عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > معروف النودهي > يقولُ راجي عفوِ واسعِ النَّدى

العراق

مشاهدة
758

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يقولُ راجي عفوِ واسعِ النَّدى

يقولُ راجي عفوِ واسعِ النَّدى
محمَّدُ بنُ مصطفى بنِ أحمدا
أحمدُ منْ يثيبُ كلَّ عاملِ
لوجههِ في عاجلٍ وآجلِ
نصبَ ذرَّاتِ الوجودِ، تشهدُ
بأنَّهُ المقتدرُ المنفردُ
يرفعُ من يطيعهُ ويخفضُ
من كانَ عن دارِ البقاءِ يعرضُ
يسكنُ جازمي حظوظ الأنفسِ
تقرُّباً لهُ حِظارَ القدسِ
مصلِّياً النَّبيِّ الرسلِ
للعالمينَ ناسخاً للمللِ
وآله وصحبهِ منْ بعدهِ
وسائرِ النُّحاةِ نحوَ قصدهِ
فهذه أرجوزةٌ منتحله
عُجالةٌ موجزةٌ مرتجله
ضمَّنتها عواملَ الجرجاني
أرجو بها الدُّعاءَ منْ إخواني
ثمَّ نقولُ: العاملُ النَّحويُّ
قسمانِ لفظيٌّ ومعنويُّ
فالمعنويُّ قد أتى نوعينِ
وانحصرَ اللَّفظيُّ في ضربينِ
هما القياسيُّ معَ السَّماعي
فذو القياس سبعةُ الأنواع
أمَّا الَّذي على السَّماعِ إقتصر
فذاكَ أنواعٌ ثلاثةَ عشر
فأوَّلُ الأنواعِ سبعةَ عشر
حرفاً وكلُّ واحدٍ عاملُ جرَ
تختصُّ باسمٍ وتَجُرُّ واحدا
البا لألصاقٍ كبالفؤادِ ذا
أمسكتُ يوماً بستورِ الكعبه
وقد مررتُ مرَّةً بطيبه
وقد أتت مفيدةً للتَّعديه
كانطلقت بخالدٍ جويريه
ولاستعانةٍ كباءِ البسملة
وهيَ على آلةِ فعلٍ مدخله
وقسمٍ مثالها باللهِ
لأمدحنَّ المصطفى ذا الجاهِ
وقد تفيدُ صحبةً نحوُ عمر
عليكَ داخلٌ بأثواب السَّفر
وإن على الأعواضِ كانت داخله
فأنّها مفيدةُ المقابله
نحوُ: اشتريتُ قينةً بألفِ
كافأتُ إحسانَ أخي بضعفِ
زائدةٌ إن ساغَ أن تختزلا
نحوُ: ولا تلقوا بأيديكم إلى
نرجو لدى الكربِ بتفريج الأذى
كفى بربِّ العالمينَ منقذا
ومن وفي الشِّعر منى مسموعه
وهيَ لبدء غايةٍ موضوعه
وللمكانِ استعملت وللزَّمن
نحوُ: إلى طيبةَ جئتُ من يمنِ
بطلبِ العلمِ قد اشغتغلتُ
منَ الصِّبا إلى أنِ اكتهلتُ
وقد أتت مفيدةَ التبعيضِ
كخذ منَ الأشنانِ للتَّبييضِ
وتعقبُ الأجناسَ للبيانِ
فاجتنبوا الرِّجس منَ الأوثانِ
ولا يخلُّ طرحها إن تزدِ
مثالها: ما جاءني من أحد
ولاتنهاء غايةٍ وضعُ إلى
وللمكانِ والزَّمانِ استعملا
كجئت من الشَّامِ إلى العراقِ
وسرتُ من فجرٍ إلى الأشراقِ
وهيَ بمعنى مع لدي الموافق
دين النبيّ في: إلى المرافقِ
تفيدُ في ظرفيّةٍ نحو عمر
في مسجدٍ وفي الكتابِ قد نظر
وأنتهاء غايةٍ موضوعه
حتّى وعتَّى لغةٌ مسموعه
وفارقت إلى بجرّ الظاهرِ
لا مضمرٍ وجرِّها للآخرِ
أو الَّذي بآخرٍ قدِ اتَّصلْ
كالحوتَ حتّى رأسهِ زيدٌ أكل
وكنتُ في جحافلَ كالسَّيلِ
قدْ سارتِ النَّهار حتَّى اللَّيلِ
واللاَّمُ للملكِ وتمليكٍ وما
أشبههُ كربٍّ هب لي حكما
ولاختصاصٍ وللاستحقاقِ
كالحمدِ للهِ القديمِ الباقي
وقسمٍ لكن جلالةً دخل
للهِ ربِّي لا يؤخرُ الأجل
وإن تزد فطرحها لا يصمُ
كلا أبا ولا غلامي لكمُ
وربَّ حرفُ الخفضِ في الصَّحيحِ لا
مبتدأ أضيف للَّذي تلا
كربَّ شخص عالمٍ صافحتهُ
وربَّ نذلٍ سبنَّي سامحتهُ
خُصَّت بتصديرِ وجرِّ مُظهرِ
نكرةٍ أو مضمرٍ مُفسَّرِ
تكثرُ في التَّكثيرِ والتَّقليلُ
معنىً لها لكنه قليل
على للاستعلا على مجرورها
كقامتِ الحورُ على قصورها
أو القريبِ منه نحو يقعدُ
زيدٌ على التَّنّورِ وهو موقدُ
وهو حقيقيٌّ ومنه معنوي
عليَّ زورةُ الضَّريحِ النَّبوي
وللمجاوزة عن والبعدِ
كأعفُ إلهي عن ذنوبِ العبدِ
رميت عن قوسِ الرَّجا سهمَ المنى
وقيلَ: لاستعانه عن ههنا
بلغني عنِ النَّبيِّ خبرُ
فيهِ بشارةٌ لمن يستغفرُ
أكلتُ عن مجاعةٍ خبيصا
زيدٌ عنِ العريِ اكتسى قميصا
والكافُ للتشبيه نحو أسري
إلى حبيبٍ وجههُ كالبدرِ
ومذُ ومنذُ مثلُ من في الغابرِ
من زمنٍ ومثلُ في في الحاضرِ
كلم أرَ الوجهَ الَّذي كالشمسِ
مذ يومنا هذا ومنذُ أمسِ
والزَّمنُ المعدودُ حيثما تلا
كليهما قد عاقبا من وإلى
كما رأيتُ مخجلاً للشَّمسِ
مذْ نُهرٍ منذُ ليالٍ خمسِ
والواو ثمَّ التَّاءُ موضوعانِ
لقسمٍ تقولُ: تالرَّحمنِ
واللهِ تاللهِ تربِّ الكعبةِ
لأمحونَّ حوبتي بالتَّوبةِ
حاشا لتنزيهٍ كساءَ النَّاسُ
حاشا جماعةٍ هم الأكياسُ
خلا عدا حرفانِ لاستثناءِ
نحوُ نجا النَّاس خلا النساءِ
تتمَّةٌ قد خفضت لعلاّ
عندَ عقيل مبتداً ولولا
في نحوِ لولايَ ولولاكَ وفي
لولاهُ خفضُ المبتدا بها اصطفي
لمْ تتعلَّقا بشيءٍ أبدا
نظيرَ أحرفٍ أتت زوائدا
وثاني الأنواعِ حروفٌ تسدى
العملَ الفرعيَّ للمعدّى
عددها في ستَّةٍ قد انحصر
تنصبُ إسمها وترفعُ الخبر
إنّ كذاك أنّ للتحقيقِ
كأنّ زيداً مكرمُ الصَّديقِ
بلغنا أن شفاعة النَّبيّ
محمّدٍ تعمُّ كلَّ مذنبِ
ولا نخافُ أنَّهُ يهملنا
لأنَّه في محشرٍ معقلنا
إن يلِ إنّ ذو ارتفاعٍ جُعلا
ضميرُ شأنٍ إسمها مختزلا
وقد أتت حروف جوابٍ كنعمِ
فكم إمامٍ قالهُ وكم أمَم
مثالُ ذاك جاء في القرآن
في إنّ هذان لساحرانِ
وقد أتى لكنّ لاستدراكِ
كضحكوا لكنَّ طرفي باكي
كأنَّ للتشبيه حيث يجمدُ
خبرها كأنَّ زيداً أسدُ
والشَّكِ حيث كانَ ذا اشتقاق
قيلَ: لتشبيهٍ على الأطلاقِ
وللتمنِّي لفظُ ليتَ واردُ
نحوُ ألا ليتَ الشَّبابَ عائدُ
يا ليتَ جسمي طائرٌ لطابه
لزورةِ النَّبيِّ والصَّحابه
ولترجِّي ممكنٍ أتى لعلَّ
نحوُ لعلَّ اللهَ مانحُ النحل
وبعد هذي الحروفِ قدْ نصبَ
مبتدأً وخبراً بعضُ العرب
ومن يشأ تأويلهُ فليضمرِ
منْ بعدِ الأسم ناصباً للخبرِ
وثالثُ الأنواعِ حرفانِ أصطفي
أن يعملا كعكسِ هذي الأحرفِ
فالأسمُ مرفوعٌ بذينِ والخبر
منتصبٌ وتارةً بالبا يجرّ
قد شبها بليسَ حيثُ دخلا
للنَّفيِ والنَّسخِ إبتداءً ما ولولا
تدخل ما معرفةً وضدها
لنفيِ حالٍ فهوَ أقوى شبها
ولا على ذواتِ نُكرٍ تدخلُ
خصَّتْ بها ونفيِ ما يُستقبلُ
كما فؤادي مغرماً إلاّ بمن
لا أحدٌ سواهُ كاشفَ المحن
وأستدرك القوم على الجرحاني
حرفينِ مثلَ ذين يعملان
لات وإنْ وخُصَّ لات بالعمل
في الحينِ واسمها كثيراً يُختزل
وقلَّما يحذفُ ذو انتصابِ
كلاتَ حينَ زورةِ الأحبابِ
ورابعُ الأنواعِ سبعُ أحرفِ
ناصبةُ اسمٍ معَ خُلفَ السَّلفِ
واوٌ بمعنى معْ نحوُ أسري
والرَّكبَ نحوَ من يفكُّ أسري
والحقُّ ليسَ نصبُ مفعولٍ معه
بالواو بل بالفعل أو مضارَعَه
إلاّ للاستثناءِ نحوُ سارا
القومُ إلاَّ زيداً أو حمارا
وقيلَ إنّ النَّصب للمستثنى
بالفعلِ أو شبههِ في المعنى
وجعلتْ واسطةَ الأعمالِ
إلاّ، وهذا أصوبُ الأقوالِ
ويا همزة أيا وأي، هيا
نادوا بكلِّها منادىً نائيا
في المذهبِ الصّحيحِ إلاَّ الثَّاني
فأنّها مختصَّةٌ بالدَّاني
ينصبُ كلُّها بلا خلافِ
مضافاً أو مضارعَ المضافِ
إقرأ سلامي يا مريدَ يثربِ
يا قاصداً خيرَ الثَّرى على النَّبيّ
وانصب بها نكرةً لم تُقصدِ
مثالها: يا رجلاً خذ بيدي
وخامسُ الأنواعِ أحرفٌ يجبْ
إن يلها مضارعٌ أنْ ينتصبْ
أربعةٌ أن وهي لأستقبالِ
نحوُ أُحبُّ أنْ يطيبَ حالي
وواجبُ في خمسةِ المواضعُ
إضمارها والنَّصبُ للمضارعِ
من بعدِ لامِ أفهمت ججودا
كلم أكنِ لأنكثَ العهودا
وبعد أو رادفَ إلاَّ إلى
وبعدَ حتَّى دخلت مستقبلا
كألزمن زيداً أو يأتيني
حقّي أو حتّى يردَّ ثمني
وبعد فاءٍ سببيَّةٍ كذا
منْ بعدِ واوٍ لمعيَّةٍ إذا
سبقتا بنفيٍ أو بطلبِ
محضينِ، لا تجرْ وتستغيثَ بي
وجازَ أن تضمرَ بعدَ اللاَّمِ
غيرِ الذي مرَّ في الكلامِ
إن لم يكن مقترناً فعلٌ بلا
نحوُ أمرنا لنجلَّ الفضلا
كذاك بعد أو سوى ما سلفا
وبعدَ واوٍ، بعدَ ثُمَّ، بعد فا
ولن أتت لنفيِ الاستقبالِ
كلن أريدَ صحبةَ الأنذالِ
وهيَ على الصَّحيح لن تُفيدا
للنَّفيِ تأكيداً ولا تأبيدا
وكي لتعليلٍ كقولِ المقولِ:
أُثني على النَّبيِّ كي يشفعَ لي
إذن جوابٌ وجزا في الأكثرِ
وبعدها لفظةُ أنْ لمْ تُضمرِ
وربَّما تمحضُ للجوابِ
مشروطةٌ في عملِ انتصابِ
بكونها صدراً، أتى مستقبلٌ
من بعدها، بينهما لا يفصلُ
وساغ فصلٌ بيمينٍ كأذن
أجذلُ في جوابِ أُعطيكَ المنن
وقل لمن يقولُ: آتيكَ غدا
إذن وذي العرشِ أُفيدكَ العدا
وسادسُ الأنواعِ خمسُ أحرفِ
جازمةٌ مضارعاً والجزمُ في
مرتفعٍ بالنّون حَذفُ النّون
وفي صحيحٍ ضُمَّ بالسكونِ
وفي ذواتِ العلَّةِ اللاَّمُ حُذفَ
سواءٌ الواوُ وياءٌ وألف
لم قلبتْ مضارعاً مضيا
لمَّا كلمَ وتعطيانِ نفيا
لكنْ على توقُّعٍ لمَّا تدلّ
وجازَ في مجزومها أن يُختزلَ
وربَّما ينتصبُ المضارعُ
منْ بعدِ لمْ وربَّما يرتفعُ
وإن لشرطٍ وجزا كقولنا:
إن نعشِ العامَ نزُرْ يرتفعُ
للنَّهي لا أي طلبٍ لتركِ
فعلٍ كلا تسلك سبيلَ الهلكِ
وَ اللاَّم للأمرِ على الكسرِ بُنيَ
إن يلِ فاءاً، ثمَّ، واوا يُسكنِ
فليمدحِ النَّبيُّ ثمَّ لتبذلِ
ولتعطَ مهجتي لهُ إن يقبلِ
وسابعُ الأنواعِ كان أسما
شرطٍ بمعنى إن عملنَ جزماً
وتسعةٌ عدَّتهنَّ منْ كمن
يزر نبيَّ اللهِ يحظَ بالمننِ
أيّ كما تقولُ: أيُّ مسلمِ
يأخذ بسنَّةِ النَّبيِّ يسلمِ
وما كما أنشدْ منَ المدائحِ
في المصطفى يعبقْ كمسكٍ فائحِ
متى مثالهُ متى يقصدْ أحدْ
طيبةَ يمتلئْ فؤادي من كمد
مهما كمهما يقربِ الحجيجُ
من القبا يعلُ لهم ضجيجُ
إذما كأذما يرمِ الحُجَّاجُ
مدينةً يطو لهم فجاج
أين كأين يقعدُ المتيَّمُ
يقلق ودمعُ طرفهِ ينسجمُ
وحيثما كحيثما يشبُ محبّ
ينصبُّ معُ عينهِ وينسكبْ
أنّى كأنَّى يسكنِ العشّاقُ
يقلقهمُ اللّوعةُ والأشواق
كلمُ المجازاةِ هيَ اللّواتي
قد ذكرت في هذه الأبياتِ
تدخلُ كلُّها على فعلينِ
تماثلاَ أو متخالفينِ
والأوَّلُ الملزومُ ثمَّ السَّببُ
والآخر اللاَّزمُ والمسبَّبُ
هما بشرطٍ وجزاءٍ وسما
فأن مضارعين كانا جُزما
أو أوَّلٌ مضارعاً قدِ انجزم
كمن يجدْ بمنحٍ سادَ الأمم
أو إن مضارعاً وجدتَ الثَّاني
فأنَّهُ يسوَّغُ الوجهانِ
إن يقعِ الماضي بغيرِ قد جزا
فما دخولُ الفا عليهِ جوِّزا
إن يكنِ الجزا مضارعاً أتى
منتقياً بحرفِ لا أو مثبتا
فذكر فا وتركها سواءُ
إلاَّ فحتمٌ أنْ تُزادَ الفاءُ
تنوبُ عنْ فاءٍ إذا مع جُملِ
إسميَّةٍ فآتِ لها بالمثُلِ
وثامنُ الأنواعِ أسماءٌ يجبْ
في النَّكراتِ بعدها أن تنتصبْ
مميِّزاتٍ كمْ للاستفهامِ
كم درهماً عندكَ يا غلامي
كذا كأيِّنْ نحوُ عندنا كذا
شخصاً كأيِّن إبلاً، لها حِذا
جاءت كذا كنايةً عن عدد
عشرةٌ إن رُكِّبت مع أحد
أو معَ تسعةٍ وما بينهما
كأعطني أحدَ عشرَ درهما
تاسعهنَّ كلماتٌ تُدعى
أسماء أفعال تعدُّ تسعا
وبعضها عن المُعدّى نائبه
وهنَّ ستٌّ فتكون ناصبه
ثلاثها عنْ لازمٍ نابتْ فلا
تكونُ إلاَّ رافعاتٍ فاعلا
فالناصبات بلهَ هاءَ زيدا
عليك مع دونكَ مع رويدا
حيِّهلَ الصَّلاة والَّلواتي
تكونُ للفاعلِ رافعاتِ
فأنّها هيهاتَ معْ سرعانَ ذا
إهالةً، شتَّانَ حلمٌ وبذا
وعاشرُ الأنواعِ أفعالٌ تقع
ناقصةً لا تكتفي بما ارتفع
فترتفعُ اسماً ثمَّ تنصبُ الخبر
ناسخةً، وهي ثلاثةَ عشر
كان ككانَ أحمدُ المشفَّعُ
مشرقَ وجهٍ مثلَ شمس تطلعُ
وقد يجيُ كان ذا تمامِ
وربَّما تُزادُ في الكلامِ
كأنَّ منْ أفضلهم كانَ أبني
ومضمراً فيها ضميرُ الشَّأنِ
ككانَ زيدٌ قائمٌ والمضمرُ
بجملةٍ تاليةٍ مفسَّرُ
وإن تونَّثْ عمدةٌ فالمنوي
ضميرُ قصَّةٍ لكلِّ نحوي
وصار قد جاء للأنتقالِ
كصارَ خالدٌ إلى أرضِ العربِ
أصبحَ نحوُ أصبحت أقوامي
أحبَّةً، وجاءَ ذا تمامِ
مثالهُ: أصبحتِ الأقاحي
أي: دخلت في زمنِ الصَّباحِ
وقد أتى أيضاً بمعنى صارا
أصبحَ زيدٌ شاكراً صبَّارا
أمسى وأضحى يحكيانِ أصبحا
و ظلَّ نحوُ ظلَّ زيدٌ فرحا
مضمونهُ قد قارنَ النَّهارا
وربَّما يأتي بمعنى صارا
وبات نحو: بتُّ ذا أوامِ
وتارة يجيئُ ذا تمام
وهو معاقبٌ لصار أيضا
باتت قلوبُ العاشقينَ مرضى
ما زال، ما فتئ، ما انفكَّ وما
برحَ نحو ما برحتُ مغرما
وإنَّما تعملُ هذي الأربعه
إن وليت نفيا ونهياً ودُعا
كذاك ما دام كقولي: اقعدِ
ما دام زيدٌ قاعداً في المسجد
وليسَ قدْ جاءَ لنفيِ الحالِ
كليسَ صبٌّ ناسيَ الأطلالِ
وهذه الأفعال ما تصرَّفا
منهنَّ عاملٌ كماضٍ سلفا
إعلم بأنَّ نوعنا الحادي عشر
أربعة الأفعال، تنصبُ الخَبر
من بعدِ رفعِ إسم وليست ناصبه
عندَ التَّمام وهيَ للمقاربه
كربَ، كادَ وعسى وأوشكا
نحو عسى أعداؤنا أن تُهلكا
وقد تكون تامَّةً نحوَ عسى
أن يخلوَ الفؤادُ من كلِّ أسى
أوشكَ قلبي أن يذوبَ من جوى
أوشكَ أن يصعق أصحابُ الهوى
أوشكُ أقوى ويكادُ قلبي
يسيلُ في الصَّدر دماً من كربِ
ونوعنا المكملُ إثني عشرا
أربعةُ الأفعالِ أي باستقرا
للمدحِ نعمَ وكذاكَ حبَّذا
و بئس للذَّمِ وساء هكذا
وترفعُ اسمَ الجنسِ إن يقترنِ
بأل كنعمَ الرَّجلُ ابنُ الحسنِ
ورفعتْ مضافَ ما أل دخله
وما يضافُ للَّذي أُضيفَ له
ك بئسَ مثوى الكافرينَ النَّارُ
ليسَ لهم عيشٌ ولا اصطبارُ
ونعمَ أحوالُ ذوي الشهودِ
قد ظفروا بغايةِ المقصودِ
وارفع بهنَّ مضمراً مستترا
صارَ له مميِّزٌ مفسِّرا
وربَّما أغنى عنِ التَّفسيرِ
علمٌ بجنسِ ذلك الضَّميرِ
مثالهُ: من يأتِ يومَ الجمعةِ
ويتوضَّأ فيها ونعمتِ
ويعقبُ المخصوصُ بالمدحِ وذمّ
فاعلهنَّ بما من قبلهِ قد ذكرا
وإن يقدَّم هو أو ما يشعرُ
بهِ فبعدَ فاعل لا يذكرُ
وجعلوا في حبذا ذا فاعلا
ولم يغيَّر ذا لمخصوصٍ تلا
كحبذا محبوبتي والتومُ
وإنْ تزِد لا قبلهُ فذمُ
وآخر الأنواع إذ يفصَّلُ
أفعالُ الشَّكِ واليقين، تدخل
مبتدءاً وخبراً مع نصبِ
كليهما والكلُّ فعلُ قلبِ
وهنَّ سبعة: رأى، ظنَّ، علمْ
خالَ، حسبتُ ووجدت وزعِم
تقولُ: قد رأيت زيداً قسوره
وإن يكن رأى بمعنى أبصره
فليس ذا مقتضيا للثَّاني
نحو رأينا شجراتِ البانِ
ظننتُ زيداً للضُّيوفِ مكرما
وإنْ يكنْ ظنَّ بمعنى اُتَّهما
لم يكنِ الثَّاني لهُ بمقتضى
كما تقولُ: قدْ ظننتُ هنبضا
وقد علمتُ خالداً متَّصيفا
بالفضلِ إن كان بمعنى عرفا
لم يقتضِ الثَّاني حيثُ معرفه
ذاتٍ بهِ مقصودةٌ دونَ الصِّفه
خلتُ حسبتُ عامراً كريماً
وقد وجدتُ مكر ذا لئيماً
وإن يفدْ معنى أصبتُ لم يرد
ثاني مفعولٍ، وجدتُ ما فُقد
وربَّما جاءَ كظنَّ، زعما
وربَّما يأتي بمعنى عَلِما
وهوَ بمعنى القولِ في أحيانِ
فليسَ من مقتضياتِ الثَّاني
وهذه الأفعالُ بالتَّحقيقِ
خُصِّصنَ بالألغاءِ والتَّعليق
زيدٌ علمتُ مبطلٌ عمروٌ محق
حسبتُ قد خلتُ كزيدٌ ينطلق
وقد علمتُ أيُّهم في الدَّارِ؟
علمتُ ما أبنُ خالدٍ بدارِ
أمَّا القياسيُّ الَّذي قد سبقا
فسبعةُ الأنواع، فعلٌ مطلقا
ويرفعُ الفاعلَ وهو مظهرُ
أو مضمرٌ يبرزُ أو يستترُ
والمتعدّي ينصبُ المفعولَ
نحوُ المشوق يمدحُ الرَّسولَ
ومصدرٌ مثالهُ يعجبني
مدحُ المصاقعِ النَّبيَّ المدنيّ
واسمٌ لفاعلٍ كأصحابُ الثّنا
مادحةٌ ألسنهم نبيّنا
واسمٌ لمفعولٍ كزائرُ النّبي
محبوّةٌ يداهُ كلَّ مطلبِ
وصفةٌ مشبهةُ اسمِ الفاعلِ
في الجمعِ والتّذكيرِ والمقابلِ
كمدحي فصيحةٌ أشعارها
أبياتها كثيرةٌ أسرارها
كذاك كلُّ اسم يضاف لاسمِ
نحو كتابي مثلُ قطرِ وسمّي
واسم لهُ عن الإضافةِ غنى
كعندنا ملء إناءٍ لبنا
ومنوانِ رطباً وبسراً
عشرونَ درهماً وصاع براً
والمعنويُّ عاملٌ في المبتدأ
وخبرٍ كاللهُ واسعُ النّدى
فالشيخ في عاملِ هذين يرى
كونهما مبتدأ وخبرا
لكنّهُ معترضٌ وانتقدا
والحقُّ رفعُ المبتدأ بالابتدا
أما الّذي يعملُ في رفعِ الخبر
فالمبتدأ وثمَّ أقوالٌ أخر
وعاملٌ للرفعِ في المضارع
وما لهُ زائدةٌ برافعِ
ولا حلوله محل الاسمِ
بل الخلوّ من أداتي جزمِ
والنّصبِ، فارتفاع فعلٍ حاضرِ
وفعلُ حاضرٍ صحيحُ الآخر
وذاتِ غيبةٍ بضمٍ يظهرُ
لكنّهُ بضمّةٍ تقدّرُ
عن كانَ ذاك الفعل ذا اعتلال
وأرفع بنونٍ خمسةَ الأفعال
وهي يناجون ويسألانِ
ترمينَ وتفعلانِ
والحمدُ للهِ على أن كملا
نظماً بديعاً رائقاً مسلسلا
ألّفً بالتماسِ عبد الله
لا زالَ ذا فضيلةٍ وجاهِ
وهو لعمري مطرٌ مريعُ
عدّتهُ مؤلّفٌ بديعُ
أرختهُ إذ فرغت أناملي
بانت قوافي شاملِ العوامل
أختمهُ بالصلاة الدائمة
على نبيّنا لحسن الخاتمة
معروف النودهي
بواسطة: karimat
التعديل بواسطة: karimat
الإضافة: السبت 2014/06/14 12:29:02 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com