أغمضتَ عينكَ حتى نبصرَ الألَقا | |
|
| ووهجُ نبضكَ من أعصابنا دَفَقا |
|
قالوا جثا الليلُ معقوداً بدُهمَتِهِ | |
|
| وغيّبوكَ بقلبِ الليلِ فانفلَقا |
|
يا مَن صنعتَ من القضبان مدرسةً | |
|
| وهجعة القبر قد سَوّيتَها أفقا |
|
لملمْتَ أمّتنا قلباً على قسَمٍ | |
|
| لمّا تناثرتَ قرباناً بها مِزَقا |
|
تلاطَمَ الليلُ والإعصارُ لُجّتُهُ | |
|
| أنجاكُ ربّكَ إذ أسطولُهم غرقا |
|
هم أحرصُ الناس أن يحيَوْأ فأورَثهم | |
|
| حِرْصٌ عليها وقد غُلّوا بها قلَقا |
|
فما الحياةُ لمن يضنى بها ولها | |
|
| إلا ابتلاءً ونكراناً لمن عشقا؟ |
|
وسَكرةُ الموت حين الموتُ صَنْعَتُه | |
|
| م ذوقوهُ لكن هواناً شائكاً زهَقا |
|
وصيحة الحق يوم الحق موعدنا | |
|
| من ذا يَحيدُ عن الوعد الذي صَدَقا؟ |
|
تشَقّقُ الأرضُ عنهم ثم تلفظهم | |
|
| فيسقطونَ على أعقابها فَرَقا |
|
الشيخُ لم يسأل الأيامَ لو سِنَةً | |
|
| وقد أناخَ على أجفانه الأرَقا |
|
فأنبتَ الصحوَ في أحداقنا وغفا | |
|
| وظلّ فينا غزيراً يانعاً غَدِقا |
|
يا للمعلّم لمّا صابَه نصَبٌ | |
|
| توَسّدَ الحرفَ والبارودَ ثمّ رَقى |
|
وانصبَّ فوقَ جراح الأرض فالتأمتْ | |
|
| وأسكنَ الألمَ المسفوحَ حين رقى |
|
فرتّلَ الكونُ أصداءَ الحروف له | |
|
| وأشعلَ الدمُ في تاريخنا الوَرَقا |
|
كم نازلتهُ عصيباتُ الزعافِ دُجىً | |
|
| سلوا المضاميرَ مَن في أوجها سَبقا |
|
سلوا الضوامرَ والفرسانَ هل شهدوا | |
|
| ذاك الذي خلّفَ الأيامَ وانطلقا؟ |
|
ما أتعبَتهُ العَوادي عَدّها وعَدا | |
|
| وكلما ضيّقوها حوله سَمَقا |
|
بالسجنِ بالنار ما لانتْ عزائمُه | |
|
| ساموهُ مَكراً فأعيى مَكرَهم رَهَقا |
|
مَن أشعلَ الروحَ قنديلاً وقافية؟ | |
|
| وبثَّ في دمنا من طِيبِه عَبَقا |
|
يا غرّة العصر والأجيالُ تذكرُه | |
|
| طوّقتَ بالعهد منا القلبَ والعُنقا |
|
فليشهد الدهرُ أنا لا ننامُ على | |
|
| عهدِ قطعناهُ حتى نسْلِمَ الرّمَقا. |
|