عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > معروف النودهي > قالَ سليلُ المصطفى معروفُ

العراق

مشاهدة
850

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

قالَ سليلُ المصطفى معروفُ

قالَ سليلُ المصطفى معروفُ
حفّهما بلطفهِ الرّؤوفُ
الحمدُ للهِ على إلهامِ
ما أنا منشئٌ من النّظامِ
جاعلِ علم النّحو للكلامِ
يصلحهُ كالملحِ للطّعامِ
ثمَّ صلاتهُ مع السّلامِ
على النّبيِّ الفاتحِ الختامِ
وآلهِ السّادةِ والأصحابِ
ما نظمت قواعدُ الإعرابِ
وبعدُ فالشّيخُ جمالُ الدّينِ
ابن هشامٍ متقنُ الفنونِ
كتابهُ المختصرُ الإعراب عن
قواعدِ الإعرابِ تأليفٌ حسن
عن الوجوه كاشفُ النّقابِ
حصرَ في أربعةِ الأبوابِ
نظمتهُ لزمرِ الطّلابِ
مسميّاً إيّاهُ بالأغراب
وافقتهُ في ذكر كلِّ مسألة
لكنّني خالفتهُ في الأمثلة
فإنّهنَّ من بناتِ فكري
كلُّ مثالٍ فاقَ عقدَ جوهرِ
وربّما أومئ إن أمكنني
لمثلِ الآياتِ للتّيمّنِ
نفعني الله بهذا النّظمِ
والمخلصينَ في اقتناءِ العلمِ
القولُ إن كانَ مفيداً وهو ما
يحسن أن يسكتَ من تكلمّا
أو المخاطبُ عليه أو هما
كالعلمُ نورٌ، وكفازَ العلما
فذلكَ القول كلامٌ وليسمّ
بجملةٍ لكنّها منهُ أعم
لأنّها صادقةٌ على ما
ليسَ يسمّى عندهم كلاما
من جملةِ النّعتِ وحالٍ وصلة
وخبرٍ والشّرط والجوابِ له
إن بدئت باسمٍ تسمّى أسميّة
مثلُ النّبيُّ أفضلُ البريّة
وأن أرى طلعتهُ في الرّؤيا
أحبُّ من ملكِ جميع الدّنيا
من بمديحهِ الأمين نازلُ
هيهاتَ أن يحصى لهُ فضائلُ
ما قائلٌ أبويهِ العلما
إلا بأن الله قد أحياهما
من حجّةِ الوداع لمّا رجعا
فآمنا بهِ، حديث رفعا
إن لهُ على الأنامِ شرفا
هل أحدٌ منكرُ فضلِ المصطفى
ما أحدٌ من جودهِ بخائبِ
لجوده أهمى من السحائب
فعليّةٌ إن كانَ فعلٌ صدرا
ماضياً أو مضارعاً أو أمراً
ومتصرّفاً وذا جمودِ
عسى أن تلحظني بالجودِ
وناقصاً أيضاً وذا تمامِ
كهامَ قلبي صارَ ذا غرامِ
بنيَ للفاعلِ أو مفعولِ كطابَ
نفسي إذ أجيبَ سؤلي
يا سيّدي جسمي الضّعيف الدّنفا
يؤلمهُ الرّيحُ فجد لي بالشّفا
تقسمُ للكبرى وللصغرى وما
قد سميت من جهتينِ بهما
كقولنا: محمدٌ جمالُ
طلعتهِ فاقَ، فذا المثالُ
مجموعةُ يدعونهُ بالكبرى
وفاقَ مع فاعلهِ بالصّغرى
وجملة المبتدأ الأخيرِ
والخبرِ الفعلِ معَ الضّميرِ
قيست إلى محمّدٍ فالصّغرى
وفاقَ مع فاعلهِ فالكبرى
وقولُ: لكنّا هو الله لهُ
نظيرُ إعرابِ مثالٍ قبلهُ
إذ أصلهُ لكن أنا وبعدما
ألفهُ حذفَ نونٌ أدغما
وهكذا محمّدٌ كتابهُ
حاملهُ مضاعفٌ ثوابهُ
وجائزٌ أن تذكرَ الضّمائرا
من بعدِ مبتدأً يكون آخرا
مثلُ الّذي لهُ السّجايا كلّها
الصّلوات فرضها ونقلها
فاتحةُ جماعةُ الصّحابة
رووا لأن تتلى بها إيجابه
وربّما جيئَ يلفظ مضمرِ
مع مبتدأً ومضمرٍ مع خبرِ
نحو نبيّنا كتابهُ وما
قد قالَ نحنُ عاملونَ بهما
وما كان له من إعرابٍ محلَّ
من جملٍ فإنّها سبعُ جمل
الجملة الأولى هي الّتي ترى
للمبتدأ أو بابِ إنَّ خبرا
محلّها رفعٌ كأن يقالا
محمّدٌ يقضي لنا آمالا
وإنّهُ للعالمينَ سادا
أو خبراً لكانَ أو لكادا
ولم يكد آتٍ إلى فنائهِ
يبغي سدىً يخيبُ من عطائهِ
الجملة الثانيةُ الّتي ترد
حالاً ونصبها محلاً مطّرد
كجاء للدّرسِ إليَّ أحمدُ
يسرعُ في ممشاه أو يتّئد
ونحو أدنى ما يكونُ العابدُ
من ربّهِ العظيمِ وهو ساجدُ
الجملة الثالثة الّتي أتت
موضعَ مفعولٍ بهِ فانتصبت
محكيّةً بالقولِ نحو قولي
آمنتُ بالله وبالرّسولِ
أقولُ: جدّنا يميناً بالصّمد
أحبُّ من نفسي إليَّ والولد
أو تلو مفعولٍ لظنَّ أوّلِ
كخلت قلبي بهواهُ يصطلي
أو ما غدا العاملُ عنهُ علّقا
علمتُ أيُّ الخلقِ أعلى مرتقى
انظرُ أيُّ النّاسِ في المسافرة
أرفقُ بي أوثرُ للمعاشرة
بما ذكرتُ قولهُ لنعلمَ
أيّهما أحصى بكهفٍ يعلم
كذاكَ فلينظر يليهِ أيّها
أزكى طعاماً، كن لهُ منتبها
الجملة الرّابعةُ المضافُ
لها وبالجرِّ لها اتّصافُ
كلي شديدُ فرحٍ وطربِ
يومَ أنا زائرُ حضرةِ النّبيّ
امتلأَ القلب سروراً وصفا
حينَ رأيت في المنامِ المصطفى
كذاك كلّ جملةٍ بعد إذا
نحو إذا هبَّ النّسيمُ بشذا
روضٍ على أهلِ الهيام ارتاحوا
كأنَّ كلاًّ أسكرته الرّاحُ
وبعدَ إذ كأذكر زماناً قد ذهب
إذ كنتَ صعلوكاً ذا ذهب
في طلبِ العلومِ أتعبتُ الفكر
إذ أنا يافعٌ إلى حينِ الكبرِ
وبعدَ حيثُ نحو ليتني أحلّ
في الرّكب حيث حلَّ سيّدُ الرّسل
يا ليتني في عصرهِ غلاما
أقمتُ حيثُ هو قد أقاما
وبعدَ بيناً لا عقيبَ بينما
لكفّها عن الإضافةِ بما
بينا لنارُ الكربِ في قلبي وهج
إذ جاءني من حضرةِ الحقِّ فرج
لمّا الوجوديّةُ عدّها أسماً
جماعةٌ فهي كتلكَ الأسما
لمّا بدت أعلامُ بلدةِ النّبيّ
عليهِ صليّت وزاجت كربي
الجملة الخامسةُ الّتي ترد
جوابَ شرطٍ جازمٍ وقد وجد
إذا الفجائية أو فا قبلها
فبإنجزام وصفوا محلّها
إن تاحَ لي زيارةُ الرّسولِ
إذا أنا الفائزُ بالمأمولِ
إن جاءني النّبيُّ في منامي
فإنَّ ذاكَ منتهى مرامي
لأجلِ ذا على الجوابَ ربّما
مضارعاً تعطفهُ فجزما
كأن دفنتُ ببقيعِ الغرقدِ
فذا مرامي وأعش في رغدِ
إن كانَ فعلُ جملةِ الجزاءِ
فعلاً مضيّاً خالياً عن ماءِ
فالفعلُ وحدهُ بلا انضمامِ
فاعلهِ محلُّ الإنجزامِ
كالقول في فعلِ الجوابِ القولُ
في فعلِ شرطٍ فيكونُ الفعل
فحسبُ محكوماً لهُ بالجزمِ
لا الفعلُ مع فاعلهِ المتمِّ
إذ لأداةِ الشّرط ما كانَ عملِ
فيما سوى شيئينِ لفظاً أو محلَّ
لكلِّ فعلٍ جزمت محلّه
لم تتعدَّ لمحلِّ الجلة
لذا على شرطٍ مضيٍّ إن عطف
مضارعٌ تنازعاً ما قد ردف
وأعملَ الأوّلُ فالعطفُ جزمِ
من قبلِ أن تكونَ جملةً تتم
إن حلَّ طيبةَ معي ويقطنوا
قومي بها هانَ علينا الوطن
هذا دليلٌ واضحٌ بهِ انضبط
أنَّ محلَّ الجزمِ للفعلِ فقط
في إن أتاني في منامي المصطفى
أطير شوقاً في أطيرُ اختلفا
فقيلَ للجوابِ ذا دليلُ
وسيبويهِ هكذا يقولُ
وقيلَ مثلهُ جوابٌ أبدا
لكن على تقدير فا والمبتدأ
وقيلَ لا حاجةَ للتّقديرِ
إذ ليسَ للأداةِ من تأثيرِ
في لفظِ شرطٍ مع قربهِ فما
بها الجزا لبعدهِ منجزما
ثمَّ على الأوّلِ ليسَ يعرفُ
لهُ محلٌّ إذ هو المستأنف
والثّاني مجزومُ المحلّ وأثر
ذلكَ في لفظةِ تابعٍ ظهر
إن جئتَ طيبةَ وتزدر من بهِ
طابت تطيبُ وتفز بسيبه
إن أنت جاوزتَ ثرى نبيّنا
تطيبُ عيشاً وتفوز بالمنى
الجملة السّادسةُ الّتي ترد
تابعةً لمفردٍ فإن ترد
بيانها فجملُ النّعوتِ
محلّها لا شكَّ كالمنعوتِ
موضعها رفعٌ كجدّنا نبي
رتبتهُ فوقَ جميعِ الرّتبِ
والنّصبُ نحو ليتني وولدا
زرنا ضريحاً زائروه سعدا
والجرّ نحو ليتني وولدي
في بلدٍ فيهِ ضريحُ أحمدِ
من مثلها ما ابن هشام ذكره
من آلِ عمرانٍ وما في البقرة
الجملة السّابعةُ الّتي تظلّ
تابعةً لما كانَ لها محلّ
وذاكَ مخصوصِ ببابي النّسق
وبدل، أمّا مثالُ ما سبق
فالمصطفى عمّ الورى إفضالهُ
وفاقَ كلَّ ذي سناً جمالهُ
ل عمَّ والّذي إليهِ أسندا
دفعُ المحلِّ خبراً للمبتدأ
ل فاقَ والّذي فيهِ العمل
ثلاثة من الوجوه يحتملُ
عطفٌ على عمَّ أو الاسميّة
وكونها حالاً فقد منويّة
في أوّلٍ رفعُ المحلِّ معتبر
لكونها معطوفةً على خبر
في الثّالثِ المحلّ ذو انتصابِ
للثّانِ لا محلَّ من إعرابِ
وليسَ من قبيلِ هذا البابِ
قولي: أقولُ يا أولي الألبابِ
محمد حبيبُ ربَّ البشرِ
وهو الشّفيعُ للورى في المحشرِ
فإنَّ كلتا الجملتينِ ما حصل
إلاّ لمجموعهما نصبُ المحلّ
فكانَ مجموعهما المقولَ لا
كلٌّ فجزءٌ لمقولٍ جعلا
والثّاني نحو قلتُ يا مناوي
ارحل لديَّ لا تكن بثاوي
والجملُ الّتي لهنَّ يقضي
بعدمِ الإعراب سبعٌ أيضاً
أي عدمُ المحل من الإعراب
في ذكرها أمشي على الصّوابِ
فالابتدائيّةُ منها الأولى
كأنَّ من قد جاءنا رسولا
قد بلغتِ الغايةَ من كلِّ صفة
جميلةٍ، وسمّيت مستأنفة
ول فلا يحزنكَ قولهم قفا
ما ليسَ بالمقولِ بل مستأنفاً
وذاكَ إنَّ العزّةَ اقرأها إلى
أخرها وأحسنِ التّأمّلا
تعلم بأنَّ منعَ ما منعنا
لم يكُ إلاّ لفسادِ المعنى
كذاكَ لا يسمعونَ الواردِ
في أوّلِ الصّافّاتِ بعدَ ماردِ
إذ هي عمّا قبلها منقطعة
فكانَ وصفيّتها ممتنعة
للفظةِ قبيلها منكّرة
كذاكَ حالاً لم تكن مقدّرة
منها لوصفها، وما منعنا
هاتينِ إلاّ لفسادِ المعنى
ونحو ما رأيتُ من أماني
منَ الرّدى هواهُ مذُ يومانِ
ثنتانِ مستأنفتانِ اسميّة
أخيرةٌ قبيلها فعليّة
لكنّما استئنافُ مذُ يومانِ
ما هو بالنّحويِّ بل بياني
فهي جوابٌ لسؤالٍ يضمرُ
كأنّهُ قيلَ لي: ما قدرُ
أمدِ أن غابَ عنِ العيانِ؟
قلتُ: مدى أمدهِ يومانِ
وكهما كلُّ نبيٍّ أرسلا
لقومهِ دونَ سواهمُ خلا
حاشا، عدا نبيّنا، فهو إلى
ملايكٍ والثّقلينِ أرسلا
لكن هما فعليّتانِ ثمَّ في
جملةِ مستثنىً خلافُ السّلفِ
من مثلها مجَّ الدّما من قتلوا
بالنّهرِ حتّى الماءُ منها شكلُ
ومثلهُ ما زلتُ أمدحُ النّبيُّ
حتّى المديحُ خلقي ومذهبي
فبعدَ حتّى الابتدائيّةُ ما
تراهُ مستأنفةٌ هذا كما
عليهِ جمهورُ النّحاةِ اتّفقوا
لأنَّ حرفَ الجرِّ لا يعلّقُ
وكسرُ همزةِ إنَّ بعدها ورد
وبعدَ حرفِ الجرِّ فتحها أطّراد
أحبُّ أن أراك في منامي
ذاكَ بأنّي فيكَ ذو غرامِ
ابنُ درُ ستويهِ والزّجاجُ ما
تكونُ مستأنفةً وإنّما
مجرورةَ المحلِّ كانت أبدا
وما مضى منَ الدّليلِ انتقدا
ثانيةُ السّبعِ الّتي أتت صلة
موصولِ اسمٍ نحو يحظى بالصّلة
هذا الّذي زارَ ضريحَ أحمداً
ما قالهُ أبو البقاءِ انتقدا
وحرفِ النّاظم ذو إيمان
بما أتى النّبيّ بالقرآن
ففي محلِّ الجرِّ ما وما وصل
أمّا أتى فقط فما لهُ محلّ
الجملةُ الثّالثةُ المعترضة
اذكرها كأنّها مفترضة
هي الّتي قد وقعت من بينِ
شيئين كانا متلازمينِ
إمّا لتسديدٍ أو التّبيينِ
وأنا جانحٌ إلى تعيينِ
ما وقعت فيهِ منَ المواضعِ
فإنّها نافعةُ المطالعِ
فبينَ فعلٍ وقعت والفاعلِ
مثالُ هذه كقولِ القائلِ
لقد أتى والله ذو الأنعامِ
محمّدٌ بحلّةِ الإسلامِ
وبعدَ فعلٍ بعدها المفعولُ
مثالُ هذه كما أقول
قالَ رسولُ الله صلّى الله
عليهِ: للإنسانِ ما نواهُ
أقري وشأنُ العالمِ الأقراءُ
طلبةً شيمتهم ذكاءُ
وبينَ مبتدأً أتت والخبرِ
مثالها بيتٌ كعقدِ الجوهرِ
في نيّتي والله بالمنويِّ
يجزي الفتى زيارةُ النّبيِّ
محمّدٌ صلّى عليهِ الله
اختارهُ مولاه واجتباهُ
وبينَ قولينِ هما أصلهما
كأنّني والله يدري كلّ ما
بالبالِ أشوقُ إلى لقاءِ
محمّدٍ من الصّدي للماءِ
كانَ النّبيُّ وهو أسخى من سمح
على صحابةٍ يجودُ بالمنح
وبينَ شرطٍ وجوابهِ تقع
كأن شفاني الله من هذا الوجع
وهو المعافي من جميعِ العللِ
أمشي إلى زورةِ خيرِ الرّسلِ
وبينَ موصولٍ وما قد كانَ له
من صلةٍ وبينَ أجزاءِ الصّلة
كأمدحُ الّذي وأيمُ الله
أوتي جاهاً فوقَ كلِّ جاهِ
هو الّذي إلهُ وحقّهِ
فضّلةُ على جميعِ خلقهِ
ما أكرمَ الّذي بعينهِ نظر
لا ريب فيهِ وجهَ بارئِ الصّور
وبينَ مجرورٍ وجارٍّ تلفى
اسماً يكونُ خافضٌ أو حرفاً
فأوّلٌ كسيّدُ الأنامِ
شفيعُ والله ذوي الأجرامِ
ثانيهما: فضلُ النّبيِّ الخاتمِ
على وربّنا جميعِ العالمِ
وقد وفعلٍ نحو قد وربّي
رأيتُ من رؤياه نورُ قلبي
وحرفِ نفيٍ والّذي بهِ انتفى
كلا وربّي زلتُ أهوى المصطفى
وبينَ حرفٍ والّذي قد أكّدا
شاهدهُ البيتُ الّذي قد أنشدا
ليتَ وهل ينفعُ شيئاً ليتُ
ليتَ الشّباب بوعَ فاشتريتُ
وبينَ منعوتٍ ونعتٍ واقعة
مثالها في آية في الواقعة
وكالّذي أحبّهُ رسولُ
والله فيهِ حارتِ العقولُ
بينَ يمينٍ والجوابِ واقعة
مثالُ هذي آية في الواقعة
أعني بها: وإنّهُ لقسمُ
لو تعلمونَ ب عظيم تختمُ
وهو اعتراضٌ واحدٌ لا اثنانِ
لكن كما تراهُ جملتانِ
والاعتراضُ جائزٌ بأكثراً
من جملةٍ والفارسيُّ أنكرا
في آلِ عمرانَ أتى شاهده
أنتَ إذا قرأتها واجده
في وضعِ أمِّ مريمَ لمريما
في قولها وقولِ خالق السّما
قد صدّرت بأنَّ جملتانِ
اعترضت بينهما ثنتانِ
الجملةُ الرّابعةُ العريّة
عن حليةِ الإعرابِ تفسيريّة
وبالمفسّرةِ أيضاً سمّيت
وعرّفت بأنّها: الّتي غدت
كاشفةَ لما تكونُ بعده
حقيقةً ولا تكونُ عمده
بنيَّ أسررتُ إليكَ النّجوى
امشِ معي نسعى إلى من نهوى
فالأمر بالصيغةِ حتّى نهوى
وقعَ تفسيراً للفظِ النّجوى
وهوَ بصدرِ الأنبيا مذكورُ
جملةُ: هل هذا لهُ تفسيرُ
وقيلَ: إنّها منَ النّجوى بدل
فواجبٌ لها إذاً نصب المحل
يا نفسيَ اقتدي بحالِ الأوليا
صاموا النّهارَ أحيوا اللّياليا
قد فسّرت جملةُ: صاموا حالا
وجازَ أيضاً أن تكونَ حالا
ومثلُ الّذينَ وسطَ البقرة
جملة: مسّتهمُ لها مفسّرة
وجعلها حالاً من الّذينَ قد
أباه بعضٌ والجواز منتقد
ومثلي مثلُ من قبلي غبر
قد اتعبوا في النّظم والنّثرِ الفكر
فقولنا: قد اتعبوا به حصل
تفسيرُ ما أبهمهُ لفظُ: مثل
في آل عمرانَ أتى لفظُ مثل
فسّرهُ ما بعدهُ منَ الجمل
ونحوُ يا ابني هل أدلّكَ على
تجارةٍ تنجيكَ من كلِّ البلا
تعملُ بالحقِّ لقمعِ النّفسِ
تدخل بهِ بحابحَ الفردوسِ
ففسّرت تجارةٌ بتعملُ
وجزمُ تدخلُ ليسَ ممّا يشكلُ
لأنّهُ جوابُ الاستفهامِ
وهوَ موجبٌ للانجزامِ
على إقامةٍ للفظِ السّببِ
مكانَ ما لهُ منَ المسبّبِ
وهوَ الامتثالُ حبّذا الصّفة
وقيلَ تعملُ هي المستأنفة
إذ خبرٌ هذا، ومعناهُ الطّلب
فجزمُ تدخل في جوابهِ وجب
إذا تلوتَ سورةَ الصّفِّ ترى
نظيرَ ما ذكرتهُ محرّرا
فإنَّ فيها هذهِ العبارة
أي: هل أدلّكم على تجارة
في تؤمنونَ والّتي قد ذكرت
من بعدها تجارةٌ قد فسّرت
وقد أتى يغفر بالانجزامِ
لأنّهُ جوابُ الاستفهامِ
وصحَّ هذا الجزمُ، ما فيهِ خفا
لأجلِ توجيهٍ ذكرتُ آنفاً
في تؤمنونَ من ذوي الإتقان
من قالَ باستينا فها البياني
وسبقَ الآنَ لهُ توجيهُ
يعرفهُ المستيقظُ النّبيه
ب لا تكون عمدة قد ظهرا
خروجُ جملةِ بها قد أخبرا
عن مضمر الشّأنِ كما يقالُ
هوَ النّبيُّ جوده هطّالُ
هيَ سماحةُ النّبيِّ كاملة
ولجميع العالمينَ شامله
فإنّها كانت لهُ مفسّرة
وعمدةٌ إذ هيَ كانت خبره
وفي الكلامِ لا غنى عن عمدِ
فهي حالّةٌ محلَّ المفردِ
وكونُ فضلةٍ بها التّفسيرُ
كما ذكرناهُ هوَ الشّهيرُ
قالَ أبو عليٌّ: التّحقيقُ
وبالقبولِ قولهُ حقيقُ
أنَّ المفسّرةَ لا تعتبرُ
إلاّ على حسبِ ما يفسّرُ
فإن يكن لهُ محلٌّ جعلا
لها محلٌّ مثلهُ، أو لا فلا
ثانيهما أرسلهُ من أحمداً
أرسلهُ اللهُ إلينا بالهدى
وأوّلٌ إنّي ختامَ الرّسلِ
أمدحهُ رجاءَ أن يشفعُ لي
قبل ختامَ لفظُ فعلٍ يضمرُ
بقولنا: أمدحهُ يفسّرُ
خبرُ إنَّ الجملةُ المقدّرة
محلّها الرّفعُ كذا المفسّرة
ومنهُ إنّا كلَّ شيءٍ في القمر
يلي خلقناه يليها بقدر
لفظ خلقنا قبل كلَّ قدّراً
وب خلقناه غداً مفسّراً
للجملتينِ رفعَ المحلُّ
على قياسِ ما مضى من قبلُ
ومنهُ زيدٌ الطّعامَ أكله
ممّا ذكرنا يعرفُ الإعرابُ له
جاءَ على التّحقيقِ بالدّليلِ
بعضٌ وذا بيتٌ من الطّويلِ
قلبتهُ لرجزٍ وبادٍ
ممّا أقولُ موضعُ استشهاد
من نحنُ نؤمنهُ يبت على جذل
من لم نجرهُ يمسِ منّا ذا فشل
فالجزمُ في المذكورِ لمّا ظهرا
دلَّ على جزمِ الّذي قد قدّرا
وخالدٌ شرِ الأصلِ قالَ: في
جميعَ ذاكَ نظرٌ غيرُ خفي
خامسة السّبع جوابُ القسمِ
أقسمُ بالله وليِّ النّعمِ
لألزمنَّ السّننَ المحمّدي
ما دمتُ في الدّنيا صحيحاً جسدي
واللهِ إنّني لمشتاقٌ إلى
من ارتقى إلى السماوات العلى
عليَّ إيمانٌ إذا أمكنني
لأذهبن إلى النّبيِّ المدني
أخذتُ ميثاقاً على قراءٍ
عليَّ للعلمِ ذوي ذكاءٍ
ليخلصّنَّ دائماً نياتهم
لله في جميعِ مقرؤاتهم
وقس عليهِ مثلاً في نونِ
وآل عمرانَ وفي ياسينِ
ونحوُ أصحابي ليفرحنَّ بي
لم يكُ بالجائزِ عندَ ثعلبِ
لأنَّ جملةً بها قد أخبرا
محلّها الرّفعُ لهُ تقرّرا
وكلّهم قد وصفوا بعدمِ
محلَّ إعرابٍ جوابَ القسمِ
فعندَ ذاك يتنافيانِ
ردَّ بما قد جاءَ في القرآنِ
من ذلكَ القبيلِ في بعضِ السّور
ومعَ ذا ففي الحقيقةِ الخبر
مجموعُ جملة يمينٍ قدّرت
والجملةُ الّتي جواباً ذكرت
ونحوُ إن عاهدتني تصحبني
تذهب حثيثاً للنّبيِّ المدني
تصحبني فيهِ وجوهٌ تحتمل
جوابُ عاهدتُ فما لهُ محلَ
أو حالُ أو ياءٍ كليهما
فالنّصب للمحلِّ فيها لزماً
وأوّلُ الوجوهِ أولى ما قصد
الجملةُ السّادسةُ الّتي ترد
جوابَ شرطٍ هوَ غيرُ جازمِ
إذا خدمتني فكن ملازمي
لو كنتَ مكثراً منَ الصّلاةِ
على النّبيِّ فزتَ بالصّلاتِ
لولا الشّتا وفقدُ عدّةِ السّفر
لرمتُ حجّاً سالكاً دربَ هجر
أو جازمٍ لم تقترن بها إذا
فجأةٍ والفاءُ منها نبذا
كأن أردتَ الفوزَ بالعطايا
أقمتَ عندَ سيّدِ البرايا
فما هنا لجملةِ الجوابِ:
أقمتَ موضعٌ منَ الإعرابِ
سابعة السّبع هي الّتي تظلّ
تابعةً لما لها ليسَ محلّ
كأفلحَ المقيمُ بالمدينة
وفازَ من بها أقامَ دينه
وشبعِ السّغبان ممّا قد طعم
ورويَ الصّديانُ من ماءٍ شبم
وخبريّةٌ ترى ما قبلها
ليسَ على اللّزومِ طالباً لها
وصحَّ الاستغناءُ عنها تجعلُ
صفةً أو حالاً وقد تحتملُ
كلتيهما وههنا أفصّلُ
ما كانَ منصوباً وما تحتملُ
لنكّراتٍ محضةٍ كانت صفة
وهيَ حالٌ بعدَ محضِ المعرفة
وبعدَ ما لم يكُ من هاتينِ
بمحضةٍ تحتملُ الوجهينِ
مثالُ ما كانَ نصّاً في الصّفة
طوبى لشخصٍ صامَ يومَ عرفة
ومثلُ هذا قولهُ: كتاباً
نقرؤهُ فأدرِ لهُ إعراباً
وقد مضى من قبلِ هذا مثلُ
فيها صفاتُ النّكرات جملُ
مثالُ ما كانَ في الحالِ نصّاً
كأعمل بما بهِ النّبيُّ وصّى
تبغي بذا رضوانَ ذي الجلالِ
فالفوزَ في صوالحِ الأعمالِ
فإنَّ تبغي جملةٌ حالاً ترى
من مضمرٍ في أعمل غداً مستتراً
بعدَ: ولا تمنن أتى تستكثرُ
حالاً وذوهاً مضمرٌ مستترُ
وما كلا الوجهينِ فيهِ جاري
فقولهُ: كمثلِ الحمارِ
يحملُ أسفاراً فإنَّ يحملُ
للحالِ مع وصفيّةٍ محتملُ
ووجهُ أن يجعلَ حالاً لا صفة
أنَّ الحمارَ جا بلفظِ المعرفة
وجعلهُ وصفاً بغير لبس
لأنَّ تعريفَ الحمار جنسي
وذو ألِ الجنسيُّ شبهُ النّكرة
عوملَ مثلها كما قد قرّره
في علميِ الإعراب والمعاني
أهلوهما، سقوا حياً الرّضوانِ
واحتملَ الوجهين أيضاً قولي:
رأيتُ شخصاً صالحاً يصلّي
لا بدَّ للجارِّ معَ المجرورِ
من منعلّقٍ لهُ مذكورٍ
أو مضمرٍ من فعلٍ أو كالفعلِ
كلاهما يعملُ في المحلِّ
نصباً أو الرّفعَ كما في قولنا
مررتُ ليلاً في منامي بمنى
وأنتِ مشغوفٌ بها صالحة
يحويهما ختامُ آيِ الفاتحة
وليسَ يخفى ما بهِ يستشهدُ
منها، كذا يحويهما ما أنشدوا
واشتعلَ المبيضُّ فيما سوّدا
مثلَ اشتعالِ النّارِ فيما اتّقدا
وحيثُ ب المبيضّ كانَ الأوّلُ
متعلّقاً أو منهُ حالاً يجعل
فلا يكونُ البيتُ من قبيلِ
ذاكَ فلا يصلحُ للتّمثيلِ
ومن حروفِ الجرِّ أربعُ لا
تعلّقَ لها بشيءٍ أصلا
أحدها حرفٌ يكونُ زائداً
كالباء في كفى بربي شاهداً
ونحو أحسن بالفتى الشّكورِ
لله، هذا مذهبُ الجمورِ
وفي ولا تلقوا بأيديكم إلى
هذا كلامُ الله جلَّ وعلا
وفي بحسبي كلَّ يومٍ درهمٌ
ابتاعُ في السّوقِ بهِ ما أطعمُ
وفي أليس المصطفى بمولي
مؤمّلٍ ما رامَ من مأمولِ؟
وما الّذي استمطرَ مزنَ كرمِ
محمّدٍ بخائبٍ من نعمِ
ومن كما زارَ النّبيَّ من أحد
إلاّ وفازَ بسعادةِ الأبد
وما ترى من أحدٍ قد زاره
إلاّ ويغفرُ اللهُ أوزاره
وما لنا من شافعٍ غبرِ النّبيِّ
هل من شفيعٍ غيرهُ للمذنبِ؟
وليسَ من تزاد في الإثبات
وعندَ أهل الكوفةِ الثّقاةِ
وأخفشٍ إن زيدَ فيهِ يغتفر
واستشهدوا بنحو كانَ من مطر
وهوَ مؤوّلٌ لدى المخالفِ
وما دخولها على المعارفِ
على الصّحيحِ جائزاً والثّاني
لعلَّ، ذاكَ في لسانِ
عربٍ بها جرّت وهم عقيلُ
نحو لعلَ دمعِ صبِّ سيلُ
شاعرهم قد قالَ في إنسانِ
علَّ أبي المغوارِ منكَ داني
واللامُ الأولى ثبتت وحذفت
وفتحت ثانيةٌ وكسرت
فتلكَ أربعُ لغاتٍ في لعلَّ
ثالثها لولا الّتي قد اتصلَ
بها ضميرٌ وضعهُ لغائبِ
أو متكلّمٍ أو المخاطبِ
نبيّنا لولاه ما كانَ الورى
فرَ بّنا لأجله الكونَ براً
لولاكَ يا من خلقهُ السّماحُ
منجي العصاةِ من لظىً لطاحوا
لولايَ مقرئُ القرآنِ ولدي
لم يكُ للقرآن بالمجوّدِ
فهيَ في أمثلةٍ قد سبقت
خافضةٌ بعاملٍ ما اعتقلت
لسيبويهِ، وضميرٌ اتّصل
بها بالابتداءِ مرفوعُ المحلّ
وحيثُ بعدها يكونُ مضمرُ
منفصلٌ فإنَّ ذاكَ الأكثرُ
رابعها الكافُ لتشبيهٍ كما
بو حسنٍ وأخفش قد زعما
مثالهُ جمالُ سيّدِ الورى
كالشّمسِ بل كانَ منها أزهرا
هذا الّذي قالاهُ فيهِ نظرُ
والأصلُ في المغني لهُ مقررُ
الجارُّ والمجرورُ بعدَ معرفة
حالٌ وإن نكرةً تلا صفة
وبعدَ غيرِ المحضِ من هاتينِ
محتملٌ لذينكَ الوجهينِ
نظير جملةٍ على السّواءِ
تقعُ بعدَ هذهِ الأشياءِ
فأوّلٌ كليتني مع الولد
نقيمُ بالفيحاءِ في عيشٍ رغد
كذاكَ في زينتهِ فليقتنص
أيَ متزيّناً بآخرِ القصص
والثّاني نحو ليتني في عصبه
قومي نزورُ مرقداً بطيبه
ثالثها يعجبني الزّهرُ في
أكمامهِ، فالزّهرُ ذو تعرّفِ
بأل بها جنسيّةٌ معبّرة
وقد ذكرنا قربهُ من نكّرة
وهذهِ أرجوزةٌ فصيحة
على جمالِ غادةٍ صبيحة
فقولنا: أرجوزة متّصفة
بنعتها فقربت من معرفة
الجارُّ والمجرورُ حيثما يرى
صلةً أو نعتاً وحالاً خبرا
فكائنٌ أو استقرَّ قبلهُ
مقدّرٌ ومتعلّقٌ لهُ
وهوَ محذوفٌ وجوباً وامتنع
إظهاره وفي ضرورةٍ وقع
لكنَّ تقدير استقرَّ أجمعا
عليهِ فيما صلةً قد وقعا
إذ لم تكن صلةٌ إلاّ جملة
والوصفُ مفردٌ بمرفوع له
مضى مثالُ صفةٍ وحالِ
نأتيكَ للخبرِ بالمثالِ
الحمدُ لله على الأيادي
صلاتهُ على النّبيِّ الهادي
للصّلةِ المثالُ عندي عصبه
حنّوا معي إلى الّذي بطيبه
إذا وجدتَ الجارَّ والمجرورا
في موضعٍ ممّا مضى مذكوراً
أو عقبَ النّفي أو استفهامِ
ففي الّذي يليهِ من أسامي
وجهانِ جائزانِ: أن يقدّرا
فاعلاً أو مبتدأً مؤخّرا
وعندَ حذّاقِ النّحاةِ الرّاجحُ
من ذينكَ الأوّلُ وهوَ واضحُ
نبيّنا لقلبيَ التياعُ
زورتهِ لو هيَ تستطاعُ
أرسلهُ للثّقلينِ الواحدُ
لهُ على رسالةِ شواهدُ
هوَ لعمرُ الله أكرمُ نبيِّ
لهُ عوالي هممٍ ورتبِ
ومن لهُ الجنانُ ملكاً فيهب
ما شاءَ منها في المعاد من أحب
ما لي سواهُ منجحُ مرامي
هل لي من النّارِ سواهُ حامي؟
وفي سوى هذي المواضعِ فلا
عندَ النّحاةِ يرفعانِ فاعلاً
إلاّ نحاةَ كوفةٍ والأخفشا
فعنهم القولُ برفعهِ فشا
في قولنا للمصطفى أنواعُ
شفاعةٍ يحتملُ ارتفاعُ
لفظةِ أنواعٍ بأن تقدّرا
فاعلاً أو مبتدأً مؤخّرا
للظّّّّرفِ ما للجارِّ والمجرورِ
من كلِّ أمرٍ سابقاً مذكورِ
من كونهِ متعلّقاً بفعلِ
كأنا قمتُ سحراً أصلّي
يا ولدي خلفَ الإمامِ صلِّ
أو ما يكونُ فيهِ معنى الفعلِ
كلم أزل ليلاً نهاراً ذاهباً
بينَ الحجيجِ للحجازِ طالبا
وكونهِ وصفاً لمحضِ النّكرة
كصدتُ بازيّاً فويقَ شجرة
وحالَ ما يكونُ محضَ معرفة
كجئتني حولكَ أهلُ المعرفة
وبعدَ غيرِ المحضِ من هاتينِ
محتملٌ لذينكَ الوجهينِ
يعجبني الرّجل قدّامِ الحشمِ
يقاتلُ العدوَّ مخضوباً بدمِ
تعجّبني من آدميِّ أمّي
في الدّينِ فوقَ جيل أهلِ العلمِ
مثالُ ما وقعَ ظرفٌ خبرا
والرّكب أسفلَ فإنهُ قرا
بنصبٍ السّبعةُ أسفلا
ونحوُ أهلُ العلمِ فوقَ الجهلا
وكونُ ظرفٍ صلةٌ كمن لدى
محمّدٍ ناجٍ منَ النّارِ غداً
ورفعهِ الظّاهرَ نحوُ المصطفى
تحتَ لوائهِ جميعُ الشّرفا
وفي جميعٍ جازَ أن يقدّرا
فاعلاً أو مبتدأً مؤخّراً
والمذهبانِ المتقدّمانِ
في عندَ جدّي الفوزُ بالأماني
وههنا عن كلماتٍ أعربُ
كثيراً احتاجَ إليها المعرب
عددها عشرونَ واثنتانِ
أنواعها عدّتها ثماني
فأوّلُ الأنواعِ أربعُ الكلم
وكلُّ كلمةٍ لها وجهٌ علم
قطُّ وقافهُ بفتح تشكلُ
وطاؤهُ مضمومةٌ تثقّلُ
خمسُ لغاتٍ قد رواها النّقلة
فيهِ وفصحاهنَّ هذي الأوّلة
وهوَ لاستغراقِ ماضٍ من زمن
من قالَ لا أفعلهُ قطُّ لحن
ما قلتُ أفديكَ بروحي لأحد
قطُّ سوى حبيبِ مولانا الصّمد
وعوضُ فتحُ صدرهِ ملتزمُ
ثالثهُ مثلّثٌ ومعجمُ
وهوَ لاستغراقِ ما يستقبلُ
منَ الزّمانِ وهوَ لا يستعملُ
من غيرِ نفيٍ كعليَّ فرضُ
أن لا أعودَ للذّنوبِ عوضُ
فإن أضفتهُ كلستُ أصحبُ
ذا البغي عوضَ العائضينَ تنصبُ
وغالبُ استعمالهِ ما مرّاً
وربّما جاءَ كقطُّ نزرا
وسمّتِ الزّمانَ عوضاً العرب
لأنّهُ معوّضٌ ما قد سلب
في زعمهم أو كلُّ ما قد مرّا
من مدّةٍ قد عوّضتها أخرى
وأبداً كعوضُ لكن معربُ
وما بنيٍ خصّصتهُ العربُ
أتلو القرآنَ أبداً ولن يملّ
أبداً المؤمنُ منهُ وأجل
بفتحتينِ وسكونِ العجزِ
وقيلَ بالباءِ مكانَ الهمزِ
حرفٌ يؤتى بهِ لتصديقِ الخبر
قيلَ: أجل لقائلٍ جاءَ عمر
أو لم يجيء يعني صدقتَ، وبلى
إيجابُ منفيٍّ، بهِ قد أبطلا
لم يقترن بحرفِ الاستفهامِ
إن قيلَ لا نشورَ للأجسامِ
فأنتَ في الرّدِّ عليهِ قل بلى
وبالخلودِ في العذابِ تبتلى
أو كانَ مقروناً بالاستفهامِ
ولأجلِ تقريرٍ أو الملامِ
مثالهُ في آخرِ الأعرافِ
وليسَ إن قرأتهُ بخافِ
ومثلهُ ما لي أراكَ مهملاً
لسفرِ الحجازِ يا ابني أفلا
تأتي معي نزورُ من قد جبلا
لأجلهِ كلُّ الورى قالَ: بلى
ونوعنا الّذي يكونُ ثاني
هوَ الّذي جاءَ لهُ وجهانِ
وهوَ إذا فتارةً يقالُ
طرفٌ بهِ قد يقصدُ استقبالُ
خافضُ شرطٍ بجوابهِ انتصبَ
هذا هوَ استعمالها الّذي غلب
نحو إذا جاءَ الرّبيعُ أظعنُ
لأفضلِ البقاعِ فيها أقطنُ
وربّما لغيرِ شرطٍ تردُ
نحوُ إذا ما أسحروا همُ هجّدُ
وأنا ناوٍ أن أزورَ المصطفى
إذا وجدتُ زاد دربٍ قد كفى
ما قلتُ في بيانها محرّرُ
أجدي وأرشقُ نعم وأخصرُ
من قولِ من قالَ في البيانِ
ظرفٌ لما استقبلَ من زمانِ
وفيهِ معنى حرفِ شرطٍ غالبا
إذ للقصورِ لم يكن مناسباً
وخصّصت بالجملِ الفعليّة
فبعدها ليسَ تكونُ اسميّة
وقولهُ إذ السّماءُ انفطرت
قبلَ السّما لفظةُ فعلٍ قدّرت
بالفعلِ بعدهُ غدت مفسّرة
كما هوَ القاعدةُ المقرّرة
نظيرَ قولِ ربّنا وإن أحد
إذ بعدَ مجيئُ فعلٍ أطّرد
وقد تجيئُ للزّمانِ الخالي
كذاكَ بعدَ قسمٍ للحالِ
آخرُ جمعةٍ مثالُ الأوّلِ
وأوّلُ النّجم مثالُ ما يلي
وتارةً يقالُ فيها إنّها
حرفُ المفاجأةِ واخصصنّها
باسميّةٍ نحوُ خرجتُ فإذا
قسورةٌ بالبابِ همَّ بالأذى
وأخفشُ كما تليها اسميّة
كذا تليها مع قد فعليّة
وإنّما صارَ إلى ما قد ذهب
لأنّهُ سمعهُ منَ العرب
جئتُ الحجازَ فإذا قد سطعت
أنوارُ أرضِ طيبةَ ولمعت
فيها قد اختلف ناسٌ جمُّ
فقيلَ: حرفٌ قيلَ: بل هي اسمٌ
فهيَ ظرفاً للمكانِ تجعل
أو الزّمانِ والصّحيحُ الأوّلُ
شاهدهُ خرجتُ أمشي فإذا
إنَّ الصّبا هبّت عليَّ بالشّذا
والفا لدى الزّجاجِ تعطي فائدة
ربطٍ وقالَ المازنيُّ زائدة
واجتمعا في قولهِ القديمِ
إذا دعاكم دعوةً بالرّومِ
وثالثُ الأنواعِ ما جاءت على
ثلاثةٍ من أوجهِ ستجتلي
وهيَ سبعُ كلمٍ فالأولى
إذ هيَ فيها تارةً قد قيلا
ظرفٌ لماضي زمنٍ فيما غلب
إيلاؤها ما هو جملةٌ وجب
اسميّةٌ جاءَ لها التّمثيلُ
ب وأكروا إذ أنتمُ قليلُ
فعليّةٌ ومثّلوا تمثيلا
ب واذكروا إذ انتمُ قليلُ
وربّما مستقبلٌ تستعملُ
فيه، بقولهِ تعالى مثّلوا
آخرَ مؤمنٍ إذ الأغلالُ في
أعناقهم وذاكَ يومَ الموقفِ
وتارةً يقالُ فيها حرفُ
فجأةٍ وقالَ قومٌ ظرفُ
وقيلَ حرفُ زائدةٍ مؤكّدُ
وبعدَ بينما وبينا تردُ
بينا أنا في ضيقِ عيشٍ وحرج
إذ جاءني من كاشفُ الهمِّ فرج
وتارةً يقالُ فيها حرفُ
أمَّ بهِ التّعليلُ قيلَ ظرفُ
كقولهِ جلَّ ولن ينفعكم
اليومَ إذ ظلمتمُ أي لظلمكم
ثانيةُ السّبعِ لمّا وردت
بفتحِ لامٍ وبميمٍ شدّدت
يقالُ فيها في مثالٍ: لمّا
فارقتني ملئَ قلبي همّاً
حرفُ وجودٍ لوجودٍ والأصح
تختصُّ فعلاً ماضياً وقد رجح
مذهبُ من هيَ لديهِ حرفُ
والفارسيُّ قالَ فيها ظرفُ
لزمنٍ مرادف لحينِ
ونقدهُ بادٍ لدى الفطينِ
وفي مثالِ قصدوا الحجازا
قومي ولمّا يكملوا الجهازا
جازمُ حرفٍ جاعلٌ منفياً
مضارعاً يقلبهُ ماضيّاً
يتّصلُ انتفاؤهُ بالحالِ
منتظرُ الثّبوتِ في استقبالِ
ففي مثالنا كما لا يختفي
إكمالُ قومي الجهازَ قد نفي
فيما مضى إلى زمانِ الخالِ
ومتوقّعٌ في الاستقبالِ
ومثلهُ لمّا يذوقوا وقعا
في صادٍ إذ ذوقهم توقّعا
وفي مثالِ يا عليُّ المرتضى
عليكَ من ربّكَ قد فاض الرّضا
أنشدكَ الإلهَ قاضيِ الوطرِ
لمّا دعوتهُ بإقلاعِ المطرِ
حرفٌ بهِ استثناءُ تالٍ وقعا
معناهُ: ما أسألهُ إلاّ الدّعا
وهكذا لمّا عليها حافظُ
فيمن بتشديدٍ لميمٍ لافظ
ثالثةُ السّبعِ نعم والأوّل
منهُ كثانيهِ بفتحٍ يشكلُ
يقالُ فيها حرفُ تصديقٍ متى
وقعَ بعدَ خبرٍ قد اثبتا
أو انتقى كالمصطفى خيرُ البشر
ما أحدٌ يرتابُ في هذا الخبر
وحرفُ إعلامٍ ورا استفهامِ
أقاضٍ أنتَ سيّدي مرامي؟
منهُ أتى فهل وجدتم ما وعد
ربّكمُ حقّاً بالأعرافِ ورد
وحرفُ وعدٍ إن تقع بعدَ الطّلب
كيا رسولَ اللهِ جد لي بالأرباب
رابعةُ السّبعِ إي مثلُ نعم
خصّت بأن يكونَ بعدها قسم
في يونسَ لمّا أقولُ طبقُ
قل إي وربّي إنّهُ لحقٌّ
خامسةُ السّبعةِ حتّى فأحد
أوجهها الجرُّ لمّا بعدُ وجد
خصّت بظاهرٍ فتدخلُ على
اسمٍ صريحٍ وهيَ معنى كإلى
كمثلِ حتّى مطلعِ الفجرِ وهل
مجرورها فيما قبيلها دخل؟
أو خارجٌ؟ أو تارةً قد دخلا
وخارجٌ أخرى؟ خلافٌ نقلا
واسمٍ مؤوّلٍ من أن، وقد وجب
إضمارها وغابرٍ بها انتصب
كلاهما بمصدرٍ قد أوّلا
فتارةً تكونُ في معنى إلى
مثالها أثناءَ طاها وقعا
وهوَ قولُ الله حتّى يرجعا
وتارةً تكونُ للتّعليلِ
فهي ككي وقل لدى التّمثيلِ
قدّم على وفاتكَ الإيمانا
بالله حتّى تدخلَ الجنانا
تحتملُ الوجهينِ في مثالِ
حتّى تفيئَ قولِ ذي الجلالِ
وربّما جاءت بمعنى إلاّ
عندَ إمامينِ منَ الأجلاّ
ليسَ سماحاً من فضولٍ بذلُ
حتّى تجودَ ولديكَ قلُّ
وهذا الاستثناءُ قل منقطع
لو جعلت لغايةٍ لا يمنعُ
والثّانِ أن يكونَ حرفَ عطفِ
لمطلقِ الجمعِ كواوِ العطفِ
على الأصحِّ وخلافةُ وهن
لكن لمعطوفٍ بها يشرطُ أن
يكونَ بعضَ ما عليهِ عطفا
وغايةً فيما يكون شرفا
أو ضدّهُ أو قوّةً أو ضعفا
نحو مضى النّاسُ وذاقوا حتفا
حتّى النّبيّونَ الأكابرُ الكرامُ
فهم عليهمُ الصّلاةُ والسلامُ
بنصِّ قرآنٍ وبالأخبارِ
غايتهم في شرفِ المقدارِ
وعكسهُ نحو أتاني النّاسُ
حتّى الّذي يحجمُ والكنّاسُ
مثالُ ما يكونُ ربُّ العطفِ
في قوّةٍ غايةً أو في ضعفِ
قهرَ أصحابُ النّبيِّ الأعدا
حتّى الملوكَ وكماةً أسدا
هابوهمُ مهابةَ الجبانِ
لللّيثِ حتّى ضعفَ الولدانِ
أعجبني القينةُ حتّى لحنها
يجلى عن النّفسِ بلحنٍ حزنها
إذ لحنُ شخصٍ مثلُ جزئهِ ولا
يقالُ حتّى ولدها إذ حظلا
وهاكَ منّي ضابطاً لمّا خلا
ما أمكنَ استثناؤهُ متّصلا
فإنّهُ مجوّزٌ أن تدخلا
عليهِ حتّى هذهِ، ما لا فلا
ثالثها مجيئها حرفَ ابتدا
على الأصحِّ من خلافٍ وجدا
فهي على فعليّةٍ قد دخلت
بماضٍ أو مضارعٍ قد صدّرت
إن شئتَ للماضي مثالاً اذكرُ
فقولهِ حتّى عفوا أي كثروا
أو غابرٍ فقولهِ وزلزلوا
حتّى يقولُ إذ بضمٍّ يشكلُ
واسميّةٍ أيضاً، لها يمثّلُ
بمثلِ حتّى ماءُ دجلة أشكلُ
وقيلَ فيما بالمضيِّ صدّرت
خافضةٌ وبعدها أن أضمرت
وقد مضى فيها الّّذي عليهِ
زجاجهم وابنُ درستويهِ
سادسةُ السّبعِ كلاّ وثبت
لها بساطةٌ وقيلَ ركّبت
فتارةً يقالُ فيها حرفُ
ردعٍ وزجرٍ ويرادُ الكفُّ
عن مثلِ ما قد كانَ من مقالِ
إن شئتَ أن تظفرَ بالمثالِ
فأتِ لهُ بلفظِ كلاّ الكائنِ
ردعاً لقولِ قائلٍ أهاننِ
وحرفُ تصديقٍ مع الجوابِ
مثالهُ قد جاءَ في الكتابِ
معناهُ إي، قالَ مصوّرُ الصّور
يقسمُ للتأكيدِ كلاّ والقمر
تأتي كحقّاً أو ألا استفتاحِ
يقالُ: كلاّ إنَّ قلبي صاحي
وذكرت في موضعينِ في العلق
وقيلَ ثاني المعنيينِ قولُ حقّ
سابعةُ السّبعةِ لا فنافيه
تأتي كذا زائدةً وناهية
في النّكراتِ تعملُ الأولى عمل
إنَّ لا أخا جهلٍ كمل
في نحو لا إلهَ إلاّ الله
قد حذفَ الخبرُ لا تراهُ
للاسمِ فتحةُ بناءٍ، وعمل
ليسَ قليلاً لا جوادٌ ذا بخل
مثالُ ذاتِ الزّيدِ ألاّ تسجدَ
في سورةِ الأعرافِ أي أن تسجدا
أمّا الّتي ينهي بها فتجزمُ
مضارعاً، لا تأثموا فتندموا
والنّهيُ قد يكونُ للمخاطبِ
نحو ولا تمنن كذا للغائبِ
نحو فلا يسرفُ ولكن قلّما
ينهي بها مجهولُ من تكلّما
أمّا إذا لفاعلٍ كانَ البنا
فنادرٌ جدّاً بهِ أن تقرنا
ورابعُ الأنواعِ ما جاءَ على
أربعةِ من أوجهٍ ستجتلي
وهوَ ألفاظٌ إذا أعدّها
فإنّها أربعةٌ أحدها
لولا ففيها تارةً يقالُ
حرفٌ لهُ في عرضٍ استعمالُ
أي طلبٍ بالرّفقِ نحو لولا
تنزلُ عندي فتنصيبَ فضلا
وحرفُ تحضيضٍ فتدخلُ على
مضارعٍ أو ما بهِ قد أوّلا
كقولهِ عزَّ وجلَّ لولا
تستغفرونَ الله نعمَ المولى
وقولهِ أخّرتني إلى أجلِ
وحرفُ توبيخٍ على ماضٍ دخل
لولا تركتَ يا أخي إسعافي
ومثلهُ في آخرِ الأحقافِ
لولا أتيتَ عائداً من مرضا
وتارةٍ يقالُ حرفٌ اقتضى
أنَّ الّذي لهُ جواباً قد وقع
فلو جودِ شرطهِ قدِ امتنع
باسميّةٍ يختصُّ، كانَ واجبا
الحذفُ للخبرِ فيها غالبا
مثالهُ لولا النّبيُّ الهاشمي
ما كانَ ما قد كان من عوالمِ
لولاك يا من برعَ الأناما
لم نعرف الإيمانَ والإسلاما
ومن سوى الغالبِ لولا أحمدُ
علّمنا ما كانَ من يوحّدُ
والهروّيُّ من كبارِ الفضلا
يقولُ في مثالِ لولا أنزل
وقولهِ أخّرتني إلى أجل
وقبلهُ لولا عليهِ قد دخل
لفظةُ لولا هيَ لاستفهامِ
وقولهُ هذا من الأوهامِ
إذ هيَ في الأولى لأجلِ الحضِّ
وفي الأخيرةِ لقصدِ العرضِ
قالَ وللنّفي كلم قد جاءت
ومنهُ قولهُ فلو لا كانت
لكنّما الظّاهرُ أنَّ لولا
هنا لتوبيخٍ بمعنى هلاَّ
وعن أبيٍّ وابنِ مسعودٍ ورد
هلاَّ هنا فما مضى بهِ اعتضد
وهوَ الّذي قالَ بهِ الكسّائي
كذاكَ أخفشٌ مع الفرّاءِ
لكنّما المعنى الّذي عنهم روي
يلزمهُ الّذي عليهِ الهروي
إذ قرنُ توبيخٍ بفعلٍ غبرا
بكونهِ منتقياً قد أشعرا
ثانيةُ الأربعِ إن قد كسرت
همزتهُ ونونهُ قد أسكنت
ونحوُ إن تخفوا إلى يلمهُ
إن تستبن إعرابها تفهمهُ
وحكمها جزمُ مضارعينِ
أو ماضيينِ متخالفينِ
وتارةً يقالُ فيها نافية
يعملها كليسَ أهلُ العالية
وهيَ لدى جمّهورِ عربٍ مهمله
وأنا آتيكَ لها بأمثلة
كقولِ ربّي إن أردنا بالسّنا
وقولهِ إن عندكم بيونسا
وقولهِ عزَّ وجلَّ إن يعد
إلى غرورا، ذا بفاطرِ وجد
إن أحدُ مادحٌ خيرَ البشرِ
إلاّ لهُ شفعَ يومَ المشرِ
إذا غدوتَ تالياً لفاطرِ
وجدتَ ذينِ اجتمعا في الآخرِ
وتارةً قالَ النّجاةُ الكلمة
هيَ المخفّفة من مثقّلة
تلغى ومن إعمالها المشهود
نحوُ وإن كلا لما بهودِ
إن كلُّ نفسٍ شاهدُ الالغاءِ
حيثُ لما خفّفهُ الكسائي
وعصبةٌ عليكَ غيرُ خافية
و إن إذا شدّدَ ميمٌ نافية
وتارةً يقالُ فيها زائدة
ما إن جهولٌ فائزاً بفائدة
وحيثما اجتمع ما وإن فإن
تقدّمت ما فهي للنّفي وإن
زائدةٌ أو كانَ بالعكسِ ف إن
شرطيّةٌ بها مزيدُ ما قرن
إمّا تخافنَّ لهُ مثالُ
تجدهُ إن قرئَ الأنفالُ
ثالثةُ الأربعِ أن ووصفت
بفتحِ همزٍ وبنونٍ خفّفت
فتارةً يقالُ حرفٌ مصدري
مؤوّلٌ مع صلةٍ بالمصدرِ
ودخلت على مضيٍّ مثلَ ما
يقالُ أعجبني أن صمتما
وبمضارعٍ كثيراً تتلى
فنصبتهُ لفظاً أو محلاَّ
فأوّلٌ مثالهُ قد عرفا
ثانيهما يلزمهُ أنِ اعبدوا
ثانيهما أرادتِ النّساءُ أن
يرضعنَ بالأجرةِ من رامَ اللّبن
وتارةً يقالُ فيها زائدة
كطبتُ لمّا أن أتاني فائدة
في يوسفَ والعنكبوتِ توجدُ
زيدت إذا المعنى بها يؤكدُ
من بعدِ لمّا مثلَ تلكَ الأمثلة
وبعدَ كافٍ ليسَ تلغي عملهُ
كغادةٍ بارعةِ الجمالِ
في الجيدِ والعينِ كأن غزالِ
وبكأن ظبيةٍ استشهادُ
وبينَ فعلِ قسمٍ تزادُ
ولو كقد أقسم أن لو أصلُ
خيرَ الثّرى أثوي بهِ لا أرحلُ
وتارةً قيلَ لها مفسّرة
بجملةٍ كانت بها مصدّرة
مضمونَ جملةٍ تكونُ قبلها
وشاهدٌ أن أصنعِ الفلكَ لها
وضبطت بضابطٍ معيّنِ
بأنّها بخافضٍ لم تقرنِ
وجملةً بسبقها موصوفة
تجمعُ معنى القولِ لا حروفه
فليسَ منها لا أن الحمدُ ولا
اكتب إليهِ بأن أئتِ المنزلا
وعن سليمٍ قد حكوا كلاما
في قولِ ما قلتُ لهم إلاّ ما
أمرتني بهِ أن اعبدوا الله
أشكلَ حيثُ مالَ فيما أملاه
لكونِ أن في هذهِ مفسّرة
ولا مجالَ للّذي قد قرّره
لأنّهُ إن كانَ محمولاً على
تفسيرِ قلتُ أو أمرتني فلا
يصحُّ شيءٌ منهما بل بطلا
حيثُ حروفُ القولِ تأبى الأوّلا
ثانيهما يلزمهُ أن اعبدوا
قولُ الإلهِ وهوَ معنىً يفسد
وحيثُ قلتُ ب أمرتُ أوّلا
فب اعبدوا تفسيرهُ لن يحظلا
هذا الّذي قد قالهُ الزّمخشري
قالَ وجازَ أن تكونَ مصدري
فمصدرٌ بيانُ ها بهِ ولا
يجوزُ أن يجعلَ منهُ بدلا
لأنّهُ عن عائدٍ تخلو الصّلة
والأصلُ قالَ عكسُ ما قد فعله
هوَ الصّوابُ، فالبيانُ كالصفة
فمضمرٌ كما أبى أن تصفه
كذاكَ لا يتبعُ بالبيانِ
نصَّ عليهِ عظماءُ الشّأنِ
وما يرى من قولهم في البدلِ
بكونهِ في حكمِ طرحِ الأوّلِ
راموا بهِ استقلالهُ إذ يقتضي
مفارقاً للنّعتِ والتّأكيد في
كونهما تتمّتي ما تبعا
وما عنوا إهدارَ ما قد تبعا
ألا ترى قولي: سالمٌ عدل
فتاهُ صالحٌ، وصالحٌ بدل
إن كانَ قولنا فتاهُ زحلفا
فالباقي بالسّدادِ لن يتّصفا
ما حذفهُ من عائدٍ قد قدّرا
ليسَ بمعدومٍ وموجوداً يرى
ولم يجز لمصدرٍ أن يجعلا
من لفظِ ما معمولِ قلتُ بدلا
فجملةٌ مقولُ قولٍ أبدا
أو ما بمعناه، وكانَ مفردا
كفي مديحِ المصطفى قصيدة
قد قلتُ أو شعراً حكى الفريدة
نعم يجوزُ أن يكونَ بدلا
إن كانَ قلتُ ب أمرتُ أوّلا
والجعلُ للتّفسيرِ في مثالِ أن
اتّخذي جازَ ومنعهُ وهن
فالقصدُ من قولٍ هوَ الأعلامُ
وهوَ الّذي تضمّنَ الإلهامُ
وتارةً قيلَ لها مخفّفة
من الّتي بثقلٍ متّصفة
تقعُ بعدَ علمٍ أو ظنونِ
قد نزّلت منزلةَ اليقينِ
نحو علمتُ أن سيأتي موقفُ
يردهُ الخلقُ وفيهِ يعرفُ
فرقةَ نارٍ من فريقِ الجنّة
وحسبوا ألاّ تكونُ فتنة
كما تلا جمعٌ من القرّاءِ
تكونُ بالضّمّةِ كالكسائي
رابعةُ الكلمِ من شرطيّة
تأتي كمن يؤمّلِ العطيّة
من أجودِ الخلقِ ينل مموله
وربّما تجدها موصولة
من سعداءِ النّاسِ من قد زارا
من حطَّ عن زوارهِ أو زارا
وربّما تكونُ لاستفهامِ
من لي سواكَ مسعفٌ مرامي؟
نكّرةً موصوفةً قد تردُ
أعجبني من قارئٌ مجوّدُ
نكّرةً تردُ تامّةً كما
يقالُ: نعم من محبُّ العلما
وخامسُ الأنواعِ ما كانَ لهُ
خمسةُ أوجهٍ هنا مفصّلة
وهوَ شيئانِ فإمّا الأوّلُ
فذاكَ أيُّ ياؤهُ مثقّلُ
شرطيّةً تأتي كأيُّ مسلمِ
يأخذ بسنّةِ النّبيِّ يسلمِ
وربّما تكونُ لاستفهامِ
بأيّكم ينجحُ لي مرامي
ووردت موصولةً كأصحبُ
أيّكمُ أرأفُ بي وأقربُ
وفي كتابِ الله أيّهم أشدّ
بناؤها في مثلِ هذا معتمد
أحبُّ أيّكم هوَ المشتغلُ
بالعلمِ ليسَ يعتريهِ كسلُ
أفلح أيٌّ ذو زهادة
وطابَ أيٌّ لازمَ العبادة
وربّما تكونُ دالةٌ على
معنى الكمالِ فتقولُ مثلا
رأيتُ عبد الله أيَّ رجلِ
وجملاً رأيتُ أيَّ جملِ
أي كاملاً في صفةِ الرّجالِ
وكاملاً في صفةِ الجمالِ
فهي تكونُ بعدَ لفظِ المعرفة
حالاً ومن بعدِ منكّرٍ صفة
ووصلةً إلى ندا ما فيهِ أل
كأيّها الإنسانُ دع طولَ الأملِ
الثّانِ لو ذا حرفُ شرطٍ في المضي
لو جئتني شفيتني من مرضي
وإن أتى آتٍ إليهِ صرفا
كلو يفي خلّي بوعدهِ كفى
وهوَ حرفٌ يقتضي امتناعَ ما
يلي وكونُ ما يلي مستلزما
تاليهُ، فتارةً كلٌّ أتى
من ذينِ منفيّاً وأخرى مثبتا
نحوُ ولو شئنا وفي جوابها
قالَ تعالى: لرفعناهُ بها
فلو هنا لها على أمرينِ
دلالةٌ فواحدٌ من ذينِ
أنَّ مشيئةَ الإلهِ الأعظمِ
لرفعِ ذلكَ الشّقيَّ بلعمِ
قد انتفت فنفيُ رفعهِ لزم
إذ سببٌ لهُ سواها قد عدم
وبخلافِ ما هنا قلناهُ
لو لم يخف مولاهُ ما عصاهُ
إذ بانتقاءِ لم يخف مولاهُ
لا يلزمُ انتقاءُ ما عصاهُ
حتّى يكونَ خائفاً وعاصي
فإنَّ ذاعنِ المرامِ قاصي
إذ سببانِ لانتفا العصيانِ
الخوفُ والإجلالُ للرّحمنِ
فأوّلٌ طريقةُ العوامِ
والثّاني للخواصِ من أنامِ
ومنهم الممدوحُ إذ لو قدّرا
خلوّهُ عن خشيةٍ ما صدرا
معصيةٌ منهُ فما الظّنُّ بهِ
وقد تحلّى بكمالِ رعبهِ
ومن هنا بانَ لدى ذوي النّهي
فسادُ قولِ المعربينَ إنّها
حرفُ امتناعٍ لامتناعٍ والصّواب
أن لا يقالَ بامتناعٍ للجواب
ولا ثبوتهِ بمحضِ الرّبط
وإنّما الممنوعُ فعلُ الشّرطِ
وللجواب ربّما لا يعهدُ
سواءَ شرطٍ سببٌ أو يوجدُ
فحيثُ لم يكن سوى الشّرطِ سبب
فبانتفائهِ انتفاؤهُ وجب
كقولنا لو طلعت ذكاءُ
لوجدَ النّهارُ فانتفاءُ
طلوعها نفيَ النّهارِ موجبُ
إن خلفَ الشّرطَ سواهُ سببُ
فانتفاءُ الشّرطِ ليسَ عدم
جوابهِ ولا الثّبوتَ يلزم
كقولنا لو أصبحت ذكاءُ
طالعةً لوجدَ الضّياءُ
ومنهُ ما ذكرتُ معنى نصّه
لو لم يخف إلههُ لم يعصهِ
وثاني الأمرينِ اللّذينِ أشعرت
لو بهما في آية قد ذكرت
إذ المشيئةُ للرّفعٍ سببُ
مستلزمٌ ثبوتها للرّفع
إذ المشيئةُ للرّفعٍ سببُ
والرّفعُ عن مشيئةٍ مسبّبُ
ولكلا الأمرينِ بالضّرورة
قد شملَ العبارةُ المذكورة
وربّما استعملَ في المستقبلِ
مرادفاً لأن بغيرِ عملِ
جزمٍ كقولِ خالقِ البريّة
لو تركوا من خلفهم ذرّيّة
ونحوُ قولِ من بليلي مبتلي
لو تلتقي أصداؤنا بعدَ البلى
وجاءَ حرفاً مصدريّاً جعلا
مع صلةٍ بمصدرٍ مؤوّلا
مرادفاً لأن ولكن ما نصب
وقوعهُ من بعدِ ود قد غلب
كنحوِ لو تدهنُ بعدَ ودّوا
ونحوِ قولِ ربّنا يودُّ
أحدهم يليهِ لو يعمّرُ
وليسَ هذا القسمُ يرضى الأكثرُ
من سلفِ النّحاةِ إذ يقولُ
في الآيتينِ: حذفَ المفعولُ
لقولهِ ودّوا كذا يودُّ
دليلهُ الفعل الّذي من بعدُ
وهكذا جوابُ لو منحذفُ
ولا خفا في أنَّ ذا تكلّفُ
وللتمنّي مثلَ ليتَ قد جعل
من غيرِ أن يعملَ مثل ما عمل
وقولُ ربّنا فلو أنَّ لنا
كرّةً الشّاهدُ أي ليتَ لنا
وفنكونَ كونهُ منتصبا
لذلكَ المعنى دليلاً نصبا
لكنَّ ذلكَ الدّليلَ قد وهن
إذ أمكنَ النّصبُ على إضمارِ أن
وفي كلامِ الله جلَّ وعلا
نظيرُ هذا: قولهُ أو يرسل
نظيرهُ أيضاً بغيرِ مينِ
لبسُ عباءٍ وتقرَّ عيني
ونحوُ قولي أملي طالَ المدى
عملُ حجٍّ وأزورَ أحمدا
وربّما يجزمُ بالتّعيينِ
للعرضِ وهوَ طلبٌ بلينِ
لو تنزلينَ اليومَ يا حميرا
بصحنِ داري فتصيبَ خيرا
هذا الّذي قد قالَ في التّسهيلِ
وربّما يكونُ للتّقليلِ
نحوُ على ذي فاقةٍ تصدّق
يا ذا الغنى ولو بظلفٍ محرق
وكاتّقوا ولو بشقِّ تمره
نارُ لظى ولو بسكبِ عبره
وسادسُ الأنواعِ ما كانَ على
سبعةِ أوجهٍ وكلُّ فصّلا
وذاكَ قد معناهُ حسبُ ربّما
فلم يكن إذ ذاكَ حرفاً بل سمى
فعندَ أهلِ الكوفةِ ذا معربُ
إلى بنائهِ سواهم ذهبوا
ثمَّ على الأوّلِ فليجرّدِ
حتماً عن النّونِ مضافاً كقدي
أمّا على الثّاني فجازَ نونُ
وقايةٍ ليحفظَ السّكونُ
وقد حوى الوجهينِ بيتُ منشدِ
قدني من نصر الخبيبينِ قدي
وقد يجيءُ مثلَ كفى مستعملا
فهوَ اسمُ فعلٍ وبهِ اليا وصلا
وكانَ مفعولاً لهُ منتصبا
محلّهُ والنّونُ فيهِ وجبا
يقالُ قدني درهمٌ لضيفي
يعني كفاني لا بمعنى يكفي
وحرفَ تحقيقٍ أتى فيدخلُ
على مضيٍّ ولهُ يمثّلُ
بنحوِ قد أفلحَ من زكيّها
بالعلمِ والعملِ قد أنماها
أمّا المضارعُ فقيلَ دخلا
عليهِ وهوَ قولٌ قبلا
مثالُ هذا نحوُ قد يعلمُ ما
أنتم عليهِ قولُ خالقِ السّما
ولتوقّعٍ غدا مستعملا
على مضارعٍ وماضٍ دخلا
فنحوُ قد يأتي إلى النّادي عمر
دلَّ على أنَّ المجيءَ منتظر
قيلَ معَ المضيِّ ليسَ يقعُ
لذلكَ المعنى إذ التّوقّعُ
هوَ انتظارُ الكونِ فيما استقبلا
وما مضى وقوعهُ قد حصلا
وقالَ من توقّعاً قد قرّرا
دلَّ على أن كانَ ذا منتظرا
تقولُ قد جاءَ أميرنا زفر
لعصبةٍ منتظري هذا الخبر
ومتوقعينَ منهُ الفعلا
والحقُّ أن ليسَ يفيدُ أصلا
توقّعاً قد قالهُ في المغني
وحيثُ قيلَ قد أتاني جدني
فإنَّ قد في نحوِ ذا المثالِ
تقريبُ ماضٍ من زمانِ الحالِ
لأجلِ هذا لزمت قد مظهره
لفظاً وإلاّ نويت مقدّرة
معَ مضيٍّ واقعٍ حالاً كما
يقالُ سافرتُ وقد أصحى السّما
نحوُ وقد فصّلَ في الأنعامِ
أي الحرامَ من سوى الحرامِ
وقولهِ ردّت إلينا ذكرا
في يوسفَ وفيهِ قد قد قدّرا
وبمضيٍّ مثبتٍ تصرّفا
إذا أجيبَ قسمٌ وعرفا
قربٌ من الحالِ فباللامِ وقد
جيءَ كتا الله لقد ذابَ الخلد
ومنهُ ما حكى تباركا
فقالَ تالله لقد آثرك
أو بعدهُ يجاءُ باللّمِ فقط
وربّنا لتابَ والٍ ذو شطط
ومنهُ قولُ م لهُ غرامُ
حلفتُ بالله لها لناموا
هذا الّذي قالَ فتى عصفورِ
ما قالَ في الآيةِ والمذكورِ
من بيتِ كنديٍّ ففيهِ نظرُ
وعكسُ ما مالَ إليهِ يظهرُ
وقد كما صاحبُ كشافٍ زعم
توقّعاً يفيدُ معَ لامِ القسم
إن لسماعِ مقسمٍ بهِ انتظر
سامعهُ ويتوقّعُ الخبر
ذكرَ هذا مثلَ ما فصّلنا
في قولِ ربّنا لقد أرسلنا
وربّما يعنى بهِ تقليلُ
فعلٍ كما قد يسمح البخيلُ
قد يصدق الكذوبِ مفرطُ الفند
ومتعلّقٍ لفعلٍ نحوُ قد
يعلمُ ما أنتم عليهِ كلُّ ما
عليهِ هم أقلُّ ما قد علما
وبعضُ من ساعدهُ التّوفيقُ
يقولُ: معنى قد هنا التّحقيقُ
أمّا المثالانِ فمن نفسهما
دونَ قد استفيدَ تقليلهما
حيثُ صدورُ الجودِ ممّن بخلا
والصّدقُ من كذوبٍ إن لم يحملا
على طريقِ ندرةٍ مقلّلة
ناقضَ آخرُ الكلامِ أوّله
يقصدُ تكثيرٌ بقد، عليهِ
قد عوّل الإمامُ سيبويهِ
قد أتركُ القرنَ لدى الهجاءِ
مخضّبَ الثّيابَ بالدّماءِ
وقالَ في كشّافهِ الزّمخشري
في قد نرى: قد مفهمُ التّكثرِ
وسابعُ الأنواعِ ما ثمانية
أوجههُ، قطوفهنَّ دانية
وذاكَ واوٌ ولنا واوانِ
يرفعُ ما بعدهما، وذانِ
واو للاستينافِ وواوُ الحالِ
نأتيكَ للأوّلِ بالمثالِ
قالَ تعالى: ونقرُّ فرفع
ونصبهُ لكن على العطفِ سمع
مثالُ ثانٍ نحوُ جاءت رابعة
تزفُّ نحويَ وذكاءُ طالعة
ونحوُ قد دخلتُ حجرتي وقد
غربتِ الشّمسُ ونجمٌ قد وقد
بواوِ الابتداءِ أيضاً وسما
قدّرهُ بأذَ نحاةٌ قد ما
كذا لنا واوانِ ما بعدهما
منتصبٌ فعلاً يكونُ أو سمى
فأوّلٌ واو لمفعولٍ معه
كذهبت سلمى وزيداً مسرعه
وسرتُ والنّيلَ، مسيري ساحلُ
والثّانِ واوُ الجمعِ وهوَ الداخلُ
مضارعاً، تالي نفيٍ صرفِ
أو طلبٍ صرفٍ وواوَ الصّرفِ
يسمى: كلم أدع زوارَ صحبي
وأدعَ إذ ديارَ أهلِ حبّي
وفي كتابِ ربّنا: ويعلما
في آلِ عمرانَ، فحقّق وأعلما
يا من عنِ الدّينِ هواه شغله
لاتنهَ عن مستهجنٍ وتفعله
كذا لنا واوانِ كلٌّ يعملُ
عملَ خفضِ ما عليهِ يدخلُ
وذانِ واو قسمٍ واوُ ربَّ
وفاجرٍ والله قطُّ لم يتب
كذا لنا واوٌ لمّا قد لحقه
حكمٌ على حسبِ ما قد سبقه
وهوَ واو العطفِ وهوَ الأصلُ
وغالبُ استعمالهِ والجلُّ
لمطلق الجمعِ على الأصحِّ
كأنتَ أهلُ نجدةٍ ومنحِ
يحتملُ الترتيبَ والمعيّة
في نحوِ جاءت زينب وميّة
كذا لنا واوٌ يكونُ زائدا
ولا أراهُ في القرآنِ واردا
إنّي أراعيكَ كأهلِ حبّي
إذا وأنتَ لا تراعي قلبي
واوُ الثمانيةَ قيلَ يردُ
وفي كتابِ الله ليسَ يوجدُ
وما ببعضِ الآي عدَّ منهُ
فردّهُ من قد أجابَ عنه
وثامنُ الأنواعِ ما قد ذكرا
لهُ وجوهٌ تبلغُ اثني عشرا
وذاكَ ما وهوَ كثيراً يلفى
اسماً وربّما يكونُ حرفا
فالاسمُ جاءت سبعةٌ من أوجهِ
لهُ أعدّها إلى أن تنتهي
معرفةٌ ناقصةٌ وتامّة
ذي خاصّةً تأتي وتأتي عامّة
اذكرُ للتّامّةِ مثلا خالصة
وبعدها يأتي مثالُ النّاقصة
غسلتهُ غسلاً نعمّا وكذا
دقّقتهُ دقّاً نعمّا للغذا
معناهُ نعمَ الدّقُّ نعمَ الغسلُ
قل: فنعمّاهي، وهوَ قولُ
إلهنا معناهُ نعمَ الشّيءُ
إبداؤها إذ تمَّ ذي فالبدءُ
بذاتِ نقصٍ وهيَ الموصولة
كما أريدَ منية مقبولة
ما أنشأ الله بدارِ الخلدِ
في نيلهِ يرغبُ كلُّ عبدِ
وجاءَ ما للشّرطِ في أحيانِ
وهوَ زمانيٌّ ولا زماني
كما استقامَ العبدُ في العبادة
يفوزُ بالفلاحِ والسّعادة
ما يعملِ العبدُ لآجلِ ربّهِ
يعلمهُ مولاهُ فيجزيهِ بهِ
كذا للاستفهامِ لكنَ الألفِ
إن كانَ مجروراً بحرفٍ ينحذف
بنيَّ! ما شأنكَ؟ ما المرامُ؟
وفيمَ جئتَ؟ أيّها الغلامُ!
وما بما غفرَ لي محتملُ
وجهينِ أن يكونَ حرفاً يجعلُ
ما بعدهُ مؤوّلاً بالمصدرِ
أو اسمِ الاستفهامِ فليحرّرِ
وفي لماذا شتمت ذاتُ البذا
ألفهُ قد صارَ حشواً مع ذا
فلم يكن لذاكَ بالمعزولِ
فكانَ ما هذا كما الموصولِ
وفي ثلاثةٍ من المواضعِ
معَ خلافٍ في الجميعِ شائعِ
نكّرةً ذاتَ تمامٍ يردُ
في نعمَ ما صنعتهُ يا أحمدُ!
أي نعمَ شيئاً وصنعتهُ صفة
مخصوصهُ قائلهُ قد حذفه
وفنعمّا هيَ والضّميرُ
فيما هنا مخصوصهُ المذكورُ
وفي كلامِ العربِ إنّي ممّا
أن أفعلَ الأمرَ الّذي أهمّا
أي أنا مخلوقٌ من أمر فعلي
وللمبالغةِ ذا كمثلِ
ك مثلاً ما ولآمرٍ ما جدع
قصيرٌ أنفهُ ف ما وصفاً وقع
ما أخبرَ اللهُ بهِ عزَّ وجلَّ
من خلقهِ لبشرٍ من العجل
ونحوُ ما اجهلَ أهلَ تيهِ!
أي أيُّ شيءٍ، قولُ سيبويهِ
وفي منكّرٍ وصفتهُ بما
من بعدهِ كمرَّ خالدٌ بما
معجبٍ أي مرَّ بشيءٍ معجبِ
هذا المثالُ من كلامِ العربِ
ومنهُ نعمَ ما صنعتَ وكذا
ما أحسنه، وخبرٌ قد نبذا
وفي منكّرٍ بهِ منكّرا
وصفتهُ من قبلهِ قد ذكرا
أي مثلاً بلغَ ما قد عدما
أحقرَ منهُ ولأمرٍ عظما
فانظر إلى الكشّافِ كيفَ أعربا؟
ونحو خادماً أساءَ الأدبا
ضربتُ ضرباً ما على ما فعله
وقيلَ ما زيدَ فلا موقعَ له
وما الّذي يكونُ حرفاً ينتهي
للخمسِ ما كانَ لهُ من أوجهِ
فإن يكن للنّفي يدخل جملا
اسميّةً ومثلَ ليسَ عملا
في لغةِ الحجازِ وهيَ الفصحى
كما العذولُ مخلصاً لي نصحا
ما هنَّ أمّهاتهم إعمالُ
عن عاصمٍ قد رويَ الإهمالُ
وبعدَ ما هذا انتصابُ بشرا
حتمٌ، فما قاري برفعهِ قرا
ومصدريّاً قد أتى ظرفيّا
ما دمتَ حيّاً كن فتىً تقيّاً
وغيرَ ظرفيٍّ كقومٌ كفروا
بما نسوا يومض الحساب دمّروا
وربّما يكونُ كافَّ عاملِ
عن عملٍ كرفعهِ للفاعلِ
كقلّما المغرمُ ذو البلبالِ
فازَ من المحبوبِ بالوصالِ
فقولنا المغرمُ رفعهُ بما
فازَ مفسّرٌ لهُ تحتّماً
وليسَ مبتدأً وفازَ خبرا
فما من الأفعالِ كفَّ لا يرى
دخولها إلاّ على الفعليّة
هذا هو الطّريقةُ المرضيّة
وما من الأفعالِ كفَّ إلاّ
ثلاثةٌ، كثرَ، طالَ، قلاّ
ومثلَ نصبِ اسمٍ ورفعِ الخبرِ
هذا ببابِ إنَّ مخصوصٌ حريّ
وأنتَ في القرآنِ هذا واجدُ
في إنّما الله إلهٌ واحدُ
وعملِ الجرِّ ومنهُ عدّوا
أوّلَ حجرٍ ربّما يودُّ
لي ولدٌ يعملُ ما عيني أقرَّ
كما أخي يعملُ ما قلبي سرَّ
وما الّذي من بعدِ بعدَ يردُ
فعنهمُ فيهِ خلافٌ يوجدُ
نحوُ أأنتَ عاملُ الإجرامِ
من بعدِ ما رأسكَ كالثّغامِ؟
قيلَ: بكفٍّ عن إضافةٍ حري
وقيلَ: بل ذاكَ حرفٌ مصدري
وزيدَ ما وكلُّ حرفٍ زيدا
قد سمّيَ الصّلةَ والتّأكيدا
مثالهُ عمّا قليل، فبما
رحمةٍ، النّظم بها قد ختما
يعني برحمةٍ وعن قليلِ
والحمدُ لله على التّكميلِ
وأفضلُ السّلامِ والصّلاةِ
على النّبيِّ منبعِ الصّلاتِ
والآلِ أهلِ الهممِ العوالي
والصّحبِ أهلِ الفضلِ والكمالِ
معروف النودهي
بواسطة: karimat
التعديل بواسطة: karimat
الإضافة: السبت 2014/06/14 12:32:27 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com