إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
دعوني أنام |
دعوني أهدئ روع الليالي وأوقف بعض لهاث الظلام |
دعوني أسلم رايات صحوي لسرب حمام |
وأنهي جميع الحوارات حتى يعانقني في الكرى طيف صوتي |
ليحملني في تجاويف حلم يحوّم بين انبعاثي وموتي |
فأسرد للأرض بعض التفاصيل من قبل توقيع ميثاق صمتي |
دعوني فأزمنة البوح ملت حروفي وفات أوان الكلام |
صحوت طويلاً أهش عن العمر فوج الشقاءْ |
ولا حول لي غير قلب كفيف وروح ممزقة في رداءْ |
ونازعت حظي وجالدت عن بؤسه الراتعِ |
وعشت أناضل في كل صوبٍ وتهزمني شقوة الطالعِ |
ومرت سنيني |
وما زال بين خوافيَّ طفل ينوح على حقه الضائعِ |
وخلف تخومي تهيب الكهولة بالعتق توّاقة للثواءْ |
صحوت طويلاً ولم أنتبه لشجون الغروبْ |
تمسكت بالشمس أحبطت خطتها للهروبْ |
وجمّعتُ في راحتيّ بقايا نجوم الظهيرةْ |
صعدت على نبتة القيظ أبحث عن أمنياتي الصغيرةْ |
وألقيت لليل ذيل الظفيرةْ |
وأرخيت للّافحات شراعي أبادلها همهمات الهبوبْ |
دعوني فقد طفت كل الممالكْ |
وخضت المعارك إثر المعاركْ |
سلكت إلى الفجر كل المسالكْ |
على صهوة الخوف حاربت ظلي |
وجاريت بعضي فأفنيت كلي |
وطوّفت بالعمر بين وجودٍ ظعينٍ وموتٍ مُطِلِّ |
وجبت مجرات فرحي وحزني |
لأبحث خلف دجى الريح عني |
ولما عييت اتكأت هناك وأحكمت من أضلعي سور سجني |
وسلمت للتيه كل المجاديف ثم استرحت لجهد المُقلِّ |
دعوني أرتّق نفسي قليلاً فقد كثرَتْ في إهابي الثقوبْ |
وأوجعني الضوء يأتي ويخبو ويصعق في كبريائي الندوبْ |
وطاف عليّ الزمان كثيراً ليضبط ميعاد ألف غروبْ |
تعاهدني الحزن ثم انتقل |
تحاملني الهم دهراً فمل |
وهأنا في رِبقة اللاشعور فما من قنوط وما من أمل |
تبعت مدى الليل ما أبحرا |
وسامرته حالكاً مقمرا |
ولما أتى الصبح حيّا وأرخى على مقلتيه شراع الكرى |
فوجهت للنور وجهي الغريقْ |
وسايرته سادراً كالحريقْ |
وجلّت لي الشمس حزن الطريقْ |
وسرنا سوياً إلى أن طواها النعاس فغابت ولمّا أزلْ |
دعوني أنام |
فقد ودعتني جميع الزوايا |
ووقّعت تحت المقال الأخير وأنهيت أنهيت كل الحكايا |
وفي دفتر للكلام القديم كتبت الوصايا |
دعوني أمد الفضاءات فوقي وأخلد في دعة للسلام |