إِثنِ عَنانَ القَلبِ وَاِسلَم بِهِ |
مِن رَبرَبِ الرَملِ وَمِن سِربِهِ |
وَمِن تَثَنّي الغيدِ عَن بانِهِ |
مُرتَجَّةَ الأَردافِ عَن كُثبِهِ |
ظِباؤُهُ المُنكَسِراتُ الظُبا |
يَغلِبنَ ذا اللُبِّ عَلى لُبِّهِ |
بيضٌ رِقاقُ الحُسنِ في لَمحَةٍ |
مِن ناعِمِ الدُرِّ وَمِن رَطبِهِ |
ذَوابِلُ النَرجِسِ في أَصلِهِ |
يَوانِعُ الوَردِ عَلى قُضبِهِ |
زِنَّ عَلى الأَرضِ سَماءَ الدُجى |
وَزِدنَ في الحُسنِ عَلى شُهبِهِ |
يَمشينَ أَسراباً عَلى هينَةٍ |
مَشيَ القَطا الآمِنِ في سِربِهِ |
مِن كُلِّ وَسنانٍ بِغَيرِ الكَرى |
تَنتَبِهُ الآجالُ مِن هُدبِهِ |
جَفنٌ تَلَقّى مَلَكا بابِلٍ |
غَرائِبَ السِحرِ عَلى غَربِهِ |
يا ظَبيَةَ الرَملِ وُقيتِ الهَوى |
وَإِن سَمِعَت عَيناكِ في جَلبِهِ |
وَلا ذَرَفتِ الدَمعَ يَوماً وَإِن |
أَسرَفتِ في الدَمعِ وَفي سَكبِهِ |
هَذي الشَواكي النُحلُ صِدنَ اِمرأً |
مُلقى الصِبا أَعزَلَ مِن غَربِهِ |
صَيّادَ آرامٍ رَماهُ الهَوى |
بِشادِنٍ لا بُرءَ مِن حُبِّهِ |
شابٌّ وَفي أَضلُعِهِ صاحِبٌ |
خِلوٌ مِنَ الشَيبِ وَمِن خَطبِهِ |
واهٍ بِجَنبي خافِقٌ كُلَّما |
قُلتُ تَناهى لَجَّ في وَثبِهِ |
لا تَنثَني الآرامُ عَن قاعِهِ |
وَلا بَناتُ الشَوقِ عَن شِعبِهِ |
حَمَّلتُهُ في الحُبِّ ما لَم يَكُن |
لِيَحمِلَ الحُبُّ عَلى قَلبِهِ |
ما خَفَّ إِلّا لِلهَوى وَالعُلا |
أَو لِجَلالِ الوَفدِ في رَكبِهِ |
أَربَعَةٌ تَجمَعُهُم هِمَّةٌ |
يَنقُلُها الجيلُ إِلى عَقبِهِ |
قِطارُهُم كَالقَطرِ هَزَّ الثَرى |
وَزادَهُ خِصباً عَلى خِصبِهِ |
لَولا اِستِلامُ الخَلقِ أَرسانَهُ |
شَبَّ فَنالَ الشَمسَ مِن عُجبِهِ |
كُلُّهُمُ أَغيَرُ مِن وائِلٍ |
عَلى حِماهُ وَعَلى شَعبِهِ |
لَو قَدَروا جاؤوكُمُ بِالثَرى |
مِن قُطبِهِ مُلكاً إِلى قُطبِهِ |
وَما اِعتِراضُ الحَظِّ دونَ المُنى |
مِن هَفوَةِ المُحسِنِ أَو ذَنبِهِ |
وَلَيسَ بِالفاضِلِ في نَفسِهِ |
مَن يُنكِرُ الفَضلَ عَلى رَبِّهِ |
ما بالُ قَومي اِختَلَفوا بَينَهُم |
في مِدحَةِ المَشروعِ أَو ثَلبِهِ |
كَأَنَّهُم أَسرى أَحاديثُهُم |
في لَيِّنِ القَيدِ وَفي صُلبِهِ |
يا قَومِ هَذا زَمَنٌ قَد رَمى |
بِالقَيدِ وَاِستَكبَرَ عَن سَحبِهِ |
لَو أَنَّ قَيداً جاءَهُ مِن عَلِ |
خَشيتُ أَن يَأتي عَلى رَبِّهِ |
وَهَذِهِ الضَجَّةُ مِن ناسِهِ |
جَنازَةُ الرِقِّ إِلى تُربِهِ |
مَن يَخلَعُ النيرَ يَعِش بُرهَةً |
في أَثَرِ النيرِ وَفي نَدبِهِ |
يا نَشأَ الحَيِّ شَبابَ الحِمى |
سُلالَةَ المَشرِقِ مِن نُجبِهِ |
بَني الأُلى أَصبَحَ إِحسانُهُم |
دارَت رَحى الفَنِّ عَلى قُطبِهِ |
موسى وَعيسى نَشَآ بَينَهُم |
في سَعَةِ الفِكرِ وَفي رُحبِهِ |
وَعالَجا أَوَّلَ ما عالَجا |
مِن عِلَلِ العالَمِ أَو طِبِّهِ |
ما نَسِيَت مِصرُ لَكُم بِرَّها |
في حازِبِ الأَمرِ وَفي صَعبِهِ |
مَزَّقتُمُ الوَهمَ وَأَلِفتُمُ |
أَهِلَّةَ اللَهِ عَلى صُلبِهِ |
حَتّى بَنَيتُم هَرَماً رابِعاً |
مِن فِئَةِ الحَقِّ وَمِن حِزبِهِ |
يَومٌ لَكُم يَبقى كَبَدرٍ عَلى |
أَنصارِ سَعدٍ وَعَلى صَحبِهِ |
قَد صارَتِ الحالُ إِلى جِدِّها |
وَاِنتَبَهَ الغافِلُ مِن لُعبِهِ |
اللَيثُ وَالعالَمُ مِن شَرقِهِ |
في هَيبَةِ اللَيثِ إِلى غَربِهِ |
قَضى بِأَن نَبني عَلى نابِهِ |
مُلكَ بَنينا وَعَلى خِلبِهِ |
وَنَبلُغُ المَجدَ عَلى عَينِهِ |
وَنَدخُلُ العَصرَ إِلى جَنبِهِ |
وَنَصِلَ النازِلَ في سِلمِهِ |
وَنَقطَعَ الداخِلَ في حَربِهِ |
وَنَصرِفَ النيلَ إِلى رَأيِهِ |
يَقسِمُهُ بِالعَدلِ في شِربِهِ |
يُبيحُ أَو يَحمي عَلى قُدرَةٍ |
حَقَّ القُرى وَالناسُ في عَذبِهِ |
أَمرٌ عَلَيكُم أَو لَكُم في غَدٍ |
ما ساءَ أَو ما سَرَّ مِن غَبِّهِ |
لا تَستَقِلّوهُ فَما دَهرُكُم |
بِحاتِمِ الجودِ وَلا كَعبِهِ |
نَسمَعُ بِالحَقِّ وَلَم نَطَّلِع |
عَلى قَنا الحَقِّ وَلا قُضبِهِ |
يَنالُ بِاللينِ الفَتى بَعضَ ما |
يَعجَزُ بِالشِدَّةِ عَن غَصبِهِ |
فَإِن أَنِستُم فَليَكُن أُنسُكُم |
في الصَبرِ لِلدَهرِ وَفي عَتبِهِ |
وَفي اِحتِشامِ الأُسدِ دونَ القَذى |
إِذا هِيَ اِضطُرَّت إِلى شُربِهِ |
قَد أَسقَطَ الطَفرَةَ في مُلكِهِ |
مَن لَيسَ بِالعاجِزِ عَن قَلبِهِ |
يا رُبَّ قَيدٍ لا تُحِبّونَهُ |
زَمانُكُم لَم يَتَقَيَّد بِهِ |
وَمَطلَبٍ في الظَنِّ مُستَبعَدٍ |
كَالصُبحِ لِلناظِرِ في قُربِهِ |
وَاليَأسُ لا يَجمُلُ مِن مُؤمِنٍ |
ما دامَ هَذا الغَيبُ في حُجبِهِ |