إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أنا لستُ أنا |
أرأيتم! كانت أغصاني تهتزُّ لأولادي |
واليومَ أراني أفترشُ الكلماتِ لِجلّادي |
أنا لستُ أنا |
مِن أيِّ سبيلٍ كنتُ أُبلّلُ أشعاري |
اليومَ أُجَفّفُ غَصْباً أنهاري |
أنا لستُ أنا |
كانَ الأصحابُ يدسّونَ الأسرارَ بِخابِيتي |
اليومَ أراهم في نجوى طالتْ ثِقَتي |
أنا لستُ أنا |
حرفي لمْ يبقَ جَهيراً، وانْطفأتْ |
في قلبي جَذوةُ روحي قد دُفنت |
أنا لستُ أنا |
أغنيّةُ طيري كانت تهطلُ من سُحبي غدَقا |
الآنَ أراها تهربُ من حرفي، والبُومُ رقَى |
أنا لستُ أنا |
أبكي للعشبِ إذا دَهستهُ بَساطيرُ الجندِ |
اليومَ عُيوني تلفحُها صرخاتُ الثُّكلِ ولا تُجدي |
أنا لستُ أنا |
بالأمسِ أنادمُ ألوانَ الكلماتِ على وَرقي |
اليومَ تُراودُني عثراتُ الخبزِ على الطُرقِ |
أنا لستُ أنا |
أنا دمعٌ صَبٌّ حينَ أرى صبيانَ بلادي |
والآنَ جفوني أسبلُها، والأرضُ تُنادي |
أنا لستُ أنا |
أرأيتم كيفَ طواحينُ البلدانِ تسوقُ رَحاها |
من فوقِ عظامي، واندرستْ روحي والدمُّ سقاها |
أنا لستُ أنا |
أرأيتم كيفَ تُميتُ النفسُ أمانيها |
إن جاءَ الخوفُ وغطَّى الذّلُّ لياليها |
أنا لستُ أنا |
جرحي يزدادُ نزيفاً إنْ لمْ أغضبْ |
لمَ تلوونَ الأعناقَ إذا تغضبْ؟ |