عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > نور الدين البريفكاني > الله يكفِينا شُرورَ المَاكِر

العراق

مشاهدة
504

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

الله يكفِينا شُرورَ المَاكِر

الله يكفِينا شُرورَ المَاكِر
وبهِ غداً نَحظى بِلُطفِ الشاكِرِ
يا صاح دع لهواً وكلَّ مَنَاكِرِ
ذكر الإلَهِ حَيَاةُ قَلبِ الذاكِرِ
فأمِت بِهِ كَيدَ الغُرورِ الغادِرِ
وإصبِر على بَلواهُ فى أيَّامِهِ
وإسمَع خِطابَ الحقِّ فى أحكامِهِ
وإجعل فؤادك مَنزلاً لمقامه
وأذكرهُ وأشكرهُ على إنعامِهِ
ذِكراً تَنَقَت بالذكور الذاكر
واذكُر قِيَامَ الرُوح يومَ تَعَرَّضَت
حيثُّ الأمانَةُ ظَهرُهَا قد إنقَضَت
وأذابَهَا شَفَقاً وفيه تَمَرَّضَت
وأعِد حَدِيثَكَ عن ليالِى قد مَضَت
بالأبرَقَينِ وبالعُذَيبِ وحَاجِرِ
لمّا دلى رُوحُ المحبّ بِنبلِهِ
وهنالك العُشَّاقُ قَتلى نَصلِهِ
أحبَابُنَا أنتم سُكَارَى فَضلِهِ
سَقياً لأيَّام العَقيقِ وأهلِهِ
ولكّلِ مَن وَرَد الحما مِن زائِرِ
هَجرُ الحبيبِ أحَرُّ هجر الصائِفِ
ولدىَّ رُوحُ القُرُبِ رِيح مَهَاتِفِ
رُدُوا سَقَامى نحو ذاك القائفِ
أحلى مِن الأمن إسبان لخائِفِ
والوصلُ بعدَ تَقَاطُعٍ وتَهَاجُرِ
حضراتُ قوم كأسُها مَشرُوبَةٌ
وعروسُ أترابٍ لنا مخطوبَةٌ
يا صاح كم أيّامها مرغوبةُ
أيّامُ الأخير أقمَارُها مَحجُوبَةٌ
عنّا ولا غَزلانُها بِنَوَافِر
فهنا لَكَ البُشرى لنا بِلقاكُم
وتفوزُ رُوحُ شهيدكم بحباكم
يا أهل وُدّى واصِلُوا مَرضَاكم
فَتَعُودُ أعيَادِى بِعودِ رِضَاكُم
عَنّىِ وتملىِ بالسرور سرائرُ
ما كنتُ عن باب الأحبَّة زائلاً
أبكى على فَقدِ الأحبّةِ قائلاً
يا نُورَ قلبِى لستُ عنكم مائِلاً
ولقد وَقَفتُ على الطُلُولِ سائِلاُ
عن أهلِ ذاكَ الحَيّىِ وَقَفَةَ حائرِ
من لىِ ونفسىِ بالفِراقِ تحيرت
لأهَيلِ ذاكَ الحيّىِ حيث تعسَّرَت
رؤياهُم لِى فالأماكِنُ أخبرت
فأجابنىِ رَسمُ الدِيارِ وقد جَرَت
فيه دُمُوعِىِ كالسحابِ الماطِرِ
قِف بالطُلُول على غَرام وافتَقرِ
واصبر على لَوعَاتِ نارِكَ وإنتظر
وإكسِر بأعتابِ الأحِبَّةِ تَنخَبِر
ذَهَبُوا جَمِيعاً فإحتَسبِهُم واصطبر
فعساك أن تحظَى بأجر الصابرِ
أفنى ظلامَ العمر صبحٌ سافرٌ
وأتت على رَغم البقاءِ نَوافِرُ
هذا رقيبُ الموتِ قَبرُكَ حاضرُ
فَتَزَوَّد التقوى فأنت مُسَافِرُ
وبغير زادٍ كيف حالُ المسافِر
فإخضَع إلى المولى الكريم تَبَتُلاً
واترك توانى فَترَةُ وتَكَسُلاً
وأذكر جِنَايَاتٍ قَرَفتَ تعَمّلاً
فالوقتُ أقصرُ مدةً من أن تلاَ
فِيهِ فسارِع بالجميلِ وبادِرِ
عَرِّج على طَلَل الأخِلاَّ والرُبا
فَهُم الذين بِدورِهِم سَكَنَةُ قُبا
مُت فِى هَوَاهُم بالجمالِ تَعَجُّباً
واجعل مَدبحكَ إن أرَدتَ تَقَرُّباً
من ذى الجلالِ بباطِنٍ وبظاهِر
مَدحُ إلَهٍ بذِكرِهِ وكتابهِ
سكانَ يَثرِبَ مصطفى أحبَابِهِ
فاذكر جميلَ المدحِ فى أطنَابِهِ
للمصطفى ولآلِهِ وأصحابِهِ
والشيخ محيى الدين عبدالقادِرِ
من كان ذا أمرٍ عَجِيبٍ نافِذٍ
كَهفِ الدخيل وعَونِ عبدٍ لائِذ
مَن ذكره فى الكَونِ كالمِسكَ الشَذّى
بَحرِ العُلومِ الحَبرِ والقُطبِ الذى
ورِثَ الولايَةَ كابِراً عن كابِر
فَحلِ الفُحُولِ ومن لَدَيه مَرَامُهُم
بَدرِ البُدُور بِهِ يُنَارُ ظَلامُهُم
وهو الذى تصفو لديه كَلاَمَهُم
شيخُ الشُيُوخِ وصُدُورُهم وإمامُهُم
لُبُّ بِلا قِشرٍ كثيرُ مآثِرِ
اللهُ أبرَزَهُ إلينا مُرشِداً
فَجَمِيعُ من والاهُ أمسَى مُسعِدا
كم كانَ للملهوفِ عَوناً مُنجِداً
تاجُ الحقيقةِ فَخرُها نجمُ الهِدا
يَةِ فَجرُها نورُ الظَلاَم العاكِرِ
وأتى مِن المَلَكُوتِ شادُوسَ النِدا
يَدعُو بانَّ الشيخَ برهانُ الهُدى
هذا الذى من فَورِ طَلعَتِهِ بَدا
رُوحُ الوِلايةِ أنسُهَا بَدرُ الهِدا
يَة شَمسُها لُبُّ اللُبَابِ الفاخِرِ
يَنُبُوعُ كّلِ فضيلة مَن يشترىِ
يأخُذهُ مِن الفَردِ العَليمِ الأقمَرىَِ
وعُلُومةُ كطُهُورِ ماءِ الكَوثَرَ
صدرُ الشريعةِ قَلبُها فَردُ الطَرىِ
قَةِ قُطبها نَجلُ النَبّىِ الطاهِرِ
آوى لَهُ الآمَل كَلُّ دأبِهِ
وأضاء أحلاَكَ الدَياجِىِ حُبُّهُ
فهو الذى إنقَلَبَ الشَهَادةَ غَيبُهُ
ودليلُهٌ الوقتُ المخاطَبُ قلبُهُ
بِسَرائِرٍ وبَواطِنٍ وظَاهِر
هو الذى ملكَ المعالى قهرةً
لمّا تَرَقَى فى المَرقَى ظَهرَةً
والأمرُ يُغنىِ عن بيانٍ شُهرةً
وهو المَقَرَّبُ والمكاشِفُ جَهرَةً
بغيوبِ أسرار وسرِّ ضَمائِرِ
فا لمُلتَجىِ بالشيخ يُكشَفُ ضُرُّهُ
وإلحَق فىِ كلّ الأمورِ بِبَرّهِ
وأنالَهُ ما شاءَ وهو يسرُّهُ
وهو المِسَامِرُ والمنَادِمُ سِرُّهُ
بفُنُونِ أخبارِ وكشفِ سَرائرِ
وأتى إليه من المُهَيمِنِ حَولُهُ
والميلُ من كنز المواهِبِ طولُهُ
فهو الذى فى كّلِ قلبٍ هَولُهُ
وهو المَنطِقُ المَؤَيَّدُ قَولُهُ
ولَهُ فُتُوحُ الغيب آيةُ قادِرِ
وله الرِضا من رَبّهِ عند القَضَا
فَغَدا لَهُ خير القَرِين مُقَيّضاً
وسَرَى إلى المولى فصارَ إلى الفضا
وله التَحَبُّبٌ والتودُّدُ والرضا
مِن رَبّهِ بِمَعارِفٍ كَجَواهِرِ
أحيى الهُدى كالبدرٍ فِى دَيُجُورِهِ
من بعد أدبارِ شمس ظُهُورِهِ
لمّأ دنى من رَبّه بِحُبُورِه
سَلَكَ الطَريق فأشرَق فِى نُورِهِ
وَعُلُومِهِ لِضِاءِ بَدرٍ زاهِرِ
فَدُنُوّه لِله أعظمُ قُربَةٍ
فغدا لأرواحِ الأكابر كَعبَةً
أنظر لتُربَتِهِ الرفيعةِ غربةً
وعُلاَهُ أعلىَ فىِ المعَالىِ رُتبَةً
وأقمارُهُ ما مثله لمَفَاخِرِ
فَمَقامُهُ فىِ القربِ دون نِهايَةٍ
وآرى له الإكرامَ فىِ لاغَايَةٍ
هذا الولّىِ المُجتَبَى بِعِنايَةِ
خَلَعَ اللهُ عليهِ ثوبَ وِلاَيَةٍِ
وأمَدَّهُ من جُندِهِ بِعَسَاكِرِ
ومَنَاقِبُ الأشرافِ فيه تَحتَفِلُ
فمن الثَنَاءِ عليه دَهرَك لا تَمِلُ
واذكُرُه فهو النُخبَةُ الوافى العدل
فَلَهُ الفَخَارُ على الفخار بفَضلِهِ أل
وافى وبالنِّسَبِ الشريفِ الباهِرِ
فَلَهُ زكاءُ الدهر فينا أشرقَت
وأضاءت الأفاق ثم إستغرقت
وعَبِيرهُ كلُّ الأنُوفِ إستَنشَقَت
وله المناقِبُ جُمِعت وتَفَرَّقَت
فى كلّ نادٍ دائرٍ أوعامِرِ
فاللهُ فِى الآفاق أطلَعَ سَعدَهُ
وأبانَ قُربَتَهُ وأخفى بُعدَهُ
وبجنَّةِ الإجلالِ أنجز وعده
فابنُ الرفَاعِى وابنُ عبدٍ بَعدَهُ
وابو الوَفَا وعَدِىُّ بن مُسَافِرِ
فلشيخنا فضلٌ عليهم مُطلَقاً
وعليهمُ فَوقَ المَعَارِجِ قَدرَقَا
فَتَعَاوَرُوا من بعدِهِ دَورَ النّقَا
وكذا إبن قيسٍ مع علىٍ والبَقَاط
معهم ضياءُ الدين عبدُ القاهر
لقد إهتَدَوا طُراً بأنجم سعدِهِ
وتّوارَدُوا بَحرَ الهَوَىَ من وِردِهِ
وتمّسكُوا بحبالِ عَزمَةِ جَدّه
شَهِدُوا بأجمَعِهِم مَشَاهِدَ مجدِهِ
ما بينَ بادٍ فضلهم والحاضِرِ
وبإذنِه جاؤا فنالوا دَنَّهُ
وشَرابُهُ من ذاقَهُ جَنَّهُ
فجيمعُ أهلٍ حَقَّقَ ظَنَّهُ
وأقَرَّ كلُّ الأولياءِ بأنَّه
فَردٌ شريفُ ذو مَقَامٍ ظاهِرِ
فَعُلُومُ ألبَابٍ لَهُم من لُبّهِ
فهم إستَمَدُّوا من جَلاَيَا قَلبِهِ
فَبَدَا لَهُم إن لم يروا من حُبّهِ
وبأنَّهُم لم يُدركُوا من قُربِهِ
مَعَ سَبقِهِم عِلمُ غُبَارِ الغابِرِ
دانَت مَنَازلُهُم بنسبةِ قَدرِهِ
فلذاكَ ما شَهدُوا عَوَالِى قَصرِهِ
حَقاً ولا عَرَفُوا مَعَارِفَ صَدرِهِ
كَلاَّ ولاشَرِبُوا إذاً من بَحرِهِ
مع رَيّهِم إلا كَنَبقَةِ طائو
شَهِدَت طَوِيَتُهُم بذاك وقَولُهُم
عَرفُوهُ بالإذعانِ إذ هُوَ أصلُهُم
فَعلِمتُ ممَّا قد تَبَيَّنَ فِعُلُهم
أصحابُه نِعمَ الصحابُ وفَضلُهُم
بادٍ لكلّ مُماطِلٍ ومُنَاظِرِ
فبهم تأسَّ وللهُدى عَيِّنهُم
وبفضلهم نَوِّه ولا تحزنهم
وبكّلِ نادٍ فى الوَرَى بَيِّنهُم
وهو رُؤُوسُ الأولياءِ ومنهم
أقطابٌ بَينَ مَيَامِنٍ ومَيَاسِر
هذا مَديحِى طَيّبٌ ومَقَالَتِى
لكَ يا إماماً فى المكارِمِ قد فَتَىِ
فاسمع كَلاَمِى شاكراً لإشارَتى
يا من تَخصَّصَ بالكراماتِ التى
عمّت بإجماعِ ونَصِ تَواتُراً
وجَرت عُصُورٌ فِى مَدّ آثارِها
ومَشَى جميعُ الخَلقِ فى أنوارِها
وهم استَظَلُّوا فى مأمَن دارها
وتَنًاقَلَ الرُكبَانُ فِى أخبارِها
سِراً حَلَّت لمُسامِرِ ومُسَافِرِ
أنت الذى أعلى المَعَالى قَد على
لكَ سؤدَدٌ بينَ الأعاظم إذ غَلاَ
يا مَن لقلبى مَدحُهُ الغالى حَلاَ
لما حَظَوتَ وقلتَ ذا قَدَمى عَلاَ
كّلِ الرِقابِ بِجِدّ عَزم باتِرِ
وَمكَانَةٌ لك فِى الكرامةِ مكّنت
وكذا المعالمُ فِى العَوَالِم أعلَنُت
ووجُوهُهُم لك بالخضوع لقد عنت
مَدَّت لهيبتك الرِقابُ وَأذ عَنَت
من كلِّ قُطب غائِبٍ وحاضِرِ
ما فاتَ عن ميثاقِ عهدكَ من نَكَل
كلٌّ إليك أتى وبالعُتَبى وكل
ولك الخُوانُ وكُلُّهُم منها أكل
ونَشَطت حين بَسطتَ فانقَبَضت لك آل
أقطابُ بينَ مُعَاضِدٍ ومُنَاظِرِ
والخلقُ أضيافٌ على ذاك القِرىَ
وبك النُزُولُ لأهل بدرٍ أوقِرا
أنت المليكُ المحضُ فانظر ما ترى
وعَنَت لك الأملاك من كّلِ الوَرَى
ما بين مأمورٍ لهم أو آمِرِ
عَيَّت عيونُ العارفينَ كَلاَلَةً
مِمَّا بَلَغتَ من الكَمالِ ونَوالَةً
إذ ليس يحصر منك حَدُّ إحالَةً
وظَهَرتَ فضلاً وأحتجبتَ جَلاَلَةً
وعَلَوتَ مجداً فوقَ كلِّ مُعَاصِرِ
ولشأنِكَ الملكوتُ صارَ خَزَانةً
فيُصَانُ عن دَرَكِ العُقُولش صِيَانَةً
ولك الجوارُ الأقدسُ كنانَةَ
وعَظُمتَ قدراً فإرتَقَيتَ مكانَةً
حتى دَنَوتَ من الكليم الفاخِر
فبدا لك الوَجهُ المُقدَّسُ مُسفِرا
ولِقيتَ من بُشرَى المُحِبّ نَيّراً
فرجَعتَ عن بَحرِ الحقائِقِ مُخبِراً
ورَقَيتَ غاياتِ الولَلاَ مُستَبشِراً
من ربّكَ الأعلى بخيرِ بَشَائِرِ
وعَلوتَ تسموا فىِ البروجِ مُشيّداً
وسَمَوتَ تَعلُو فى العُرُوج مُؤَيّداً
فسكنتَ عرشاً بالبقاءِ مُمَهَّداً
ولَقِيتَ لمّا أن ضَنيتَ مُجَرَّداً
وحَضرتَ لمّا غِبتَ حَضرة ناظِرِ
فَنصَبتَ وجهكَ للالَهِ إنابَةً
فشربتَ من عَينِ الشُهُودِ صَبابَةً
فَبِجُودِهِ آلاكَ منه نَجَابَةً
فَشَهِدتَ حَقاً إذ شَهِدتَ مَهَابَةً
وكذا شُهُودُ الحّقِ كشفُ بَصَائِرِ
من ذا يُؤَمّلُ فِى ثَنَاءِ حَمِيدِهِ
لك أن يرى أقصا فى تَعدِيدِهِ
يا مُرشِداً يُصغىِ لمدح مُرِيدِهِ
مَدِيحِىَّ الطَوِيلُ مُقَصّرُ بِمُدِيدِهِ
عن بَحر وَصفِكَ بالعطاءِ الوافِرِ
أنجِد مُريداً مالَهُ قلبٌ صَفَا
وبعهدِ مَولاَهَ المُهَيمنَِ ماوفى
لكنّنِى مَذ أرتَجِيكَ تَعَطُّفَا
أعدَدتُ حبَّكَ بعد حُبّ المصطفى
والآلِ والأصحابِ خَيرَ ذخائرِ
فانظر إلى فَقرِىِ وَضَعفِ صِلتِىِ
بِعَظِيمِ فَضلِكَ لا لأجلِ فَضِيلَتِى
أنت الذى أشكُوه داءَ عَلِيلَتىِ
وجعلتُ فيكَ المدحَ خَير وَسِيلَتَىِ
لِلهِلا لإجازَةِ كالشاعِرِ
يا شَيخَ أربابِ السَمَاحَة سَمحَةً
لِدَخِيل بابكَ وهو يَرجُو مِنحَةً
فظننتُ أنّى لن أخِيببَ رَوحَةً
رَجُوتُ من نَغَماتِ قربك نَفحَةً
يَحيَى بها فىِ العُمِر مَيتُ حاضرِ
لأنالَ فيك الجودَ من بعدِ الجفا
وأفُوزَ بالقرب المُؤَزَرِ والصَفَا
وأكونَ فى يوم الحسابِ مخفَّفاً
ثمّ الصلاةُ على النَبِى المصطفى
خير الوَرى من أوّل وآخِرِ
قَطَبَ الذين إلى الجليلِ تَقَرَّبُوا
فإلَيهِ كلُّ الأصفِياءِ تَحَزَّبُوا
فَتَوَسلُوا بجنابِهِ وتَشَبَّثوًا
فَلَك الرِسالةِ شَمَسُها رُوحُ النُبُوّ
ةِ قُدسُهَا للحقّ أشرَفُ ناصِر
فبمعجزّ التنزيل يظهر فخره
وبدا فأخفى كَلَّ نَجمٍ بَدرُهُ
يا من تحلّى عند قلبك ذكُرهُ
فِى حُبّهِ قل ما تشاءُ فَقَدرُهُ
فوقَ النظامِ وفوقَ نَثرِ الناثِرِ
كم أعيَت فى وصفِهِ سُلاَّكُهُ
بحرٌ عميقٌ أظلمت أحلاكُهُ
أنّى يُعَادُ وأينَ لىِ إشراكُهُ
والعجز عن إدُراكِهِ إدراكُهُ
وكذا الهُدى فيه فنون الحائر
فالواصِفُونَ على سواحِلِ بحرِهِ
تاهُوا حَيَارَى فى مَبَادِىء فَخرِهِ
فلذا أقُولُ لمادح فى شِعرِهِ
اللهُ أنزَلَ مَدحُهُ فِى ذِكرِهِ
يتلَى فماذا قولُ شِعرٍِ الشاعِرِ
ما خابَ من بحنابِهِ الأسمى لَجَا
فهو الذى مُلِئَت بِهِ كفُّ الرَجا
وإذا إحتمى بِحِمَى وسِيلَتِهِ نجا
صلّى عليه اللهُ ما أبتسم الدُجا
عن جَوهَرِ الصُبّح المُنيرِ السافِرِ
يا قدّسَ الرحمنُ سرَّ الناظمِ
العارفِ البحرِ المحيط العالم
لازالَ مَحفُوفاً بلُطفِ دائمِ
وتَعَدُدِى من بحرهِ المُتَلاطِمِ
أمواجُهُ بلآلئى وجَواهِرِ
فأنا الفقيرُ لخالقى بنُعُوتىِ
وتَوَسُّلىِ بجنابه اللاهُوتىِ
أن لاكسَ من المّنِ ناسُوتِى
ويفكّنِى عَن سِرّه الملكوتى
لأنتم من ذاك للعبير العاطر
يا ربّ نَوّر عالمَ الجَبَرُوتى
يابَرُّ أنزِل برَّكَ الرَحَمُوتِى
وألُطُف إلهى باسمك الرَهَبُوتِى
وأغفر لنور الدين ذا الأيتُوتِى
وارزَقَهُ أصفَى وَصلِ ماءٍ طاهِرِ
يُنقيهِ ذاك الماءُ من أقذارِهِ
يُبقِبه ذاك الوَصلُ فى أنوارِهِ
يَشفِيهِ فىِ الدارَينِ من أكدارِهِ
يَكفِيهِ فِى الكَونَينِ من أوزارِهِ
يُؤوِيِه فِى أعلى مَقَامٍ فاخِرِ
وارحمه فِى الدارَيَنِ مع آبائِهِ
مع تابِعيِهِ ومن دَعَى بِدُعائِهِ
وإغفِرلهم يا مَن نَحيىَ بِعَطَائِهِ
وببسم الله ثمّ ببَابِهِ
وبِكَامنِ السِرّ الخَفِىّ الساتِرِ
نور الدين البريفكاني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2014/06/18 11:59:53 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com