إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
عاد الربيع الى الفيحاء نشوانا
|
فاستقبلته محبا جاء لهفانا
|
وانزلته بجنات مفوقة
|
يلقى النزيل بها روحا وريحانا
|
مدت اليه يدا بيضاء صافحها
|
ومال يرشف خمر الثغر ظمانا
|
*** |
يا جارة الشط ايام الصبا نضبت
|
على ضفافك تهياما وتحنانا
|
قبلت كل شراع في المياه سرى
|
مرفرفا يحمل الاشواق الوانا
|
وعدت اسال غابات النخيل ضحى
|
ما بال سربك لا يألوك هجرانا
|
ارنو الى الدرب هل عادوا وهل رجعت
|
رؤى الاحبة نلقاها وتلقانا
|
يا غائبين وعندي بعد غيبتكم
|
لواعج تملا الاشعار اشجانا
|
اعزز علي بان اغشى مرابعكم
|
فلا اراكم والقى الحين قد حانا
|
من لي بعودة ايامي التي سلفت
|
واحسرتاه لعمر في النوى بانا
|
يا ساكني البصرة الفيحاء كم امل
|
اودعته في مغانيكم فما هانا
|
لو ينسأ الله من عمري بقيته
|
انفقته في حماكم مثلما كانا
|
يا ساكني البصرة الفيحاء من وطني
|
عشتم لهذا الفتى اهلا وجيرانا
|
ابصرت بصرتكم هذه زمردة
|
خضراء تلثم كثبانا وشطآنا
|
البحر من جهة والبر من جهة
|
اتحضن الفضة البيضاء عقيانا؟
|
اصبو الى سعفات النخل مائجة
|
اذا النسيم عليها مر عجلانا
|
الى الجداول اذ تنساب حالمة
|
وسنى تغازل ازهارا واغصانا
|
الى الاماسي من تلك القرى والى
|
أصباحها اذ تبث العطر هيمانا
|
ياسامح الله احبابي وان ظلموا
|
ويا رعى الله في الفيحاء خلانا
|
اهفو واصبو فلا والله مانقعت
|
من غلتي هذه الانهار نيرانا
|
احبتي في الظلال الخضر وارفة
|
لما تزل في المروج الفيح نجوانا
|
مابال كل نزيل في مرابعكم
|
يلقى المنى غضة والعيش فينانا
|
الا انا كل حظي عندكم حُرقٌ
|
وحسرةٌ ردّدتها النفس الحانا
|
ماكان ذنب فؤادي في محبتكم
|
فتجعلوا حظه صدا ونسيانا؟
|
قيل الوفاء هنا والطيب معدنه
|
فهل وفيتم لصب بات سهرانا؟
|
وهل نسيتم عشيات معطرة
|
تندى رواءَ واشذاءَ وافنانا؟
|
نهيم بالحسن تصبينا مفاتنه
|
من كل سمراء نهواها وتهوانا
|
فكم هصرنا قدود الغيد مائسة
|
وكم قطفنا بها وردا ورمانا
|
وياه من مهجة حرى ومن حلم
|
لو يستعاد لعاد القفر بستانا
|
فكم عناق وكم ضم وكم قبل
|
اكاد المسها في انملي الانا
|
تلك الليالي الخوالي كيف عودتها
|
أواه لو عادت الاموات أحيانا
|
مضت وأبقت طيوفا في خواطرنا
|
وذكريات شجيات وأحزانا
|
مضت تباعا...ونمضي بعدها فإذا
|
بلجة الغيب تطوينا وتنسانا
|