الله يكفِينا شُرورَ المَاكِر | |
|
| وبهِ غداً نَحظى بِلُطفِ الشاكِرِ |
|
يا صاح دع لهواً وكلَّ مَنَاكِرِ | |
|
| ذكر الإلَهِ حَيَاةُ قَلبِ الذاكِرِ |
|
فأمِت بِهِ كَيدَ الغُرورِ الغادِرِ
|
وإصبِر على بَلواهُ فى أيَّامِهِ | |
|
| وإسمَع خِطابَ الحقِّ فى أحكامِهِ |
|
وإجعل فؤادك مَنزلاً لمقامه | |
|
| وأذكرهُ وأشكرهُ على إنعامِهِ |
|
ذِكراً تَنَقَت بالذكور الذاكر
|
واذكُر قِيَامَ الرُوح يومَ تَعَرَّضَت | |
|
| حيثُّ الأمانَةُ ظَهرُهَا قد إنقَضَت |
|
وأذابَهَا شَفَقاً وفيه تَمَرَّضَت | |
|
| وأعِد حَدِيثَكَ عن ليالِى قد مَضَت |
|
بالأبرَقَينِ وبالعُذَيبِ وحَاجِرِ
|
لمّا دلى رُوحُ المحبّ بِنبلِهِ | |
|
| وهنالك العُشَّاقُ قَتلى نَصلِهِ |
|
أحبَابُنَا أنتم سُكَارَى فَضلِهِ | |
|
| سَقياً لأيَّام العَقيقِ وأهلِهِ |
|
ولكّلِ مَن وَرَد الحما مِن زائِرِ
|
هَجرُ الحبيبِ أحَرُّ هجر الصائِفِ | |
|
| ولدىَّ رُوحُ القُرُبِ رِيح مَهَاتِفِ |
|
رُدُوا سَقَامى نحو ذاك القائفِ | |
|
| أحلى مِن الأمن إسبان لخائِفِ |
|
والوصلُ بعدَ تَقَاطُعٍ وتَهَاجُرِ
|
حضراتُ قوم كأسُها مَشرُوبَةٌ | |
|
| وعروسُ أترابٍ لنا مخطوبَةٌ |
|
يا صاح كم أيّامها مرغوبةُ | |
|
| أيّامُ الأخير أقمَارُها مَحجُوبَةٌ |
|
عنّا ولا غَزلانُها بِنَوَافِر
|
فهنا لَكَ البُشرى لنا بِلقاكُم | |
|
| وتفوزُ رُوحُ شهيدكم بحباكم |
|
يا أهل وُدّى واصِلُوا مَرضَاكم | |
|
| فَتَعُودُ أعيَادِى بِعودِ رِضَاكُم |
|
عَنّىِ وتملىِ بالسرور سرائرُ
|
ما كنتُ عن باب الأحبَّة زائلاً | |
|
| أبكى على فَقدِ الأحبّةِ قائلاً |
|
يا نُورَ قلبِى لستُ عنكم مائِلاً | |
|
| ولقد وَقَفتُ على الطُلُولِ سائِلاُ |
|
عن أهلِ ذاكَ الحَيّىِ وَقَفَةَ حائرِ
|
من لىِ ونفسىِ بالفِراقِ تحيرت | |
|
| لأهَيلِ ذاكَ الحيّىِ حيث تعسَّرَت |
|
رؤياهُم لِى فالأماكِنُ أخبرت | |
|
| فأجابنىِ رَسمُ الدِيارِ وقد جَرَت |
|
فيه دُمُوعِىِ كالسحابِ الماطِرِ
|
قِف بالطُلُول على غَرام وافتَقرِ | |
|
| واصبر على لَوعَاتِ نارِكَ وإنتظر |
|
وإكسِر بأعتابِ الأحِبَّةِ تَنخَبِر | |
|
| ذَهَبُوا جَمِيعاً فإحتَسبِهُم واصطبر |
|
فعساك أن تحظَى بأجر الصابرِ
|
أفنى ظلامَ العمر صبحٌ سافرٌ | |
|
| وأتت على رَغم البقاءِ نَوافِرُ |
|
هذا رقيبُ الموتِ قَبرُكَ حاضرُ | |
|
| فَتَزَوَّد التقوى فأنت مُسَافِرُ |
|
وبغير زادٍ كيف حالُ المسافِر
|
فإخضَع إلى المولى الكريم تَبَتُلاً | |
|
| واترك توانى فَترَةُ وتَكَسُلاً |
|
وأذكر جِنَايَاتٍ قَرَفتَ تعَمّلاً | |
|
| فالوقتُ أقصرُ مدةً من أن تلاَ |
|
فِيهِ فسارِع بالجميلِ وبادِرِ
|
عَرِّج على طَلَل الأخِلاَّ والرُبا | |
|
| فَهُم الذين بِدورِهِم سَكَنَةُ قُبا |
|
مُت فِى هَوَاهُم بالجمالِ تَعَجُّباً | |
|
| واجعل مَدبحكَ إن أرَدتَ تَقَرُّباً |
|
من ذى الجلالِ بباطِنٍ وبظاهِر
|
مَدحُ إلَهٍ بذِكرِهِ وكتابهِ | |
|
| سكانَ يَثرِبَ مصطفى أحبَابِهِ |
|
فاذكر جميلَ المدحِ فى أطنَابِهِ | |
|
| للمصطفى ولآلِهِ وأصحابِهِ |
|
والشيخ محيى الدين عبدالقادِرِ
|
من كان ذا أمرٍ عَجِيبٍ نافِذٍ | |
|
| كَهفِ الدخيل وعَونِ عبدٍ لائِذ |
|
مَن ذكره فى الكَونِ كالمِسكَ الشَذّى | |
|
| بَحرِ العُلومِ الحَبرِ والقُطبِ الذى |
|
ورِثَ الولايَةَ كابِراً عن كابِر
|
فَحلِ الفُحُولِ ومن لَدَيه مَرَامُهُم | |
|
| بَدرِ البُدُور بِهِ يُنَارُ ظَلامُهُم |
|
وهو الذى تصفو لديه كَلاَمَهُم | |
|
| شيخُ الشُيُوخِ وصُدُورُهم وإمامُهُم |
|
لُبُّ بِلا قِشرٍ كثيرُ مآثِرِ
|
اللهُ أبرَزَهُ إلينا مُرشِداً | |
|
| فَجَمِيعُ من والاهُ أمسَى مُسعِدا |
|
كم كانَ للملهوفِ عَوناً مُنجِداً | |
|
| تاجُ الحقيقةِ فَخرُها نجمُ الهِدا |
|
يَةِ فَجرُها نورُ الظَلاَم العاكِرِ
|
وأتى مِن المَلَكُوتِ شادُوسَ النِدا | |
|
| يَدعُو بانَّ الشيخَ برهانُ الهُدى |
|
هذا الذى من فَورِ طَلعَتِهِ بَدا | |
|
| رُوحُ الوِلايةِ أنسُهَا بَدرُ الهِدا |
|
يَة شَمسُها لُبُّ اللُبَابِ الفاخِرِ
|
يَنُبُوعُ كّلِ فضيلة مَن يشترىِ | |
|
| يأخُذهُ مِن الفَردِ العَليمِ الأقمَرىَِ |
|
وعُلُومةُ كطُهُورِ ماءِ الكَوثَرَ | |
|
| صدرُ الشريعةِ قَلبُها فَردُ الطَرىِ |
|
قَةِ قُطبها نَجلُ النَبّىِ الطاهِرِ
|
آوى لَهُ الآمَل كَلُّ دأبِهِ | |
|
| وأضاء أحلاَكَ الدَياجِىِ حُبُّهُ |
|
فهو الذى إنقَلَبَ الشَهَادةَ غَيبُهُ | |
|
| ودليلُهٌ الوقتُ المخاطَبُ قلبُهُ |
|
بِسَرائِرٍ وبَواطِنٍ وظَاهِر
|
هو الذى ملكَ المعالى قهرةً | |
|
| لمّا تَرَقَى فى المَرقَى ظَهرَةً |
|
والأمرُ يُغنىِ عن بيانٍ شُهرةً | |
|
| وهو المَقَرَّبُ والمكاشِفُ جَهرَةً |
|
بغيوبِ أسرار وسرِّ ضَمائِرِ
|
فا لمُلتَجىِ بالشيخ يُكشَفُ ضُرُّهُ | |
|
| وإلحَق فىِ كلّ الأمورِ بِبَرّهِ |
|
وأنالَهُ ما شاءَ وهو يسرُّهُ | |
|
| وهو المِسَامِرُ والمنَادِمُ سِرُّهُ |
|
بفُنُونِ أخبارِ وكشفِ سَرائرِ
|
وأتى إليه من المُهَيمِنِ حَولُهُ | |
|
| والميلُ من كنز المواهِبِ طولُهُ |
|
فهو الذى فى كّلِ قلبٍ هَولُهُ | |
|
| وهو المَنطِقُ المَؤَيَّدُ قَولُهُ |
|
ولَهُ فُتُوحُ الغيب آيةُ قادِرِ
|
وله الرِضا من رَبّهِ عند القَضَا | |
|
| فَغَدا لَهُ خير القَرِين مُقَيّضاً |
|
وسَرَى إلى المولى فصارَ إلى الفضا | |
|
| وله التَحَبُّبٌ والتودُّدُ والرضا |
|
مِن رَبّهِ بِمَعارِفٍ كَجَواهِرِ
|
أحيى الهُدى كالبدرٍ فِى دَيُجُورِهِ | |
|
| من بعد أدبارِ شمس ظُهُورِهِ |
|
لمّأ دنى من رَبّه بِحُبُورِه | |
|
| سَلَكَ الطَريق فأشرَق فِى نُورِهِ |
|
وَعُلُومِهِ لِضِاءِ بَدرٍ زاهِرِ
|
فَدُنُوّه لِله أعظمُ قُربَةٍ | |
|
| فغدا لأرواحِ الأكابر كَعبَةً |
|
أنظر لتُربَتِهِ الرفيعةِ غربةً | |
|
| وعُلاَهُ أعلىَ فىِ المعَالىِ رُتبَةً |
|
وأقمارُهُ ما مثله لمَفَاخِرِ
|
فَمَقامُهُ فىِ القربِ دون نِهايَةٍ | |
|
| وآرى له الإكرامَ فىِ لاغَايَةٍ |
|
هذا الولّىِ المُجتَبَى بِعِنايَةِ | |
|
| خَلَعَ اللهُ عليهِ ثوبَ وِلاَيَةٍِ |
|
وأمَدَّهُ من جُندِهِ بِعَسَاكِرِ
|
ومَنَاقِبُ الأشرافِ فيه تَحتَفِلُ | |
|
| فمن الثَنَاءِ عليه دَهرَك لا تَمِلُ |
|
واذكُرُه فهو النُخبَةُ الوافى العدل | |
|
| فَلَهُ الفَخَارُ على الفخار بفَضلِهِ أل |
|
وافى وبالنِّسَبِ الشريفِ الباهِرِ
|
فَلَهُ زكاءُ الدهر فينا أشرقَت | |
|
|
وعَبِيرهُ كلُّ الأنُوفِ إستَنشَقَت | |
|
| وله المناقِبُ جُمِعت وتَفَرَّقَت |
|
فى كلّ نادٍ دائرٍ أوعامِرِ
|
فاللهُ فِى الآفاق أطلَعَ سَعدَهُ | |
|
| وأبانَ قُربَتَهُ وأخفى بُعدَهُ |
|
وبجنَّةِ الإجلالِ أنجز وعده | |
|
| فابنُ الرفَاعِى وابنُ عبدٍ بَعدَهُ |
|
وابو الوَفَا وعَدِىُّ بن مُسَافِرِ
|
فلشيخنا فضلٌ عليهم مُطلَقاً | |
|
| وعليهمُ فَوقَ المَعَارِجِ قَدرَقَا |
|
فَتَعَاوَرُوا من بعدِهِ دَورَ النّقَا | |
|
| وكذا إبن قيسٍ مع علىٍ والبَقَاط |
|
معهم ضياءُ الدين عبدُ القاهر
|
لقد إهتَدَوا طُراً بأنجم سعدِهِ | |
|
| وتّوارَدُوا بَحرَ الهَوَىَ من وِردِهِ |
|
وتمّسكُوا بحبالِ عَزمَةِ جَدّه | |
|
| شَهِدُوا بأجمَعِهِم مَشَاهِدَ مجدِهِ |
|
ما بينَ بادٍ فضلهم والحاضِرِ
|
وبإذنِه جاؤا فنالوا دَنَّهُ | |
|
| وشَرابُهُ من ذاقَهُ جَنَّهُ |
|
فجيمعُ أهلٍ حَقَّقَ ظَنَّهُ | |
|
| وأقَرَّ كلُّ الأولياءِ بأنَّه |
|
فَردٌ شريفُ ذو مَقَامٍ ظاهِرِ
|
فَعُلُومُ ألبَابٍ لَهُم من لُبّهِ | |
|
| فهم إستَمَدُّوا من جَلاَيَا قَلبِهِ |
|
فَبَدَا لَهُم إن لم يروا من حُبّهِ | |
|
| وبأنَّهُم لم يُدركُوا من قُربِهِ |
|
مَعَ سَبقِهِم عِلمُ غُبَارِ الغابِرِ
|
دانَت مَنَازلُهُم بنسبةِ قَدرِهِ | |
|
| فلذاكَ ما شَهدُوا عَوَالِى قَصرِهِ |
|
حَقاً ولا عَرَفُوا مَعَارِفَ صَدرِهِ | |
|
| كَلاَّ ولاشَرِبُوا إذاً من بَحرِهِ |
|
مع رَيّهِم إلا كَنَبقَةِ طائو
|
شَهِدَت طَوِيَتُهُم بذاك وقَولُهُم | |
|
| عَرفُوهُ بالإذعانِ إذ هُوَ أصلُهُم |
|
فَعلِمتُ ممَّا قد تَبَيَّنَ فِعُلُهم | |
|
| أصحابُه نِعمَ الصحابُ وفَضلُهُم |
|
بادٍ لكلّ مُماطِلٍ ومُنَاظِرِ
|
فبهم تأسَّ وللهُدى عَيِّنهُم | |
|
| وبفضلهم نَوِّه ولا تحزنهم |
|
وبكّلِ نادٍ فى الوَرَى بَيِّنهُم | |
|
| وهو رُؤُوسُ الأولياءِ ومنهم |
|
أقطابٌ بَينَ مَيَامِنٍ ومَيَاسِر
|
هذا مَديحِى طَيّبٌ ومَقَالَتِى | |
|
| لكَ يا إماماً فى المكارِمِ قد فَتَىِ |
|
فاسمع كَلاَمِى شاكراً لإشارَتى | |
|
| يا من تَخصَّصَ بالكراماتِ التى |
|
عمّت بإجماعِ ونَصِ تَواتُراً
|
وجَرت عُصُورٌ فِى مَدّ آثارِها | |
|
| ومَشَى جميعُ الخَلقِ فى أنوارِها |
|
وهم استَظَلُّوا فى مأمَن دارها | |
|
| وتَنًاقَلَ الرُكبَانُ فِى أخبارِها |
|
سِراً حَلَّت لمُسامِرِ ومُسَافِرِ
|
أنت الذى أعلى المَعَالى قَد على | |
|
| لكَ سؤدَدٌ بينَ الأعاظم إذ غَلاَ |
|
يا مَن لقلبى مَدحُهُ الغالى حَلاَ | |
|
| لما حَظَوتَ وقلتَ ذا قَدَمى عَلاَ |
|
كّلِ الرِقابِ بِجِدّ عَزم باتِرِ
|
وَمكَانَةٌ لك فِى الكرامةِ مكّنت | |
|
| وكذا المعالمُ فِى العَوَالِم أعلَنُت |
|
ووجُوهُهُم لك بالخضوع لقد عنت | |
|
| مَدَّت لهيبتك الرِقابُ وَأذ عَنَت |
|
من كلِّ قُطب غائِبٍ وحاضِرِ
|
ما فاتَ عن ميثاقِ عهدكَ من نَكَل | |
|
| كلٌّ إليك أتى وبالعُتَبى وكل |
|
ولك الخُوانُ وكُلُّهُم منها أكل | |
|
| ونَشَطت حين بَسطتَ فانقَبَضت لك آل |
|
أقطابُ بينَ مُعَاضِدٍ ومُنَاظِرِ
|
والخلقُ أضيافٌ على ذاك القِرىَ | |
|
| وبك النُزُولُ لأهل بدرٍ أوقِرا |
|
أنت المليكُ المحضُ فانظر ما ترى | |
|
| وعَنَت لك الأملاك من كّلِ الوَرَى |
|
ما بين مأمورٍ لهم أو آمِرِ
|
عَيَّت عيونُ العارفينَ كَلاَلَةً | |
|
| مِمَّا بَلَغتَ من الكَمالِ ونَوالَةً |
|
إذ ليس يحصر منك حَدُّ إحالَةً | |
|
| وظَهَرتَ فضلاً وأحتجبتَ جَلاَلَةً |
|
وعَلَوتَ مجداً فوقَ كلِّ مُعَاصِرِ
|
ولشأنِكَ الملكوتُ صارَ خَزَانةً | |
|
| فيُصَانُ عن دَرَكِ العُقُولش صِيَانَةً |
|
ولك الجوارُ الأقدسُ كنانَةَ | |
|
| وعَظُمتَ قدراً فإرتَقَيتَ مكانَةً |
|
حتى دَنَوتَ من الكليم الفاخِر
|
فبدا لك الوَجهُ المُقدَّسُ مُسفِرا | |
|
| ولِقيتَ من بُشرَى المُحِبّ نَيّراً |
|
فرجَعتَ عن بَحرِ الحقائِقِ مُخبِراً | |
|
| ورَقَيتَ غاياتِ الولَلاَ مُستَبشِراً |
|
من ربّكَ الأعلى بخيرِ بَشَائِرِ
|
وعَلوتَ تسموا فىِ البروجِ مُشيّداً | |
|
| وسَمَوتَ تَعلُو فى العُرُوج مُؤَيّداً |
|
فسكنتَ عرشاً بالبقاءِ مُمَهَّداً | |
|
| ولَقِيتَ لمّا أن ضَنيتَ مُجَرَّداً |
|
وحَضرتَ لمّا غِبتَ حَضرة ناظِرِ
|
فَنصَبتَ وجهكَ للالَهِ إنابَةً | |
|
| فشربتَ من عَينِ الشُهُودِ صَبابَةً |
|
فَبِجُودِهِ آلاكَ منه نَجَابَةً | |
|
| فَشَهِدتَ حَقاً إذ شَهِدتَ مَهَابَةً |
|
وكذا شُهُودُ الحّقِ كشفُ بَصَائِرِ
|
من ذا يُؤَمّلُ فِى ثَنَاءِ حَمِيدِهِ | |
|
| لك أن يرى أقصا فى تَعدِيدِهِ |
|
يا مُرشِداً يُصغىِ لمدح مُرِيدِهِ | |
|
| مَدِيحِىَّ الطَوِيلُ مُقَصّرُ بِمُدِيدِهِ |
|
عن بَحر وَصفِكَ بالعطاءِ الوافِرِ
|
أنجِد مُريداً مالَهُ قلبٌ صَفَا | |
|
| وبعهدِ مَولاَهَ المُهَيمنَِ ماوفى |
|
لكنّنِى مَذ أرتَجِيكَ تَعَطُّفَا | |
|
| أعدَدتُ حبَّكَ بعد حُبّ المصطفى |
|
والآلِ والأصحابِ خَيرَ ذخائرِ
|
فانظر إلى فَقرِىِ وَضَعفِ صِلتِىِ | |
|
| بِعَظِيمِ فَضلِكَ لا لأجلِ فَضِيلَتِى |
|
أنت الذى أشكُوه داءَ عَلِيلَتىِ | |
|
| وجعلتُ فيكَ المدحَ خَير وَسِيلَتَىِ |
|
لِلهِلا لإجازَةِ كالشاعِرِ
|
يا شَيخَ أربابِ السَمَاحَة سَمحَةً | |
|
| لِدَخِيل بابكَ وهو يَرجُو مِنحَةً |
|
فظننتُ أنّى لن أخِيببَ رَوحَةً | |
|
| رَجُوتُ من نَغَماتِ قربك نَفحَةً |
|
يَحيَى بها فىِ العُمِر مَيتُ حاضرِ
|
لأنالَ فيك الجودَ من بعدِ الجفا | |
|
| وأفُوزَ بالقرب المُؤَزَرِ والصَفَا |
|
وأكونَ فى يوم الحسابِ مخفَّفاً | |
|
| ثمّ الصلاةُ على النَبِى المصطفى |
|
خير الوَرى من أوّل وآخِرِ
|
قَطَبَ الذين إلى الجليلِ تَقَرَّبُوا | |
|
| فإلَيهِ كلُّ الأصفِياءِ تَحَزَّبُوا |
|
فَتَوَسلُوا بجنابِهِ وتَشَبَّثوًا | |
|
| فَلَك الرِسالةِ شَمَسُها رُوحُ النُبُوّ |
|
ةِ قُدسُهَا للحقّ أشرَفُ ناصِر
|
فبمعجزّ التنزيل يظهر فخره | |
|
| وبدا فأخفى كَلَّ نَجمٍ بَدرُهُ |
|
يا من تحلّى عند قلبك ذكُرهُ | |
|
| فِى حُبّهِ قل ما تشاءُ فَقَدرُهُ |
|
فوقَ النظامِ وفوقَ نَثرِ الناثِرِ
|
كم أعيَت فى وصفِهِ سُلاَّكُهُ | |
|
| بحرٌ عميقٌ أظلمت أحلاكُهُ |
|
أنّى يُعَادُ وأينَ لىِ إشراكُهُ | |
|
| والعجز عن إدُراكِهِ إدراكُهُ |
|
وكذا الهُدى فيه فنون الحائر
|
فالواصِفُونَ على سواحِلِ بحرِهِ | |
|
| تاهُوا حَيَارَى فى مَبَادِىء فَخرِهِ |
|
فلذا أقُولُ لمادح فى شِعرِهِ | |
|
| اللهُ أنزَلَ مَدحُهُ فِى ذِكرِهِ |
|
يتلَى فماذا قولُ شِعرٍِ الشاعِرِ
|
ما خابَ من بحنابِهِ الأسمى لَجَا | |
|
| فهو الذى مُلِئَت بِهِ كفُّ الرَجا |
|
وإذا إحتمى بِحِمَى وسِيلَتِهِ نجا | |
|
| صلّى عليه اللهُ ما أبتسم الدُجا |
|
عن جَوهَرِ الصُبّح المُنيرِ السافِرِ
|
يا قدّسَ الرحمنُ سرَّ الناظمِ | |
|
| العارفِ البحرِ المحيط العالم |
|
لازالَ مَحفُوفاً بلُطفِ دائمِ | |
|
| وتَعَدُدِى من بحرهِ المُتَلاطِمِ |
|
أمواجُهُ بلآلئى وجَواهِرِ
|
فأنا الفقيرُ لخالقى بنُعُوتىِ | |
|
| وتَوَسُّلىِ بجنابه اللاهُوتىِ |
|
أن لاكسَ من المّنِ ناسُوتِى | |
|
| ويفكّنِى عَن سِرّه الملكوتى |
|
لأنتم من ذاك للعبير العاطر
|
يا ربّ نَوّر عالمَ الجَبَرُوتى | |
|
| يابَرُّ أنزِل برَّكَ الرَحَمُوتِى |
|
وألُطُف إلهى باسمك الرَهَبُوتِى | |
|
| وأغفر لنور الدين ذا الأيتُوتِى |
|
وارزَقَهُ أصفَى وَصلِ ماءٍ طاهِرِ
|
يُنقيهِ ذاك الماءُ من أقذارِهِ | |
|
| يُبقِبه ذاك الوَصلُ فى أنوارِهِ |
|
يَشفِيهِ فىِ الدارَينِ من أكدارِهِ | |
|
| يَكفِيهِ فِى الكَونَينِ من أوزارِهِ |
|
يُؤوِيِه فِى أعلى مَقَامٍ فاخِرِ
|
وارحمه فِى الدارَيَنِ مع آبائِهِ | |
|
| مع تابِعيِهِ ومن دَعَى بِدُعائِهِ |
|
وإغفِرلهم يا مَن نَحيىَ بِعَطَائِهِ | |
|
|
وبِكَامنِ السِرّ الخَفِىّ الساتِرِ
|