أتَحسبُ من حُمْر الشَّقيقِ خُدُودُها | |
|
| ومن بعضِ رُمَّان الجِنانِ نُهودُها |
|
دَهِشْتَ لما شاهدتَ منها مُوَلَّهاً | |
|
| فأنقَصتها من حيثُ جئتَ تَزِيدُها |
|
فَتاةٌ لِعينَيها جُفونٌ مَرِيضةٌ | |
|
| لِكَثرةِ ما تَغزُو وهُنَّ جُنودُها |
|
سَمِعتُ بأنَّ الخالَ يُحسَبُ عَبدَها | |
|
| فأمّلْتُ أنْ تَدنْو كذاكَ عبيدُها |
|
أرى كلَّ حربٍ فيهِ للقومِ هُدنةٌ | |
|
| سِوَى حربِ مَن تسطو عليهِ البيضِ سُودُها |
|
وكلُّ مرِيضٍ يتَّقِي اللهَ نائباً | |
|
| سِوىَ جَفنها الطَّاغي بما لا يُفيدها |
|
نَحيلةُ خَصرٍ مثلَ جسمي من الضَّنَى | |
|
| تَرِفُّ عليهِ مثلَ قلبي بُنودُها |
|
رأيتُ قَضيبَ الخَيزُرانةِ ذابلاً | |
|
| فأيقَنتُ أن الخَيزُرانَ حَسوُدُها |
|
هَوِيتُ التي كم عِندَها من دمٍ لنا | |
|
| تحَلَّى بهِ مثلَ القَلائدِ جِيدُها |
|
ومالَتْ بِعطِفي صَبْوةٌ لو تَلاعَبتْ | |
|
| بِخَيمْتِها الشَّمَّاء مالَ عَمُودُها |
|
ولكننَّي ممَّن أعَدَّ لدَهرِهِ | |
|
| كتائبَ صَبرٍ ليسَ يُحصَى عَدِيدُها |
|
وعِندي وقارٌ من خلائقِ أحمَدٍ | |
|
| فَجُزْتُ ولم تُمطِر عَلَيَّ رُعودُها |
|
خَلائِقُ تَزدانُ السَّجايا بِحُسنِها | |
|
| كما زَيَّنتْ بيضَ النُّحورِ عُقودُها |
|
إذا كانتِ الأفلاكَ فَهْيَ نُجومُها | |
|
| وإن كانتِ الأقمارَ فهْيَ سُعُودُها |
|
كريمُ صفاتٍ لا يَمُرُّ قَدِيمُها | |
|
| على مِسمَعٍ حتى يَلُوحَ جَديدُها |
|
إذا أصبحَتْ دُهْمُ الأمورِ مريضةً | |
|
| شَفاها بإذنِ اللهِ حينَ يَعودُها |
|
لهُ هِمَّةٌ في الحادثاتِ بعيدةٌ | |
|
| إذا راضَتِ الأعمالَ يدنو بَعيدُها |
|
تألَّفَ حُسنُ الخَلْقِ والخُلقِ عِندَهُ | |
|
| وتِلكَ اخِتصاصاتٌ عزيزةٌ وُجودُها |
|
على وَجهِهِ نُورُ الجمالِ يزِينُهُ | |
|
| طَلاقةُ بِشرٍ فوقَهُ يَستَفيدُها |
|
ومن ذِهنهِ ماءُ السُّيوفِ وحَدُّها | |
|
| ومِن عَزمِهِ في النَّائبات حَديدُها |
|
لَقد صَلَحَ ابنُ الصُّلحِ لِلمَدْح صادقاً | |
|
| فكانَ أميراً للقَوافي يَقودُها |
|
لها بينَ أيدِيهِ الكِرامِ مَواقِفٌ | |
|
| صِحاحٌ دَعاويها عُدولٌ شُهوُدُها |
|
وقد شَقَّ نَظْمُ الشِّعرِ عندي لِعلَّةٍ | |
|
| يِشُقُّ على قلبي الصَّبورِ جُحودُها |
|
منَ الشِّعرِ مَدْحٌ قَلَّ مَنْ يَستَحِقُّهُ | |
|
| وصَنعةُ هَجْوٍ لَسْتُ ممَّن يُرِيدُها |
|