يا من تعالى عن الإدراك بالبصرِ
|
يا خالق الخلق والأملاك والبشرِ
|
يا من يجود بما يبغون من وطرِ
|
يا ربِّ صلِّ على المختار من مضرٍ | |
|
| والأنبياء وجميع الرُّسل ما ذكروا |
|
للعبد خير الورى أقوى ذريعته
|
من كان كلُّ السَّجايا من طبيعته
|
|
وصلِّ ربِّ على الهادي وشيعته | |
|
| وصحبه من لطيِّ الدِّين قد نشروا |
|
بالبيض والسُّمر ذبُّوا عنه كلَّ عدو
|
وكلُّهم نمرٌ يوم الوغى أسد
|
قرَّت بهم عينه في كلِّ ما شهدوا
|
وجاهدوا معه في الله واجتهدوا | |
|
| وهاجروا وله آوواو قد نصروا |
|
قومٌ مهمُّهم الطاعات والقرب
|
من بحر علم رسول الله قد شربوا
|
ومنهم قد تلقّى العجم والعرب
|
وبيِّنوا الفرض والمسنون واعتصبوا | |
|
| لله اعتصموا بالله فانتصروا |
|
يا من إذا أرسل الأرياح صرَّفها
|
هب يا مسهِّل أوطارٍ ومسعفها
|
خير البريَّة أخلاقاً وأرأفها
|
أزكى صلاةٍ وأنماها وأشرفها | |
|
| يعطِّر الكون ريّاً نشرها العطر |
|
تصير منها عيون الصبِّ باكيةً
|
تشفي نفوساً من القرّاء شاكيةً
|
للبدر والشَّمس في الأشراق حاكيةً
|
مفتونةً بعبير المسك زاكيةً | |
|
| من طيبها أرج الرِّضوان ينتشر |
|
دأماء جودك يا مولاي منبعها
|
كالشَّمس ضاءت جناب الحقِّ مطلعها
|
متلوَّةً بسلامٍ منك يشفعها
|
عدَّ الحصى والثَّرى والرَّمل يتبعها | |
|
| نجم السَّما ونبات الأرض والمدر |
|
وعدَّ ما كان من نورٍ ومن غسقٍ
|
ومن لآلٍ ومن نضرٍ ومن ورقٍ
|
وعدَّ ما للنَّوى والحبِّ من فلقٍ
|
وعدَّ ما حوت الأشجار من ورقٍ | |
|
| وكلِّ حرفٍ غدا يتلى ويستطر |
|
معد ما كان مأخوذاً وما نبدا
|
وما لذي كندٍ حرى يكون إذا
|
وكلِّ أمر من الجبار قد نفدا
|
وعدَّ وزن مثاقيل الجبال كذا | |
|
|
وما به ذو لسانٍ ناطقٌ بفم
|
وكلِّ ما لك ربَّ العرش من كلمٍ
|
وما علمت وما أوجدت من عدمٍ
|
والطَّير والوحش والأسماك مع نعمٍ | |
|
| يتلونها الجنُّ والأملاك والبشر |
|
وعدَّ ألوان أشياءٍ وكلّ شذا
|
|
ومن سواك من الأكوان قد نبذا
|
والذَّرِّ والنمل مع جميع الحبوب كذا | |
|
| ك الشَّعر والصوف والأياش والوبرُ |
|
وما يراع على القرطاس قد رسما
|
وما أفضيت علينا ربَّنا كرما
|
وكلُّ طرفٍ بالدَّمع منسجما
|
وما أحاط به العلم المحيط وما | |
|
| جرى به القلم والمأمون والقدرُ |
|
وكلِّ ما سيِّدي أبرمته ووهى
|
وما أتى محكماً أو كان مشتبها
|
ومن غدا ساهياً أو كان منتبها
|
وعدَّ نعمائك اللاّتي مننت بها | |
|
| على الخلائق مذ كانوا ومذ حشروا |
|
وعدَّ ما ساق أقدارٌ وما صرفت
|
والذاريات وما مادت به وسفت
|
وعدَّ ما طرفت عينٌ وما ذرفت
|
وعدَّ مقداره السّامي الَّذي شرفت | |
|
| به النَّبيُّون والأملاك واُفتخروا |
|
وما تنزل من ثلجٍ ومن بردٍ
|
وما أتى منك من فيضٍ ومن مدد
|
من غير ضبطٍ ودون الحصر في عدد
|
وعدَّ ما كان في الأكوان يا سندي | |
|
| وما يكون إلى أن تبعث الصُّور |
|
يا من يسرُّ قلوباً من تقرُّبها
|
أدم عليه صلاةً منك ذات بها
|
تضيئ مشرق أرضٍ مثل مغربها
|
في كلِّ طرفة عينٍ يطرفون بها | |
|
| أهل السَّماوات والأرضين أو يذروا |
|
زهاء ما كان من قولٍ ومن عملٍ
|
وما شرعت لأهل الحقِّ من سبلٍ
|
تفيده جذلاً منها على جذلٍ
|
ملأ السَّماوات والأرضين مع جبلٍ | |
|
| والعرش والفرش والكرسي وما حصروا |
|
كا لاح برقٌ به طرف السَّحاب همع
|
وناح في الأيك قمريٌّ جوىً وسجع
|
يا ربِّ صلِّ على من في الكمال برع
|
ما أعدم الله موجوداً وأوجد مع | |
|
| دوماً صلاةً دواماً ليس تنحصر |
|
يرتاح منها نشاطاً من جلا غمما
|
ومن إليك هدى يا سيَّدي أمما
|
|
تستغرق العدَّ مع جمع الدُّهور كما | |
|
| تحيط بالحدِّ لا تبقي ولا تذر |
|
يا من على الأنبياء الكتب أنزلها
|
هب منك أقوامها ديناً وأفضلها
|
أوفى صلاةٍ وسناها وأكملها
|
|
|
عدَّ الخواطر قد مرَّت على خلدٍ
|
وعدَّ ما طاف فوق الماء من زبدٍ
|
وعدَّ ما كان من ضعفٍ ومن جلدٍ
|
وعدَّ أضعاف ما قد مرَّ من عددٍ | |
|
| مع ضعف أضعافه يا من له القدر |
|
يا من أفاض علينا دائماً نعما
|
سلَّم وصلَّ على من قد محا ظلما
|
ملأ السَّما والثَّرى والجوِّ بينهما
|
كما تحبُّ وترضى سيَّدي وكما | |
|
| أمرتنا أن نصلَّي أنت مقتدر |
|
وعدَّ ما لرسول الله من شرف
|
وللأحاديث والقرآن والصُّحف
|
من كلِّ معنىً وسرٍّ واضحٍ وخفي
|
وكلُّ ذلك مضروبٌ بحقِّك في | |
|
| أنفاس خلقك إن قلُّوا وإن كثروا |
|
وفي حروفٍ وآناءٍ وفي مددٍ
|
وفي ذواتٍ وأوصافٍ وفي عددٍ
|
يمتدُّ من أزلٍ هذا إلى أبدٍ
|
مع السَّلام كما قد مرَّ من عددٍ | |
|
| ربِّ وضاعفهما والفضل منتشر |
|
هذي تخاميس فاضت من منابعها
|
قد حبرتها يدا معروف صانعها
|
فلا تخيِّبه ربِّي من منافعها
|
يا ربِّ وأغفر لقاريها وسامعها | |
|
| والمسلمين جميعاً أينما حضروا |
|
يا ربِّ أبدل بحسنٍ قبح سيرتنا
|
واُكشف عماء التَّعامي عن بصيرتنا
|
واُغفر لنا وتجاوز عن جريرتنا
|
|
| وكلُّنا سيِّدي للعفو مفتقر |
|
كم من كبائر تردي المرء زوالها
|
وشهوةٍ قسوةٍ للقلب حاولها
|
ولذَّةٍ سمُّها موجٍ تناولها
|
وقد أتى بذنوبٍ لا عداد لها | |
|
| لكنَّ عفوك لا يبقي ولا يذر |
|
أرجوك بالمصطفى يا ربِّ تنظمني
|
في حزبه بنظامٍ كنت تلهمني
|
حاشاك يا سامع الرّاجين تحرمني
|
أرجوك يا ربِّ في الدّارين ترحمني | |
|
| بجاه من في يديه سبَّح الحجر |
|
يا ربِّ زدني بما أمليت تبصرةً
|
وأجعله لي بدعاء النّاس تذكرةً
|
وللمعاصي الَّتي قارفت مكفرةً
|
يا ربِّ أعظم لنا أجراً ومغفرةً | |
|
| فأنَّ جودك بحرٌ ليس ينحصر |
|
قد حار عبدك معروفٌ وأذهله
|
عن نفسه كرب عصيانٍ وهوَّله
|
وعن ملازمة الطّاعات عطَّله
|
والهمُّ عن كلِّ ما يعنيه أشغله | |
|
| وقد أتى خاضعاً والقلب منكسر |
|