إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
رحمة |
يا الومضة في ديجور الظُلمة |
من أيّ حنينٍ أبدأ |
سردَ مقاماتي؟ |
نارٌ عَتّقها الشوق |
والنبضةُ أدمتْ قلبَ العاشق |
أنهكها خفقانٌ أبديّ |
يا رحمة |
للصبر صليلٌ ورديّ |
أنشر ورديّةَ صمتي |
حين تضجّ حكاياتُ الغربة فيّ |
لمّا انتبهتْ غافلتي |
ال ما غفلتْ يوما |
ندَهَتْ . |
أين تُراك؟ |
ما أندى تلك النظرة |
كانت تُلبسني إكليلاً |
من عبَق الصبح |
ما أروعَ أن أتماهى فيك |
إلى أن يغسلني النور |
يُلهمني آلائي وجهُك |
وحين تُعَرّي روحي الكلمات |
يكسوني وجدُك |
أستبقُ إليكَ دقائقَ عمري |
أخشى أن تخذلني برهة سنواتي |
كنتُ نشدتكَ في ذاتي |
أين تُراك؟ |
أينعتَ زماناً في وجعي |
فأحلتَ سُقامي ترياقا |
وتلمّستَ ذبالة روحي |
فجعلتَ العتمة إشراقا |
أين تُراك؟ |
وأين تُرى غابت رحمة؟ |
رحمة كانت آخر بابٍ |
إن وُصِدتْ في وجهي الأبواب |
رحمة كانت آخر خيطٍ |
إمّا انقطعتْ كل الأسباب |
رحمةُ |
حينَ تلبّستَ الروحْ |
غمرَتني |
هجعت في جسدي |
روحاً من إلفة |
نسجَتني ألَقاً |
من نور وعبير |
فغدوتُ كياناً من لهفة |
أين تُراك؟ |
يا رحمة.. |
طيفك مُذ باتَ يناديني |
فتّحتِ نوافذ تكويني |
والريح تُعَرّي أعصابي |
تبذرُ في حقل الروح زؤانا |
وغيومٌ في أفقٍ مهجورٍ |
تمطرُ إحساسي مِلحا |
يطحنني تفكيرٌ محموم |
تأكلني غربانٌ سوداء |
ووحوشُ الغربة لا ترحم |
إيهٍ رحمة |
الرحمةَ يا حَصّادَ علامات الشكّ والاستفهام |
الرحمةَ يا جابي الملحِ |
الذائبِ في جرحي |
أفترشُ نهاري |
فيُغطّيني ليلٌ أعمى |
خذني لزمانٍ غير زماني |
كي تصنعَ مني غيري |
بَدّل تاريخي |
أفكاري ناري |
عمري عصري |
كريات دمي .. |
جينات أبي حتى الجدّ السابع |
واخلعني مني |
وأعِدْ تشكيلي |
لكن |
حاذر أن تجمعني بي |
قبلَ ولا بعدَ التكوينْ |
وارسمني عند وضوح الرؤيا |
بالأبيض والأبيض |
فأنا ناصعةٌ أعماقي |
وجهي لا يخضعُ للتلوين. |