أَحمُدُكَ اللَهَ وَأُطري الأَنبِياء | |
|
| مَصدَرَ الحِكمَةِ طُرّاً وَالضِياء |
|
وَلَهُ الشُكرُ عَلى نُعمى الوُجود | |
|
| وَعَلى ما نِلتُ مِن فَضلٍ وَجود |
|
اُعبُدِ اللَهَ بِعَقلٍ يا بُنَيَّ | |
|
| وَبِقَلبٍ مِن رَجاءِ اللَهِ حَي |
|
اُرجُهُ تُعطَ مَقاليدَ الفَلَك | |
|
| وَاِخشَهُ خَشيَةَ مَن فيهِ هَلَك |
|
اُنظُرِ المُلكَ وَأَكبِر ما خَلَق | |
|
| وَتَمَتَّع فيهِ مِن خَيرٍ رَزَق |
|
أَنتَ في الكَونِ مَحَلُّ التَكرِمَه | |
|
| كُلُّ شَيءٍ لَكَ عَبدٌ أَو أَمَه |
|
سُخِّرَ العالَمُ مِن أَرضٍ وَماء | |
|
| لَكَ وَالريحُ وَما تَحتَ السَماء |
|
اُذكُرِ الآيَةَ إِذ أَنتَ جَنين | |
|
| لَكَ في الظُلمَةِ لِلنورِ حَنين |
|
كُلَّ يَومٍ لَكَ شَأنٌ في الظُلَم | |
|
| حارَ فيهِ كُلُّ بُقراطٍ عَلَم |
|
كانَ في جَنبِكَ شَيءٌ مِن عَلَقَ | |
|
| حينَ مَسَّتهُ يَدُ اللَهِ خَفَق |
|
صارَ حِسّاً وَحَياةً بَعدَما | |
|
| كانَ في الأَضلاعِ لَحماً وَدَما |
|
دَقَّ كَالناقوسِ وَسطَ الهَيكَل | |
|
| في اِنتِفاضٍ كَاِنتِفاضِ البُلبُل |
|
قُل لِمَن طَبَّبَ أَو مَن نَجَّما | |
|
| صَنعَةُ اللَهِ وَلَكِن زِغتُما |
|
آمِنا بِاللَهِ إيمانَ العَجوز | |
|
| إِنَّ غَيرَ اللَهِ عَقلاً لا يَجوز |
|
أَيُّها الطالِبُ لِلعِلمِ اِستَمِع | |
|
| خَيرَ ما في طَلَبِ العِلمِ جُمِع |
|
هُوَ إِن أوتيتَهُ أَسنى النِعَم | |
|
| هَل تَرى الجُهّالَ إِلّا كَالنَعَم |
|
اُطلُبِ العِلمَ لِذاتِ العِلمِ لا | |
|
| لِظُهورٍ باطِلٍ بَينَ المَلا |
|
عِندَ أَهلِ العِلمِ لِلعِلمِ مَذاق | |
|
| فَإِذا فاتَكَ هَذا فَاِفتِراق |
|
طَلَبُ المَحرومِ لِلعِلمِ سُدى | |
|
| لَيسَ لِلأَعمى عَلى الضَوءِ هُدى |
|
فَإِذا فاتَكَ تَوفيقُ العَليم | |
|
| فَاِمتَنِع عَن كُلِّ تَحصيلٍ عَقيم |
|
وَاِطلُبِ الرِزقَ هُنا أَو هَهُنا | |
|
| كَم مَعَ الجَهلِ يَسارٌ وَغِنى |
|
كُلُّ ما عَلَّمَكَ الدَهرُ اِعلَمِ | |
|
| التَجاريبُ عُلومُ الفَهِمِ |
|
إِنَّما الأَيّامُ وَالعَيشُ كِتاب | |
|
| كُلَّ يَومٍ فيهِ لِلعِبرَةِ باب |
|
إِن رُزِقتَ العِلمَ زِنهُ بِالبَيان | |
|
| ما يُفيدُ العَقلُ إِن عَيَّ اللِسان |
|
كَم عَليمٍ سَقَطَ العِيُّ بِهِ | |
|
| مُظلِمٌ لا تَهتَدي في كُتبِهِ |
|
وَأَديبٍ فاتَهُ العِلمُ فَما | |
|
| جاءَ بِالحِكمَةِ فيما نَظَما |
|
إِنَّ لِلعِلمِ جَميعاً فَلسَفَه | |
|
| مَن تَغِب عَنهُ تَفُتهُ المَعرِفَه |
|
اِقرَإِ التاريخَ إِذ فيهِ العِبَر | |
|
| ضاعَ قَومٌ لَيسَ يَدرونَ الخَبَر |
|
كُن إِلى المَوتِ عَلى حُبِّ الوَطَن | |
|
| مَن يَخُن أَوطانَهُ يَوماً يُخَن |
|
وَطَنُ المَرءِ جَماهُ المُفتَدى | |
|
| يَذكُرُ المِنَّةَ مِنهُ وَاليَدا |
|
قَد عَرَفتَ الدارَ وَالأَهلَ بِهِ | |
|
| كُلُّ حُبٍّ شُعبَةٌ مِن حُبِّهِ |
|
هُوَ مَحبوبُكَ بادٍ مُحتَجِب | |
|
| يَعرِفُ الشَوقَ لَهُ مَن يَغتَرِب |
|
لَكَ مِنهُ في الصِبا مَهدٌ رَحيم | |
|
| فَإِذا وُريتَ فَالقَبرُ الكَريم |
|
كَم عَزيزٍ عِندَكَ اِستَودَعتَهُ | |
|
| وَعُهودٍ بَعدَكَ اِستَرعَيتَهُ |
|
وَدَفينٍ لَكَ فيهِ كَرُما | |
|
| تَذرِفُ الدَمعَ لِذِكراهُ دَما |
|
كُن نَشيطاً عامِلاً جَمَّ الأَمَل | |
|
| إِنَّما الصِحَّةُ وَالرِزقُ العَمَل |
|
كُلُّ ما أَتقَنتَ مَحبوبٌ وَجيه | |
|
| مُتقَنُ الأَعمالِ سِرُّ اللَهِ فيه |
|
يُقبِلُ الناسُ عَلى الشَيءِ الحَسَن | |
|
| كُلُّ شَيءٍ بِجَزاءٍ وَثَمَن |
|
اِنظُرِ الآثارَ ما أَزيَنَها | |
|
| قَد حَباها الخُلدَ مَن أَتقَنَها |
|
تِلكَ آثارُ بَني مِصرَ الأُوَل | |
|
| أَتقَنوا الصَنعَةَ حَتّى في الجُعَل |
|
أَيُّها التاجِرُ بُلِّغتَ الأَرَب | |
|
| طالِعُ التاجِرِ في حُسنِ الأَدَب |
|
بابُ حانوتِكَ بابُ الرازِقِ | |
|
| لا تُفارِق بابَهُ أَو فارِقِ |
|
وَاِحتَرِم في بابِهِ مَن دَخَلا | |
|
| كُلُّهُم مِنهُ رَسولٌ وَصَلا |
|
تاجِرُ القَومِ صَدوقٌ وَأَمين | |
|
| لَفظَةٌ مِن فيهِ لِلقَومِ يَمين |
|
إِنَّ لِلإِقدامِ ناساً كَالأُسُد | |
|
| فَتَشَبَّه إِنَّ مَن يُقدِم يَسُد |
|
مِنهُمو كُلُّ فَتىً سادَ وَشاد | |
|
| مِنهُمو إِسكَندَرٌ وَاِبنُ زِياد |
|
وَشُجاعُ النَفسِ مِنهُم في الكُروب | |
|
| كَشُجاعِ القَلبِ في وَقتِ الحُروب |
|
وابِلٌ سُقراطُ وَالشُجعانُ طَل | |
|
| إِنَّما مَن يَنصُرُ الحَقَّ البَطَل |
|
هُم جَمالُ الدَهرِ حيناً بَعدَ حين | |
|
| مِن غُزاةٍ أَو دُعاةٍ مُصلِحين |
|
لَهُمُ مِن هَيبَةٍ عِندَ الأُمَم | |
|
| ما لِراعي غَنَمٍ عِندَ الغَنَم |
|
قُل إِذا خاطَبتَ غَيرَ المُسلِمين | |
|
| لَكُمو دينٌ رَضيتُم وَلِيَ دين |
|
خَلِّ لِلدَيّانِ فيهِم شانَهُ | |
|
| إِنَّهُ أَولى بِهِم سُبحانَهُ |
|
كُلُّ حالٍ صائِرٌ يَوماً لِضِدّ | |
|
| فَدَعِ الأَقدارَ تجري وَاِستَعَدّ |
|
فَلَكٌ بِالسَعدِ وَالنَحسِ يَدور | |
|
| لا تُعارِض أَبَداً مَجرى الأُمور |
|
قُل إِذا شِئتَ صُروفٌ وَغِيَر | |
|
| وَإِذا شِئتَ قَضاءٌ وَقَدَر |
|
وَاِعمَلِ الخَيرَ فَإِن عِشتَ لَقي | |
|
| طَيِّبَ الحَمدِ وَإِن مُتَّ بَقي |
|
مَن يَمُت عَن مِنَّةٍ عِندَ يَتيم | |
|
| فَرَحيمٌ سَوفَ يُجزى مِن رَحيم |
|
كُن كَريماً إِن رَأى جُرحاً أَسا | |
|
| وَتَعَهَّد وَتَوَلَّ البُوَسا |
|
وَاِسخُ في الشِدَّةِ وَاِزدَد في الرَخاء | |
|
| كُلُّ خُلقٍ فاضِلٍ دونَ السَخاء |
|
فَبِهِ كُلُّ بَلاءٍ يُدفَعُ | |
|
| لَستَ تَدري في غَدٍ ما يَقَعُ |
|
جامِلِ الناسَ تَحُز رِقَّ الجَميع | |
|
| رُبَّ قَيدٍ مِن جَميلٍ وَصَنيع |
|
عامِلِ الكُلَّ بِإِحسانٍ تُحَب | |
|
| فَقَديماً جَمَّلَ المَرءَ الأَدَب |
|
وَتَجَنَّب كُلَّ خُلقٍ لَم يَرُق | |
|
| إِنَّ ضيقَ الرِزقِ مِن ضيقِ الخُلُق |
|
وَتَواضَع في اِرتِفاعٍ تُعتَبَر | |
|
| فَهُما ضِدّانِ كِبَرٌ وَكِبَر |
|
كُلُّ حَيٍّ ما خَلا اللَهَ يَموت | |
|
| فَاِترُكِ الكِبرَ لَهُ وَالجَبَروت |
|
وَأَرِح جَنبَكَ مِن داءِ الحَسَد | |
|
| كَم حَسودٍ قَد تَوَفّاهُ الكَمَد |
|
وَإِذا أُغضِبتَ فَاِغضَب لِعَظيم | |
|
| شَرَفٍ قَد مُسَّ أَو عِرضٍ كَريم |
|
وَتَجَنَّب في الصَغيراتِ الغَضَب | |
|
| إِنَّهُ كَالنارِ وَالرُشدُ الَحطَب |
|
اِطلُبِ الحَقَّ بِرِفقٍ تُحمَدِ | |
|
| طالِبُ الحَقِّ بِعُنفٍ مُعتَدِ |
|
وَاِعصِ في أَكثَرِ ما تَأتي الهَوى | |
|
| كَم مُطيعٍ لِهَوى النَفسِ هَوى |
|
اُذكُرِ المَوتَ وَلا تَفزَع فَمَن | |
|
| يَحقِرِ المَوتَ يَنَل رِقَّ الزَمَن |
|
أَحبِبِ الطِفلَ وَإِن لَم يَكُ لَك | |
|
| إِنَّما الطِفلُ عَلى الأَرضِ مَلَك |
|
هُوَ لُطفُ اللَهِ لَو تَعلَمُهُ | |
|
| رَحِمَ اللَهُ اِمرَءاً يَرحَمُهُ |
|
عَطفَةٌ مِنهُ عَلى لُعبَتِهِ | |
|
| تُخرِجُ المَحزونَ مِن كُربَتِهِ |
|
وَحَديثٌ ساعَةَ الضيقِ مَعَه | |
|
| يَملَلأُ العَيشَ نَعيماً وَسَعَه |
|
يا مُديمَ الصَومِ في الشَهرِ الكَريم | |
|
| صُم عَنِ الغيبَةِ يَوماً وَالنَميم |
|
وَإِذا صَلَّيتَ خَف مَن تَعبُدُ | |
|
| كَم مُصَلٍّ ضَجَّ مِنهُ المَسجِدُ |
|
وَاِجعَلِ الحَجَّ إِلى أُمِّ القُرى | |
|
| غِبَّ حَجٍّ لِبُيوتِ الفُقَرا |
|
هَكَذا طَهَ وَمَن كانَ مَعَه | |
|
| مِن وَقارِ اللَهِ أَلّا تَخدَعَه |
|
وَتَسَمَّح وَتَوَسَّع في الزَكاه | |
|
| إِنَّها مَحبوبَةٌ عِندَ الإِلَه |
|
فَرَضَ البِرَّ بِها فَرضُ حَكيم | |
|
| فَإِذا ما زِدتَ فَاللَهُ كَريم |
|
لَيسَ لي في طِبِّ جالينوسَ باع | |
|
| بَيدَ أَنَّ العَيشَ دَرسٌ وَاِطِّلاع |
|
اِحذَرِ التُخمَةَ إِن كُنتَ فَهِم | |
|
| إِنَّ عِزرائيلَ في حَلقِ النَهِم |
|
وَاِتَّقِ البَردَ فَكَم خَلقٍ قَتَل | |
|
| مَن تَوَقّاهُ اِتَّقى نِصفَ العِلَل |
|
اِتَّخِذ سُكناكَ في تَلقِ الجَواء | |
|
| بَينَ شَمسٍ وَنَباتٍ وَهَواء |
|
خَيمَةٌ في البيدِ خَيرٌ مِن قُصور | |
|
| تَبخَلُ الشَمسُ عَلَيها بِالمُرور |
|
في غَدٍ تَأوي إِلى قَفرٍ حَلِك | |
|
| يَستَوي الصُعلوكُ فيهِ وَالمَلِك |
|
وَاِترُكِ الخَمرَ لِمَشغوفٍ بِها | |
|
| لا يَرى مَندوحَةً عَن شُربِها |
|
لا تُنادِم غَيرَ مَأمونٍ كَريم | |
|
| إِنَّ عَقلَ البَعضِ في كَفِّ النَديم |
|
وَعَنِ المَيسِرِ ما اِسطَعتَ اِبتَعِد | |
|
| فَهوَ سُلُّ المالِ بَل سُلُّ الكَبِد |
|
وَتَعَشَّق وَتَعَفَّف وَاِتَّقِ | |
|
| مادَرى اللَذَّةَ مَن لَم يَعشَقِ |
|