هَجَرَتْ فبِتُّ بمُقلةٍ لم تَرْقُدِ | |
|
| فأَنا على الحالينِ راعي الفَرْقَدِ |
|
يا طَالما حَكَتِ النُجومَ بحُسنِها | |
|
| حَتَّى حَكَتها في المَقامِ الأَبعَدِ |
|
سُبحانَ من طَبَعَ القُلوبَ على الهوَى | |
|
| فتَراهُ يَقصِدُها وإنْ لم يُقصَدِ |
|
لاخيرَ في قَلبٍ بلا شُغلٍ ولا | |
|
| أَرَبِ فذلكَ قِطعةٌ من جَلمَدِ |
|
ولَقد وَقَفتُ على المنازِلِ باكياً | |
|
| بينَ العميقِِ وبينَ بُرقةِ ثَهمَدِ |
|
ما كانَ من شِيَمِي البُكاءُ وإنَّما | |
|
| يأتي الزَّمانُ بشِيمةٍ لم تُعهدِ |
|
ولَرُبَّ طَيفٍ زارَني تحتَ الدُّجَى | |
|
| فلَقيتُهُ طَرَباً بلَهجةِ مَعَبَدِ |
|
وسألتُ زَورَتهُ الغدَاةَ فقالَ لي | |
|
| مَهلاً إذا ما جَنَّ لَيلُكَ فارصُدِ |
|
يا جائِرِينَ على ضَعيفٍ حائرٍ | |
|
| لا يَهتدي وَيَوَدُّ أن لا يَهتدي |
|
ما في يدي سيفُ الإمامِ ولا أَرى | |
|
| قَلَمَاً لشَيخِ القُطرِ يَجرِي في يدي |
|
العالمُ العلمُ الذي من ظِلِّهِ | |
|
| عَلَمٌ على تَيماءَ حتى المِربَدِ |
|
يَلقاهُ طالِبُهُ بمُقلةِ خاشعٍ | |
|
| ويَراهُ حاسِدُهُ بمُقلةِ أَرمَدِ |
|
قابلتُهُ فنَظَرتُ شخصاً رَيثَما | |
|
| جالستُهُ فإذا ببحرٍ مُزبِدِ |
|
ولَكَمْ سَمِعتُ بهِ فحينَ رأَيتُهُ | |
|
| ضَحِكَ العِيانُ على السَّماعِ المُسنَدِ |
|
رجلٌ لَدَى الأَسماءِ يُحْسَبُ مُفرَداً | |
|
| لكن لَدَى الأَفعالِ ليسَ بمُفرَدِ |
|
لو أنَّ فُسحةَ عِلمِهِ في عمرهِ | |
|
| لَرَجَوْتُ أن يَبقى ليَومِ المَوعدِ |
|
أَرضى الإلهَ وخَلقَهُ كمُؤَلِّفٍ | |
|
| يوماً بِنُونِ البحرِ ضَبَّ الفَدفَدِ |
|
فيَظَلُّ يَجَهَدُ في المَدارِسِ يَومَهُ | |
|
| أَبَداً ويُصبحُ عاكفاً في المَسجدِ |
|
أَهدَيتُهُ من آلِ عيسى غادةً | |
|
| أَلقى بها الإِعرابَ آلَ محمَّدِ |
|
فإذا اقتَصَرتُ فلا لأِنَّ صِفاتِهِ | |
|
| نَفِدَتْ ولكنْ ضاقَ ذَرعُ المُنشِدِ |
|