إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
خبّأني ركن مظلم |
وقفت متربّصا متصبّبا عرقا .. |
الرّعشة تدقّ عظامي دقّا .. |
حبل العقل يجذبني |
ضمير يأنّبني |
يحاول أن ينقذني |
وأنا أبيت إلّا غرقا .. |
تتلهّف أصابعي |
وجلدي مقشعرّ شوقا .. |
في هذه السّاعة .. تمرّ ككلّ الأيّامْ |
من هذا المكان الموحش الذي |
ألِفَته على مرّ الأعوامْ .. |
ككلّ مرّة |
قبل أن يحتضنها نور العمود الوحيدِ |
أسمع وقع الأقدامْ .. |
مع نفس الخطوة و في ذات التوقيتِ |
تفتح الصّدرية من الحرّ |
فهذه آخر محطّة للبيتْ .. |
فأشرئبّ أنا محاولا ببصري |
تمزيق القميص و قضم قطعة مما رأيتْ .. |
لم تعلم هذه المرّة أنّها حين تودّع نور العمودْ |
ستأتي في أحضاني و فيها تذوبْ |
وكما في أحلامي تجتمع القلوبْ .. |
ما إن لامَسَتها أصابعي .. حتّى انفجرَتْ |
ففوجئتُ كأنّي لم أتوقّعْ .. |
وعلى خصرها أطبقْتُ |
فصار نداؤها أعلى و أسرعْ .. |
لم يُسكتها حتّى سكّيني الماضِ الذي |
لم ينفكّ في العتمة عن الومضِ .. |
كلّ ما أحاطني صار يفضحني |
صرخَت كلّ الأشياء حتّى صرخَ |
فيها سكّيني و فتح في عُنقها شرخَا .. |
تلاشت كلّ الأصوات في لحظة |
لكنّ شهوتي لم تُرخى .. |
لم أجد في الجسد اللّافظ |
للمهبل فتحَة |
فاتّخذت الجرحَ .. |
تخيّلت النّزيف دم عذراءْ .. |
وأنين الموت و الشّهقَ |
تأوّها يلي الشّبقَ .. |
برُد كلّ شيء فجأة |
أظفارها التي كانت مغروسة في لحمي رقّت |
القلب الذي من أجله قلبي أسرع الدقّ أبى الدّقّ |
الموتُ جفّف بِصَمته اللّهفة و العرقَ |
.. هي بضع دقيقَة |
كانت مصباح كلّ ليلة .. و الآن احترقَ |