هَوِّنْ عليكَ سَجِينَ المجدِ واصْطَبِرِ | |
|
| عَلَى البَلاءِ فإِنَّ الدَّهْر ذُو غِيرِ |
|
مَنْ يَصْطَبِرْ لخُطُوبِ الدَّهْرِ مُدَّرِعاً | |
|
| بِلامةِ الحَزْمِ يَبْلُغْ هامةَ الظَّفَرِ |
|
حَوادِثُ الدَّهْرِ فيها لِلْفَتَى عِبَرٌ | |
|
| والشَّهْمُ مَنْ يَسْتَقِي منْ مَنْهَلِ العِبَرِ |
|
فاصْبِرْ عَلَى مِحَنٍ ياتي الزَّمانُ بها | |
|
| فالحُرُّ مُمْتَحِنٌ بالصَّفُوِ والكَدَرِ |
|
لا يَبْلُغُ القَصْدَ إلاَّ سيدٌ بَطَلٌ | |
|
| يَقْوَى على اليأْسِ والآلامِ والضَّجَرِ |
|
ولا يَنالُ المُنَى إلاَّ فتىً طَمِعَتْ | |
|
| فيهِ اللِّيالي فلمْ يُغْمِضْ عَلَى خَوَرِ |
|
وعَقَّدَتْ دُونَهُ الأَيامُ مَطْلَبَهُ | |
|
| فَشَدَّ لَيْثاً وأَوْهَى عُقْدَةَ المِرَرِ |
|
ولا يَنَتْهُ صُرُوفُ الدهرِ تَخْدَعُهُ | |
|
| لِتَسْتَغِرَّ فلمْ يَصْبِر عَلَى الغَرَرِ |
|
ما لي ارَى العُرْبَ في نَجْدٍ وفي يَمَنٍ | |
|
| وفي الشَّآمِ بلا سَمْعٍ ولا بَصَرِ |
|
ايْنَ المَصالِيتُ في ارْضِ العِراقِ وفي | |
|
| رَحْبِ الجَزِيرَةِ مِنْ قَحْطانَ اوْ مُضَرِ |
|
الا يَرَوْنَ العِدَى شالتْ نَعامَتُهُمْ | |
|
| سَلُّوا سُيُوفَ الأَذَى والجَوْرَ والصَّعَرِ |
|
الا يَرَوْنَ ديارَ العُرْبِ قاطِبَةً | |
|
| في لَيْلِ خَطْبٍ مِنَ الأَهوالِ مُعْتَكِرِ |
|
تَعِيثُ في كلِّ أَرْضٍ بالأذَى عُصَبٌ | |
|
| لم يُبْقِ في أَرْضِها خَيْراً ولم تَذَرِ |
|
تَسْطُو على الخُلُقِ المَأْثُورِ تُضْعِفُهُ | |
|
| والمالِ تَنْهَبُهُ والنَّجْمِ والشَّجَرِ |
|
تَبغي القَضاءَ علينا غَيْرَ الِيَةٍ | |
|
| بِكُلِّ ضَرْبٍ مِنَ القُواتِ والقُدَرِ |
|
انْظُرْ الى الارْضِ قد اقْوَتْ مَرابِعُها | |
|
| من كلِّ غُصْنٍ رَطِيبٍ يانعٍ نَضِرِ |
|
وصَوَّحَ الرَّوْضُ حَتَّى ما تَرَى فَنَناً | |
|
| فيهِ نَضِيراً ولا تَهْدِي إلى خَضِرِ |
|
مَنْ قامَ يَبْغِي العُلاَ سِلْماً لأُمَّتهِ | |
|
| يُصْبِحْ وما سَلَّ بَتارا عَلَى خَطَرِ |
|
مَنْ قامَ يُسْجَنُ أَو يُنْفَى إلى بَلَدٍ | |
|
| ضَيْقٍ سَحِيقٍ جَدِيبٍ عَيْشُهُ كَدِرِ |
|
ما هكذا تُورَدُ الآبالُ لَوْ عَقَلُوا | |
|
| سَوْسُ الغَطارِيفِ مُحْتاجٌ الى الفِكَر |
|
إنَّ السِّياسةَ صَعْبٌ فَنُّها فَدَعُوا | |
|
| أَعْباءَها لِحَصيفِ الرأْي مُقْتَدرِ |
|
لا تَحْسَبُوا فَدَعُوا عنكمْ مَتاعِبَها | |
|
| انَّ العَصا في الوَغَى كالصارِمِ الذكَر |
|
إِنَّ السياسَة في الأعمالِ تُحْسِنُها | |
|
| غيرُ السياسةِ في الأَقْوالِ والزُّبُر |
|
إِنْ يَسْجُنُوني بلا ذَنْبٍ سِوَى شَممي | |
|
| وحُبِّ قوميَ حُبّاً غيرَ مَنْشَطِرِ |
|
أَصْبِرْ عَلَى الضُّرِّ في حُبِّ العُلاَ أَبداً | |
|
| مَنْ يَسْعَ للمجدِ والعَلْياءِ يَصْطَبِرِ |
|
والسِّجْنُ لي شَرَفٌ مِنْ فَوْقهِ شَرَفٌ | |
|
| إنْ كان في جَنَّةٍ أَوْ كانَ في سَقَرِ |
|
لا تَحْسَبُوا انَّ هذي الحالَ داامةٌ | |
|
| في ذِمَّةِ الغَيْبِ عُقْبَى الأَمرِ والقَدَرِ |
|
وَرَدْتُمُ فانهَلُوا لنْ تَشْرَبُوا عَلَلاً | |
|
| لا بُدَّ لِلْوَرْدِ بْعَدَ اليَوْمِ مِنْ صَدَرِ |
|