عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > مير علي أبو طبيخ > قلم الغصن ليستد في اللقاح

العراق

مشاهدة
460

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

قلم الغصن ليستد في اللقاح

قلم الغصن ليستد في اللقاح
واسقه من ناضح الورد العرق
وتفقده مساء وصباح
وعلى الفجر إذا الفجر انبئق
أن من حاول تركيب الفصول
في الحقول ابتزها بعض اللحاء
وكذا من يبتغي قلع الحصون
يشحذ المعول في نقض البناء
هكذا صرح أرباب الفنون
وهم فيما رووه علماء
لم يكن ذلك بدعا واقتراح
سنة الله جرت فيما خلق
كل نصل غير مبري القداح
طائش المرمى إذا زج زلق
فضع المشروط مسنون الشفير
يتجافى عن شباه الألم
وأعصب الجرح بمنسوج الحرير
ناعما يهفو إليه الأنعم
وإملاء الكأس إذا عف المدير
فاهقا تطفح فيها العندم
فإذا ما زجعا ماء القراح
قهقت حتى يوافيها الشرق
ثم صغ لي من لئاليها وشاح
فمى يذهب من عيني الأرق
قبض الظبي وجاه الخاتن
فغدى يجأر منه باغما
واحتواه بيديه الحاضن
قاسيا لم يك فيه راحما
صاده وهو وديع آمن
لا يعاني الذعر إلا حالما
ليته ابدي حنانا وسماح
ليته حين تولاه رفق
أن قلبا لم تذلله الصباح
من حديد صوغه لا من علق
ترك المبضع في الغصن اثر
باقيا تحرسه عين الزمان
يتهادى في دلال وخفر
مستعدا لزفاف وقران
مرهف القامة موفور الشعر
واضح الغرة مخضوب البنان
قد أبت الحاظه إلا الكفاح
وأبت أعطافه إلا النزق
وحمى عقلي لديها مستباح
وفؤادي بظباها مسترق
هاك أضلاعي فأجعلها ضماد
واتخذ حبة قلبي مرهما
وإذا عب بجفنيه الرقاد
فغفى وسده منك المعصما
وتعهده بلطف ووداد
وأرشف المعسول من عذب اللما
لثنايا الكأس والربقة راح
عد بها مصطحبا أو مغتبق
واسقني منها بلطف وارتياح
علها تطفئ من قلبي الحرق
سنن الختن أقامت للسرور
مهرجانا كفصول السينما
لست أدري مذ تجلت في البدور
كيف عم البشر أبراج السما
أشرقت فالعصر فينا عصر نور
يمحق البؤس ويجلو الظلما
وعلى المسرح أسراب الملاح
غازيات يتسلحن الحدق
كلما ناضلن قلبي قلت طاح
ما به حين أصابته رمق
هنى الشعب كهولا وشباب
مالئا من فرح أو طابه
فعلي بدعاه المستجاب
طهر الله له أعقابه
علم ليس يواريه حجاب
ضاربا فوق السهى أطنابه
تتوقاه أعاصير الرياح
مثل ما يعنو له الليث فرق
هو دأماء نوال وسماح
فإذا غامره البحر غرق
جده المهدي ما جاره جد
عيلما لم يبد ألا زاخرا
مخض العلم فوافاه الزبد
ناظما طورا وطورا نثرا
بالمصابيح تجلى فاتقد
غسق الجهل فأضحى زاهرا
صارم دانت له بيض الصفاح
لم يجل في حلبة ألا سبق
كيف لا يبدي الكرامات الوضاح
وهو نور الله في الأرض انبثق
بحر علم طاغيا تجتاحه
فبه تفنى وتحي الأنفس
ضاربات للبلا أمواجه
ابن منهن المحيط الأطلسي؟
من لئاليه تحلى تاجه
فتطامن لديه الأرؤس
خاضعات بعدما اعتدن النطاح
لم يصبهن صداع أو رهق
وثنى أعناقها بعد جماح
فبدى بين ذفاراها الرهق
راح فيه جعفر مرتهنا
سابحا يطفو على لجنه
وانبرى في فضله مقترنا
كاقتران الحج في عمرته
منجم يحوي المعالي معدنا
والمزايا الغر من سيرته
أن رأى المنكر أغضى وأشاح
أو رأى المعروف أسنى وأتلق
يتلقاك بأخلاق سجاح
أو لم يدنسها غضون أو ملق
أن تسل عنه فسل ما ألف
سترى فيه الأحاديث العجاب
كم بيان باللئالي رصفه
بعدما أفرغه تبرا مذاب
واضعا في كل قدر مغرفه
فاتحا في كل علم ألف باب
فإذا أمطر أودى بالبطاح
سيبه حتى يغشيها الغدق
لم تلد راحته أيد شحاح
لا ولم يسلك طريقا غير حق
تحفة العالم قد حررها
شذرات في راقي العالم
أم ضروع المزن ألقت درها
فاراعت كل روض ناعم
أم عيون الغيد أبدت سحرها
كخيال بين جفني حالم
أم نطاق الروض وشاه الأقاح
بعدما الناث بإيراد الشفق
وبرياه نسيم الصبح فاح
يوقظ الغصن فيرمي بالورق
حيها عاشقة أريافكم
وذرات العشق يرفضن الصداق
لا تسمها أن أتن أكنافكم
بصدود يزدريها أو طلاق
فلقد عافت هوى من عافكم
واصطفتكم دون سادات العراق
فانثنت سافرة وهي رداح
أضرم الشوق حشاها فاحترق
تتغنى بعلاكم كي تراح
والأغاريد سجايا من عشق
مير علي أبو طبيخ
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2014/06/12 12:48:09 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com