طَيفٌ بلُبنانَ من مِصرٍ إليَّ سَرَى | |
|
| حتى إذا أنِسَت عيني به نَفرا |
|
وَلّى يَشُقُّ أديمَ الليلِ معُتسفاً | |
|
| فما عَرَفتُ لهُ عيناً ولا أثَرا |
|
يا مُرسِلَ الطَّيفِ لو علَّمْتهُ كَرَماً | |
|
| أُنْسَ اللقاءِ كما علَّمتَني السَهَرا |
|
وكيفَ يأنَسُ ضَيفٌ حيثُ ليسَ لهُ | |
|
| إلاّ سَخينةَ دمعٍ في الظَلامِ قِرَى |
|
ما أنصَفَتْنا الليالي الغادراتُ بنا | |
|
| دَجَتْ علينا ولم تترُكْ لنا القَمَرا |
|
داءٌ نُعالجُهُ بالصبرِ وَهْوَ لنا | |
|
| داءٌ وكم عِلَلٍ قد أَبرأت أُخَرا |
|
غاب الحبيبُ فغابَ الأُنسُ عن فِئةٍ | |
|
| خَيالهُ في سُويداواتِها حَضَرا |
|
إن كانَ قد عَزَمَ الأسفارَ مُغترباً | |
|
| فإنَّ أشواقَنا لا تَعرِفُ السَّفَرا |
|
غال النَّوى عهدَ من تجلو لطائِفُهُ | |
|
| سِحرَ البيانِ ويجلو وَجهُهُ السَحَرا |
|
عَرَفتُ فيهِ قُصوري واعتَرَفتُ بهِ | |
|
| فما أُبرِّئُ نفسي منهُ مُعتذِرا |
|
يا أيُّها الحَسَنُ الميمونُ طالعُهُ | |
|
| أحسَنتَ حتى ملأتَ السَمْعَ والبَصَرا |
|
ما زلتَ تجلو علينا كُلَّ قافيةٍ | |
|
| قد شبَّبَتْ بمعاني حُسنها الشُعَرا |
|
يَهُزُّكَ الشِّعرُ إنشاداً فنحنُ بهِ | |
|
| نَغُوصُ في البحر حتى نجتني الدُّرَرا |
|
هذِهْ رسالةُ مشتاقٍ تذكِّرُكم | |
|
| عهداً قديماً عساهُ قبلها ذُكِرا |
|
ظمآنُ يحلو إذا اشتَدَّ الظَّماءُ لهُ | |
|
| ماءٌ ولكنَّ في إفراطِهِ خَطَرا |
|