرِ يَرْعَى الكُبُولا |
|
ويَنْزِعُ عنهُ ثِيابَ الخُمُولِ | |
|
| فَقَدْ أَوْرَثَتْهُ الوَنَى والخُبُولا |
|
وَيَطْرُدُ عنهُ دَواعي الشِّقاقِ | |
|
| وَيَهْدِيهِ وَجْهَ الوِفاقِ الجَمِيلا |
|
ويُبْعِدُ سَرْحَ الهَوَى عَنْ حِماهُ | |
|
| ويُنْذِرُهُ الشَّرِّ يَنْضُو النُّصُولا |
|
ويَمْشِي به لِلْعُلاَ الهَيْذَبَى | |
|
| كما البَدْرُ بالسَّفْرِ يَسْرِي دَلِيلا |
|