عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > الجزائر > مراد قرازة > ظلمات

الجزائر

مشاهدة
590

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ظلمات

يَا رَافِعَ الأَفْلاَكِ فِي العَلْيَاءِ
وَمُسَدِّدَ الأَفْهَامِ وَ الآرَاءِ
صِلْنِي بِفِكْرٍ لاَ غَمَامَ يُظِلُّهُ
يُنْجِي أَسِيرَ الّلَيْلِ وَالظَّلْمَاءِ
كَمْ طَاوَلَ الصُّبْحُ المَلِيحُ غِيَابَهُ
حَتَّى تَقَطَّعَ فِي الشُّرُوقِ رَجَائِي
لَوْ كَانَ يُدْفَعُ ذَا الظَّلاَمُ بِقُوَّةٍ
لَبَذَلْتُ جِسْمِيَ جَاهِدًا وَدِمَائِي
لَكِنَّ نجْمَ اللَّيْلِ حَلّتْ ضَيْفَنَا
فَتَثَاقَلَتْ نَفْسِي عَنِ الإِقْرَاءِ
أَوْ كَانَ غَيْرُكَ يَا ظَلاَمُ أَلَمَّ بِي
لَرَأَى بِبَابِ الأَكْرَمِينَ سَخَائِي
يَامَنْ وِصَالُكَ بَاتَ يُبْكِينِي دَمًا
ارْحَلْ رَجَاءً لاَ تُجِفَّ دِمَائِي
ظُلَمٌ مِنَ الشِّرْكِ الكَبِيرِ وَمِثْلَهُ
شِرْكٌ صَغِيرٌ بَالِغُ الضَّرَّاءِ
بِدَعٌ أَظَلَّتْ كَالغَمَامِ فِنَاءَنَا
وَحُظُوظُ نَفْسٍ تَقْضِى بِالأَهْوَاءِ
وَالنَّاسُ تَبْحَثُ لَيْلَهَا وَنَهَارَهَا
عَنْ مَخْرَجٍ كَتَخَرُّصِ الأَنْوَاءِ
وَمَسَالِكُ السُّعَدَاءِ بَيَّنَهَا الّذِي
بَعَثَ الرَّسُولَ بِمُحْكَمِ الأَنْبَاءِ
فَالصُّبْحُ بَادٍ لاَ يُلَبِّسُ نُورَهُ
إِلاَّ دُعَاةُ النَّارِ فِي الدَّهْمَاءِ
فَتَبَصَّرِ الزَّحْفَ الّذِي قَدْ حَلَّنَا
بِدِيَارِنَا وَالنَّاسُ فِي اسْتِرْخَاءِ
كَمْ جَاهَرَ السُّفَهَاءُ فِينَا بِبَغْيِهِمْ
وَضَلاَلِهِمْ مِنْ دُونِ مَا اسْتِحْيَاءِ
وَبِغَيْرِ إِنْكَارِ الرِّجاَلِ وَإِنَّهُ
رُكْنُ الدِّيَانَةِ لاَزِمُ الإبْدَاءِ
بَلْ قَدْ تُنُكِّرَ مَنْ تَعَاهَدَ دِينَهُ
بِدِيَارِ عِزِّ الأَهْلِ وَالآبَاءِ
اقْرَأْ سَلاَم َاللهِ بَالِغَ قَرْيَتِي
يَوْمَ اسْتُعِيرَ الضُّرُّ بِالسَّرَّاءِ
يَوْمًا تَصَبَّحَنَا البَغِيُّ بِقَوْلَةٍ
وَتَرَدَّدَتْ ذِكْرًا بِكُلِّ مَسَاءِ
بَلَدُ السًّلاَمِ وَخَيْرُ أُمَّةِ أَحْمَدٍ
أَضْحَتْ مَلاَذَ الكُفْرِ والإِخْطَاءِ
سَبُّ العَظِيمِ وَتِلْكَ أَبْشَعُ كِلْمَةٍ
شَرُّ الفَرَايَا عَظِيمَةُ الأَسْوَاءِ
عَنْهَا تَنَزَّهَ كُلُّ عَبْدٍ مُشْرِكٍ
عَبَدَ الصَّلِيبَ وَلاَذَ بِالجَوْزَاءِ
وَتَقَزَّزَتْ مِنْهَا اليَهُودُ وَكَوْرَةٌ
أَلِفَتْ قَبِيحَ القَوْلِ والآرَاءِ
قَوْلٌ تَنَكَّرَهُ الكَذُوبُ وَ قَبْلَهُ
حَكَمَتْ بِكُفْرِهِ فِرْقَةُ الإِرْجَاءِ
وَاسْتَنْفَرَ الشَّيْطَانُ مِنْهَا خَشْيَةً
أَلاَّ يُوَفَّى بَعْدَهَا بِبَقَاءِ
قَوْلٌ تَفَطَّرَتِ السَّمَاءُ لِقُبْحِهِ
وَرَغَى الصَّعِيدُ لِشِدَّةِ الاضْنَاءِ
وَالرِّيحُ رَامَتْ أَنْ تَهِيجَ بِأَهْلِهِ
وَالرَّعْدُ زَمْجَرَ فَوْقَهَا بِنِدَاءِ
وَالبَرْقُ سَبَّحَ بُكْرَةً وَمُعَشِّيًا
مِنْ هَوْلِهَا وَالمُزْنُ ذَاتُ رُغَاءِ
وَتَزَلْزَلَتْ تِلْكَ الكَوَاكِبُ هَيْبَةً
وَتَنَاثَرَتْ كَتَنَاثُرِ الحَصْبَاءِ
وَتَصدَّعَتْ مِنْهَا الجِبَالُ وَأَقْفََرتْ
زَهْوُ المُرُوجِ كَبَلْقَعِ الصَّحْرَاءِ
قَدْ هَيَّجَتْ نَبْتَ الحُقُولِ فَأَصْفَرَتْ
مِنْهَا الخُضَارُ وَإِنْ سُقَتْ بِالمَاءِ
وَهَوَامُ الأرْضِ تَأَلَّمَتْ وَتَحَسَّرَتْ
وَالعِيرُ أَدْمَتْ مُقْلَهَا بِبُكَاءِ
وَأَرَى عِبَادًا مِنْ فَصِيلِ مُحَمَّدٍ
غُلْف القُلُوبِ وَمَيِّتِي الأَحْشَاءِ
لاَ يَغْضَبُونَ وَلاَ يُحَرِّكُ غَيْرَةً
بِقُلُوبِهِمْ كَسَوَائِرِ الأَحْيَاءِ
سَبُّ الإلَهِ وَمَاذَا بَعْدَ إلَهِنَا؟
سُبْحَانَ رَبِّكَ صَارِفِ الأَهْوَاءِ
وَالجَهْلُ بِالتَّوْحِيدِ ذَاكَ شِعَارُهُمْ
وَدِثَارُهُمْ مِنْ سَائِرِ الدَّهْمَاءِ
ثُمَّ العِبَادَةُ إِذْ تُصَرَّفُ جَهْرَةً
لِذَوِي القِبَابِ وَجِنَّةِ القُرَنَاءِ
وَكَذَا المَقَابِرُ فَالمَقَابِرُ عِنْدَهُمْ
تَأْوِي الإلَهَ مُقَسَّمَ الأَجْزَاءِ
وَالحُكْمُ حُكْمُ اللهِ أَمْسَى يُزْدَرَى
وَيُقَابَلُ التَّشْرِيعُ بِاسْتِهْزَاءِ
وَيُكَذَّبُ القُرْآنُ أَيْضًا مِثْلَمَا
قَدْ كُذِّبَ المُخْتَارُ بِالإِسْرَاءِ
وَالسِّحْرُ يُقْضَى كَالدَّوَاءِ وَإِنَّهُ
شَرُّ السِّقَامِ خُلاَصَةُ الأَدْوَاءِ
وَحُكُومَةُ الكُهَّانِ أَنْفَذُ فِيهِمُ
مِنْ قَوْلَةِ المَرْضيِّ بِالإِفْتَاءِ
وَالحِلُّ مَا حَلَّ اليَمِينَ وَمِثْلُهُ
حَرُمَ الّذِي قَدْ طَارَ فِي العَلْيَاءِ
وَالحَلْفُ جَارٍ بِالرَّسُولِ وَنَحْوَهُ
حِلْفٌ بِرَأْسِ الأَهْلِ وَالآبَاءِ
وَكَذَا التَّمَائِمُ زُخْرِفَتْ وَتُعُلِّقَتْ
كَقَلاَئِدِ اليَاقُوتِ لِلْعَذْرَاءِ
أَمَّا الرِّيَاءُ فَذَاكَ أَخْفَى وِجْهَةً
مِنْ مِشْيَةٍ لِلنَّمْلِ بِالصَّمَّاءِ
وَتَطَيَّرُوا بِالعَالَمِينَ وَأَحْجَمُوا
وَتَشَاءَمُوا بِطَبَائِعِ الأَشْيَاءِ
تَرَكُوا الصَّلاَةَ وَلِلزَّكَاةِ تَنَكَّرُوا
وَإِذَا تُؤَدَّى تُمَنُّ بِالآلاَءِ
وَالفِطْرُ فِي رَمَضَانَ شَرٌّ قَدْ بَدَى
بَعْدَ النَّكِيرِ وَغُرْبَةٍ بِبِدَاءِ
وَالحَجُّ ذَاكَ النُّسْكُ أَضْحَى صِبْغَةً
لِذَوِي الفُجُورِ كَصِبْغَةِ الحِرْبَاءِ
وَعَنِ المَعَاصِي وَالدَّنَايَا لاَ تَسَلْ
فَسَرَابُهَا كَمَظَلَّةٍ سَوْدَاءِ
أَغْشَتْ دِيَارَ القَوْمِ ثُمَّ تَقَزَّعَتْ
وَتَفَرَّقَتْ فِي سَائِرِ الأَرْجَاءِ
مَا قَارَفَتْ مِنْ حَيٍّ إلاَّ تَمَكَّنَتْ
بَلْ عَشَّشَتْ وَتَكَاثَرَتْ بِحَذَاءِ
فَالنَّفْسُ أَيْسَرُ مِنْ تَصَيُّدِ طَائِرٍ
وَدِمَاؤُهَا كَسِقَايَةٍ مِنْ مَاءِ
هَذِي الخُمُورُ وَقَدْ أَلِفْنَا رِيحَهَا
وَشَرَابُهَا قَدْ صَارَ لِلإِرْوَاءِ
أُمُّ الخَبَائِثِ لاَ يُجَمِّعُ دُونَهَا
نَادِي الحَمِيرِ وَعَرَّةُ النُّدَمَاءِ
وَرِبَى البُنُوكِ مُنَوَّعٌ أَشْكَالُهَا
مَغْشِيَّةٌ مِنْ غَيْرِ مَا اسْتِثْنَاءِ
بَذْلُ الرَّشَاوَى كَذَا المُكُوسُ كَأَنَّمَا
ضَاقَ الحَلاَلُ لِكَثْرَةِ الإغْرَاءِ
عَمَلُ اللُّصُوصِ مُقَنَّنٌ فِي عُرْفِهَا
وَحِرَابُهُمْ وَقَطِيعَةُ الآبَاءِ
وَحَرَائِرُ الإسْلاَم ِبَاتَتْ سِلْعَةً
مَعْرُوضَةً كَنَخَاسَةِ الأَفْيَاءِ
وَزِنَى المَحَارٍمٍ تِلْكَ أَقْتَمُ ظُلْمَةً
بِسَوَادِهَا مِنْ لَيْلَةٍ لَيْلاَءِ
وَكَذَا الدِّيَاثَةُ فِي الأَسَافِلِ إِنَّهَا
رَمَدُ العُيُونِ كَآبَةُ العَيْنَاءِ
وَتَشَبَّهَتْ نِسْوَانُهَا بِرِجَالِهَا
وَتَمَثَّلَ الذُّكْرَانُ بِالحَوْرَاءِ
وَتَبَرُّجٌ مَلأَ الشَّوَارِعَ مَنْظَرًا
كَقَبِيحِ لَوْنِ العَذْرَةِ الشَّهْبَاءِ
ثُمَّ اخْتِلاَطُ النَّاسِ حَتَّى كَأَنَّهُمْ
بِقَطِيعِ عَنْزٍ سِيقَ بِالبَطْحَاءِ
تِلْكَ الطُّبُولُ كَذَا المَزَامِرُ مِثْلُهَا
مُجَنُ الغِنَاءِ وَرَنَّةُ المَكَّاءِ
أَخْلاَقُهُمْ كَذِبٌ وَبُهْتٌ مُفْتَرًى
وَشُهُودُ زُورٍ وَاخْتِلاقُ رِوَاءِ
أَكْلُ اللُّحُومِ بِغِيبَةٍ وَسِبَابُهُمْ
يُرْدِي السَّمِيعَ بِمَنْزِلِ الصَّمَّاءِ
وَالغَدْرُ فِيهِمْ وَالخَدِيعَةُ إِنَّمَا
تُؤْتَى كَوَجْهِ تَفَطُّنٍ وَذَكَاءِ
حَسَدُ المُنَعَّمِ وَالتَّشَمُّتُ بِالّذِي
قَدْ يُبْتَلَى بِالسُّوءِ وَالضَّرَّاءِ
وَالذُّلُّ حَالُ الأَرْذَلِينَ وَنَحْوَهُ
سَارَ المُنَعَّمُ مِشْيَةَ الخُيَلاَءِ
غَضَبٌ شَدِيدٌ غِلْظَةٌ وَفَظَاظَةٌ
عَبَسُ الوُجُوهِ يَؤُولُ لِلشَّحْنَاءِ
وَتَجَسُّسٌ وَتَحَسُّسٌ وَتَنَمُّمٌ
وَتَنَقُّصُ العَالِينَ وَالأَكْفَاءِ
بُخْلٌ بِذَاتِ الكَفِّ ثُمَّ إِسَاءَةٌ
لِلظَنِّ بَعْدَ الصِّدْقِ وَالإبْرَاءِ
هَذَا لَعَمْرُك حَالُ أُمَّةِ أَحْمَدٍ
بَعْدَ التُّقَى وَتَنَكُّرِ الأقْذَاءِ
فَاحْذَرْ لِدِينِكَ أَنْ يُهَدَّ لِسَقْطَةٍ
فَالشَرُّ يَغْشَى النَّاسَ كَالعَدْوَاءِ
وَاسْمَعْ قَصِيدِي يَا مُفَرِّطُ إِنَّهُ
خَيْرُ الدَّلِيلِ لِسَالِكِ البَيْدَاءِ
فَتَعَرُّفُ البَلْوَى يُجَنِّبُ وَصْلَهَا
وَالجَهْلُ أَصْلُ الفِتْنَةِ الغَمَّاءِ
وَالنَّظْمُ بَابٌ لِلرَّشَادَةِ مُفْرَعٌ
لِذَوِي القُلُوبِ وَمُحْسِنِي الإصْغَاءِ
وَالشِّعْرُ صِنْوُ النَّبْلِ يَفْرِي فَرْيَهُ
يَوْمَ احْتِكَامِ النَّاسِ لِلهَيْجَاءِ
جَمَعَ الكَلاَمُ شَتَاتَهُ فِي مِعْصَمِي
وَرَمَى المُخَالِفَ رَمْيَةَ الأَعَْداءِ
فَاقْبَلْ هَدَاكَ اللهُ قَوْلَةَ مُشْفِقٍ
بَرٍّ رَحِيمٍ نَاصِحِ الآرَاءِ
نَظَرَ الخَلاَئِقَ لَيْلَةً فَبَدَا لَهُ
مَا أَلْزَمَ الإنْكَارَ بِالأَسْمَاءِ
مراد قرازة
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2014/12/25 06:10:16 مساءً
التعديل: الخميس 2014/12/25 06:11:19 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com