قِفْ بينَ رَيحانِ العَقيقِ وضالهِ | |
|
| وقُلِ السَّلامُ على العَقيقِ وآلِهِ |
|
وقُلِ السَّلامُ على المنازلِ من فَتىً | |
|
| لم يبقَ غيرُ سلامِهِ وسؤَالهِ |
|
رَبعٌ وَقَفتُ منادياً أطلالَهُ | |
|
| فبَلِيتُ حتى صِرتُ من أطلالِهِ |
|
قد كانَ لي صبرٌ كبعضِ سُهولهِ | |
|
| واليومَ لي شَوقٌ كبعض جِبالهِ |
|
لا تُنكِروُا سَلْبَ الحبيبِ حُشاشتي | |
|
| ماذا على مُتَصرِّفٍ في مالِهِ |
|
رَكِبَ النَّوَى فحُرِمتُ نَظرةَ وجهِهِ | |
|
| ونَفَى الكَرَى فُحرِمتُ طيفَ خَيالِهِ |
|
من كانَ يَهوَى الغانياتِ فإنَّني | |
|
| أهوَى الذي لَيسَتْ تَمُرُّ ببالِهِ |
|
الخائضَ الغَمَراتِ لم تَبلُلْ لهُ | |
|
| قدَماً ولم تَقطعْ شِراكَ نعالهِ |
|
سَبَّاقُ غاياتٍ ينالُ بفعلِهِ | |
|
| ما لا يَنالُ سِواهُ في آمالهِ |
|
البَرُّ بينَ لِسانِهِ وفُؤادِهِ | |
|
| والبحرُ بينَ يمينهِ وشمالِهِ |
|
مُتَأخِّرٌ في عصرِهِ مُتَقدِّمٌ | |
|
| في فضلهِ مُتَفرِّدٌ في حالِهِ |
|
ليسَ التفاوتُ في الزَمانِ وإنما | |
|
| يقَعُ التَفاوتُ فيه بينَ رِجالِهِ |
|
بيني وبينكَ بحرُ ماءٍ زاخرٌ | |
|
| يا بحرَ عِلمٍ فاقَهُ بزُلالهِ |
|
تبدو الجواهرُ منكَ بارزةً لنا | |
|
| فوقَ الذي قد زُجَّ في أقفالهِ |
|
عَجَباً لهُ لم يَحْلُ لَمَّا خُضتَهُ | |
|
| إنَّ اللئيمَ مولَّعٌ بخِصالهِ |
|
قد ضَمَّ منك الفُلكُ أفناناً كما | |
|
| ضَمَّتْ سفينةُ نوحَ من أجيالِهِ |
|
شِيَمُ الليالي أن تُباعِدَ صاحباً | |
|
| حتى يكونَ زوالُها كزَوالهِ |
|
هيَ كالهباءِ فماسكٌ بحبِالها | |
|
| تحتَ الرَّجاءِ كماسكٍ بمثالِهِ |
|
من كان يعرِفُ ما مَضَى من دهرِهِ | |
|
| أغناهُ عن مُستقَبلٍ بمثالِهِ |
|
يومٌ يمُرُّ كأمسِهِ بغُرورِهِ | |
|
| وغَدٌ يمُرُّ كيومهِ بمِحالهِ |
|
يا مَنْ يُودّعُ راحلاً لِفراقِهِ | |
|
| أتُرى رَجَوتَ تحيَّةً لِوِصالِهِ |
|
هذا اليسيرُ منَ الفِراقِ وإنما | |
|
| ستَرَى فراقاً ليسَ من أشكالِهِ |
|