عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > مصر > ياسر الششتاوي > لن أعيش بينكم

مصر

مشاهدة
258

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

لن أعيش بينكم

في أرضكم
لا يعيش سوى
من يملك وجهين
أو أكثر
من يتقن مهنة البهلوان
من يلعب على كل الحبال
ويسهر
مع أبناء الحرام
حتى مطلع الفجر
من يقول نعم
لكل فاحشة ٍ
ويمدح الحرام
من يضاجع القانون
كمحظية له
فينجب الرشوة
والأبواب الخلفية
والشهادات المعطوبة
والأدهي من هذا
يسخر ممن يمشي على الصراط المستقيم
ويظنه مجنوناً
هل حقاً
من يمشي على الصراط المستقيم
في هذا البلد
هو مجنون؟!!
في أرضكم
كم من عار ٍ
تجعلونه وسامًا
وتجيدون قلب الحقائق
ثم ترجمونها بفرحةٍ بلهاء
فكيف تأمن المعاني
أن تعيش بينكم؟!!
الفقير في أرضكم
أقل من الكلب قيمة ً
كم من كلب
يعيش في فيلا الأسياد
معززًا مكرماً!!
من معه قرش
يساوي ما معه من قرش
هذا شرعكم
الفقير تدوسون عليه
بنعالكم
وبقوانينكم المتخصصة
في مص دمه
كيف أعيش في أرض ٍ
القضاة فيها قرود
والباب العالي وحده
من يملك غابات الموز؟!!
العدل لا يستطيع أن يتكلم
مسرور خلف رأسه
تكلمي يا شهر زاد
كي لا تموت البلاد
ربما بالحكايات الأزلية
ينصلح حال شهريار
ربما يدرك الحكمة
أو يسبقها
ربما......
أم لا فائدة
من شهريار وحاشيته
لابد أن يكثروا من العبيد
كي يخدموهم
بالفعل
أو بالكلام
ولا تشتري العبد إلا والعصا معه
هذا مبدؤهم
القهر من يستطيع بأنامله
أن يحلبوا البقرة
التي تسمى الدولة
ويظنون أن لاشيء فوفهم
حتى الله
يظنون أنه أصبح ملكهم
ألم يقل أحدهم:
لو جاءني الله
لحبسته في زنزانة.
كيف أعيش بينكم؟!!
وأنا لا أجد هواء الحرية
لا أجد لقمة ً
إلا فتات موائد الكبار
فتعودت أن أنظر إلى أسفل
ربما لقمة منسية ٌ
أعود بها لصغاري
وأنتم تحضرون طعامكم ساخنًا
من باريس
في طائرة من أموال الشعب
الذي تستغفلونه
ليل نهار
بخطبكم الرنانة
لابد للزعيم أن يكون مفوهاً
كي يجيد خداع الجماهير
الجماهير تحب ذلك
لن أعيش بينكم
سأرحل
إلى أرض بكر الوضوح
لم يطمسها طامس
من أنس ولا جان
من سماسرة الدماء
والسجون
إني أتقيأ منهم يومياً
حتى أصبحت معدتي
تحتاج إلى منظار
لا يدعي الخرس
سوف أقدم مهرها
من خطواتي العطشى
للمعاني السامية
وحقوق الإنسان
أيتها الأرض البعيدة
أيتها الأرض الحلم
أنا قادم إليك
تاركاً أرض الذنوب
بعدما قتلوني
تسعاً وتسعين مرة
علموني
كيف أموت
ولم يعلموني كيف أحيا؟؟
فكيف أعيش
في أرض التكالب والتذئب والتثعلب
أريد أرضاً
خالية من الأنياب
والمكر الأسود
والدسائس الذكية
والدسائس الغبية
أريد أرضاً
تكون أمي حقيقة ً
تنصفني
وتسند ظهري
وليس أماً
في الأغاني فقط
شعبت من السلام الوطني
وأنا في داخلي
لا أشعر بأي ثمرة سلام
شبعت
من أرضي التي يقولون عنها
بأنها أرض العظام
وأنا حافي القدمين
أسكن
في بيت من صفيح
ويبصق في وجهي
أمين شرطة
لأنني لست
ابن النظام
سأرحل
إلى أرض
تقدر جهدي
ولا تنسبه لمديري في العمل
أو لرئيس القطاع
إلى أرض ٍ
تذمون فيها
لأنها أفضل منكم
عقدة النقص
قد تصنع الخبل
أرض الأنبياء
لا تطبق شيئاً
من مبادئهم
إلا ما يصب في جيوب
من يجيدون الخداع
الخداع
الخداع
يا أرض الخداع
الكل يخدع الكل
وما من حقيقة بينكم
أين تذهب أموالكم
وأنتم تملكون
سيلاً من الموارد
انظر إلى كروش حكامنا
ستعرف
أين تذهب أموالنا
ثم لا تنطقون
وإلا ضربتم بالحذاء الملكي
الناصع البياض
في حضور مفتي الديار
الذي لا يقتص
إلا من فقراء الوطن
سأرحل
لعلني أفتح بلاداً
في داخلي
وأعيش فيها
كطفل
لا يخاف من البعبع
لن أتذكركم أبداً
كي أقطع صلتي
بثدي التخلف
الذي رضعت منه
ثلاثين عاماً
شكراً لكم
أيها الكرام
حقيبتي
تنادي على ّ
ياسر الششتاوي

قصيدة نثر
بواسطة: ياسر الششتاوي
التعديل بواسطة: ياسر الششتاوي
الإضافة: الأربعاء 2014/12/17 09:24:08 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com