لِمَنْ نَصَبُوا الاعْلامَ في الشُّرُفاتِ | |
|
| وحَضُّوا عَلى الزِّيناتِ في الشَّرَفاتِ |
|
أَرَى في وُجُوهِ القَوْمِ آثارَ بَهْجَةٍ | |
|
| فَلَمْ ادْرِ مَعْنَى هذهِ البَهَجاتِ |
|
ألاَ فَسِّرُوا لي يا بَني الصِّينِ مُعْجَماً | |
|
| تَخُطُّونَهُ في هذِهِ الصَّفَحاتِ |
|
قَرَأْتُ فَلَمْ أَفْهَمْ سِوَى حَرَكاتهِ | |
|
| وَقَدْ يُفْهَمُ المَعْنَى مِنَ الحَرَكاتِ |
|
اراكُمْ نَصِبْتُمْ في شَعاارِ زِينَةٍ | |
|
| تُقِيمُونَها في هذِه الثُّكُناتِ |
|
أَعيدٌ لَكُمْ يَقْضِي بهِ الدِّينُ عِنْدَكُمْ | |
|
| أَقَمْتُمْ لَهُ الأَذْكارَ والصَّلَواتِ |
|
ونَشَّرْتُمُ الراياتِ ذِكْرَى قُدُومِهِ | |
|
| وَزَيَّنْتُمُ الساحاتِ والحُجُراتِ |
|
وقُمْتُمْ إلى أَسْفارِهِ تَقْرَؤُونَها | |
|
| كما تُقْرا الاياتُ بالنَّغَماتِ |
|
امِ الصِّينُ نالَتْ حَقَّها فَتَحَرَّرَتْ | |
|
| مِنَ الرِّقِّ في ايْدٍ تَجُورُ طُغاةِ |
|
فاظْهَرْتُمُ الافْراحَ والبِشْرَ والصَّفا | |
|
| ونَصَّبْتُمُ الاعْلامَ مُخْتَفِقاتِ |
|
وسِرْتُمْ وفي الايْدِي المَسارِجُ زُيِّنَتْ | |
|
| بِزينَتِها تَمْحُو دُجا الظُّلُماتِ |
|
وطَوَّقْتُمُ تَشْدُونَ في غَسَقِ الدُّجا | |
|
| اناشيدَ مجدٍ عاشَ بَعْدَ مَماتِ |
|
ألاَ خَبِّرُوني أَيُّها الجُنْدُ واشْرَحُوا | |
|
| لِمُعْتَقَلِ العَلْياءِ ذي الفَرحاتِ |
|
أفي مِثْلِ هذا اليومِ أَجْلَى عَدُوُّكُمْ | |
|
| عَنِ الصِّينِ بالوَيْلاَتِ والعَثَراتِ |
|
هَلِ العِيدُ لاِسْتِقْلاَلِ أَرْضٍ غُلِبْتُمُ | |
|
| عليها بِسَيْفِ الجَوْرِ والنَّكَباتِ |
|
ألاَ أَنْبِؤُوني رَوَّحَ الله عنكُم | |
|
| وايْقظَكمْ مِنْ هذهِ الهَجَعاتِ |
|
ونَبَّهَ فيكمْ نَخْوَةَ المجدِ والعُلاَ | |
|
| وفَرَّجَ عنكمْ هذهِ الغَمَراتِ |
|
وَرَدَّ عِداكم كَيْدُها في نُحُورِها | |
|
| تَعَثَّرُ في داجٍ منَ الكُرُباتِ |
|
فَقالوا ولَمْ يَدْرُوا مَقالي ولم يَعُوا | |
|
| خِطابي وَلَمْ يَسْتَفْهِمُوا كَلِماتي |
|
أَلَمْ تَدْرِ يا سُورِيُّ يا ابْنَ أَماجدٍ | |
|
| منَ العُرْبِ عَمُّوا الأَرْضَ بالحَسَناتِ |
|
الم تَدْرِ تَمُّوزا ورابِعَ عَشْرِهِ | |
|
| وما اسْتُلَّ فيهِ مِنْ شَباً وقَناةِ |
|
وما طاحَ منْ هامٍ وما سالَ مِنْ دَمٍ | |
|
| وما ذَلَّ منْ مَلْكٍ ومِنْ سَرَواتِ |
|
فَنالَتْ بهِ الايامُ اقْصَى مُرادِها | |
|
| وعادَتْ وُجُوهُ الدَّهْرِ مُبْتسِماتِ |
|
فَلِلَّهِ يَومٌ لَمْ تَرَ العَيْنُ مثلُهُ | |
|
| أَعادَ إلى الإِفْرِنْجِ خَيْرَ حَياةِ |
|
أَعادَ إليهمْ مَوْرِدَ العَيْشِ صافياً | |
|
| وخلَّصهمْ من قَبْضَةِ اللَّزَباتِ |
|
وخَطَّ لَهُم نَهْجَ السَّعادةِ واضحاً | |
|
| فكانوا لِباغِي الرُّشْدِ خَيْرَ هُداةِ |
|
فقلتُ لهم قد كنتُ أَحْسَبُ أَنَّكُمْ | |
|
| حَفَلْتُمْ لِعيدِ الصِّينِ تِي الحَفَلاتِ |
|
وما كنتُ أَدْرِي هذهِ الفَرَحاتِ | |
|
| تكونُ لعيدِ السِّينِ طُولَ حَياتِي |
|
أَيَفْرَحُ عانٍ في يَدِ الهُونِ والأَذَى | |
|
| بِعِيدِ غُزاةٍ عَبَّدُوهُ عُتاةِ |
|
ويَنْشُرُ أَعْلاَمَ المَسَرَّةِ فَوْقَهُ | |
|
| تُداعِبُها الافْراحُ بالنَّسَماتِ |
|
فَرحْتُمْ بِحُسْنَى منْ يَسُوءُ بِلادَكُمْ | |
|
| ويَرْمِيكُمْ في شاسِعِ البَلَداتِ |
|
وَيَحلِبُ خَيْراتِ الدِّيارِ لِنَفْسهِ | |
|
| وانْ يَسْقِكُمْ منها فَفَضْلَ سُقاةِ |
|
فأَنْتُمْ خُضُوعٌ يا بَني الصِّينِ لِلأُلَى | |
|
| يَسُومُونَكُمْ خَسْفاً وسُوءَ أَذاةِ |
|
سُرِرْتُمْ كما سُرَّ العَبِيدُ بِسَيِّدٍ | |
|
| تُزَفُّ إليهِ بَضَّةُ الفَتَياتِ |
|
فقالوا تَمَهَّلْ يا فتى العُرْبِ لا تَجُرْ | |
|
| علينا بعَذْلٍ صادِقِ الحَمَلاتِ |
|
تُكَلِّمُنا القَوْلِ تَكْلِيمَ مُرْهَفٍ | |
|
| خَذُومٍ احَدَّتْهُ اكَفُّ كُماةِ |
|
وتَنْسى بَنِي اعْمامِكَ العَرَب الالَى | |
|
| عَنَوا لِخُطُوبِ الدَّهْرِ غَيْرَ شُكاةِ |
|
إذا كُنْتَ تَبْكي أَنْ تَرَى الصِّينَ ذُلِّلَتْ | |
|
| كما ذَلَّلَتْ شاءً عِصِيُّ رُعاةِ |
|
فَقُمْ وابْكِ مجدَ العُرْبِ وارْثِ رِجالَهُمْ | |
|
| وابِّنْ عُلاهمْ واسْفَحِ العَبَراتِ |
|
الا قُمْتَ يا ابْنَ الضادِ تُوقِظُ امَّةً | |
|
| لَها في المَعالي اكْرَمُ الصَّفَحاتِ |
|
تُرادُ عَلَى كاسِ الاذَى وهي مُرَّةٌ | |
|
| فَتَشْرَبُها صِرْفا بِغَيْرِ شَكاةِ |
|
عَنَتْ لِرِجالِ الْغَرْبِ خُضْعا رِقابُها | |
|
| اسارَى كما تَعْنُو قَطا لِبَزاةِ |
|
الَسْتُمْ لَدَيْهِمْ رَهْنَ اصْفادِ مَحْبِسٍ | |
|
| لَدَى قَلْعَةٍ مَعْصُومَةِ الجَنَباتِ |
|
تُسامُونَ فيها الضُّرَّ والضَّيْمَ والشَّجا | |
|
| وتُسْقَوْنَ أَكْوابَ الأَذَى زِعقات |
|
وَلَمْ نَرَ مَنْ الظُّبَى في دِيارِكُمْ | |
|
| وقامَ الى الاعْداءِ بالشَّبَواتِ |
|
وأَنْتُمْ عَدِيدُ الرَّمْلِ في كلِّ بُقْعَةٍ | |
|
| فايْنَ رِجالُ الحَرْبِ والنَّجَداتِ |
|
وايْنَ اباةُ الضِّيْمِ والعَرَبُ الالَى | |
|
| عَهِدْناهُمُ لِلْمَجْدِ خَيْرَ كَفاةِ |
|
أَلَيْسَ لَدَيْكُمْ غَيْرُ قَوْلٍ مُنَمَّقٍ | |
|
| تَطِيرُ بهِ الارْواحُ مُصْطَفِقاتِ |
|
فأَنْتُمْ عَلَى إِخوانِكُمْ أُسُدُ الشَّرَى | |
|
| تَحُدَّونَ للشَّحْناءِ كلِّ شباةِ |
|
وانْتُمْ عَلَى الاعْداءِ انْ حَقَّتِ الوَغَى | |
|
| ظِباءٌ دَنا مِنْها صَلِيلُ ظُباتِ |
|
وَما زِلْتُمُ اسْرَى خِلافٍ يُذِلُّكُمْ | |
|
| ويَشْغَلُكُمْ بالجَهْلِ والغَزَواتِ |
|
فَدَعْ عنكَ لَوْمَ الصِّينِ فالشَّرْقُ كُلُّهُ | |
|
| بَنُوهُ اسارَى في يَدِ الغَفَلاتِ |
|
اقامُوا عَلَى خَسْفٍ ونامُوا عَلَى اذىً | |
|
| وقَرُّوا عَلَى ضَيْمٍ وقَرْعِ صَفاةِ |
|
وما نَبَّهَتْهُمْ عِبْرَةُ بعدَ عِبْرَةٍ | |
|
| ولا عِظَةٌ قد عُزِّزَتْ بِعِظاتِ |
|
فَقُلْتُ وفي نَفْسي لَواعجُ حَسْرَةٍ | |
|
| عَلَى الشَّرْقِ اذْكَتْها لَظَى الحَسَراتِ |
|
صَدَقْتُمْ فإِنَّ الشَّرْقَ يَمشي مُقَيَّداً | |
|
| باغْلالِهِ جَهلا الى الحُفُراتِ |
|
يُساقُ الى هُونٍ وضَيْمٍ وذُلَّةٍ | |
|
| فيمشي كشاةٍ سُقْتَها بأَداةِ |
|
الا عُصَبُ الشَّرْقِ تَنْهَضُ لِلْقَنا | |
|
| فَتَغْسِلَ عَنْها هذِه اللَّطَخاتِ |
|
وتَسْتَلُّ محدُودَ الظُّبَى تَسبِقُ الظِّبا | |
|
| كَلَيْثِ الشَّرَى رَوَّعْتَهُ بِحَصاةِ |
|
وتَمْشي إلى العَلْياءِ بالعِلْمِ والنُّهَى | |
|
| وافادَةٍ فَياضَةِ الزَّفَراتِ |
|
إلى أَنْ يَعُودَ الحقُّ مُرْتَفعَ الذُّرا | |
|
| وَيَرْحَلَ غُزَّى الشَّرِقِ بالجَمَراتِ |
|
بَني الشَّرْقِ طالَ النَّوْمُ فيكمْ فأَيْقِظُوا | |
|
| رُقُودا نَشاوَى غَفْلَةٍ وسُباتِ |
|
يُجارُ عليها ثمَّ تامَرُ بالرِّضا | |
|
| فَتَرْضَ بِحُكْمٍ واسعِ الطَعَناتِ |
|
لقدْ طالَ هذا اللَّيلُ يا شَرْقُ فاسْتَفِقْ | |
|
| وَهُبَّ الى ايامهِ النَّحساتِ |
|
وَجَرِّدْ ظُباتِ العَزْمِ وامْشِ الى المُنَى | |
|
| بِقَلبٍ يُخيفُ الاسْدَ في الاجَماتِ |
|
وحَزْمٍ يَرُدُّ الدَّهْرَ رَهْبانَ واجِماً | |
|
| ويَرْمِي العِدَى في غَمْرَةٍ وشَتاتِ |
|
بَني الغَرْبِ رِفقاً بالضَّعِيفِ فَقَدْ كَفَى | |
|
| بَني الشَّرْقِ ما يَلْقَوْن منْ ضَرَباتِ |
|
مَلَكْتُمْ فَضَيَّقْتُمْ عَلَى الناسِ سُبْلَهُمْ | |
|
| فَلَيْسَ لَهُمْ في الامْرِ مِنْ خِيَراتِ |
|
ارَى ان اهْلَ الشَّرِقْ قد ضاقَ ذَرْعُهُمْ | |
|
| بِكُمْ فاحْذَرُوا مِنْ داهِمِ الوَثَباتِ |
|
أَثَرْتمْ دَفينَ البُغْضِ في الشَّرْقِ كُلِّهِ | |
|
| أَلاَ فارقُبُوا منْ أُسْدِهِ الهَجَماتِ |
|
دَعُوا الشَّرْقَ يَحْيا وَحْدَهُ في اعْتِزالهِ | |
|
| فما يَبْتَغِي منكمْ لُهىً وَهِباتِ |
|