مَن قالَ إنَّ الدَّهرَ ليسَ يعودُ | |
|
| هذا زمانٌ عادَ وَهْوَ جَديدُ |
|
قد عادَ نابليونُ بعدَ زوالهِ | |
|
| فكأنَّ ذلكَ بَعْثُهُ المَوعودُ |
|
يا مَن يقولُ لرِمَّةٍ في لَحدِهِ | |
|
| إنَّ السَّعيدَ كما عَلِمْتَ سعيدُ |
|
هذا خليفتُهُ الذي أحيا الوَرَى | |
|
| أحياكِ حتى اخضَرَّ منكِ العُودُ |
|
يا قائماً فوقَ العَمُودِ بشخصهِ | |
|
| عَلَماً وأنتَ على العَمُودِ عَمُودُ |
|
أبدَيتَ رسمَ لويسَ في الدُّنيا كما | |
|
| أبدى لكَ الاسكندرُ المعهودُ |
|
لا تُفقَدُ الدُّنيا لفَقْدِ عزيزِها | |
|
| ما دامَ يخلُفُ مَيْتها المَولودُ |
|
تتجدَّدُ الأشخاصُ فيها مثلما | |
|
| يُفرَى القضيبُ فينبُتُ الأُملودُ |
|
ذَهَبَ الذي كانت بقَبْضةِ كَفِهِ الدْ | |
|
| دُنيا وأشرَافُ البلادِ جنودُ |
|
إرثُ العبادِ المالُ لكنْ إرثُهُ | |
|
| تاجٌ وسيفٌ قاطِعٌ وبُنُودُ |
|
قد نالَ تاجَ المُلكِ من هو أهلُهُ | |
|
| شَرْعاً وكلُّ العالمينَ شُهودُ |
|
وأقامَ في بُرجِ الخِلافةِ كوكباً | |
|
| بضيائهِ انجَلَتِ اللَّيالي السُّودُ |
|
راعتْ شَجاعتُهُ الكُماةَ فما دَرَوا | |
|
| أفُؤادُهُ أقسَى أمِ الجُلمودُ |
|
غَلَبَتْ عزيمتُهُ العَزائِمَ مثلما | |
|
| غَلَبَ الطَّوالعَ نجمُهُ المَسعودُ |
|
أهدَاهُ حِكمتَهُ سليمانُ الحِجَى | |
|
| وحَباهُ صفوَ فؤادِهِ داودُ |
|
قامتْ بمصلَحةِ البلادِ يمينهُ | |
|
| وهي التِّي منها يفيضُ الجودُ |
|
كالبحرِ قد صَلُحَ الفسادُ بمِلحِهِ | |
|
| واُصطِيدَ منهُ اللؤلؤُ المنضودُ |
|
قُطْبٌ عليهِ الأرضُ دائرةٌ كما | |
|
| يختارُ فَهْيَ تدورُ كيفَ يُريدُ |
|
فَضَّاضُ مُشكلةِ الملوكِ برأيهِ | |
|
| وبهِ يُحَلُّ عسيرُها المعقودُ |
|
جَبَلٌ على باريسَ قامَ فأطبَقتْ | |
|
| في جانبيهِ من الرِّجالِ أُسودُ |
|
يُجنَى جَناهُ ويُستَظَلُّ بِظِلِّهِ | |
|
| أبداً ولكن ما إليهِ صُعودُ |
|
مَلِكٌ أذَلَّ المالَ وهوَ جَواهرٌ | |
|
| وأعزَّ نصلَ السَّيفِ وهو حديدُ |
|
بَسْطٌ وقبضٌ في يديهِ فيُرتَجَى | |
|
| وعدٌ لهُ ويُخافُ منهُ وَعِيدُ |
|
دانَتْ لِهَيْبتهِ كتائبُ دولةٍ | |
|
| دانتْ لهيبتِها المُلوكُ الصيِّدُ |
|
قومٌ إذا تَركَ الغُمودَ نِصالُهم | |
|
| فكأنَّ أسيافَ العُدَاةِ غُمودُ |
|
يغزو القبائلَ ذكرُهم قبلَ اللِّقا | |
|
| فيَفُلُّ عَزْمَ الجيشِ وَهْوَ بعيدُ |
|
وإذا همُ اعتَنقوا الكُماةَ تَلاحَموا | |
|
| مثلَ الحُروفِ يضُمُّها التَّشديدُ |
|
هُوَ قَيْصرُ العَصْرِ الذي من دونِهِ | |
|
| كِسرَى الذي ضاقتْ عليهِ البيدُ |
|
لسعودِهِ الفَلَكُ المُسخَّرُ خادِمٌ | |
|
| ولَوجْههِ القَمَرُ المنيرُ حَسودُ |
|
ملِكٌ لدولتهِ العظيمةِ هيبةٌ | |
|
| تهتزُّ منها الأرضُ وهيَ تَميدُ |
|
في الغربِ طالعةٌ سحائبُ جيشها | |
|
| ولها بروقٌ عندَنا ورُعودُ |
|
حَمَلتْ رُبَى لبنانَ منها مِنَّةً | |
|
| مِثْلَ الجِبالِ على الجِبالِ تزيدُ |
|
سالت بنعمتِها البِطاحُ فأخصَبَتْ | |
|
| وجرَى عليها ظِلُّها المَمْدودُ |
|
حيا الصَّبا أزْهارَها فتبسَّمتْ | |
|
| ومن النَّدَى في جِيدهِنَّ عُقودُ |
|
رَقَصتْ حمائمُها وصَفَّقَ دَوْحُها | |
|
| فأجابَهُنَّ من الهَزَازِ نشيدُ |
|
هذا هُوَ المَلِكُ السَّعيدُ وإنَّنا | |
|
| نِلنا السَّعادةَ حيث نَحنُ عبيدُ |
|
للنَّاسِ منهُ كلَّ يومٍ بَهجةٌ | |
|
| في المَكرُماتِ فكلَّ يومٍ عيدُ |
|