عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > نور الدين البريفكاني > أنا الفقيرُ يا إلهى فى الغنى

العراق

مشاهدة
436

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أنا الفقيرُ يا إلهى فى الغنى

أنا الفقيرُ يا إلهى فى الغنى
منّى فكيفَ لا أكونُ ههنا
فى الفقرِ منّى فاقداً فقيراً
ولم أكن شيئاً غداً مذكُوراً
ثمّ أناالجاهلُ يا إلهى
فى العلمِ مِنّى فاقداً إنتِباهى
فكيفَ لا أكونُ ذا جَهُولاً
فى الجهلِ منّى إنها تَعدِيل
فيك إلهى إنّ إختلافاً
علىّ مِن تدبيرِكَ الملاقا
وسِرعةُ الحلولِ من تقديرٍ
أى المقاديرِ على الفقير
هُما اللذانِ منعا عبادِكَ
العارفين الأتقِيا عُبَّادَك
عن السكونِ للعطا واليأس
منك لدى البلاءِ فهو منسىَ
مِنّى إلهى ما يليقُ بى مِن
هونى ولُؤمى وذُنُوب تُمحَن
ومنك ما يليقُ بالإكرامِ
والفضلِ والإحسانِ والإنعامِ
أنت الذى وَصَفتَ يا إلهى
نفسَكَ بالرأفةش بى إلهى
نَفسَكَ قد وَصَفتَها بلُطفِ
قبل وجُودِ زللى وضَعفِى
إن ظهَرت محاسِنى إلهى
فهى بِفضلِكَ الذى أُباهِى
ثمّ لكَ المعنَّةُ فى إيرادِها
علىَّ بالرأفةِ فى إيجادِها
أو المساوِى ظهرَت لِعَبدِكَ
فإنها ظاهرةُ بِعَدلِكَ
ثم لك الحُجَّةُ فيهنَّ على
خََلقِكَ سبحانَكَ يا مَن عَدَلَ
كيفَ إلهى لِلسِّوى تَكِلُّنى
وقد توكّلت لنا فكِلنى
إليكَ أم كيفَ أضامُ ربّى
وإنَك النصيرُ لى وحَسبى
أم كيفَ لى الخيبةُ أم أخيبُ
وإنَّكَ الحَفّى بى القريبُ
ها أنا مَن إليك قد تَوَسَّلَ
بالفقرِ والفاقَةِ منِّى ذُلُلاً
وكيفَ لى توسُّلٌ إليك
بما محالُ وصلُهُ إليك
أم كيفَ أشكو سيّدى إليك فى
حالٍ عليك حالُه غيرُ خَفى
أم كيفَ فى مقالتى أتَرجِمُ
لسيّدى بما العَليمُ يَعلَمُ
وهو الذى منك إليك قد بَرَزَ
إليه كُنه العبدِ مولاى إعتَوَز
أم كيفَ آمالى تخيبُ وهى قد
أتَت إليك وافداتٌ يا صَمَد
أم كيفَ لا تَحسُنُ أحوالى وبِك
قامَت كذا إليكَ والمصيرُ لَك
ومع عظيم جهلى ما ألطَفَك
بى يا الهى وبى ما أرأفَك
ومع قَبِيحِ فِعلِى ما أرحَمَك
بى يا الهى وبه ما أكرَمّك
ما أقرَبَ الرقيبَ منى من حفى
وعنك ما أبعَدَنى ذا ما خَفى
فما الذى يحجُبُنى عنك وبى
ما أرأفَك فذا أثارَ طَربى
إلهى قد عَلِمتُ اختِلافِ
وكثرةِالآثارِ والتّصرافِ
وكونُ أطوارِ تَنَقَّلَت الى
وارِدَةٍ نازِلةٍ منك علىّ
أنّك قد أردتَ أن تَعَرَّفَ
الىّ فى الأشياء كلاًّ فكفى
بذاكَ حتى لا أكونَ جاهِلَك
فى كلّ شيءٍ وبهِ أواصِلُك
وكلّما أخرَسَنى إلهى
لَومى وكَونى راكبَ المَناهى
أنطَقَنى منك نعيمٌ وكَرَم
يا مَن هو اللطيفُ بى على النّعم
وكلَّما أيأسَنى أوصافى
أطمَعَنى مِنَّتُكَ الكوافى
إلهنا من أصبحَت محاسنُ
فِعالِهِ يَظُنُّها كوائنُ
فإنقَلبَت مِن بَعدها مَساوى
فكيفَ لا يَنقلِبُ المَساوى
مُساوياً ومَن غدَت دعاوياً
حقائقُهُ فكان شيئاً فانياً
فكيفَ لا تَرى له الدّعاوى
له الدَعاوىَ فهى المَساوى
وحُكمُكَ النافذُ والمشيئةُ
منك هى القاهرةُ القويَّةُ
لم يَترِكا لذى مقالٍ قالاً
ولا لذى حالٍ كذاك حالاً
كم طاعةٍ بنيتُها فى نَظَرى
وحالةٍ شَيَّدتُها فى خَبَرى
قد هَدمَ إعتمادى عليها
عَدلُكَ إن قابَلَتنى لَدَيها
بل فضلُكَ العظيمُ قد أقالَنى
منها إلى مَحضِ النّدا أحالنى
إنَّك عالمٌ إلهى إنَّنى
إن لم تَدُم لى طاعةٌ لكنَّنى
دامَت مُحَبَّتى لها وعزمى
وإن فَنى فِعلى لها وجَزمى
إلهنا وكيفَ كنت عازماً
لطاعةٍ وكيفَ كنت جازماً
يا ربِّ فإرجِعنى إليك فيها
بكسوَة الأنوارش يا كافيها
ونائلاً هدايةَ استِبصارِ
أعرَفَ منك حِكمَةَ الآثارِ
يا ربّ وارجِعنى إليك منها
مَصُونُ سِرِّى إصرِفَنَّ عنها
عن نَظَرشى الإقبالِ والإدبارِ
منّى إليها سائرَ الأطوارِ
مَرفُوعُ هِمَّةٍ عن اعتماد
مِنّى عليها وكذا استِنادى
كما اليكَ قد دَخَلَتُ منها
أكونُ راجِعاً اليك عنها
إنِّى اليك أبَداً فَقيرٌ
إنَّك فى الأشياءِ بى قَديرُ
نور الدين البريفكاني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2014/06/18 11:48:13 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com