قَالُوا: الوَفَاءُ، فَقُلْتُ مِن أَفيَائِهَا | |
|
| قَالُوا: البَهَاءُ، فَقُلتُ مِن لأْلاَئِهَا |
|
قَالُوا: النَّقَاءُ، فَقُلتُ ثَوبُ فَضِيلَةٍ | |
|
| يَا مَا أُحَيْلاهَا بِثَوبِ نَقَائِهَا |
|
قَالُوا: العَطَاءُ، فَقُلتُ بَعضُ خِصَالِهَا | |
|
| و الشِّعرُ والإحسَاسُ بَعضُ عَطَائِهَا |
|
مُختَالَةٌ قَالُوا، فَقُلتُ وهَل تُرَى | |
|
| فَوقَ الثَّرَى أُنثَىَ بِلا خُيَلائِهَا |
|
عَرَبِيَّةُ مِن نَجدِ، قُلتُ حِجَازُهَا | |
|
| بِالحُسْنِ مُمتَدٌّ إِلَى أَحسَائِهَا |
|
يَا لَلقَصَائِدِ كَالشُّموُسِ وَضَاءَةً | |
|
| سَطَعَتْ، فَلَم تَقدِرْ عَلَى إِخفَائِهَا |
|
وهَدِيَّةٍ بِالمَكرُمَاتِ تَوَضَّأَتْ | |
|
| و تَزَيَّنَتْ مِنهَا بِعِطرِ وَفَائِهَا |
|
جَمَعَت عَلَيهَا فِي قَنَادِيلِ الرُّؤَى | |
|
| نُخَباً تُرِيقُ الشَّهدَ مِن شُعَرَائِهَا |
|
فَلَمَستُ مِن شِعرِ الكِرَامِ حَلَاوَةً | |
|
| فَاقَتْ أَرَاكَ عَصِيَّ فِي إِلقَائِهَا |
|
هِيَ ذِي وَفَاءُ أُخيَّةٌ عَرَبِيَّةٌ | |
|
| غَلَبَتْ نَعَمْ فِيهَا جَحَافِلَ لائها |
|
وهِيَ الكَرِيمَةُ، لا يُضَاهِي جُودَهَا | |
|
| جُودٌ ولا يَرقَى لِبَعضِ سَخَائِهَا |
|
فَلَهَا تَحِيَّةُ شَاعِرٍ مُتَرَبِّعٍ | |
|
| فَوقَ القصَيِدةِ، مُغرَمٌ بِبِنَائِهَا |
|
|
|
فَتَّشتُ فِي كُلِّ الحُرُوفِ، فَلَم أَجِدْ | |
|
| حَرفاً أَرَقَّ تِلَاوةً مِن ثَائِهَا |
|
فَاختَرتُهُ مِن بَينِهَا ومَنَحتُهُ | |
|
| لِقَصِيدَتِي، لِتَزِيدَ فِي أَبْهَائِهَا |
|
هُوَ لِلحَبِيبِ فَكَيفَ لا تَزهُو بِهِ | |
|
| كُلُّ الحُرُوفِ بِحَائِهَا وبِبَائِهَا |
|
صِنوُ الفُؤَادِ وثَروَةُ الرُّوحِ الَّتِي | |
|
| حِينَ اْلتَقَتْهُ سَمَت إِلَى عَليَائِهَا |
|
هُوَ ذَا أَمِيرُ العَاشِقِينَ وقَلبُهُ | |
|
| كَحَمَامَةٍ سَجَعَت بِطِيبِ غِنَائِهَا |
|
مَن ذَا اْبنُ زَيْدُونٍ ومَن قَيسٌ إِذَا | |
|
| غَنَّى سَلِيمٌ لِلمَهَا ووَفَائِهَا؟ |
|
وشَدَا لِمِصرَ ونِيلِهَا ولِشَعبِهَا | |
|
| و لِغَزَّةٍ يَأْسَى عَلَى شُهَدَائِهَا |
|
وبَكَى لِأَجلِ الشَّامِ، قَرَّحَ جَفنَهُ | |
|
| مَا قَد تَقَاطَرَ مِن زَكِيِّ دِمَائِهَا |
|
لَهُ فِي الرِّجَالِ طَبَائِعٌ لَم أَستَطِع | |
|
| مَهمَا ذَكَرتُ هُنَا عَلَى إِفشَائِهَا |
|
فَهُوَ الكَرِيمُ اْبنُ الكِرَامِ، أُصُولُهُ | |
|
| مَوصُولَةٌ بَطحَاؤُهَا بِسَمَائِهَا |
|
هُوَ لِلَّصدِيقِ صَدِيقُهُ وحَبِيبُهُ | |
|
| يَرعَى المَوَدَّةَ، يَحتَفِي بِنَقَائِهَا |
|
فَلَئِنْ يُعَكِّرْ وِردَهُ ذُو خِسَّةٍ | |
|
| ظَهَرَت سَمَاحَتُهُ بِكُلِّ صَفَائِهَا |
|
فَإِذَا تَمَادَى سَادِراً فِي غَيِّهِ | |
|
| يَسقِيهِ بِالأَشعَارِ مُرَّ هِجَائِهَا |
|
يَعفُوُ ويَصفَحُ، فَالرِّجَالُ مَوَاقِفٌ | |
|
| مَا كَانَ يَعرِفُهَا سِوَى خُبَرَائِهَا |
|
يَا ثَروَةَ الخَيرَاتِ مِنِّي قُبلَةٌ | |
|
| فَوقَ الجَبِينِ، فَذُقْ شَذَا صَهبَائِهَا |
|
|
|
أَقبَلتُ والأَشوَاقُ تَسبِقُ خُطوَتِي | |
|
| فَتَبِعتُهَا، مُتَشَبِّثاً بِرِدَائِهَا |
|
وسَأَلتُهَا، قَالَت: لِجَامِعَةِ النُّهَى | |
|
| سَيْرِي، لِأَنهَلَ سَلسَلاً مِن مَائِهَا |
|
قُلتُ العُيُونُ تَفَجَّرَت مِن صَخرَةٍ | |
|
| قَالَت: وصَبَّتْ فِيهِ مِن آلائِهَا |
|
فَعَرَفتُ أَنِّي نَحوَ مَاجِدَ سَائِرٌ | |
|
| بِقَصيِدَةٍ تَمشِي بِكُلِّ حَيَائِهَا |
|
وطَفِقتُ أَستُرُهَا بِطَرفِ وُشَاحِهِ | |
|
| و بِكَفِّهِ أُطفِي لَظَى أَحشَائِهَا |
|
وبِعِلمِهِ، وبِنَقدِهِ، وبِلُطفِهِ | |
|
| رَتَّقتُ مَا فَعَلَ الهَوَى بِكِسَائِهَا |
|
فَهُوَ المُعَلِّمُ إِن أَرَدتَ نَصِيحَةً | |
|
| مَا كَانَ يَبخَلُ.. قَطُّ ..عَن إِسدَائِهَا |
|
لُغَةُ الكِتَابِ تَرَبَّعَتْ فِي قَلبِهِ | |
|
| و هُوَ اْنصِهَارُ الكُلِّ فِي أَجزَائِهَا |
|
وهُوَ الخَبِيرُ، ولا خَبِيرَ سِوَى الَّذِي | |
|
| أَعطَاهُ حَتَّى صَارَ مِن عُلَماَئِهَا |
|
يَا مَاجِدٌ: أَنُعِيدُ مَجداً قَد مَضَى | |
|
| فَتَتِيهُ أُمَتُنَا عَلَى نُظَرَائِهَا؟ |
|
أَم نَستَكِينُ فَتشَمَتُ الدُّنيَا بِنَا | |
|
| و تَحُطُّ فَوقَ الهَامِ مِن بَلوَائِهَا؟ |
|
هِيَ ذِي فِلِسطِينُ الحَبِيبَةُ تَكتَوِي | |
|
| صُبحاً ولَيلاً مِن لَظَى أَعدَائِهَا |
|
وبِأَرضِ لِيبيَا فِتنَةٌ لَا تَنقَضِي | |
|
| فَمَنِ الَّذِي يَسعَى إِلَى إِذكَائِهَا؟ |
|
والشَّامُ مُحتَرِقٌ عَلَى يَدِ ثُلَّةٍ | |
|
| عَاثَت فَسَاداً فِي رُبَا فَيحَائِهَا |
|
يَبكِي العِرَاقُ بِأَدمُعٍ نَارِيَّةٍ | |
|
| لِلآنَ لَم نَقدِرْ عَلَى إِطفَائِهَا |
|
وبِمِصرَ إِرهَابٌ يُحَاوِلُ ثَنْيَهَا | |
|
| عَن عَزمِهَا وثَبَاتِهَا ومَضَائِهَا |
|
بِاللهِ قُل لِي، إِنَّ نَفسِي أَوشَكَتْ | |
|
| أَن تَستَلِذَّ السَّيْرَ نَحوَ فَنَائِهَا |
|
ولَقَد عَرَفتُكَ لِلجِراحِ طَبِيبَهَا | |
|
| فَلْتُعطِنِي أَملَاً يَشِي بِشِفَائِهَا |
|
أَهُنَاكَ نُورٌ قَد يَلُوحُ لِأُمَّةٍ | |
|
| دَاسَت عَلَى مَجدِ الأُلَى بِحِذَائِهَا؟ |
|
|
|
يَا صَبْرُ زِدْنِي، إِنَّ صَبرِي نَافِذٌ | |
|
| و هَبِ القَوَافِي مَن سَعَى لِبَقَائِهَا |
|
ومَنِ اْمتَطَى خَيلَ القَصَائِدِ واْقتَفَى | |
|
| أَثرَ الأُلَى فِي نَظمِهَا وبِنَائِهَا |
|
سَل أَهلَ مَكَّةَ، وهْوَ سَاكِنُ أَرضِهَا | |
|
| عُمراً، كَمَا لَو كَانَ مِن أَبنَائِهَا |
|
فِي كُلِّ حَيٍّ بَصمَةٌ تَزهُو بِهِ | |
|
| فَاسأَل إِذَا مَا شِئتَ عَن أَحيَائِهَا |
|
وهُوَ اْبنُ مِصرَ، دِمَاؤُهُ مِن نِيلِهَا | |
|
| أَشعَارُهُ عُجِنَتْ بِمَاءِ إِبَائِهَا |
|
لَم يَدَّخِر جُهداً، ولَا مَّرَت مُنَا | |
|
| سَبَةٌ عَلَيهِ ولَم يَجُدْ بِسِقَائِهَا |
|
ويُؤرَخُّ الأَحدَاثَ حَتَّى أَنَّهُ | |
|
| يُبدِى لَنَا مَا غَابَ مِن أَنبَائِهَا |
|
فَهُوَ الجَبَرْتِيُّ الَّذِي أَسفَارُهُ | |
|
| عَادَت بِرَونَقِهَا إِلَى قُرَّائِهَا |
|
لَكَ يَا اْبنَ صَبرِي مِن أَخِيكَ تَحِيَّةٌ | |
|
| فَاعذُر إِذَا قَصَّرتُ عَن آدَائِهَا |
|
وعَلَى النَّبِيِّ الهَاشِمِيِّ صَلَاتُنَا | |
|
| مَا حَلَّقَت طَيرٌ إِلَى أَجوَائِهَا |
|
|
|
مَا قِيمَةُ الأَشعَارِ إِن لَم يَحتَرِقْ | |
|
| أَصحَابُهَا بِأُوارِهَا وذُكَائِهَا |
|
مَن لَم يَمُتْ بِالشِّعرِ مَاتَ بِغَيرِهِ | |
|
| و كَذَاكَ دُنيَانَا بِرَغمِ بَهَائِهَا |
|
فَاصنَع بِهَا المَعرُوفَ واْبذُرْ بَذرَةً | |
|
| فِيهَا، ولا تَنظُرْ لِبَخسِ عَطَائِهَا |
|
ولتَمْضِ ك السَّاعِي فَأَنتَ عَلَى الثَّرَى | |
|
| تَمشِي خُطَىً تُثنِيِكَ عَن أَخطَائِهَا |
|
أَو كُن عِصَامِيّاً غَرِيباً مِثلَمَا | |
|
| يَحيَا جَمِيعُ الخَلْقِ مِن غُرَبَائِهَا |
|
ودَعِ الكَمَالَ لِخَالِقِ الدُّنيَا، فَيَا | |
|
| سُبحَانَ ذُو العَرشِ اْستَوَى بِسَمَائِهَا |
|
يُعطِي العِبَادَ المُخلَصِينَ مَوَاهِباً | |
|
| خَيراً مِنَ الدُّنيَا ومِن نَعمَائِهَا |
|
ويَجُودُ بِالمِنَحِ العَظِيمَةِ، إِنَّهُ | |
|
| رَبٌّ غَفُورٌ لِلذُّنُوبِ ودَائِهَا |
|
يَا أَيهُّاَ الرَّجُلُ الغَضُوبُ، ولَم أَجِدْ | |
|
| سَبَباً يُثِيرُ النَّفسَ غَيرَ مِرَائِهَا |
|
إِنِّي عَرَفتُ الحِلمَ فِيكَ سَجِيَّةً | |
|
| و رَأَيتُ أَخلَاقاً سَمَتْ بِنَقَائِهَا |
|
ورَأَيتُ شَمسَكَ فِي القَنَادِيلِ الَّتِي | |
|
| أَسعَدتَهَا، وغَدَوتَ مِن أُمَرَائِهَا |
|
اِرجِع فَإِنَّ الدَّارَ لا يَحلُو بِهَا | |
|
| سُكنَى إِذَا مَا غِبتَ عَن أَفيَائِهَا |
|
فَالشِّعرُ مُنتَظِرٌ عَلَى أَعتَابِهَا | |
|
| و حُرُوفُهُ سَكَبَتْ دُمُوعَ بُكَائِهَا |
|
|
|
يَا شِعرُ سِرْ بِي نَحو َغَاندِي، إِنَّهُ | |
|
| قَد عَادَ بِي لِلهِندِ فِي ضَرَّائِهَا |
|
فَذَكَرتُ غَاندِي، كَيفَ كَانَ كِفَاحُهُ | |
|
| بِالصَّومِ نِيرَاناً عَلَى أَعدَائِهَا |
|
عِصيَانُهُ المَدَنِيُّ أَضحَى سُنَّةً | |
|
| سَارَ الحُقوُقِيوُّنَ فِي لَأْلَائِهَا |
|
حَتَّى غَدَا مَثَلاً، فَمَا مِن ثَورَةٍ | |
|
| بَيضَاءَ إِلَّا كَانَ مِن شُرَكَائِهَا |
|
وهُنَا اْبنُ يُوسُفَ قَد أَتَى بِهَدِيَّةٍ | |
|
| لِيُشَارِكَ الأَحبَابَ فِي إِهدَائِهَا |
|
فَقَبِلْتُهَا والحُزنُ كَانَ قُبَيْلَهَا | |
|
| يَقتَاتُ مِن نَفسِي ومِن أَشلَائِهَا |
|
وعَرَفتُ أَنَّ حَيَاتَنَا مِنْ دُونِمَا | |
|
| صَحبٍ كَمَا شَمسٌ بِدُونِ ضِيَائِهَا |
|
إِنَّ الحَيَاةَ مَعَ الصَّديِقِ لَذِيذَة | |
|
| ٌ وأَلَذُّ إِن سَاهَمتَ فِي إِثرَائِهَا |
|
فَاترُكْ بِهَا أَثَراً يَسِيرُ بِهَدْيِهِ | |
|
| مَن قَادَهُ يَأسٌ إِلَى ظَلمَائِهَا |
|
|
|
الصُّبحُ أَسفَرَ والقَصِيدَةُ لَم تَزَلْ | |
|
| فِي البَدءِ تُغرِينِي بِطُولِ بَقَائِهاَ |
|
وبِذِكرِ أَحبَابِي الَّذِينَ تَوَسَّدُوا | |
|
| قَلبِي ووُجدَانِي، فَيَا لَسَخَائِهَا |
|
شُكراً لِأَنَّكِ لِلحَيَاةِ أَعَدْتِنِي | |
|
| َفَأَنَا بِدُونِكِ ذُقتُ مُرَّ عَنَائِهَا |
|
شُكراً لِأَنَّكِ كُلُّ أُنثَى أَقْبَلَتْ | |
|
| أَو أَدبَرَتْ بِجَمَالِهَا وحَيَائِهَا |
|
شُكراً لِأَنَّكِ كُلُّ أَوطَانِي الَّتيِ | |
|
| أَشدُو لَهَا، وأَهِيمُ فِي أَرجَائِهَا |
|
حَتَّى اْلتَقَتْ رُوحِي بِرُوحِ مُعَذَّبٍ | |
|
| بِقَصِيدَةٍ لِلشَّمسِ أَو لِضُحَائِهَا |
|
حَدَّثْتُهُ عَنِّي وعَن رُوحِي الَّتِي | |
|
| هَامَتْ بِحُبِّ غَنِيَّةٍ بِبَهَائِهَا |
|
قَد أَجَّجَتْ جَمرَ التَّوَهُجِ فِي دَمِي | |
|
| و جَفَتْ فُؤَادِي الغَضَّ يَومَ لِقَائِهَا |
|
سَكَبَتْ لِيَ الأَشوَاقَ فِي كَأسِ المُنَى | |
|
| فَشَرِبْتُ، لَكِنْ مِن لَظَى صَهبَائِهَا |
|
وسَأَلتْهُ مِنكَ الدَّوَاءَ، فَدَاوِنِي | |
|
| ضَنَّتْ عَلَيَّ حَبِيبَتِي بِدَوَائِهَا |
|
فَوَجَدْتُهُ عَنِّي بَعِيداً شَارِداً | |
|
| شَغَلَتْهُ غَزَّة ُعَن رُؤَى وجَفَائِهَا |
|
للهِ يَا صُبحِي فُؤَادُ يَرتَوِي | |
|
| مِن نَبعِ غَزَّةَ، مِن شَذَا أَندَائِهَا |
|
بِاللهِ قُلْ لِي: كَيفَ لا يَهوَى الثَّرَى | |
|
| فِيهَا، ويُنعِشُهُ أَرِيجُ هَوَائِهَا؟ |
|
ويُرِيقُ دَمعَ العَينِ نَاراً إِن رَأَى ال | |
|
| حَسنَاءَ تَغرَقُ فِي غَزِيرِ دِمَائِهَا؟ |
|
والعَالَمُ الهَمَجِيُّ يَرثِي قِطَّةً | |
|
| بُوشِيَّةً، يَزهُو بِطِيبِ رِثَائِهَا |
|
فِي حِينِ يَسقُطُ أَلفُ أَلفِ ضَحِيَّةٍ | |
|
| عَرَبِيَّةٍ، تَمضِي بِدُونِ عَزَائِهَا |
|
يَا صَاحِبِي: لَا تَأْسَ فَالنَّصرُ الَّذِي | |
|
| نَرنُو لَهُ سَيَجِيءُ مِن بَأْسِائِهَا |
|
وغَداً سَيُبعَثُ فِي الثَّرَى فِينِيقُهَا | |
|
| و غَداً سَيَسرِي النُّورُ فِي ظَلمَائِهَا |
|
فدع الأسى واسمع لصوت قصيدة | |
|
|
قَالَتْ بِكلُ ِّالعَزمِ فِي أَبيَاتِهَا | |
|
| لِلْمُغرِضِينَ: تَمَتَّعُوا بِحُدَائِهَا |
|
ولتَصمُتُوا عَن فِتنَةٍ أَوحَى بِهاَ | |
|
| بَعضُ الأَبَالِسِ حَسبَمَا أَهوَائِهَا |
|
يَا أَهلَ غَزَّةَ أَنتُمُ بِعُيُونِنَا | |
|
| رَغمَ الَّذِيَن سَعَوْا إِلَى إِيذَائِهَا |
|
مِصرُ الَّتِي ثَارَت عَلَى طُغيَانِهَا | |
|
| مَعَكُمْ، بِكُلِّ رِجَالِهَا ونِسَائِهَا |
|
|
|
يَا شِعرُ خُذنِي لِلرَّبَاطِ وأَهلِهَا | |
|
| لِأُرِيقَ عِطرَ الرُّوحِ فِي أَجوَائِهَا |
|
ولِطَارِقِ اْبنِ زِيَاد ِ أَصعَدُ طَوْدَهُ | |
|
| أَبكِي بِأَندَلُسٍ عَلَى حَمرَائِهَا |
|
وإِلَى اْبنِ تَشفِينَ الذي آثاره | |
|
| بقيت برغم الدهر دون فنائِها |
|
خُذنِي لِكَي أَنسَىَ تَبَارِيحَ الهَوَى | |
|
| إِمَّا مَشَتْ قَدَمَايَ فِي أَحيَائِهَا |
|
مَا كُنتٌ أَعلَمُ أَنَّ مَوْتاً مُوشِكاً | |
|
| يَأتِي بِمَيْلِ الصَّبِّ عَن حَسنَائِهَا |
|
عَسَلِيَّةُ العَيْنَيْنِ وَاثِقَةُ الخُطَى | |
|
| تَغفُو كَأَنَّ السِّحرَ فِي إِغفَائِهَا |
|
تَبكِي عَلَى مَجدٍ تَدَثَّرَ بِالثَّرَى | |
|
| لَمَا سَهَا التَّارِيخُ عَن عُظَمَائِهَا |
|
لَكِنَّهَا نَهَضَتْ، كَأَنَّ نُهُوضَهَا | |
|
| شَمسٌ تُرِيقُ النُّورَ فِي بَيدَائِهَا |
|
هِيَ مَغرِبُ الدُّنيَا ولَكِنْ أَشرَقَتْ | |
|
| فِي كُلِّ دُنيَانَا بِكُلِّ رَخَائِهَا |
|
مِنهَا أَتَتْ هَذِي ال نَّبٍيلَةُ بِالضُّحَى | |
|
| لِقَصِيدَةٍ سَعِدَتْ بِنَبعِ صَفَائِهَا |
|
تَرَكَت بِهَا بَصَمَاتِهَا ثُمَّ اْعتَلَتْ | |
|
| عَرشَ البَهَاءِ، فَيَا لَطِيبِ ثَوَائِهَا |
|
يَا بِنتَ فَاسٍ والحَضَارَاتِ الَّتِي | |
|
| تَزهُو بِمَن فِي فَاسَ مِن عُلَمَائِهَا |
|
لَكِ مِنكِ يَا بِنتَ ال حَمَانِي زَهرَةٌ | |
|
| نِيلِيَّةٌ تَرعَى أُصُولَ إِخَائِهَا |
|
|
|
لَا تُنْكِرِ الأَبطَالَ يَا تَارِيخُ فِي | |
|
| أُمَمٍ زَهَتْ بِالصِّيدِ مِن عُظَمَائِهَا |
|
لَم يَبقَ مِنهَا غَيرُ ذِكرَى، كُلَّمَا | |
|
| فَاحَت تَطِيبُ النَّفسُ مِن أَشذَائِهَا |
|
فَاغسِلْ بِمَاءِ النُّورِ كُلَّ صَحِيفَةٍ | |
|
| سَوْدَاؤُهَا يَطغَى عَلَى بَيْضَائِهَا |
|
واْذكُرْ بِقُدسِ المُسلِمِينَ بُطُولَةً | |
|
| لِلفَارِسِ المُغوَارِ مِن أَبنَائِهَا |
|
فِي القَسطَلِ الغَرَّاءِ يَلْقَى رَبَّهُ | |
|
| لَمَّا أَثَارَ النَّقعَ فِي هَيجَائِهَا |
|
وأَذَاقَ مِن كَأسِ المَنُونِ عَدُوَّهُ | |
|
| بِرُجُولَةٍ جَعَلَتْهُ مِن شُهَدَائِهَا |
|
فَغَدا الحُسَيْنِيُّ الشَّهِيدُ عَلامَةً | |
|
| فِي طُرَّةِ الأَسفَارِ، فِي فَحوَائِهَا |
|
يَا طَائِرَ الفَجرِ الَّذِي يَشدُو لَنَا | |
|
| بِقَصِيدَةٍ تَحلُو بِرَجعِ غِنَائِهَا |
|
ذَكَّرْتَنِي بِاْسمٍ تَخَلَّدَ كُلَّمَا | |
|
| عَيْنِي رَأَتْكَ بِصُبحِهَا ومَسَائِهَا |
|
ولَقَد عَرَفتُكَ صَاحِبَ الرَّأْيِ الَّذِي | |
|
| يَمشِي بِعَكسِ الرِّيحِ فِي هَوجَائِهَا |
|
لَكِنَّهُ لَا يُفسِدُ الودَّ الَّذِي | |
|
| يُبقىِ المَحَبَّةَ فِي إِطَارِ صَفَائِهَا |
|
وعَرَفتُ تَقوَاكَ الَّتِي أُسقِيتَهَا | |
|
| مِن سُنَّةِ الهَادِي، ومِن أَندَائِهَا |
|
فَاْنعَم بِحُبِّ اللهِ تِلكَ عَطِيَّةٌ | |
|
| مَا كَانَ يَمنَحُهَا سِوَى بِرَجَائِهَا |
|
|
|
يَا أَيُّهَا البَانِي مَدِينَةَ عَاشِقٍ | |
|
| لِلثَّغرِ، لَامَستَ السُّهَا بِبِنَائِهَا |
|
وتَرَكتَ فِيهَا لِلسُّرَاةِ مَنَارَةً | |
|
| تَهدِيهُمُ والفُلْكَ فِي دَأْمَائِهَا |
|
خَلَّدتَ ذِكرَكَ حِينَمَا تَوَّجْتَهَا | |
|
| مِنكَ الحُرُوفَ، فَأَغدَقَتْ بِسَنَائِهَا |
|
ومَنَحتَ لِلإِسْكَنْدَرِيَّةِ إِسمَهَا | |
|
| لَكِنَّهَا مَنَحَتْكَ كُلَّ عَطَائِهَا |
|
ورَحَلْتَ فِي سِفرِ الثَّرَى، لَكِنَّهَا | |
|
| بَقِيَتْ عَرُوسَ البَحرِ فِي خُيَلَائِهَا |
|
فَكَأَنَّنِي فِي كُلِّ حِينٍ أُبصِرُ ال | |
|
| مَيْسَاءَ تَمشِي فِي رُبَا جَوْزَائِهَا |
|
وإِذَا يَجِنُّ اللَّيلُ أَشهَدُ نَجمَةً | |
|
| تَختَالُ فِي زَهوٍ عَلَى قُرَنَائِهَا |
|
فَوزُ القَصِيدَةِ، مُنتَهَى أَبيَاتِهَا | |
|
| و أَمِيرَةُ البَحرِ البَسِيطِ بِفَائِهَا |
|
جَلَسَتْ عَلَى عَرشِ القَصَائِدِ فَاْستَوَتْ | |
|
| و تَفَوَّقَت فِيهَا عَلَى خَنْسَائِهَا |
|
هِيَ رَبَّةُ الشِّعرِ النَّقِيِّ بِصِدقِهَا | |
|
| تَروِي مَشَاعِرَهُ بِمَاءِ نَقَائِهَا |
|
جَمَّعتُ مِن أَوصَافِهَا فِي سَلَّةٍ | |
|
| وَردِيَّةٍ، فَعَجَزتُ عَن إِحصَائِهَا |
|
مِصرِيَّةُ الأَوصَافِ يَجرِي نِيلُهَا | |
|
| بِعُرُوقِهَا ويَصُبُّ فِي حَوْبَائِهَا |
|
فِي الحَقِّ لَا تَخشَى مَلَامَةَ لَائِمٍ | |
|
| رَغمَ اْختِلافِ البَعضِ عَن آرَائِهَا |
|
أُختُ الرِّجَالِ عَظِيمَةٌ فِي قَدرِهَا | |
|
| قَد زَادَنِي قَدراً بَهِيُّ ثَنَائِهَا |
|
|
|
يَا لَائِمِي فِي حُبِّهِ: لَا يَكتَوِي | |
|
| بِالنَّارِ إِلَّا مَن سَعَى لِهِجَائِهَا |
|
والنَّارُ مِنِّي فَاْبتَعِدْ عَنِّي، ودَعْ | |
|
| لِي مَن رَأَتْهُ الرُّوحُ فِي إِسرَائِهَا |
|
فَعَرَفْتُهُ مِن نَظرَةٍ شَامِيَّةٍ | |
|
| فَاضَتْ بِكُلِّ وَقَارِهَا وإِبَائِهَا |
|
ورَأَيْتُهُ والشَّامُ مِلءُ جُفُونِهِ | |
|
| عَنهَا يَذُودُ وعَن ثَرَى شَهبَائِهَا |
|
وعَنِ العُرُوبَةِ حِينَ جَاءَ مُسَائِلاً: | |
|
| يَا نِيلُ: مَا بِكَ لَم تَثُرْ لِظِمَائِهَا |
|
فَأَجَبْتُهُ وكَأَنَّ مِصرَ تَحَدَّثَتْ | |
|
| عَنِّي وعَنهَا رَغمَ كُلِّ عَنَائِهَا |
|
أَأَبَا الوِلِيدِ: اْلنِّيلُ لَم يَهدَأْ ولَم | |
|
| يَنسَ العُرُوبَةَ رَغمَ طُولِ جَفَائِهَا |
|
سَيَظَلُّ يَروِيهَا مِدَادَ عُرُوقِهِ | |
|
| بِحَنَانِ وَالِدَةٍ عَلَى أَبنَائِهَا |
|
هِيَ مِحنَةٌ مَرَّتْ بِكُلِّ بِلَادِنَا | |
|
| كَسَحَابَةٍ صَيفِيَّةٍ بِفَضَائِهَا |
|
ولَسَوفَ تَنقَشِعُ السَّحَابَةُ طَالَمَا | |
|
| لَم نَسعَ فِي يَومٍ إِلَى إِبقَائِهَا |
|
يَا خَالِدَ الكَلِمَاتِ: مَا زِلتَ الضُّحَى | |
|
| فِي حُلكَةِ الأَشعَارِ، فِي سَوْدَائِهَا |
|
مَا زِلتَ تَزرَعُ يَاسَمِينَكَ فِي دُجَى | |
|
| أَشعَارِنَا، تَسعَى إِلَى إِعلَائِهَا |
|
فَلِقَلبِكَ الغَضِّ الرَّؤُومِ مَوَدَّةٌ | |
|
| هَل يَا تُرَى وُفِّقْتُ فِي إِبدَائِهَا؟ |
|
|
|
صَوبَ الجَزَائِرِ خُذ شِرَاعِي يَا هَوَى | |
|
| فَالذِّكرَيَاتُ تَطِيبُ فِي أَفيَائِهَا |
|
واْنثُر عَبِيرَكَ فَوقَ هَامَتِهَا الَّتِي | |
|
| لَمَسَتْ نُجُومَ الأُفقِ فِي عَلْيَائِهَا |
|
وَرِثَتْ حَضَارَاتِ الجُدُودِ، فَوَرَّثَتْ | |
|
| أَبنَاءَهَا مَجداً عَلَا بِعَلَائِهَا |
|
وبِمَا تَقَاطَرَ مِن دِمَاءٍ سَطَّرَ ال | |
|
| تَارِيخُ مِلْيُونَينِ مِن شُهَدَائِهَا |
|
وَدَّعتُ لِي فِيهَا هَوى مَحبُوبَةٍ | |
|
| تَرَكَتْ لِيَ الذِّكرَى بِكُلِّ جَلَائِهَا |
|
وَدَّعتُهَا والصَّمتُ مَرسُومٌ عَلَى | |
|
| ثَغرِي ومَعقُودٌ عَلَى حَوَّائِهَا |
|
مَا كَانَ مِن عَجزِ الكَلامِ وإِنَّمَا | |
|
| لِرَطَانَةٍ أَكَلَتْ حُرُوفَ هِجَائِهَا |
|
ذَهَبَتْ إِلَى الغَابَاتِ، خَلَّتْ مُهجَتِي | |
|
| كَشُجَيْرَةٍ تَرنُو إِلَى وَرقَائِهَا |
|
هِيَ شَمسُ هُولَندَا الَّتِي غَابَتْ ولَم | |
|
| تَضرِبْ لِقَلبِي مَوعِداً لِلِقَائِهَا |
|
فَحَمَلتُ أَحزَانِي ولُذتُ بِصَاحِبٍ | |
|
| أَشكُو لَهُ مَا كَانَ مِن عَذرَائِهَا |
|
فَوَجَدتُهُ الرَّجُلَ العَرِقَ أَصَالَةً | |
|
| أَبوَابُهُ اْنفَتَحَت عَلَى أَمدَائِهَا |
|
قَالَ: الجَزَائِرُ شَطُّ كُلِّ سَفِينَةٍ | |
|
| فَقَدَتْ شُعَاعَ النُّورِ فِي مِينَائِهَا |
|
قُلتُ: الكِنَانَةُ، قَالَ هِيَ أُختٌ لَنَا | |
|
| سَكَنَتْ عُرُوشَ قُلُوبِنَا بِإِبَائِهَا |
|
مَا كَانَ يُبعِدُنَا عَلَى طُولِ المَدَى | |
|
| كُرَةٌ يَضِجُّ العَقلُ مِن ضَوضَائِهَا |
|
فَأَوَاصِرُ الوُدِّ الَّتِي مَا بَيْنَنَا | |
|
| خَيرٌ مِنَ الفِيفَا ومِن أَعضَائِهَا |
|
فَحَمَدتُ رَبِّي أَنَّ فِي أَوطَانِنَا | |
|
| نَفَساً ك عَزُّوزِي بِكُلِّ نَقَائِهَا |
|
ومَنَحتُهُ مِن رَوضِ قَلبِي وَردَةً | |
|
| تَزهُو بِرَوْنَقِهَا عَلَى أَكفَائِهَا |
|
|
|
الحَمدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ الدُّنَى | |
|
| فِيهَا تَسَاوَى سَعدُهَا بِشَقَائِهَا |
|
ولَهُ عَنَت كُلُّ الجِبَاهِ فَلَم يَكُنْ | |
|
| فَضلٌ لِمَخلُوقٍ عَلَى فُقَرَائِهَا |
|
حَمداً لَهُ أَن خَصَّنِي دُونَ الوَرَى | |
|
| بِأَخٍ لِرُوحِي صَانَ حَقَ إِخَائِهَا |
|
هُوَ مِن دَمِي، فَلَهُ دَمِي، وعَلَى فَمِي | |
|
| تَقِفُ الحُرُوفُ عَصِيَّةٌ بِدَهَائِهَا |
|
قَالَت أَتَمدَحُ فِيهِ نَفسَكَ، والهَوَى | |
|
| يُغرِيكَ فِيهِ بِمَدحِهَا وثَنَائِهَا |
|
فَضَحِكتُ مِنهَا واْستَعَذتُ مِنَ الهَوَى | |
|
| بِاللهِ، أَن أُصغِي إِلَى إِغوَائِهَا |
|
قُلتُ اْصمُتِي، هُوَ ذَا حَبِيبِي، شَمسُهُ | |
|
| سَطَعَتْ لِشِعرِي فَاْزدَهَى بِضِيَائِهَا |
|
فلَئِنْ سَكَتُّ، فَقَد بَخِلتُ، وإِنَّنِي | |
|
| مَا كُنتُ فِي دُنيَايَ مِن بُخَلَائِهَا |
|
ولَئِنْ مَدَحتُ، فَشَاعِراً مُتَأَلِّقاً | |
|
| قَبلَ الأُخُوَّةِ واْحتِكَامِ قَضَائِهَا |
|
فَهُوَ الشَّقِيقُ، هُوَ الصَّدِيقُ، هُوَ الَّذِي | |
|
| أَفضَالُهُ تَعصَى عَلَى إِحصَائِهَا |
|
وهُوَ اْبنُ أُمِّي، فِيهِ مِن أَوصَافِهَا | |
|
| مَا تَعجَزُ الكَلِمَاتُ عَن إِيفَائِهَا |
|
وهُوَ اْبنُ أَكرَمِ وَالِدٍ لَمَّا تَزَلْ | |
|
| ذِكرَاهُ يَروِينَا نَدَى أَصدَائِهَا |
|
يَا طَارِقاً بَابَ الفُؤَادِ، وَلَجْتَهُ | |
|
| فَاسكُنْ بِجَنَّتِهِ، وفِي أَفيَائِهَا |
|
واْنعَمْ بِقَلبِي فَهْوَ كُلُّ قَصِيدَةٍ | |
|
| فِيهَا الحَيَاةُ بِضِحْكِهَا وبُكَائِهَا |
|