وَهَذِهِ واقِعَةٌ مُستَغرَبَه | |
|
| في هَوَسِ الأَفعى وَخُبثِ العَقرَبَه |
|
رَأَيتُ أَفعى من بَناتِ النيلِ | |
|
| مُعجَبَةً بِقَدِّها الجَميلِ |
|
تَحتَقِرُ النُصحَ وَتَجفو الناصِحا | |
|
| وَتَدَّعي العَقلَ الكَبيرَ الراجِحا |
|
عَنَت لَها رَبيبَةُ السَباخِ | |
|
| تَحمِلُ وَزنَيها مِنَ الأَوساخِ |
|
فَحَسِبَتها وَالحِسابُ يُجدي | |
|
| ساحِرَةً مِن ساحِراتِ الهِندِ |
|
فَاِنخَرَطَت مِثلَ الحُسامِ الوالِجِ | |
|
| وَاِندَفَعَت تِلكَ كَسَهمٍ زالِجِ |
|
حَتّى إِذا ما أَبلَغَتها جُحرَها | |
|
| دارَت عَلَيهِ كَالسِوارِ دَورَها |
|
تَقولُ يا أُمَّ العَمى وَالطَيشِ | |
|
| أَينَ الفِرارُ يا عَدُوَّ العَيشِ |
|
إِن تِلجي فَالمَوتُ في الوُلوجِ | |
|
| أَو تَخرُجي فَالهُلكُ في الخُروجِ |
|
فَسَكَتَت طَريدَةُ البُيوتِ | |
|
| وَاِغتَرَّتِ الأَفعى بِذا السُكوتِ |
|
وَهَجَعَت عَلى الطَريقِ هَجعَه | |
|
| فَخَرَجَت ضَرَّتُها بِسُرعَه |
|
وَنَهَضَت في ذِروَةِ الدِماغِ | |
|
| وَاِستَرسَلَت في مُؤلِمِ التَلداغِ |
|
فَاِنتَبَهَت كَالحالِمِ المَذعورِ | |
|
| تُصيحُ بِالوَيلِ وَبِالثُبورِ |
|
حَتّى وَهَت مِنَ الفَتاةِ القُوَّه | |
|
| فَنَزَلت عَن رَأسِها العُدُوَّه |
|
تَقولُ صَبراً لِلبَلاءِ صَبرا | |
|
| وَإِن وَجَدتِ قَسوَةً فَعُذرا |
|
فَرَأسُكِ الداءُ وَذا الدَواءُ | |
|
| وَهَكَذا فَلتُركَبُ الأَعداءُ |
|
مَن مَلَكَ الخَصمَ وَنامَ عَنهُ | |
|
| يُصبِحُ يَلقى ما لَقيت مِنهُ |
|
لَولا الَّذي أَبصَرَ أَهلُ التَجرِبَه | |
|
| مِنّي لَما سَمّوا الخَبيثَ عَقرَبَه |
|