يَقُوْلُ مَعْرُوفٌ هُوَ ابْنُ المُصطفى | |
|
| عَفا الهُ العَرشِ عَمَّا اقْتَرَفا |
|
الحمدُ لِلمُهَيْمِنِ المَجِيدِ | |
|
| الْمُنْزِلِ القُرْآَنَ بِالتَّجْوِيدِ |
|
وَأَفْضَلُ الصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ | |
|
| عَلى النَّبِيِّ سَيِّدِ الأَنامِ |
|
مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ | |
|
| هَادي الوَرَى لِلْمَنْهَجِ القَويمِ |
|
الهَاشِمِيِّ الخَاتَمِ المُنتَخَبِ | |
|
| مَن خَصَّهُ اللهُ بِخَيرِ الكُتُبِ |
|
عَلَيهِ قَد نَزَّلَهُ نُجوماً | |
|
| زادَ عَلى مَا قَد حَوَتْ عُلوماً |
|
وَآلِهِ وَصَحبِهِ القُرّاءِ | |
|
| وَتابِعِي سُنَّتِهِ الغَرّاءِ |
|
مَا جُوِّدَت تِلاوَةُ التَّنزيلِ | |
|
| بِالحَدْرِ وَالتَّدْويرِ وَالتَّرتيلِ |
|
وَبَعْدُ فَالقُرآنُ حَبلُ اللهِ | |
|
| يَعذُبُ فِي الأَسماع وَالأَفواهِ |
|
أَفلَحَ كُلَّ مَنْ بِهِ يَعتَصِمُ | |
|
| إِذ هُوَ عَن مَهواةِ غَيٍّ يَعصِمُ |
|
مَن يَتَحَرَّ وَاقْتَفَى هُداهُ | |
|
| يَكْسُ الحِلى وَالتّاجَ والِداهُ |
|
مَنْ يَلتَمِس مِنْ غَيْرِه الهِدَايَة | |
|
| قَد تاهَ فِي مَهَامِهِ الغِوَايَة |
|
أَعرَبَ عَن شَرَائِعِ الإِسْلاَمِ | |
|
| وَمَيَّزَ الحَلالَ عَن حَرامِ |
|
مُنَغّصُ الدُّنيا عَلى العِبادِ | |
|
| مُشَوِّقْ لَهُم إلي المَعادِ |
|
مُفَرِّجٌ شَدائِدَ الأَزَماتِ | |
|
| تَنوبُ فِي الحَياةِ وَالمَمَاتِ |
|
شَافٍ لِمَن يَتلوهُ يَرجو الآَخِرَة | |
|
| مِنْ عِلَلٍ باطِنَةٍ وَظَاهِرَة |
|
يَعثُر فيهِ كُلَّ عَصرٍ طائِفَة | |
|
| عَلى الذي فاتَ الجُموعَ السّالِفَة |
|
وَلَيسَ مَن يَقرَؤُهُ يَمَلُّه | |
|
| وَ لا يَمُجُّهُ الَّذي يُصغي لَه |
|
فَهُو عَلى تِردادِهِ غَضٌ طَري | |
|
| كَأَنَّهُ القُطوفُ فَوقَ مُثمِرِ |
|
يَزْدَادُ مَا كُرِرِّتِ التِّلاوَة | |
|
| حَلاوَةً طَراوَةً طَلاوَة |
|
بِنورِهِ أَصداءُ قَلبٍ تَنجَلي | |
|
| يَجْعَلُهُ أَصفى مِنَ السَّجَنجَلِ |
|
طوبى لِقارٍ كُلَّما تَلا بَكى | |
|
| وَزَندُ وَجْدٍ فِي فُؤَادِهِ ذَكا |
|
وَفيهِ مِن بَلاغَةٍ أَسرارُ | |
|
| لا غايَةٌُ لَها وَلا انحِصَارُ |
|
وَفيهِ أَنباءُ أُمورِ غَيبِ | |
|
| جَاءَتْ كَما أَخبَر دونَ رَيبٍ |
|
لا يَشبَعُونَ العُلَمَاءُ مِنهُ | |
|
| وَلا غِنى لِلعامِلينَ عَنهُ |
|
قَد عَجِزَتْ فِصاحُ جِنٍّ وَبَشَر | |
|
| عَن أَنْ يُحاكوا مِنهُ أَقصَرَ السُّورَ |
|
تَعَلُّمٌ لِآيَة إنْ تُعْدَلِ | |
|
| مِأَةُ رَكْعَةٍ بِهِ يُفَضَّلِ |
|
وَهُو لِمَنْ بِهِ يَقومُ حُجَّة | |
|
| مَثَلَهُ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّة |
|
وَحِفْظُهُ مُنجٍ لِكُلِّ حَامِلٍ | |
|
| وَلَو بِهِ يَكُونُ غيرَ عَامِلِ |
|
أَوْلاهُ مَولاهُ عَظِيمَ الأَجْرِ | |
|
| وَلَيسَ يَبْلى جِسْمُهُ فِي القَبرِ |
|
وَكَانَ فِي الجَنَّةِ فِي أَعلى الدَّرَج | |
|
| أَخْرَجَهُ جَماعَةٌ مِمَّن دَرَج |
|
وَلِلتَّلاوَةِ أَتَت فَضائِل | |
|
| أَخرَجَها الأَئِمَّةُ الأَفَاضِلُ |
|
وَإنَّما يَنالُهُنَّ مَن تَلا | |
|
| بِأَمرِهِ وَنَهيِهِ إنْ عَمِلا |
|
لا يَبتَغي بِهِ الحُطامَ الفاني | |
|
| وَكَانَ لِلتَّجويدِ ذَا إِتْقانِ |
|
يَحْذَرُ مَا اسْطاعَ خَفِيَّ لَحنِ | |
|
| فَرُبَّ تالٍ مُستَحِقُّ لَعنِ |
|
فَكَانَ وَاجِباً عَلى مُريدي | |
|
| قِرَاءةٍ تَعَلُّمُ التَّجويدِ |
|
هَذَا وَجَمْعٌ مِن بَنِيِ أَعْمَامِي | |
|
| اقتَرَحوا عَلَيَّ مُذْ أَعوامٍ |
|
تَألِيفَ مَنظومٍ وَجيزِ اللَّفظِ | |
|
| فِي ذَلِكَ العِلمِ لأَجلِ الحِفظِ |
|
وَلَم أَكُنُ يَسَعُني الحِرمانُ | |
|
| فَإنَّهُمْ أَعِزَّةٌُ خِلاَّنُ |
|
فَخُُضْتُ فِيهِ حَسَبَ التِماسِهِم | |
|
| أَرْجُو دُعَاءَ الخَيرِ مِنْ أَنْفَاسِهم |
|
سَمَّيتُهُ بِالجَوهَرِ النَّضيدِ | |
|
| مُلَخِّصاً قَواعِدَ التَّجويدِ |
|
وَاللهَ أَرْجُو جَعلَهُ لِوَجهِهِ | |
|
| وَمُجْدِياً لِلمُبتَدي وَالمُنْتَهي |
|
قَد جاءَ لِلمَدِّ وَلينٍ أَحرُفُ | |
|
| ثَلاثَةٌ واوٌ وَياءٌ أَلِفُ |
|
إِنْ سَكَنَ الواوُ وَيا وَلَهُما | |
|
| قَد جانَسَت شَكلَةُ مَا قَبْلَهُما |
|
مَخرَجْهُنَّ الجَوفُ وَالهَواءُ | |
|
| واختَلَفَتْ فِي الأَلِفِ القُرّاءُ |
|
حُروفُ حَلقٍ هَمزَةٌ وَهاءُ | |
|
| وَالعينُ وَالحاءُ وَغَينٌ خاءُ |
|
أَقْصاهُ أَي آَخِرُهُ مِمّا يَلي | |
|
| صَدراً لِهَمزٍ ثُمَّ هاءٍ وَاجْعَلِ |
|
وَسَطَهُ لِلعَينِ ثُمَّ الحاءِ | |
|
| وَصدرَهُ لِلغَينِ ثُمَّ الخاءِ |
|
مِن اللَّهاة القافُ وَهوَ غَلصَمي | |
|
| وَالكافُ مِنها وَلِعُكدَةٍ نُمي |
|
كِلاهُما مِن آخِرِ اللِّسانِ مَعْ | |
|
| ما فَوقَهُ مِن حَنَكٍ أَعلى طَلَعْ |
|
وَالجيم وَالشِّيْنُ وَياءٌ انْحَصَر | |
|
| ثَلاثُها فِي مَخْرَجٍ هُوَ الشَّجَرْ |
|
فَهُنَّ مِن وَسْطِ اللِّسانِ حَاصِلَه | |
|
| مَع وَسْطِ أَعلى حَنَكٍ قَد قابَلَه |
|
لِضّادِ مِن حَافَّتِهِ تَحصيِلُ | |
|
| لِمَا يَلي الأَضراسَ تَستَطيلُ |
|
مِن أَيمَنَ وَهُوَ قَليلٌ يَعسُرُ | |
|
| أَو أَيسَرٍ وَهُوَ الكثيرُ الأَيسَرُ |
|
وَلا نَرى فِي أَحرُفِ المَبَاني | |
|
| أَصعَبَها نُطقاً عَلى اللِّسانِ |
|
وَاللاّمُ مِن حَافَّتِهِ مِن صَدرِها | |
|
| مَع حَنَكٍ أَعلى إلى آَخِرِها |
|
فَليَسَ فِي جَمِيعِ أَحرُفِ الهجا | |
|
| أَوسَعَ مِنهُ مَقْطَعاً وَمَخْرَجاً |
|
وَتَحْتَهُ النُّونُ قَليلاً وَحُصِر | |
|
| في طَرَفِ اللِّسانِ مَعَ مَا قَد ذُكِرْ |
|
وَمَخرَجُ الرَاقُربَ نونٍ يُجعَلُ | |
|
| وَهُوَ إلى ظَهرِ اللِّسَانِ أَدخَلُ |
|
وَهَذِهِ الثَّلاثَةُ الذَّلْقِيَّة | |
|
| وَالدَّالُ وَالتّاءُ وَطا نَطْيِعَّة |
|
جَمِيعُها يَكونُ ذَا حُصولِ | |
|
| مِن طَرَفِ اللِّسانِ مّعْ أُصولِ |
|
عُليا الثَّنايا مُصعِداً إلى حَنَك | |
|
| أَعلى فَفي النَّطعِ جَميعُها اشْتَرَكْ |
|
وَالزَاي وَالسِّيْنُ وَصادٌ حَاصِلَة | |
|
| مِنهُ ومِنْ فَوقِ الثَّنَايا السَافِلَة |
|
ثَلاثُها أسليَّةٌ وَقالوا | |
|
| مِن لُثَّةِ ثَاءٌ وَظاءٌ ذالُ |
|
وَكُلُّها مِنْ طَرَفِ اللِّسانِ مَعْ | |
|
| فَوق ثَنَايَا مُشرِفَاتٍ قَد طَلَعْ |
|
وَالفاءُ مِن فَوقِ ثَناياكَ العُلا | |
|
| مَعْ بَطنِ سُفلى الشَّفَتَينِ حَصَلا |
|
وَالواوُ غَيرُ مَا مَضى قَد نُسِبا | |
|
| لِلشَّفَتَينِ وَكَذَا الميمُ وَبا |
|
مَعَ انْفِتَاحٍ لَهُما فِي الأوَّلِ | |
|
| وَبِانْطِباقٍ لَهُمَا فيما يَلي |
|
وَغُنَّةٌ تَشبَهُ صَوتَ الرِّيِمِ | |
|
| يَثْكُلُ فَرعَهُ مِنَ الخَيشومِ |
|
وإذ مَخارجُ الحُروفِ حُرِّرَتْ | |
|
| نَخُذ صِفَاتِها الِّتي قَد شُهِرتْ |
|
فِي كِسفِ شَخصِهِ حَثَتْ مَحصورُ | |
|
| مَهموسُها وَغَيُرُها مَهجورْ |
|
وَقَوْلُكَ اكتُبْ قَطَّ جَدِّ أَحْرُفُ | |
|
| بِشِدَّةٍ أَي قُوَّةٍ تَتَّصِفُ |
|
وَلَيْس لَمْ نَرْعَ شَديدَةً كَما | |
|
| بِرَخوةٍ لَمْ تُدعَ بَل بَينَهُما |
|
وَغَيْرُ هَذِهِ الثَّلاثَةَ عَشَرْ | |
|
| مِنَ الحُروفِ بِالرَّخَاوَةِ اشْتَهَرْ |
|
قِظْ خُصَّ ضَغطٍ أَحرُفٌ عَوالي | |
|
| وَغَيْرَُها حُروفُ الاِسْتِفالِ |
|
طَاظا وَصادٌ ضادُ لِلاطْباقِ | |
|
| وَبِانفِتاحٍ تَوصَفُ البَواقِي |
|
إعلَمْ بِأَنَّ أَحرُفَ اسْتِعلاءِ | |
|
| أقَوْى جَميعِ أَحرُفَ الهِجَاءِ |
|
وَأَنَّ أَقواها الحُروفُ المطِبقَةَ | |
|
| وَفَرَّ مِن لُبَّ تَسَمَى مُذلِقة |
|
وَغَيْرُها يُوصَفُ بِالاِصْماتِ | |
|
| فَهذِهِ عَشْرٌ مِنَ الصِّفَاتِ |
|
وَالواوُ وَالياءُ لَدى التَّسكينِ | |
|
| إنْ وَلِيا فَتحاً فَحرفا لينِ |
|
وَالرَاءُ لِلتَّكريرِ وَانْحِرافِ | |
|
| وَاللاّمِ بِالأَخيرِ ذو اتِّصافِ |
|
صِفْ بِالتَّفَشِّي الشِّينَ بَعضٌ وَصَفا | |
|
| ضاداً بِه وَبَعْضُهُم ثاءً وَفا |
|
وَأَحرُفث الصَّفيرِ زايٌ صادُ | |
|
| وَالسِّينُ ثُمَّ المُستَطيلُ الضّادُ |
|
قَلِقَلَةٌ حُرُوفُها قُطبُ جَدِ | |
|
| فَراعِ هِذهِ الصِّفَاتِ تَهتَدي |
|
حَاِفظْ عَلى تَرْقِيقِ ذي اسْتِفالِ | |
|
| وَأَلفٍ لِذي اسْتِفالٍ تَالِ |
|
وَهَمْزةٍ جَاوَرَتش المفخمون | |
|
| أَوضِدَّهُ أَوِ الَّذي بَينَهُما |
|
سَهِّل رِفاقاً لِلإِمامِ عاصِمِ | |
|
| ثانِيَةً مِنْ هَمزَتَيْ أَأَعجَمِيّ |
|
وَرَاعِ لَفظَ الباءِ عِندَ ذِكرِهِ | |
|
| وَاحْرِصْ عَلى شِدَّتِهِ وَجَهرِهِ |
|
وَباءَ بَرقٍ بَاطِلٍ وَبِهِم | |
|
| وَ بِهِما رَقِّق وَلاَ تُفَخِّم |
|
وَالجيمُ لاَ يَفُتْكَ أَنْ تُظهِرَهُ | |
|
| مُراعِياً شِدَّتَهُ وَجَهرَهُ |
|
وَبَيِّنَ الحاءَ البَيانَ الصّافي | |
|
| مَعْ أَحْرُفٍ صَادٍ وَطاءٍ قَافِ |
|
إنْ كَانَ لِلعَينِ وَحا وَها ثِقَل | |
|
| فَراعِ تَشدِيداتِها بِلا خَلَلْ |
|
وَالرَاءُ إنْ وَجَدتَهُ مُثَقَّلاً | |
|
| فجفين تَكريرَهُ لِيَجْمُلاَ |
|
وَفَخِّمَنْ مُستَعلِياً وَالمُطْبِقُ | |
|
| تَفخيمُهُ أَقوى كَمَا قَد أَطْبَقوا |
|
وَبَيِّنَنْ إِطباقَ طاءٍ قَبلَ تا | |
|
| وَالخُلفُ فِي نَخْلُقْكُمُ عَنْهُمْ أتى |
|
وَمَيِّزِ الصّادَ مِنَ السِّينِ وَظا | |
|
| مِن ذاَلِها حَسِّن بِها تَلَفُّظاً |
|
وَرَاعِ سيناً قَبلَ جَزْرَةٍ قَشَطّ | |
|
| وَراعِ صاداً قَبلَ حِِدَّةٍ غَلَط |
|
لَدى السُّكونِ زِد بَيانَ حَرفِ | |
|
| قَلقَلَةٍ لاسِيَّما فِي الوَقفِ |
|
وَلْيَتَلَطَّفْ رُقِّقَتْ لاماهُ | |
|
| وَلامُ لِلّهِ وَما تَلاهُ |
|
نُونٌ أَوِ الجَلاَلَةُ المُفَخَّمَة | |
|
| كَذَا وَلا فاتِحَةٍ فِي الخَاتِمَة |
|
وَأَيْنَما وَجَدْتَ لَفظَ المِيمِ | |
|
| فَاقرَأْهُ بِالتَّرقِيقِ لاَ التَّفخيمِ |
|
وَكُنْ مُحَافِظاً عَلى السُّكونِ | |
|
| لِلامِ أَنزَلْنَا كَذَا لِلنُّونِ |
|
وَالغَيْنِ مِنْ أَنْعَمْتَ وَالمَغْضوبِ | |
|
| وَاقْرَأْ بِصَوتٍ مُطرِبِ القُلوبِ |
|
وَغُنَّةُ الميمِ وَنونٍ أَبَداً | |
|
| عَلَيكَ أَنْ تُظهِرهَا إِنْ شُدِّدا |
|
وَاخْتيرِ غُنَّةٌ مَعَ الإِخفاءِ | |
|
| فِي المِيمِ ذِي السُّكونِ قَبْلَ الباءِ |
|
وَأَبدِها مُجتَنِبَ الإِخفاءِ | |
|
| قَبْلَ بَوقي أَحرُفِ الهِجَاءِ |
|
لاَ سِيَّما فِي حالةِ الإِلغاءِ | |
|
| مُلاَقِياً لِلواوِ أَو لِلفاءِ |
|
حافِظْ عَلى شِدَّةِ تا وَكافِ | |
|
| وَاقْنَعْ بِما ذَكَرْتُ فَهُوَ كافِ |
|
وَكُنْ إذا تَلَوْتَ مِنْ رُعَاةِ | |
|
| لِكُلِّ مَا مَرَّ مِنَ الصِّفاتِ |
|
وَاقْصِدْ سَبيلَ القَصْدِ وَالتَّوسيطِ | |
|
| مُجْتَنِبَ الأِفراطِ وَالتَّفريطِ |
|
وَجُلُّ ما قَد سيقَ مِن هَذا النَّمَطْ | |
|
| فَذاكَ مِنَ عِقدِ الفَريدِ مُلتَقَطْ |
|
يَظهَرُ قَبْلَ حَرفِ حَلقٍ نُونُ | |
|
| سَاكِنَةٌ كَذَلِكَ التنَّوينُ |
|
لا تَعْبَأَنْ بِمَنْ مِنَ القُرّاءِ | |
|
| يُخْفَي لَدى الغَيْنِ وَعِندَ الخاءِ |
|
ميما قُبَيْلَ الباءِ يُقْلَبانِ | |
|
| تُخْفى بِغُنَّةٍ وَتُدْغَمانِ |
|
فِي الرّاءِ وَاللاّمِ لَدى التَّلاقي | |
|
| بِغَيْرِ غُنَّةٍ سِوى مَن راقِ |
|
وَادُّغِما بِغُنَّةٍ إِنْ لَقِيا | |
|
| مِيماً أَوِ النُّونَ أَوِ الواوَ وَيا |
|
لَكِِن إذا الواوُ وَياءٌ وَلِيا | |
|
| فِي كِلْمَةٍ سَاكِنَ نونٍ أَبْدِيا |
|
وَمِنهُ فِي قُرآنِنا بُنْيَانُ | |
|
| دُنْيا وَصِنْوان كَذا قِنوانُ |
|
لِخَوْفِ الاِلْتِباسِ بِالمُضَعَّفِ | |
|
| وَأَخفِيا عِنْدَ بَواقي الأَحْرُفِ |
|
مَتى تَجِدْ مِثلَينِ أَوْ جِنسَيْنِ | |
|
| إِجْتَمَا أَو مُتَقارِبَيْنِ |
|
وَاتَّسَمَ الأَوَّلُ بالإِسْكانِ | |
|
| فَواجِبٌ إِدْغَامُهُ فِي الثّاني |
|
لَكِنَّ حَفصاً مَانِعٌ لِلاّمِ | |
|
| فِي قَولِهِ بَل رانَ عَن إِدْغَامِ |
|
وَالتَزَموا إِظهارَهُ فِي كَلمَة | |
|
| فِي يَومِ قالوا وَهُمُ فَالتَقَمَه |
|
سَبِّحْهُ لا تُزِغْ قُلوبَنا وَقُل | |
|
| نَعَم وَمَا أَشبَهَها مِنَ المُثُل |
|
يُدْغَمُ تَاءٌ سَاكِنٌ فِي الدّالِ | |
|
| وَالتّاءِ وَالطّاءِ بِلا جِدالِ |
|
يُبْديهِ حَفصٌ قَبْلَ جِيمٍ ثَاءٍ | |
|
| وَالزّايِ وَالصّادِ وَسينٍ ظاءِ |
|
إِعلَمْ بِأَنَّ دالَ قَدْ يُدَّغَمُ | |
|
| فِي التّاءِ وَالدّالِ بِإِجماعِهِمُ |
|
وَإِنْ تَلاهُ سِتَّةٌ: بَل نَفْخَرُ | |
|
| فَدالَهُ بِالاِتِّفاق يُظْهَرُ |
|
قُدْوَتُنا الإِمَامُ حَفْصٌ يَصْطَفي | |
|
| إِظهارَهُ قُبَيْلَ هذي الأَحْرُفِ |
|
الجِّيمِ وَالذَّالِ وَزايٍ صَادٍ | |
|
| وَالسِّينِ وَالشِّينِ وَظَاءٍ ضَادِ |
|
الرّاءُ عِنْدَ ذَلِكَ الإِمَامِ | |
|
| فِي النُّونِ لَمْ يُدْغَمْ وَلا فِي اللاّمِ |
|
إِظهارُ لامِ هَل وَبَل قَدِ اْصْطُفي | |
|
| فِي قولِ حَفصٍ قَبلَ هَذِي الأَحْرُفِ |
|
التّاءِ وَالثّاءِ وَزايٍ سينِ | |
|
| وَالضّادِ وَالطاءِ وَظاءٍ نونِ |
|
وَذالُ إِذ فِي الذّالِ والظّا يُدْغَمُ | |
|
| بِالاِتِّفاقِ نَحو إِذ ظَلَمْتُمُ |
|
وَعِنْدَ حَفصٍ مُظْهَرٌ إِنْ يَرِدِ | |
|
| قَبلَ حُروف جَزَّةٍ دَسَّ صَدِ |
|
وَعِنْدَهُ إِظهارَ ثَا وَالدّالِ | |
|
| وَالضّادِ وَاللاّمِ وَظَا وَالذّالِ |
|
في قولِهِ عُذتُ وَيَفعَلْ ذلِكا | |
|
| أَقْصُد ثَوابَ اللهِ مِنْ أَعْمالِكُما |
|
أَفَضْتُمُ اتَّخَذْتُمُ لَبِثْتُم | |
|
| وَعَظْتَ مَعْ نَبذَتُها أَورِثْتُم |
|
وَعِنْدَهُ الإِدْغاَمُ قَدْ تَعَيَّنا | |
|
| في نَحوِ يَلهَثْ ذَلِكَ ارْكَبْ مَعَنا |
|
وَلامُ تَعريفٍ بِالاِتِّفاقِ | |
|
| مُدْغَمَةٌ فِي أَحرُفِ الأِطباقِ |
|
وَالتّا وَ ثا دالٍ وَذالٍ سينِ | |
|
| نونٍ وَرا زايٍ وَلامٍ شينِ |
|
وَقَبْلَ باقي أَحرُفِ الهِجاءِ | |
|
| عِنْدَهُمُ واجِبَةُ الابتداء |
|
نَقَلْتُ جُلَّ هَذِهِ الأُمورِ | |
|
| لِأَجْلٍِ تَيْسيِرٍ مِنَ التَّيْسيرِ |
|
إِدْغامُنا الكَبيرُ فِي مِثلَينِ | |
|
| تَحَرَّكا وَالمُتَقارِبَيْنِ |
|
تَأمَنُنا مَكَّنَني حَفصٌ تَلا | |
|
| مُدَّغَمَينِ وَيُشِمُّ الأَوَّلا |
|
وَواجِبٌ فِي الرّاءِ أَنْ تُرقَّقا | |
|
| إِذا تَحَرَّكَتْ بِكَسرٍ مُطلَقا |
|
سَواءٌن العُروضُ وَ الأَصالَة | |
|
| لِلرَّوْمِ أَوْ لِلعَكْسِ أَوْ إِمَالَة |
|
وَلَيسَ مِن إمالَةٍ يَجريها | |
|
| فِي مَوضِعٍ حَفْصٌ سِوى مَجريها |
|
أَحُرِّكَ الَّذي تَليهِ أَم لا | |
|
| وَلَو أَتَتْ قُبَيْلَ حرفِ إسْتِعلا |
|
أَو سَكَنَتْ مِن بَعدِ كَسرٍ أَصلي | |
|
| مُتَّصِلٍ لَمْ يَلِها مُسْتَعْلِ |
|
وَشَرطُ هذي الكَسْرَةِ اللُّزومُ | |
|
| مِن ثَمَّ ارْجِع وَجَبَ التَّفخيمُ |
|
وَبَعدَ كَسْرٍ بِسُكونٍ فُصلا | |
|
| وَسَاكنِ الياءِ وَحَرْفٍ مُيِّلا |
|
وَيَلزَمُ النُّطْقُ بِها مُفَخَّمَة | |
|
| فِيما سِوى حالاتِها المُقَدَّمَة |
|
في كُلِّ فِرْقٍ قَدْ أَتى لِكَسْرِ | |
|
| قَافٍ خِلافٌ وَكَذَا في القِطْرِ |
|
قَدْ فُخِّمَتْ جَلالَةٌ إِنْ سُبِقَتْ | |
|
| بِضَمٍّ أَوْ فَتْحٍ وَ إلا رُقِّقَتْ |
|
يوصَلُ هاءُ مُضمَرٍ إنْ يَكُنِ | |
|
| مِن بَعدِ ذي التَّحريكِ لا المُسَكَّنِ |
|
وَابْنُ كَثيرٍ مُطلَقاً وَصَلَهُ | |
|
| مُحَرَّكاً أَوْ سَاكِناً مَا قَبلَهُ |
|
وَصَلَ حَفصٌ كَامِلَ الإتْقانِ | |
|
| فِيهِ مُهاناً آَخِرَ الفُرقانِ |
|
أَرْجِهْ وَأَلقِهْ بِسُكونٍ قَد قَرا | |
|
| وَفي عَلَيْهُ اللهَ ضَمَّ المُضمَرا |
|
أَشِرْ بِضَمِّ الشَّفَتَينِ إِذْ مَا | |
|
| أَشْمَمْتَ مَرْفوعاً وَما قَدْ ضُمَّا |
|
مِنْ بَعدِ إِسْكَانٍ لِفُرجَةٍ تَضَع | |
|
| بَيْنَهُما لِنَفَسٍ مِنْها طَلَع |
|
وَطَلَبُ التَّحْريكِ بِالصَّوتِ الخَفِيِّ | |
|
| يَسمَعُهُ القَريبُ رَوْمٌ وَهُوَ في |
|
ذِي الضَّمِ والرفع وَذِي كَسرٍ وَجَر | |
|
| وَما لَهُ فِي الفَتْحِ وَالنَّصْبِ ِأَثَر |
|
وَثُلُثَيْ تَحِرِكَةٍ فِي الرَّوْمِ | |
|
| وَثُلُثاً فِي الاِختِلاسِ تَرمي |
|
وَالاِختِلاسُ الحَركَاتِ عَمّا | |
|
| أَي فَتْحَةً وَكَسرَةً وَضَمَا |
|
وَلَمْ يَرِدْ في غَيرِ يَتَّقْهِ لَدى | |
|
| حَفصٍ وَيَسْتَصْعِبَهُ أَهْلُ الأَ دا |
|
لا يَدْخُلُ الرَّوْمُ وَلا الإشمَامٌ | |
|
| فِي الميمِ مِنْ عَلَيْكْمُ الصِّيامُ |
|
وَهاءِ تَأنيثٍ كَما فِي خَافِضَة | |
|
| وَشَكْلَةٍ لِلحَرفِ كَانتْ عَارِضَة |
|
وَهاءِ مُضمَرٍ يَكونُ تالِيا | |
|
| لِلضَّمِ وَالكَسرِ وَلِلواوِ وَيا |
|
المدُ قِسْمانِ هُما الطَّبْعيٌّ | |
|
| بِهُ يَقومُ الحَرْفُ وَالفَرعِيُّ |
|
وَ الأوَّلُ الأَصليُّ مَا تَوَقَّفا | |
|
| عَلى وُجُودِ سَبَبٍ نَحو عَفا |
|
وَالثّانِي مَا سَبَبُهُ يَكونُ | |
|
| ألهَمزَ أَوْ سَبَبُهُ السُّكونُ |
|
فَمَا مَعَ الهَمزَةِ إمّا لاحِقُ | |
|
| لَها كَايِمانٍ وَ إمّا سابِقُ |
|
وَانْقَسَمَ السَابِقُ لِلمُتَّصِلِ | |
|
| كَجاءَ سوءَ جيئ وَالمُنْفَصِلِ |
|
أَمَا الَّذي سَبَبَهُ السُّكونُ | |
|
| فَلازِماً وَجائِزاً يَكونُ |
|
وَانحَصَرَ اللاّزِمُ إِنْ يَنْقَسِمِ | |
|
| فِي اللاّزِمِ الحرفِيِّ تَمَ الكلِمي |
|
وَالجائِزْ الَّذي سُكونُهُ حَصَل | |
|
| لِلوَقفِ لا لِلمُدَّغَمِ وَ مَاانْفَصَلْ |
|
المَدُ يُدعى لازِماً إِذا تَلا | |
|
| حُروفَ مَدِّ ذو سُكونٍ مُسَجَذ |
|
وَمَثَلوهُ بِفَواتِحِ السُّوَرْ | |
|
| وَدابَّةٍ وَهُوَ طَويلٌ بِقَدَرْ |
|
الأَلِفَينِ بِالاَدا قَدِ انْضَبَطْ | |
|
| لِعَيْنَيِ الشُّورى وَمَرْيَمَ الوَسَطْ |
|
وَواجِباً إن تَقعِ الهَمزَة فِي | |
|
| كَلِمَةٍ مِنْ بَعْدِ تِلكَ الأَحرُفِ |
|
وَجَائِزاً إنْ كَانَ هَمزٌ تِلوهَا | |
|
| فِي كِلْمَتَيَنِ نَحوُ قُلُ يَا أَيُّها |
|
أَوْ تِلوَها السّاكِنُ حالَ الوَقْفِ | |
|
| وَحُكْمُ بَيْتٍ هَكَذا وَخَوْفِ |
|
وَإِذْ تَقَضّى مَبْحَثُ الحُروفِ | |
|
| فَابْدَأْ بِالاِبْتِداءِ وَالوُقُوفِ |
|
إذْ هُوَ مِنْ تَتِمَّةِ القُرآنِ | |
|
| كَما حَكَاهُ صَاحِبُ الاِتقانِ |
|
وَإِن أَرَدْتَ أَضْرُبَ الأَوْقَافِ | |
|
|
فَالتَامُّ فِيما لَمْ يَكُنْ لَفظاً وَلا | |
|
| مَعْنى لَهُ تَعَلُّقٌ بِما تَلا |
|
إِنْ كانَ مَعنىً وًحدَهُ فَالكافي | |
|
| يُؤمى لَهُ الحَديثُ غَيرَ خَافِ |
|
وَفي كِلا القِسمَينِ يَحسُنُ ابْتِدا | |
|
| بِما يَليهِما لَدى أَهْلِ الأَدا |
|
وَحَيْثُما لَفْظاً وَمَعنىً يَكُنِ | |
|
| تَعَلُّقٌ فَسَمِّهِ بِالحسَنِ |
|
والاِبتِدا بِما تَلا ماجازَ لَه | |
|
| في غَيْرِ رِأْسِ آيَةٍ وَفَاصِلَة |
|
فَإِنَّهُ يَسُنُّ فِيهِ الاِبتِدا | |
|
| بِما يَليها لِحَديثٍ وَرَدا |
|
وَحَيْثُ فِي القُرآنِ تَأْتِيكَ كَلِمْ | |
|
| أَعْنى الَّتي لَيْسَ مَعَانيها تَتِمْ |
|
كالشّرطِ وَالرّافِعِ وَالمَعطوفِ | |
|
| عَلَيْهِ وَالمُضافِ وَالمَوصوفِ |
|
فَإِنَّهُ مُسْتَهْجَنٌ لِلقاري | |
|
| وَقْفٌ عَلَيْها في سِوى اضْطِرارِ |
|
فيفتدي بِالكَلِمِ المَذكُورَة | |
|
| إِذا لِوقْفٍ أَلْجَأَتْ ضَرورَة |
|
فَهَاكَ نَظماً جَامِعاً صَحيحاً | |
|
| سَهلاً بَديعا ًبَارِعاً فَصيحاً |
|
حَوى مِنَ الأُصولِ وَالمَسائِلِ | |
|
| مَا لا ترى في سائِرِ الرَّسائِلِ |
|
تَأْلِيفُهُ فِي رَمَضانَ قَدْ كَمُل | |
|
| أَرَّخْتُهُ فَقُلتُ نَظْمي قَد سَهُل |
|
حامِدَ مَنْ بِهِ عَلَيَّ أَنْعَما | |
|
| هَدِيَّةً مِنِّي لِمَنْ تَعَلَّما |
|
وَداعِياً بِالصَّلَواتِ أَبَداً | |
|
| وَالبَرَكاتِ الفائِضاتِ سَرْمَداً |
|
عَلى حَبيبِ اللهِ قُطْبِ العالَمِ | |
|
| مُتَمِّمِ الأَخلاقِ وَالمَكارِمِ |
|
وَآلِهِ الغُرِّ ذَوي المَعالي | |
|
| وَصَحْبِهِ الرّاقينَ لِلْكَمالِ |
|