عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > معروف النودهي > العلم والعقل للأنسان خير حلي

العراق

مشاهدة
599

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

العلم والعقل للأنسان خير حلي

العلم والعقل للأنسان خير حلي
فضلي كنار القرى ليلاً على جبل
وعند فكري سواٌّ غامضٌ وجلي
اصالة الرَّأي صانتني عن الخطل
وحلية الفضل زانتني لدى العطل
طبعي لمبتكر الأفكار مفترعٌ
ولي مجالٌ من الآداب متَّسعٌ
رفعت قدراً وقدر الحرِّ مرتفع
مجدي أخيراً ومجدي أوَّلاً شرعٌ
والشَّمس رأد الضّثحى كالشَّمس في الطَّفل
إلى متى أنا في حلٍّ وفي ظعن؟
وفي مقاساة أشجانٍ وفي محن؟
ما لي تناءيت عن أهلي وعن وطني؟
فيم الأقامة بالزَّوراء؟ لا سكني
بها ولا ناقتي فيها ولا جملي
وقد عراني بها مذ جئتها كمدٌ
ولا ينفِّس عنِّي كربتي أحدٌ
إنِّي غريبٌ كئيبٌ ضارعٌ نكدٌ
ناءٍ عن الأهل صفر الكفِّ منفردٌ
كالسَّيف عرِّي متناه عن الخلل
إن مسَّتني ترحٌ من حادث الزَّمن
وضقت ذرعاً بما ناب من المحن
أو مسَّني فرحٌ من فضل ذي المنن
فلا صديق إليه مشتكى خزني
ولا أنيس إليه منتهى جذلي
غادرت في وطني فرعي ونافلتي
أوغلت في سفري فاشتدَّ غائلتي
واستقبلتني خطوبٌ ثمَّ هائلتي
طال اغترابي حتّى حنَّ راحلتي
ورحلها وقرى العسالة الذُّبل
وكم أثرت بأرجاء الفلا قتما
والنُّوق غرثى صوادٍ تشتكي سأما
أكاد من سغب أقضي وشف ظما
وضجَّ من لغبٍ نضوي وعجَّ لما
ألقى ركابي ولجَّ الرَّكب في عذلي
أتعبت نفسي لكي تحظى بمأربها
وقد تغرَّبت للدُّنيا ومنصبها
فطفت في شرقها دهراً ومغربها
أريد بسطة كفٍّ أستعين بها
على قضاء حتوقٍ للعلى قبل
بذلت جهودي لعلَّ السَّعي ينفعني
ورمت جاهاً على الأقران يرفعني
أبغي أمانِّي والأشواق تطمعني
والدَّهر يعكس آمالي ويقنعني
من الغنيمة بعد الكدِّ بالقفل
وذي جمالٍ كنجم الصُّبح مشتعلٍ
وذي مكارم غرٍّ ماجدٍ بطلٍ
وذي كلامٍ جرى في النّاس كالمثل
وذي شطاطٍ كصدر الرُّمح معتقلٍ
لمثله غير هيّابٍ ولا وكل
داهٍ بآرائه الأسواء قد فرجت
وافٍ إذا ما عهود النّاس قد مزجت
أخلاقه كجمود الرَّوض قد بهجت
حلو الفكاهة مرُّ الجدِّ قد مزجت
بشدَّة البأس منه رقَّة الغزل
لمّا تمكَّن من أعلى شملَّته
أمسى يسايرني في طول ليلته
بثثته ملحاً طارت بغفلته
طردت سرح الكرى عن ورد مقلته
واللَّيل أغرى سوام النَّوم بالمقل
وقد جنينا معاً غضَّاً جنى أدبٍ
كم في مناقشةٍ السُّمّار من عجبٍ
والعيس تهتزُّ بالأحداج من خبيٍ
والرَّكب ميلٌ على الأكوار من طربٍ
صاحٍ وآخر من خمر الكرى ثمل
فقلت: لي أربٌ منك عنَّ أسهرني
ماصدَّني عنه لاحٍ كيف عيَّرني؟
فهل تواسيني؟ فقال: العون أضجرني
فقلت أدعوك للجلّى لتنصرني
وأنت تخذلني في الحادث الجلل
تبطي ذلولك والأجمال سائرةٌ
وتنتئي وخيام الحيِّ ظاهرةٌ
شواهد الحزم في الإنسان باهرةٌ
تنام عيني وعين النَّجم ساحرةٌ
وتستحيل وصبغ اللَّيل لم يحلِ
أمرٌّ عنيت به تأتي بأعجبه
وأنت عن ذي أسى جالٍ دجى عمه
ومن تبالي به يحظى بمأربه
فهل تعين على غيٍّ هممت به
والغيُّ يزجر أحياناً عن الفشل
آنست منك قديماً بأس ذي همهٍ
مجرَّبٍ لغمار الحرب مقتحم
رافق ووافق بغير النّكل عن قدم
إنِّي أريد طروق الحِّي من إضم
وقد حماه رماة من بني نعلِ
عزمي على صوب ذلك الحيَّ ليس يهي
ولو سقاني الرَّدى آساد مقنبه
وساورتني سراةٌ حول مطنّبه
يحمون بالبيض والسمر اللدنان به
سود الغدائر حمر الحلي والحلل
حشا حشاي معاناة النَّوى أسفا
وغادرتني الغواني في الهوى دنِفا
فأن ترم لي من الدّاء العضال شفا
فسر بنا في ذمام اللّيل معتسفا
فنفحة الطِّيب تهدينا إلى الحلل
تلك الرَّبوع بها الأنوار وامضةٌ
والنُّخب نحو العراص الفيح راكضةٌ
أصبو لها ودموع العين فائضةٌ
والحبُّ حيث العدى والأسد رابضةٌ
حول الكناس لها غابٌ من الأسل
نفوسنا طالما بالبين قد شقيت
ولم تزل تتمنّى الموت ما بقيت
نطوي سباسب نرضى كلُّ ما لقيت
نؤم ناشئةً بالجزع قد سقيت
نصالها بمياه الغنج والكحل
رجالها برعوا في نجدةٍ ودها
وبسط كفٍّ، ذوي جودٍ وأهل نهى
لهم شقايق يسبين الحجا بيها
قد زاد طيب أحاديث الكرام بها
ما بالكرائم من جبنٍ ومن بخل
يبدين ما منه عقلُ الصَّبٍّ في صفدٍ
يبسمن عن لؤلؤٍ رطبٍ وعن بردٍ
يفري ظبى لحظها الموضون من زردٍ
تبيت نار الجوى منهنَّ في كبدٍ
حرّى ونار القرى منهم على القلل
يذهبن باللُّبِّ، من يفتن بهنَّ يهم
كم من مغرمٍ طامعٍ في وصلهنَّ حرم
وأنحلته تباريخ الجوى فسقم
يقتلن أنضاء حبٍّ لا حراك بهم
وينحرون كرام الخيل والإبل
إن شئت مدحاً فحدِّث عن قنوتهم
وفي معارك حربٍ عن ثبوتهم
وللنّزيل عن أيثارٍ بقوتهم
يشفي لديغ العوالي في بيوتهم
بنهلةٍ من غدير الخمر والعسل
أمري دموعاً من العين قانيةً
والنَّفس تكدح بالأسفار عانيةً
عسى أرى دار من أهواه دانيةً
لعلَّ إلمامة بالجزع ثانيةً
يدبُّ منها نسيم البرء في عللي
العين ما رقأت جنباً ولا هجعت
أسعى إلى الحيِّ والأشواق بي سرعت
ولو رأيت القنا والبيض قد لمعت
لا أكره الطَّعنة النَّجلاء قد شفعت
برشفةٍ من نبال الأعين النُّجل
لواجع الشَّق للأرباض توردني
ونجدتي عن حراب القوم تنجدني
أقضي حقوق الهوى لا جبن يقعدني
ولا أهاب الصِّفاح البيض تسعدني
باللَّمح من خلل الأستار والكلل
إن تاح لي في الهوى واشٍ يجادلني
أو حال دوني عدوٌّ لي يقاتلني
لا أرعوي عن هوى غيدٍ تجاملني
ولا أخلُّ بغزلانٍ تعازلني
ولو دهتني أسود الغيل بالغيل
من مال للمال أو لجاه ساد به
بالنَّفس خاطر يسعى في مناصبه
ولا يبالي بحتفٍ في مذاهبه
حبُّ السَّلامة يثني صاحبه
عن المعالي ويغري المرء بالكسل
مجانباً كلَّ خطب فادح فرقاً
فكان كاسف بالٍ خاملاً قلقاً
من يرتضي الهون بالأنذال ماتحقاً
فأن جنحت إليه فاتَّحد نفقاً
في الأرض أو سلَّماً في الجوِّ فاعتزلِ
واصبر على صبر الأقلال محتملاً
ولا تكن باقتناء العزِّ محتفلاً
متى غمار العلى للمقدمين على
ركوبها وأقتنع منهنَّ بالبلل
نفسي على طلب العليا موطئةٌ
قد أطنبت في مديح العزِّ ألسنةً
وحلية المجد للمثرين شنشنةٌ
رضي الذَّليل بخفض العيش مسكنةٌ
والعزُّ عند رسيم الأينق الذُّللِ
أطلب ركائب للأثقال حاملةً
وأركب سراحيب بالفرسان مائلةً
إذا ملكت سفين البرِّ زاملةً
فادرأ بها نحور البيد جافلةً
معارضات مثاني اللجم بالجدل
كلُّالقلوب إلى الأوطان تائقةٌ
لكن بها عللٌ للمجد ماحقةٌ
فاسمع حديث العلى والنَّفس واثقةٌ
إنَّ العلى حدَّثتني وهي صادقةٌ
فيما تحدَّثت أن العزَّ في النقلِ
شرِّق وغرِّب وكابد في الجلاء عنا
لا تثور بالمولد المألوف ممتهناً
وغير مسقط رأسٍ فاتَّخذ وطناً
لو كان في شرف المأوى بلوغ منىً
لم تبرح الشمس يوماً دارة الحمل
كم جاهلٍ عيشاً قدره رفعاً
وفاضل مكفهرُّ العيش متضعاً
وإذ تقاعس عنِّي الحظُّ مرتدعا
أهبت بالحظِّ لو ناديت مستمعاً
والحظ عنِّي بالجهال في شغل
وإذ أبى الحظُّ إلاَّ أن يخصَّهم
طفقت أفصح عمَّا فيه غمصهم
وعن مساوٍ عليها أشتدَّ حرصهم
لعلَّه إن بدا فضلي ونقصهم
لعينه نام عنهم أو تنبَّه لي
كم من حبائل للأموال أنصبها
والنَّفس في طلب الأرزاق أنصبها
إذ المعايش بالآمال أرقبها
ما أضيق الدَّهر لولا فسحةُ الأمل
خلت عهود شبابي وهي ممحلةٌ
لا راق عيشي ولا فاق منزلةٍ
دنا رحيلي وأحوالي محوَّلةٌ
لم أرتض العيش والأيام مقبلةٌ
فكيف أرضي وقد ولَّت على عجل؟
قريحتي مزنةٌ تهمي بديمتها
نفسي من السَّيف أمضى في صريمتها
أبوح للشكر لا فخراً بشيمتها
غالي بنفسي عرفاني بقيمتها
فصنتها عن رخيص القدر مبتذل
لا غرو أن جاء ذو فضلٍ بمفخره
لكن لعلرف قدرٍ غير منكره
يعتاد روض زهورٍ نشر عبهره
وعادة النَّصل أن يزهى بجوهره
وليس يعمل إلا في يدي بطل
لقد شهدت ملوكاً كاشفي محن
موقَّرين لأهل الفضل والفطن
بادوا وأبقو لنا كرباً فواحزني!
ما كنت أوثر أن تمدَّ بي زمني
حتى أرى دولة الأوغاد والسَّفلِ
هذا زمان لئامٍ عزَّ رهطهم
كسا كراماً سياب الذُّلِّ سخطهم
ويرفعون قداماً حقَّ حطهم
تقدمتني أناسٌ كان شوطهم
وراء خطوي لو أمشي على مهل
واحسرتا طاح من عيشي بهم بهج
دروا مكاني وقد طاب بهم مهجٌ
وقد منيت بغوغاءٍ هم الهمج
هذا جزاء أمرئٍ أقرانه درجوا
من قبله فتمنى فسحةَ الأجلِ
الفضل بالعلم لا بالمال يكتسبٌ
إن شاد لي قدرٌ قدراً نشبٌ
فبالثراء حقيقٌ من له أدبٌ
وإن علاني من دوني فلا عجبٌ
لي أسوةٌ بانحطاط الشمس عن زحل
وما أصابك من سوءٍ ومن ضررٍ
ومن تقدم ذي جهلٍ ومن كدرٍ
وخفته من ملماتٍ ومن غيرٍ
فاصبر لها غير محتالٍ ولا ضجرٍ
في حادث الدَّهر ما يغني عن الحيلِ
تبغي السَّلامة من شرٍّ وموجبه
فاحذر سجيرك خوفاً من تقبله
لا تغترر بالفتى من حسن منقبه
أعدى عدوِّك أدنى من وثقت به
فحاذر الناس واصحبهم على دخل
مغارسُ الودِّ لا تجنى عوائدها
موارد الآل منها خاب واردها
باشر بنفسك دنياً وواحدها
من لا يعوِّل في الدُّنيا على رجل
إن مال نحوك آمال منجزةٌ
وأقبلت لك أموالٌ محررةٌ
فلا تغرَّك فالأحداث مجهزةٌ
وحسن ظنِّك بالأيام معجزةٌ
فظنَّ بها شرَّاً وكن منها على وجل
كم من طباع بها الأهواء قد مزجت
ومن قلوب غلاظ قد قست ودرجت
بها ذمائم أخلاقٍ قد أندمجت
غض لوفاء وفاض الغدر وانفرجت
مسافةُ الخلف بين القول والعمل
إن كنت سلماً لهم يجفوك سبتهم
أو قلت هذا يقين طال ريبهم
وكلُّ خلقٍ أجاجٍ فهو عذبهم
وشان صدقك عند النَّاس كذبهم
وهل يطابق معوجٌ بمعتدل؟
كم من شنائع أرست في ذواتهم
فلا ترى من صفاء في صفاتهم
ولا اعتدال بشيء من عداتهم
إن كان ينجع شيء في ثباتهم
على العهود فسبق السيف للعذلِ
يا من عليه مضى من عمره عصرٌ
ومن عن الشَّيب منه الفود منحسرٌ
أما بتنغيص عيش أنت معتبرٌ
يا وارداً سؤر عيشٍ كلَّه كدرٌ
أنفقت صفوك في أيامي الأول
دع عنك تحصيل ما قد عزَّ مطلبه
ولا تخص مشعباً أعياك مذهبه
وأقنع بأيسر قوتٍ أنتَ ترقبه
فيمأ اقتحامك لجَّ البحر تركبه
وأنت يكفيك منه مصَّة الوشل
عش قانعاً مستريحاً واُجتنب أملا
ولا تكن بطلاب المال محتفلا
وكن على قاسم الأرزاق متَّكلا
ملك القناعة لا يخشى عليه ولا
يحتاج فيها إلى الأنصار والخول
شمَّرت عن طلب الدُّنيا لتندلها
وفي حظوظك تسعى أن تحصِّلها
وفي لذائذ عيشٍ أن تخوَّلها
ترجو البقاء بدارٍ لا بقاء لها
فهل سمعت بظلٍّ غير منتقل؟
يا من لموعظتي قد صار مستمعاً
يا عالماً لأمور الدِّين متَّبعاً
وصابراً عن مناهي الشَّرع مرتدعاً
ويا خبيراً على الأسرار مطَّلعاً
أصمت ففي الصَّمت منجاةٌ من الزَّلل
أعطوك علماً لترعاه وتكفله
ولا تهاونَّ في جدٍّ وتهمله
محَّضتك النُّصح يجدي من تأمَّله
قد شَّحوك لأمرٍ إن فطنت له
فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
معروف النودهي
بواسطة: karimat
التعديل بواسطة: karimat
الإضافة: الجمعة 2014/06/13 11:43:10 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com