سَلامٌ عَلَى بَطْحاءِ مَكَّةَ والحِمَى | |
|
| حَماها فَفيهِ المجدُ والعِزُّ خَيَّما |
|
بِنَفْسِي أَرْضاً قَدَّسَ الله سِرَّها | |
|
| اليها قُلُوبُ الناسِ يَهْوِينَ حُوَّما |
|
بها نَشَأَ الهادي وآباؤُهُ الأُلَى | |
|
| بَنَوْا في سَماءِ الدِّين بَيْتاً مُعَظَّما |
|
يَحُجُّ إليهِ المُسْلِمُونَ وقَلْبُهُمْ | |
|
| تَعَلَّقَ في أَرْكانهِ فَتَحَرَّما |
|
بهِ طافَ ابراهيمُ كالبَدْرِ حَوْلَهُ | |
|
| مَلاَئِكَةُ الرحمن يَسْعَوْنَ أَنْجُما |
|
يَطُوفُ فَيَدْعُوا الله والله سامِعٌ | |
|
| مُجِيبٌ دُعا منْ طافَ لله مُحْرِما |
|
لَهُ هاجرتْ في اللهَ منْ قَبْلُ هاجرٌ | |
|
| فَحَلَّتْ مَقاما في حماهُ مُحَرَّما |
|
فطابتْ بهِ مَثْوىً كريماً وأَنْجَبَتْ | |
|
| كِراما بهمْ طابَ الحِجازُ وعُظِّما |
|
تَحَدَّرَ منهمْ سَيِّدُ الرُّسْلِ أَحْمَدٌ | |
|
| فَهَزَّمَ بالهَدْيِ الظَّلامَ المُخَيِّما |
|
بِنَفْسيَ أَرْضاً أَنْبَتَتْ خَيْرَ سَيِّدٍ | |
|
| أَنارَ منَ الأَلْبابِ ما كانَ مُظْلِما |
|
بِنَفْسِيَ بَيْتَ الله فَهْوَ مَنارُنا | |
|
| ونَجْمُ هُدانا والحَطِيمَ وزَمْزَما |
|
بَدَتْ شَمْسُ طهَ في حِماهُ فَرَوَّعَتْ | |
|
| أَشِعَّتُها جَيْشَ الظَّلالِ العَرَمْرَما |
|
فأَشْرَقَتِ الأَلْبابُ وأَنْجابَ غَيُّها | |
|
| وقَيْدُ العَمَى والجهلِ عنها تَحَطَّما |
|
وهَبَّتْ تَطُولُ الشَّمْسَ في مُسْتَقَرِّها | |
|
| ولم تَرْضَ إلاَّ هامةً النَّجْمِ سُلَّما |
|
ولاحَ لنا فَجْرُ الحياةِ كأَنَّهُ | |
|
| مُحِبٌّ رَأَى مَحْبُوبَهُ فَتَبَسَّما |
|
فَقُمْنا الى داعي العُلا وتَسابقتْ | |
|
| عَزائِمُنا في حَوْمةِ المَجْدِ أَسْهُما |
|
وَسِرْنا عَلَ بَيْضاءَ غَراءَ سَمْحَةٍ | |
|
| هَدَتْنا طَرِيقَ المَكْرُماتِ المُقَوَّما |
|
وطُلْنا مَناطَ النَّجْمِ عَزَّ مَنالُهُ | |
|
| بِشَماءَ انْ امْضَتْ مَضَى الامْرُ مُبْرَما |
|
فَخَرَّتْ لَنا زُهْرُ الكَواكِبِ سُجَّدا | |
|
| لِتَأْخُذَ بالأَمرِ الذي كانَ أَحْزَما |
|
ودانتْ لنا الدّنيا فاسْعِدَ اهلُها | |
|
| وكانتْ عليها أَغْرُبُ البُؤْسِ سُوَّما |
|
نَشَرْنا الهُدَى فيها فَجَلَّى ظَلامَها | |
|
| كما البَدْرُ يَجْلُو حِنْدِسَ اللَّيلِ ادْهَما |
|
رَسُولٌ أَتَى والكَوْنُ بالجَهْلِ مُظْلِمُ | |
|
| فَسَلَّ حُسامَ العِلْمِ والعَدْلِ مِخْذَما |
|
فكانَ لِمِيلادِ البَشِيرِ فَضاالٌ | |
|
| بها لَمْ يَزَلْ تاجُ المعالي مُعَلَّما |
|
فَيا مَوْلِدَ الهادي بَلَغْنا بكَ المُنَى | |
|
| فَيا سَعْدَ مَنْ امَّ الحِمَى وتَيَمَّما |
|
بِنَفْسيَ شهرا جاتَ فيهِ هِدايةً | |
|
| فَهَدَّمْتَ بالحَقِّ الضَّلالَ فَهُدِّما |
|
فَشَهْرُكَ يا خَيْرَ البَرِيَّةِ سَيِّدٌ | |
|
| تَعالَى عَلَى كلِّ الشُّهُورِ مُكَرَّما |
|
كَما انْتَ يا بَدْرَ الهِدايةِ سَيِّدٌ | |
|
| كريمٌ عَلَيْكَ الله صَلَّى وسَلَّما |
|