نُعاتِبُ حيثُ لا نرجو الجَوابا | |
|
| زَماناً ليسَ يَسْتمِعُ العِتابا |
|
ونشكو ظُلمَهُ شكوى غَريقٍ | |
|
| إلى مَوجٍ يزيدُ بها اضطِرَابا |
|
زَمانٌ ليسَ نبرحُ كلَّ يومٍ | |
|
| نَرَى فيهِ اعوجاجاً وانِقلابا |
|
يُقادُ بهِ العزيزُ إلى ذَليلٍ | |
|
| ويقتنِصُ الغُرَابُ بهِ العُقابا |
|
يموتُ اللَّيْثُ في الفَلواتِ جوعاً | |
|
| وتُبشِمُ كَثْرَةُ الشَّبَعِ الكِلابا |
|
ويذْهبُ من نُريدُ لهُ بَقاءً | |
|
| ويَبقَى مَن نُريدُ لهُ ذَهابا |
|
مضَى عنَّا ابنُ فيَّاضٍ ففاضَتْ | |
|
| عليهِ مَدامعٌ تحكي السَّحابا |
|
مَدامعُ في الخُدودِ جَرَتْ مِياهاً | |
|
| ولكن في الحَشا صارَت حِرَابا |
|
نجا من حربِ دَنياهُ عزيزاً | |
|
| فمن يدْعوهُ منصوراً أصابا |
|
تُظلِّلُهُ الملائِكُ في ثَرَاهُ | |
|
| بأجنِحةٍ رَفَعْنَ لهُ قِبابا |
|
كريمٌ ما عَرفْنا فيهِ عَيباً | |
|
| ولا خُلُقاً يَسؤُ بهِ الصِّحابا |
|
ولم يكُ قَطُّ يُغصِبُ نفسَ رَاضٍ | |
|
| ولكن كانَ يسْترَضي الغِضابا |
|
فَقَدْناهُ ولم نَفْقِدْ ثَناهُ | |
|
| فكانَ البُعدُ يُوهِمُنا اقتِراباَ |
|
تقولُ قُلوبُنا إذْ أوْدَعوهُ | |
|
| تُرَاباً لَيتنا كُنَّا تُرَابا |
|
صديقٌ لي صَدوقٌ من صِباهُ | |
|
| ولم ينسَ الصَّداقةَ حينَ شابا |
|
بَكَيتُ عليهِ واستْدعيتُ صبري | |
|
| فصارَ الصَّبرُ حزناً وانتِحابا |
|
ومَن لم يَصطبِرْ طَوْعاً تَوَلَّى | |
|
| عليهِ العَجْزُ فاصطَبرَ اغتصابا |
|