عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > مصر > محمد حمدي غانم > شيءٌ بينَنا

مصر

مشاهدة
635

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

شيءٌ بينَنا

نَعدو إلى التِّلقاءِ غَضْبةَ ثائرٍ
وتَلَهُّفَ الأعداءِ لا الأحبابِ
وكأنّنا خَصْمانِ في أرضِ الوَغَى
تُدمِي العيونَ طبائعُ استِذْآبِ
فتَودُّ تَخمِشُ مُهجتي أَظفارُها
وتَودُّ تَنهَشُ جِيدَها أنيابي
فإذا بها تَغفو بِصدري طِفلةً
كيمامةٍ تَنسابُ في أَسْرابي
وتَقولُ تَكرهُني، فأَلثِمُ خدَّها
وتُذوبُ بينَ دُموعِها أهدابي
وبلحظةٍ نَصفو بِغيرِ مَلامةٍ
وأُذِيقُها هَمْسي ولَحنَ تَصابي:
***
بيني وبينَ الشِّعرِ سِربُ بلابلٍ
يَرنو إلى عينيكِ باستغرابِ
أدنو ولا أدنو ويَنداحُ المَدَى
ألوانَ طَيفِ مُذهِلِ الإطرابِ
يا أنتِ يا أَبَدِي بِكَونٍ صاغَهُ
نِسبيّةُ الأبعادِ والأَحقابِ
يَنسابُ عِطرُكِ في شهيقي مُنبِتًا
سُدُمًا مِن الرَّيحانِ والأعنابِ
ماذا سأفعلُ في كواكبِ لهفتي
منّي تَفِرُّ لِحُسنِكِ الجذّابِ؟
تتناثرُ الأقمارُ بينَ حُطامِها
عندَ انعكاسِ ضِيائِكِ الزِّريابي
إنّي جعلتُ العُمرَ ليلةَ عاشقٍ
أغزو سماءَكِ باحتراقِ شِهابي
لا تَسأليني: أينَ آخرُ حُبِّنا؟
ما الضوءُ يَبلغُ منتَهى إعجابي
***
ويَرُوعُ قلبي أنْ تلاشتٍ مِن يَدِي
هلْ كُنتُ مجنونا حَضنْتُ سَرابي؟!
فإذا بها ذابتْ بصدري نَبضةً
تَسرِي إلى الشِريانِ والأعصابِ
يا كيفَ نَعشقُ حينَ نُعلنُ كُرهَنا
يا كيفَ تَنزِعُ رِيحُها أبوابي
لا ليسَ حُبًّا.. ذاكَ شيءٌ بينَنا
يَخفَى عنِ الشعراءِ والكُتّابِ
لا تَسألوني كيفَ أحضُنُ عِطرَها
أو كيفَ راقصَ طَيفُها أثوابي
أو كيفَ حولي حلّقتْ أشياؤها
والحُورُ تَشدو عازفاتِ رَبابِ
أو كيفَ أنظرُ في الجِدارِ شُرودَها
فأُقبّلُ الأحجارَ باستعذابِ!
أو كيفَ في سُهدي أُتمتمُ بِاسْمِها
عَذْبًا فأَسْكَرُ عنْ لهيبِ عَذابي
أو كيفَ أَرسُمُها جَناحَ فَراشةٍ
وشِفاهَ نَبْقٍ واخضرارَ الغابِ
ورحيقَ فَجرٍ وابتسامةَ زهرةٍ
وتَعانقَ الأشجارِ واللَّبلابِ
أو كيفَ في عُنفٍ أُمزّقُ شِعرَها
لو قدْ أغارُ لأتفهِ الأسبابِ
أو حينَ أَكرَهُها وأَلعنُ هَجرَها
أو حينَ أهجو شَعْرَها بِغُرابِ
وأَسُبُّ خدّيها بِنزفٍ مِن دَمِي
وأُغيمُ ناعسَ بدرِها بِسَحابي
فتَظلُّ تَرميني بِحُمقِ تَوَهُّمي
وتُعيِّرَنِّي كيفَ طاشَ صوابي
وتقولُ تُبغِضُني، فأُعلِنُ أنّها
مِلْكي وأنَّ زُهورَها بِتُرابي
وأقولُ إنّي سوفَ أَكسِرُ كِبْرَها
وأَجُرُّها جَبْرًا إلى مِحرابي
ولَسَوفَ تَشدو لي بألفِ قصيدةٍ
تَرجو تَذُوقُ هَوَايَ باستعتابي
ولَسَوفُ أَربِطُ قلبَها بِسلاسلي
وجدائلِ الأزهارِ في سِردابي
حتّى تَبوحَ بِكلِّ ما ضَنَّتْ بهِ
وتُقِرَّ حبّي لحظةَ استجوابي
تَروِي الجَوَى بالدمعِ ثمَّ تُذيقُني
شَهدَ الخُضوعِ بِثغرِها الكذّابِ!
ولسوفَ... أُقسمُ سوفَ... وَهْيَ تَغيظُني
وتُهدِّدَنْ قلبي بِكلِّ عِقابِ
أعلنْتِ ساعةَ صفرِنا فتَخيّري
أرضَ التحدّي والتقاءَ حِرابِ
نَعدو إلى التِّلقاءِ غَضبةَ ثائرٍ
وتَلَهُّفَ الأعداءِ لا الأحبابِ
فيَضُمُّ شَطُّ البحرِ هادرَ مَوجِها
ويَذوبُ حِصنُ الرملِ في تَرحابِ!
***
لا تسألوني.. ذاكَ شيءٌ بينَنا
يَعلو على الأسماءِ والألقابِ
هيَ حسْبُ تلكَ، وذا بعينيها أنا
سِرٌّ عَصِيُّ الشرحِ والإسهابِ
أناْ حسبُ أهواها بِكلِّ عيوبِها
أناْ قدْ فُتِنتُ بِسِحرِها الخلاّبِ
محمد حمدي غانم

29/12/2014
التعديل بواسطة: محمد حمدي غانم
الإضافة: الأربعاء 2014/12/31 01:16:40 صباحاً
التعديل: الأربعاء 2014/12/31 12:41:46 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com