سَرَت لِنَواحي النَفسِ مِن جانِبِ الخِدر | |
|
| طَوارِقُ همٍّ ضاقَ ذَرعا بِها صَدري |
|
فَزايَلتُه أَرتادُ مَلهىً فَمَرَّ بي | |
|
| فَتىً شمتُه يَختالُ في الناس كَالبَدر |
|
سَباني بِلَفظٍ كان أَشهى مِنَا لمُنى | |
|
| وَأَوقَعَ في نَفسي مِنَ العَفوِ عَن وِزري |
|
فَسايَرتُهُ يَقتادَني الشَوقُ وَالهَوى | |
|
| وَبَينَ ذِراعَيهِ سَقَطتُ وَما أَدري |
|
حَباني المُنى حيناً قَصيراً وَبَعدَه | |
|
| رَماني فَأَصماني بِسَهم مِن الهَجر |
|
فَعادَ كَصَدري ضَيِّقاً كُلُّ ما أَرى | |
|
| وَعادَ بياضُ الحَظِّ أَسوَدَ من شَعري |
|
فَلَو أَنَّ حَظّي تَحتَويهِ مَحابِرٌ | |
|
| غَنيتُ بِما اِستَمدَدتُ مِنها عَن الحِبر |
|
غَنيتُ بِما اِستَمدَدتُ مِنها عَن الحِبر | |
|
| فَوَلَّيتُ وَجهي شَطرَ مَصرَع عِفَّتي |
|
فَوَلَّيتُ وَجهي شَطرَ مَصرَع عِفَّتي | |
|
| وَدابَرتُ وَجهَ الصَونِ في الزَمنِ النَضرِ |
|
وَقارَفتُ في رَيق الشَبابِ مَخازِياً | |
|
| أَلَحَّت عَلى ما كانَ من شرفِ القَدر |
|
مَرابِع مجدٍ أَقفَرَت جَنَباتُها | |
|
| فَأَمسَت خَلاءً من عِفافٍ ومن طُهر |
|
جَهِلتُ طباعَ الكائِناتِ فَلَم أَزل | |
|
| أُدَنِّس فَرشَ الطُهرِ عَن طُرُقِ السِر |
|
وَقد كانَ من نَقص التَجاريبِ إِنَّني | |
|
| جَهِلت بِأَن السِرَّ يَفضى إِلى الجَهر |
|
طَهارَةُ نَفسٍ رُعتُها بِغَوايَتي | |
|
| فَوَلَّت عَلى حكم البِغاء من الذُعر |
|
بِمال مُباعٍ بِعت عِرضي سَفاهَةً | |
|
| وَلم أَدرِ أَن العِرضَ خَيرٌ من التِبر |
|
فجوزٌ سَرى في النَفسِ وَهيَ تَقِيَّةٌ | |
|
| فَكانَ سَواداً في خَلائِقي الغُرِّ |
|
نكثتُ بِعَهدي لِلفَضيلَة فَاِغتَدى اِف | |
|
| تِضاحي جَزاءً لِلخِيانَةِ وَالغَدرِ |
|
إِذا اِستَمرَأَت مَرعى الغَوايةِ أَنفسٌ | |
|
| فَهَيهاتَ أَن تَنكفَّ بِاللَومِ وَالزَجر |
|
وَسبع سِنينٍ كنتُ فيهِن لَبوَةً | |
|
| تَصولُ عَلى الأَغرارِ بِالنابِ وَالظُفرِ |
|
جَدعتُ بِها أَنفَ العفافِ وَهتَّكت | |
|
| اكفُّ الخنا ما كانَ دوني من سِتر |
|
أَطوِّف في كُلِّ البِقاعِ كَأَنَّني | |
|
| أُفتش عن عقد تَناثَر من نَحري |
|
عَلى مَهَل أَمشي الإِوَزّى تَدَلُّلا | |
|
| كَأَنّي أَقيسُ الأَرضَ بِالشِبرِ وَالفِتر |
|
تَقاذَف جِسمي في النَهارِ شَوارِع | |
|
| وَإِن جَنَّ لَيلى جَنَّني مَوبِق العَهر |
|
فَأَصبَحتُ سِرّاً باتَ في الناسِ فاشِيا | |
|
| وَقد كُنتُ من قَبل الخَنا بَيضَةَ الخِدر |
|
وَقد كانَ لي ذِكرٌ تَضَوَّع عِطرُه | |
|
| فَأَصبَح في الآذانِ وَقراً عَلى وَقر |
|
وَقَد كانَ صَدري مَوطنا لِمَبَرَّةٍ | |
|
| وَعطفٍ فَأَمسى مَوطنَ الكيد وَالخَتر |
|
وَكنتُ عَلى عَهد اِعتِزازي بِعِفَّتي | |
|
| أَعيشَ بِفَينانٍ من العَيشِ مُخضَر |
|
لِمَثوى البَغايا أَسلَمتني غَوايَتي | |
|
| لحريَّةٍ أَنكى لِنَفسي من الأَسرِ |
|
أتاجر في عَرضي وَأَسخو بِبَذلِهِ | |
|
| لِكُلِّ فَتى يَسخو بِنائِلِهِ الغَمر |
|
تُداوِلُني الأَيدي كانيَ سِلعَةٌ | |
|
| يغالي بِها التجارُ في السوم وَالسِعر |
|
كَأَنّي لِسوءِ الرَأي قَد عُدتُ طِفلَةً | |
|
| تَنَقَّلُ من حِجر لِحِجر إِلى حِجر |
|
كَأَنّي لطرّاق المَواخير مجزَم | |
|
| تَنَقَّلَ من خَصر لِخَصر إِلى خَصرِ |
|
إِذا زُرتَني ظُهراً فَقَد زُرتَ بَوَّةً | |
|
| وَفي اللَيلِ اِذ تَأتى تَرى طَلعَة البَدر |
|
تَصَنَّعتُ فيهِ الحسنَ وَالحُسنُ زُبدَةٌ | |
|
| إِذا واجَهَتها الشَمسُ ذابَت من الحُرِّ |
|
لعمرُك إِن المَومساتِ بَراعِمٌ | |
|
| تَفَتَّح لَيلا ثُمَّ تذبُل في الظُهر |
|
خُلِقن جُنوداً لِلشَياطينِ وُكَّلَت | |
|
| بِسلبِ التقى وَالعزِّ وَالعَقل وَالوَفر |
|
لَهُنَّ لَجاجاتٌ شِدادٌ كَأَنَّها | |
|
| لَجاجَةُ ربِّ البَيتِ في آخر الشَهر |
|
وَيَشقى لَدَيهِنَّ الغَوِيُّ كَأَنَّه | |
|
| وَقد نالَ مِنهُ الذُلُّ مُستَخدَم مِصري |
|
وَمن عجب يُجدي وَتَلقاه ماثِلا | |
|
| بِذِلَّةِ مُستَجدٍ وَوففةِ مُضطَر |
|
يُجازي الفَتى وَصلا بِوَصل فَمالَه | |
|
| أَباحَ الرِبا حَتّى حَباهُنَّ بِالتِبر |
|
تَجودُ عَلى تِلكَ البَغايا أَكفُّه | |
|
| بِما قَصَّرت عَنهُ يَدُ النيلِ في مِصر |
|
وَلي ظاهِرٌ في الحُبِّ يَحلو مذافُه | |
|
| عَلى أَنَّه يُطوى عَلى باطِنٍ مُرِّ |
|
يُلاينُ عُشّاقى لِسانٌ مُخادِع | |
|
| وَوَجهٌ عَلاه زائِفُ الحُسنِ وَالبِشر |
|
أَضاحِكُ زيداً بِاللِسان وَإِنَّني | |
|
| لأَقصدُ عَمراً حينَ أَرنو إِلى بَكر |
|
تَكَلَّفتُ لينَ الطبعِ لِلغُرِّ خُدعَةً | |
|
| وَلكِنَّه قَد شَفَّ عن خُلُق وَعر |
|
يَراني نَسيمُ الرَوضِ لُطفاً وَرَفَّةً | |
|
| وَلكِنَّني أَقسى فُؤاداً من الدَهر |
|
أَقولُ لَه لا تَنأ عَنّي فَساعةٌ | |
|
| بِبُعدِك عن عَينَيَّ أَطولُ من شَهر |
|
وَإِنَّك في أَهليكَ إِن بِتَّ لَيلَةً | |
|
| يُخاصِمُني نَومي إِلى مَطلَع الفَجر |
|
وَجَنبِيَ يَنبو حَشايا وَثيرَةٍ | |
|
| وَدَمعيَ طولَ اللَيلِ من فَوقِها يَجري |
|
فَلَم أَرَ إِنساناً سِواكَ يَروقُني | |
|
| فَأَنتَ لَديَّ التِبرُ وَالناسُ كَالصُفر |
|
فَزَيِّن بِتاجِ الماسِ رَأسي لكى تَرى | |
|
| ضَياءَ هلالٍ فَوقَ لَيلٍ من الشَعر |
|
وَكَثِّر بِعِقدِ الدُرِّ فيكَ حَواسِدي | |
|
| لِيَهلِكن غَيظاً حينَ يامَعُ في صَدري |
|
وَصع فَتخَةً في خِنصَري لِتَكونَ لي | |
|
| مذَكِّرَةً إِن كنتَ تَعزُب عن ذِكرى |
|
وَما أَنسَ مِلأَشياء لا أَنسَ نائِلا | |
|
| جَنيتُ جناهُ من أَنامِلك العَشر |
|
لساني وَقَلبي إِن وَفيتَ بِمَوعدي | |
|
| شَريكان في بَذلِ المَوَدَّةِ وَالشُكر |
|
ثَناءٌ بِهِ طاشَت نَواحيِ لِلجَدا | |
|
| فَآنَستُ مِنهُ البَحرَ يَقذِفُ بِالدُرِّ |
|
هو المَدحُ يَستَهوي الضِعافَ وَإِنَّهُ | |
|
| سَبيلُ اِعتِصار المالِ من راحَةِ الغُمر |
|
فَلَم يَغدُ حَتّى آب أَوبَةَ قائِدٍ | |
|
| وَقد خَفَقت من فَوقه رايَةُ النَصر |
|
حَمِدتُ لَهُ عودا فَقَد جاءَ شَيِّقاً | |
|
| بِشَتّى من الأَنداءِ جَلَّت عن الحَصر |
|
وَلكِنَّها نُعمى وَإِن جل قَدرُها | |
|
| تقابلُ في عُرفِ الدَعارَةِ بِالكُفر |
|
وَم رامَ مَحضَ الوُدِّ قلبِ مومِسٍ | |
|
| فَقَد رامَ نَبعَ الماءِ من ضَرَمِ الجَمرِ |
|
وَفَفتُ إِلى الشُبانِ في كُلِّ مَرصَد | |
|
| لأُنشِبَ أَظفاري بكلِّ فَتى مُثرِ |
|
وَقد صدتُ مِنهم طائِرَ المالِ بَعدما | |
|
| نَصَبتُ لَهم أُحبولَةَ الخَتلِ وَالمكر |
|
وَمن بَعضِ أَشراكي لَدَيهِم تَدَلُّلي | |
|
| وَتَفتيرُ أَجفاني وَمُبتَسَم الثَغر |
|
فَتَحتُ لِصَيدِ المالِ حِجريَ بَعدَما | |
|
| وَأَدتُ بَناتِ الطُهر في ذلِك الحِجرِ |
|
وَبي من هَوى الدينارِ حُبٌّ مُبَرِّحٌ | |
|
| وَما بي مِن حُبٍّ لِزيد وَلا عَمرِ |
|
وَوا عَجَبا مِنهُم يَعودونَ بَعدَ ما | |
|
| تَرَكتُهموا خِلواً مِنَ البَيضِ وَالصُفر |
|
وَلكن هذا المالَ طارَ مُبَكِّرا | |
|
| كَما طارَت الغِربانُ صُبحا من الوَكرِ |
|
ظَفِرت بيسر لَم يَدم لي زَمانُهُ | |
|
| وَيا رُبَّ عُسر جاء في أَثر اليُسر |
|
وَيا لَيتَني أَعدَدتُ بَيضَ دَراهِمي | |
|
| لِتَخفيفِ آلامي بِأَيّاميَ الغُبرِ |
|
فَكَفى أَساءَت عِشرَةَ المالِ ضَلَّةً | |
|
| وَلَم تُبقِ من كُثر لَدَيَّ وَلا نَزر |
|
رَماني الهَوى في حِجر خِبّ مُخادِع | |
|
| تَمَلَّكني بِالحُبِّ من حَيثُ لا أَدري |
|
أَهَشُّ إِذا ما زارَني مُتَفَضِّلا | |
|
| وَإِن غابَ عَنّي عيلَ في بُعده صَبري |
|
وَكم لَيلَةٍ أَنحى لِقَلبي وَمَسمَعي | |
|
| بِسَهمَين من هَجر مُمِضٍّ وَمن هُجر |
|
وَفي لَيلَةٍ أَنحى عَلى المالِ خِفيَةً | |
|
| وَوَلّى بِما أَبقَيتُ لِلدَّهرِ من ذُخر |
|
فَبِتُّ وَذُلُّ الفَقرِ يُقلقُ مَضجَمي | |
|
| وَيُلِمني همُّ الدُيونِ إِلى الفكر |
|
إِذا ما جَمعتَ المالِ من غير حِلَّه | |
|
| فَإِن قُصارى ما جمعتَ إلى النَثر |
|
تَجَمَّعَتِ الأَمراضُ فيَّ فَهِجتُها | |
|
| أَبابيلَ تَرمى كُلَّ مُستَهتَرٍ غِرِّ |
|
فادخلُه الماخورَ خِلوا من الضَنا | |
|
| وَأُخرجُه والداءُ في جِسمِهِ يَفري |
|
فَكم سيلانٍ من أَخيه رَمى بِهِ | |
|
| إِلَيَّ فكان السمَّ في جَسدي يَسري |
|
وَمن قَبله أَزجى اليَّ ابنُ عمه | |
|
| جَراثيمَ سُلَّ بتن يَرعَين في سَحري |
|
وَقَفّى عَلى آثارِهِ بَعضُ صَحبه | |
|
| بِحُمّى تَبيتُ اللَيل في أَعظُمي تَبري |
|
عَوامِلُ جَزم لِلحَياةِ وَإِنَّها | |
|
| لأَنكى بِجُثماني من البيضِ وَالسُمر |
|
عِصابَةُ بَغى مَزّافت ثَوبَ صِحَّتي | |
|
| فَلا غَروَ إِمّا قُمتُ آخذُ بِالثَأرِ |
|
بَليت بِلى الأَطلالِ إِن لَم أَرُعهُمو | |
|
| بِمُختَلِفِ الأَدواءِ تَأكلُ في العُمر |
|
أُعافبهم كي لا يَعودوا وَإِنَّه | |
|
| من الحَزمِ عِندي دَفعُك الشَرَ بِالشر |
|
عَدَتني المُنى إِن كُنتُ أُشفِق مرَّةً | |
|
| عَلى خائِن عَهدَ الفَضيلَة وَالطُهر |
|
وَكلُّ امرىء يَجني عَلى الطُهر وَالتُقى | |
|
| فَعَمّا قَليلٍ مِنهُ يَنتَقِمُ الزُهرى |
|
نَصحتُ إِلى الشبانِ أَبغي سلوكهُم | |
|
| سَبيلَ رشادٍ في الحَياةِ بِلا أَجر |
|
همو اِستَعبدتهُم في الخَنا شَهَواتُهم | |
|
| وَيا رَبَّ عبدٍ في ثِياب فَتى حُر |
|
تَراهُم بِمَثوى الموبِقات تَزاحَموا | |
|
| تَزاحمَ أَسرابِ الهمومِ عَلى صَدري |
|
أَراهم بِسوقِ اللَهوِ باعوا رَشادَهم | |
|
| وَلم أَر في سوقِ المَحامِدِ من يَشري |
|
يكرُرّنَ في مَثوى المَخازى فَإِن دُعوا | |
|
| لِمَأثُرَةٍ حثّوا المَطايا عَلى الفَرِّ |
|
همو اِمتَلَئوا إِلّا من العِلم وَالحجا | |
|
| وَهم فَرَغوا إِلّا من الزَهوِ وَالكِبر |
|
إِذا هَبَطوا قالوا القَضاءُ وَإن عَلوا | |
|
| يَقولوا بِأَن الفَضلَ لِلعَقلِ وَالحِذر |
|
وَأَحياءُ بِالأَجسامِ مَوتى بِأَنفُسٍ | |
|
| يَعيشون كَالأَبقارِ لكن بِلا دَرِّ |
|
وَبي منهمو وجدٌ تَأَجَّجَ مِثلَما | |
|
| تَأَججت النيرانُ في منيةِ الغَمر |
|
وَهم في عيونِ المَجدِ أَشبهُ بِالقَذى | |
|
| وَهم في خُدودِ الفَضلِ أَشبهُ بِالبَثر |
|
بِمَنظرِهم تَقذى العيونُ وَإِنَّهُم | |
|
| على خِفَّةِ الأَحلامِ أَثقلُ من صخر |
|
سوادُ نفوسٍ تحتَ بيضِ مَعاطِفٍ | |
|
| وَنتنُ خلالٍ تَحتَ نافِجَةِ العِطر |
|
أُقَلِّبُ طَرفى في البِلاد فَلا أَرى | |
|
| أخا ثِقَةٍ منهم أَشُدُّ به أَزرى |
|
مَلِلتُ حَياتي بَينَ قَوم حَديثُهُم | |
|
| يَدورُ عَلى الأَزياءُ وَالخَمر وَالقَمرِ |
|
وَما كان صَوتُ الرَعدِ في سوءِ وَقعِهِ | |
|
| بِاَوقَرَ لِلآذانِ من كاذِبِ الفَخر |
|
همو رَهنوا حَتّى المَساكِنَ خِفيَةً | |
|
| لكي يُنفِقوا الأَموالَ في اللَهوِ وَالسُكرِ |
|
إِذا ما سَكَنتَ القَصرَ وَالرَهنُ مُغلَق | |
|
| فَقَصرُك في العَينَين أَشبَهُ بِالقَبر |
|
وَرُبَّ اِبتِسامٍ شَفَّ عن مُضمَرِ البُكى | |
|
| وَرُبَّ يَسارٍ شَفَّ عن مُضمَرِ العُسر |
|
غِنى النَفسِ بِالتَهذيبِ أَجدى من الغِنى | |
|
| بِمال يَسوقُ المُسرِفين إِلى الفَقر |
|
فَإِن عِشتُ لَم أَترك تُراثا لِوارِثٍ | |
|
| تَبدِّدُه كَفاه في بُؤَر العَهر |
|
إِذا العِلمُ لَم يَثنِ النُفوس عَن الهَوى | |
|
| فَذو الجَهل بَينَ الناسِ خَيرٌ من الحِبرِ |
|
وَحُسنُ الفَتى بَينَ الوَرى بِخِلالَه | |
|
| كَما أَن حسنَ الرَوضِ في عاطِرِ النَشر |
|
وَما خَيرُ عَقلٍ لا يَصونُك من أَذى | |
|
| وَما خَيرُ عَينٍ لا تَقيكَ من العَثر |
|
وَصَعبٌ تَرَقّى المَرءِ في دَرَجِ العُلا | |
|
| وَسَهلٌ تَدَلّى المَرءِ في دَرَكِ الحَدر |
|
هو الهَمُّ مِقراضُ الحَياةِ وَإِنَّما | |
|
| يَطولُ رِشاءُ العُمرِ بِالصَفوِ وَالبِشر |
|
وَإِن أَصلَحَ الحرمانُ من شَأنِ ناشىء | |
|
| فَذلكمو الحِرمانُ نَوعٌ من البِرِّ |
|
تَنمُّ عَلى أَصلِ الفَتى إِن جَهلتَه | |
|
| خِلال كَما نَمَّ الأَريجُ عَلى الزَهر |
|
مَساءَةُ زيد في مَسَرَّةِ خالِد | |
|
| وَان اِبتِسامَ الزَهر من مَدمع القَطر |
|
إِذا الأُمُّ لَم تُنجِب فَلا دَرَّ دَرُّها | |
|
| وَيا رَبَّ نَسل كانَ شَرّاً من العُقرِ |
|
بَنو وَطن الاِنسانِ أَولى بِبِرِّه | |
|
| وَأُمُّ الفَتى أَحنى عَلَيهِ من الظِئر |
|
وَنُصحُ الفَتى أَعمى بَصيرَتَه الهَوى | |
|
| يَراهُ ذَوو الأَحلامِ ضَرباً من الهَذر |
|
هو الغِرُّ يَدري ما بِمَنزلِ غيره | |
|
| وَلَيسَ بِما يَجري بِمَنزله يَدري |
|
جَبانٌ إِذا اِستَنجَدتَه لَعظيمةٍ | |
|
| وَاِجرَأ من لَيثٍ بِخَفّانَ في الشَر |
|
لَعَمرُكَ ما أَدري إِذا ما نَظَرتُه | |
|
| أَكانَ فَتىً ما شِمتُ أَم دُميَةَ القَصرِ |
|
فَتىً راقَهُ لُبسُ القَباطي وَإِنَّها | |
|
| لأَخزى له في الناسِ من مَلبَس الطِمر |
|
وَفَخرُ الفَتى بِالنَفسِ لا الجِسمِ إِنَّني | |
|
| أَرى الفَضلَ في الأَثمارِ لِلُّبِّ لا القِشر |
|
وَيفضُل ثَوبُ القُطنِ ثَوباً مُبَرقِشا | |
|
| من الخَزِّ لا يَحمي من الحر وَالقُرِّ |
|
وَمن حَكَّمَ الاسرافَ في ذاتِ مالهِ | |
|
| رمته عَوادي الدَهر بِالبُؤس والعُسر |
|
عَلى المُسرِفينَ اقضوا بِحَجرٍ فَإِنَّهُم | |
|
| أَحقُّ من الأَطفالِ في الناسِ بِالحَجر |
|
فَكَم آل بِالإِسرافِ كُثرٌ لِقِلَّةٍ | |
|
| وَكَم قِلَّةٍ بِالقَصد آلَت إِلى الكُثرِ |
|
وَبالمالِ صونُ الدينِ وَالعِرضِ وَالنُهى | |
|
| كَما أَن صونَ العَينِ بِالهُدب وَالشَفرِ |
|
وَمن باعَ أَخراه بِدُنياهُ طالِبا | |
|
| مُعَجَّلَ رِبحٍ باءَ في الناسِ بِالخُسرِ |
|
وَمن كانَ أَتّاءَ البَغايا فَأُختُه | |
|
| سَتَقفو خطاه في البِغاء عَلى الإِثر |
|
وَلِلغيدِ دولاتٌ تدولُ وَتَنقَضي | |
|
| إِذا وَلَّت الأَيّامُ بِالحِبرِ وَالسِبر |
|
وَهل تَرجِعُ الأَيّامُ عَزّيَ بَعد ما | |
|
| بَنيتُ بِها صَرحَ العفافِ عَلى الكَسرِ |
|
وَهل يُغسِلُ العارَ الَّذي اِنتابَ سُمعَتي | |
|
| مَعاذيرُ خطت سَطرَها قِلَّةُ الخُبر |
|
وَهل راجِعٌ ذاكَ الشَبابُ الَّذي مَضى | |
|
| فَأَرجعَ فيهِ لِلعَفافِ وَلِلطُّهر |
|
وَلى العُذرُ في بِدءِ الصَبابَةِ وَالهَوى | |
|
| وَلكِن عَليَّ الذَنبُ في آخِرِ الأَمرِ |
|
وَإِن كُنتُ في الماضي أَسَأتُ لِعِفَّتي | |
|
| فَقَد جِئتُ أُدلى الآنَ لِلطُّهرِ بِالعُذر |
|
فَغُفرانَك اللَهُمَّ ذَنبي تَفضلا | |
|
| فَعاصيكَ أَولى الناسِ بِالصَفحِ وَالغَفرِ |
|
كَفاني من التَعذيبِ ما قَد لَقِيتُه | |
|
| من العَيشِ بَينَ العارِ وَالخِزي وَالفَقرِ |
|
وَفُقدان عزى في البَغاءِ وَصحتي | |
|
| وَسُكنايَ بَعدَ القَصر في الموحِشِ القَفر |
|
ثَوَيتُ بِقَبري بَعدَ عِشرينَ حِجَّةً | |
|
| وَثنَتين كانَت مَبعَثَ البُؤسِ وَالشَرِّ |
|
دَفنتُ بِهِ آلامَ نَفسي وَقبل ذا | |
|
| دَفنتُ بهِ الآمالَ في رَيِّقِ العُمر |
|
أَوَيتُ إِلى فَرشٍ من التُربِ كانَ لي | |
|
| بِهِ راحَةٌ مِمّا أُعاني من الضُرِّ |
|
أَلا في سَبيلٍ اللَهوِ عُمرٌ نَصَرَّمَت | |
|
| حَواشيهِ بَينَ الطَبلِ في اللَهو وَالزَمر |
|
فَلا تَطلُبا في مَتجَرِ الحُبِّ مَكسَبا | |
|
| فَوَالعَصرِ إِن العاشِقينَ لَفي خُسر |
|