عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > اليمن > فؤاد المحنبي > قل هو الحب وطن

اليمن

مشاهدة
3130

إعجاب
7

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

قل هو الحب وطن

يَا سَيِدِي الحُبَّ مَا أَجلاكَ يَا نُورُ
واسكُب تَجَلِّيكَ هَذَا البَحرُ مَسجُورُ
يَا سَيِدِي أَنتَ قَبلَ المُنتَمَى وطَنٌ
في حُبِّهِ لِذُنُوبِ الحُبِّ تَكفيرُ
آنَستَنِي اليَومَ لمَّا استَوحَشَت لُغَتِي
بِكُلِّ مَنفَىً أَشَادَتهُ التَّعَابِيرُ
أَقبَلتَ مِن حَيثُ لَم تُقبِل مُغَرِّرَةٌ
مِن المَفَاتِنِ والإِحسَاسُ مَغرُورُ
أَقبَلتَ مِن بَينِ إِيقَاعٍ يُكَوِّنُنِي
مِن واحِدِيَّتِهِ والكَونُ مَشطُورُ
سَبَّحتُ بِاسمِكَ لا عَمداً ولا
عَرَضاً فَفيكَ كُلُّ لِسَانٍ في مَقهُورُ
يَا غُربَةً قَدَّرَتهَا شِقوتِي بِيَدِي
مُوتِي فَفي وطَنِي لِلهَجرِ تَهجِيرُ
مِن خَفقَةٍ نَحوهُ جَازَ المَرَاحِلَ كَي
يَضُمَّنِي وأَنَا في البَهوِ عُصفُورُ
هُو ابتَدَانِي بِنَعمَاءِ اللِّقَاءِ ولَم
يَحتَج لِقَائِي فَأَقَصَتهُ المَقَادِيرُ
والشَّوقُ للمِنَّةِ الأُولَى حَدَا سَفَرِي
إِلَى جَلالٍ بِسِربِ الشَّوقِ مَسرُورُ
يَا سَيِّدِي كُلُّ جُرمِي أَنَّنِي بَشَرٌ
في آدَمِيَّتِهِ كُفرٌ وتَقصِيرُ
عَفواً: تَعَالَيتَ عِزّاً عَن سُلالَتِهِ
تَفَرُّداً أَبحَرَت فيهِ التَّفَاسِيرُ
يَا عِلَّةَ الحَادِثَاتِ الدُّونِ أَهزَأُ بِي
إِذَا يُطَالَبُ بِالتَّبرِيرِ تَبرِيرُ
إِمَّا طَلَبتُكَ كَأسَ الحُبِّ تُوكِلَنِي
إِلَى حَبِيبِكَ فَالمَطلُوبُ مَيسُورُ
إِذ لَستُ بِالمُتَسَامِي نَحو سَيِّدِهِ
جَلَّ المِثَالُ ولَمَّا يَصمُدِ الطُّورُ
لِي مِنكَ سَاعَاتُ سُكرٍ لا بَدِيلَ بِهَا
لأَنَّ كُلَّ جُزَيءٍ في سِكِّيرُ
هَبنِي لِحُبِّكَ وامنَحنِي بِهِ وطَناً
بِلا حُدُودٍ ولا فيهِ مَحَاذِيرُ
فَكُلُّ أَوطَانِنَا صَارَت تُحَاصِرُنَا
بِشَرِّهَا هَل يَزُفُّ الخَيرَ شِرِّيرُ؟
هَبنِي سَمَاواتِ وِدٍّ لا تُزَاحِمُهَا
قَامَاتُ شَوقِي لِيَزكُو في تَغيِيرُ
واخرِج ظَلامَاتِ سِجنِ الرُّوحِ صَاغِرَةً
مَا في ضِيَاءَاتِكَ العَصمَاءِ تَخيِيرُ
لَو أَنتَ أَمطَرتَ في صَحرَاءِ أَنفُسِنَا
لَمَا تَفَاقَمَ في الأَجوافِ تَصحِيرُ
لَو كُنتَ خَيَّمتَ في هَذِي الصُّدُورِ لَمَا
عَاثَت بِأَرجَاسِهَا فيهَا الخَنَازِيرُ
نَحنُ المُدَانُونَ والجَانُونَ إِذ فَغَرَت
شَهواتُنَا واستَرَقَّتنَا الدَّنَانِيرُ
مَاتَت أَصَابِعُنَا في كَهفِ مَسمَعِنَا
ومَلَّ نُوحٌ وكَم قَد فَارَ تَنُّورُ
حَتَّى أَتَيتَ وآدَتنِي النُّبُوءَةُ في
عَصرٍ نُبُوءَاتُهُ جِنسٌ وتَخدِيرُ
حَمَّلتَنِي وِزرَ عُبَّادِ الحُرُوفِ وكَم
عَبَدتُهَا ولَهَا في القَلبِ تَكبِيرُ
لَكِن كَفَرتُ بِمَا أَسلَفتُ يَا قَلَمِي
وكُلُّ كُفرٍ بِغَيرِ اللَّهِ مَشكُورُ
تَقيَّأِ الحِبرَ فَوقَ الرَّملِ إِنَّ لَنَا
لَوُجهَةً لا تَرَاهَا الأَعيُنُ العُورُ
وانهَل إِذَا شِئتَ أَو إِن لَم تَشَأ نَهَراً
مِنَ الجَمَالِ حَوالَيهَا الأَزَاهِيرُ
ثَعَالِبُ النَّارِ لا زَالُوا بِأَقبِيَتِي
أَسرَى وقَلبِي بِوحيِ الحُبِّ مَبهُورُ
مَا زَالَ في مَعشَرِ الأَقلامِ مَن عَجِزُوا
عَن فَهمِهِم واستَفَزَّتهُم تَصَاوِيرُ
مِن مُوغِلٍ في تَفَاصِيلٍ مُؤَنَّثَةٍ
و مُفرَغٍ جَانِبَ المَاخُورِ مَقبُورُ
أَو شَاطِحٍ يَستَلِذُّ الفَاجِعَاتِ إِذَا
جَازَ القَدَاسَاتِ أَو آواهُ مَحذُورُ
يَا آخِرَ العَابِدِينَ النُّورَ يَا قَلَمِي
إِن تَلبَسِ العَصرَ هَابَتكَ الأَعَاصِيرُ
كُن أَنتَ أَولَ مَيتٍ عِندَ قِبلَتِهِ
يَهوِي شَهِيداً وظَهرُ اللَّيلِ مَكسُورُ
فؤاد المحنبي

قصيدة من الديوان الأول بعنوان ( قل هو الحب وطن)
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2014/11/13 12:00:42 صباحاً
التعديل: الخميس 2014/11/13 12:06:47 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com