مَن ظَنَّ بَعدَكَ أَن يَقولَ رِثاءَ | |
|
| فَليَرثِ مِن هَذا الوَرى مَن شاءَ |
|
فَجَعَ المَكارِمَ فاجِعٌ في رَبِّها | |
|
| وَالمَجدَ في بانيهِ وَالعَلياءَ |
|
وَنَعى النُعاةُ إِلى المُروءَةِ كَنزَها | |
|
| وَإِلى الفَضائِلِ نَجمَها الوَضّاءَ |
|
أَأَبا مُحَمَّدٍ اِتَّئِد في ذا النَوى | |
|
| وَاِرفُق بِآلِكَ وَاِرحَمِ الأَبناءَ |
|
وَاِستَبقِ عِزَهُم بِطَهراءَ الَّتي | |
|
| كانوا النُجومَ بِها وَكُنتَ سَماءَ |
|
أَدجى بِها لَيلُ الخُطوبِ وَطالَما | |
|
| مُلِأَت مَنازِلُها سَنىً وَسَناءَ |
|
وَإِذا سُلَيمانَ اِستَقَلَّ مَحَلَّةً | |
|
| كانَت بِساطاً لِلنَدى وَرَجاءَ |
|
فَاِنظُر مِنَ الأَعوادِ حَولَكَ هَل تَرى | |
|
| مِن بَعدِ طِبِّكَ لِلعُفاةِ دَواءَ |
|
سارَت جَنازَةُ كُلِّ فَضلٍ في الوَرى | |
|
| لَمّا رَكِبتَ الآلَةَ الحَدباءَ |
|
وَتَيَتَّمَ الأَيتامُ أَوَّلَ مَرَّةٍ | |
|
| وَرَمى الزَمانُ بِصَرفِهِ الفُقَراءَ |
|
وَلَقَد عَهِدتُكَ لا تُضَيِّعُ راجِياً | |
|
| وَاليَومَ ضاعَ الكُلُّ فيكَ رَجاءَ |
|
وَعَلِمتُ أَنَّكَ مَن يَوَدُّ وَمَن يَفي | |
|
| فَقِفِ الغَداةَ لَوِ اِستَطَعتَ وَفاءَ |
|
وَذَكَرتُ سَعيَكَ لي مَريضاً فانِياً | |
|
| فَجَعَلتُ سَعيِيَ بِالرِثاءِ جَزاءَ |
|
وَالمَرءُ يُذكَرُ بِالجَمائِلِ بَعدَهُ | |
|
| فَاِرفَع لِذِكرِكَ بِالجَميلِ بِناءَ |
|
وَاِعلَم بِأَنَّكَ سَوفَ تُذكَرُ مَرَّةً | |
|
| فَيُقالُ أَحسَنَ أَو يُقالُ أَساءَ |
|
أَبَنيهِ كونوا لِلعِدى مِن بَعدِهِ | |
|
| كَيداً وَكونوا لِلوَلِيِّ عَزاءَ |
|
وَتَجَلَّدوا لِلخَطبِ مِثلَ ثَباتِهِ | |
|
| أَيّامَ يُدافِعُ الأَرزاءَ |
|
وَاللَهُ ما ماتَ الوَزيرُ وَكُنتُمُ | |
|
| فَوقَ التُرابِ أَعِزَّةً أَحياءَ |
|