أَبَى غَيْرَ أَفْلاَكِ السَّماءِ لَهُ ظَهْراً | |
|
| فَراحَ يُناجِي في مَطالِبهِ السِّرا |
|
وَمنْ يَرْجُ غاياتِ العُلاَ يَصْطَبِرْ عَلَى | |
|
| خُطُوبِ اللَّيالي تُمْطِرُ الهَوْلَ مُغْبَراً |
|
فَهَبَّ إلى العَلْياءِ والَّليلُ مُزْبِدٌ | |
|
| هُياما بها يَسْعَى وَلَمْ يَرْتَقِبْ فَجْرا |
|
وخاضَ دُجا لَيْلٍ طَمَتْ ظُلُماتُهُ | |
|
| فَهاجَتْ جَواريهِ فَقَطَّعَتِ العُذْرا |
|
دَياجٍ تَخالُ الشُّهْبَ فيها لالاا | |
|
| عَلَى جِسْمِ زِنْجِيٍّ يَمِيسُ بها فَخْرا |
|
كانَّ الثُّرَيا في الدُّجا فِنْدُ ساسَمٍ | |
|
| عليهِ حِلَى الأَنْوارِ تَحْسَبُها دُرّاً |
|
فَما زالَ في لُجِّ الغَياهِبِ سابِحا | |
|
| اذا بانَ عَنْ بَحْرٍ راى دُونَهُ بَحْرا |
|
كانَّ الدُّجا الْقَى الرِّحالَ بَمامَنٍ | |
|
| وباتَ وقَدْ اعْيا فَنامَ الى الاخْرى |
|
واوْصَدَ دُونَ الطارِقينَ رِتاجَهُ | |
|
| واوْقَفَ حُراسا لَهُ الانْجُمَ الزُّهْرا |
|
لَكَ الله مِنْ والٍ تَوَلَّى امُورَنا | |
|
| فَنام اهذي حالُ مَنْ وَلِيَ الامْرا |
|
فما زِلْتُ ادْعُوهُ واقْرَعُ بابَهُ | |
|
| وأُسِعُهُ هُجْراً ويُوسِعُني هَجْرا |
|
الى انْ مَلِلْتُ الصَّبْرَ في غَسَقِ الدُّجا | |
|
| فاقْدَمْتُ لا اخْشَى المَصاعِبَ والضُّرا |
|
سَرَيْتُ إلى العَلْياءِ لا أَرْهَبُ الرَّدى | |
|
| ومَنْ خَطَبَ العَلْياءَ أَمْهَرَها العُمْرا |
|
وبَيْنا اقاسِي في الدُّجا مَضَضَ السُّرَى | |
|
| اذا نَمِرٌ حَرْدانُ مُمْتَلا غَمْرا |
|
يَتِيهُ وطَوْدُ الزَّهْوِ في الأُفْقِ فَرْعُهُ | |
|
| وعَيْناهُ في الظَّلْما تَوَقدتا جَمْرا |
|
فَلَما راني هَمَّ بي غيرَ خاافٍ | |
|
| كأَنَّ لَهُ عِندي لِيُدْرِكَهُ وِتْرا |
|
وكَشَّرَ غَيْظا عَنْ حِرابٍ لَوامعٍ | |
|
| فَخِلْتُ قَضاءَ الله مُثِّلَ لي نِمْرا |
|
وقَدْ شِمْتُ بَرْقَ المَوْتِ بَيْنَ مَخالِبٍ | |
|
| حِدادٍ تُخَلِّي النَّظْمَ إِنْ تَرْمِه نَثْرا |
|
فَقُلْتُ لَهُ يا نِمْرُ مَهْلاً عَلَى فَتىً | |
|
| شَدِيدِ القُوَى ذي مِرَّةٍ أَخْضَعَ الدَّهْرا |
|
وجَرَّدْتُ سَيْفي في الدُّجا غيرَ جُبِّإِ | |
|
| لأَضْرَحَ في رَحْبِ الفَلاةِ لَهُ قَبْرا |
|
فاوْمَضَ منهُ البَرْقُ فانْصَدَعَ الدُّجا | |
|
| وَأجْفَلَتِ الأَعْلامُ منْ هَوْلهِ ذُعْرا |
|
وأَطْلَقْتُهُ في هامهِ فَحَسِبْتُنِي | |
|
| وقد آبَ مَحْطُوماً ضَرَبْتُ بهِ صَخْرا |
|
فَهَيَّجَهُ غَيْظٌ أثارَ جُنُونَهُ | |
|
| فَهَبَّ لِيَرْديني فلمْ أَسْتَطِعْ صَبْرا |
|
فأقْدَمْتُ والإِقْدامُ أَجْدَرُ بالفَتَى | |
|
| اذا كانَ خَطْبُ المَوْتِ يَرْمُقُهُ شَزْرا |
|
وأَمْسَكْتُ بالفَكَّيْنِ حَتَّى ضَرَعْتُهُ | |
|
| وغالَبْتُهُ حتى شَقَقْتَ لَهُ النَّحْرا |
|
فَخرَّ صَرِيعاً قارِعاً سِنَّ نادِمٍ | |
|
| ومَنْ يَزْرَعِ المَنْكُورَ يَحْتَصِدِ النُّكْرا |
|