إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
.. و من لم يسمع عن المستوطنات |
بنايات عملاقة غُرست مكان الزّيتونات |
.. و البيوتْ |
ظهرت كالفطر على الحدودْ |
كسرطان الجلد يسري على الخلايا |
فتراها تذوب بعد أن تذودْ .. |
أعمى كالمرض .. لا يعلم أنّه |
إن مات الجسد كل الخلايا تموتْ .. |
وأنّ تراب هذه الأرض سيأكل كلّ شيء |
حتّى ما ينخر الجثّة من دودْ .. |
كلامي هذا موجّه لمستوطن بالذّات |
ذاك الذي أتى من أبعد البلاد .. |
مبشَّراً .. كي ينعم بالخير الكثير |
على حساب التّجزير والتّهجيرْ .. |
أقول .. |
لا تنس حين تخلد للسّرير الوثيرْ |
أنّ تحت هذه البناية ناس قضوا نحبهم الأخيرْ .. |
لا تخش ما تسمع تحتك من قرقعَةْ |
انها أرضيّة الغرفة تُنبِت اصابعَا .. |
تُفتح في الجدران أفواه |
ألسنة ترفرف كالأشرعَةْ .. |
تُخبرك عمّا تجاهلْتَ من حكايات موجعَةْ .. |
فوقك أعين واسعة دامعَةْ .. |
تُحلّقْ .. |
تحدّق دون أن تنطقْ .. |
طفلة تلعب بعروسٍ |
في الرّكن قابعَة .. |
.. تتحوّل لعجوزٍ |
بحقائب و أمتعَة .. |
تهرم ببطئ أمامك كي تكون شاهدًا |
ثاقبة إيّاك بالنظر |
ويداها للسّماء رافعَةْ .. |
تنفث مِن فيها ما فيها |
دخانا يملؤ المضجعَ .. |
وحين يتلاشى .. |
تكون اخْتفت كلّ الأشياء المروّعَةْ |
تلطم وجهك .. و تسترجع النّفسْ |
بعد أن انقطعَ |
فتسمع أصواتا حزينة تهمِسْ |
.. بأنّها لا ريبَ راجعَة! |